G.M.K Team
G.M.K Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (1)
د. مهدي كاكه يي
إن كوردستان كانت مهد الحضارات و إبتكار الكتابة و الأرقام. الحضارات السومرية و الإيلامية و الميدية و الساسانية التي أقامها أسلاف الكورد، تشهد على عراقة الشعب الكوردي و مساهمته الكبيرة في بناء صرح الإنسانية على كوكبنا الأرضي. اللغة التي هي وسيلة التفاهم و التواصل الإنساني، بدورها تم تطويرها منذ آلاف السنين من قِبل أسلاف الكورد و حصلت فيها تغييرات كبيرة عبر التأريخ نتيجة تطوّر حياة الإنسان و الظروف التي عاشها أسلاف الكورد و وطنهم من غزوات و حروب و إحتلال و إنتصارات و هزائم و هجرات و جوع و مرض و مدى توفر مصادر العيش من مياه و صيد و زراعة.
مع تطور اللغة، تطورت الكتابة بدورها لتواكب التطور الذي شهدته اللغة. منذ سقوط الدولة الميدية الكوردية في عام 560 قبل الميلاد، أي منذ حوالي 26 قرناً لم يتم تأسيس دولة كوردستانية تضم كافة أنحاء كوردستان، رغم أنها ظهرت خلال هذه الفترة دول و إمارات كوردية عديدة، إلا أنها لم يمتد حُكم أي منها الى كامل الرقعة الجغرافية لكوردستان. كما أنه تم إحتلال كوردستان و تقسيمها بين عدة دول التي فيها إستلم الحكم أُناس عنصريون و شموليون حاولوا بمختلف الوسائل أن يُبيدوا الشعب الكوردي و يقضوا على معالم و آثار وجود هذا الشعب الذي هو أحد أعرق شعوب العالم، لسرقة وطنه و نهب خيرات بلاده. كما هو معروف فأن اللغة هي إحدى أهم معالم شعبٍ ما، و لذلك حاول و يحاول محتلو كوردستان و السياسيون و الكُتّاب العنصريون طمس و تشويه التأريخ الكوردي و إظهار الشعب الكوردي و كأنه شعب طارئ على المنطقة و بلا تأريخ و يفتقر الى اللغة.
إن ظهور العولمة و التقدم الهائل في وسائل الإتصالات و المعلومات عن طريق الإنترنت و الفضائيات و الموبايل و غيرها و بروز معالم نظام عالمي جديد و بدء الشعوب المقهورة و المسلوبة الإرادة بالإنتفاضة و الثورة على المحتلين و على الحكومات العنصرية و الشمولية البدائية المتخلفة و التغييرات التي حصلت و تحصل في منطقة الشرق الأوسط و في جنوب غرب آسيا و خاصة في الدول المحتلة لكوردستان و إنهيار صرح هذه الحكومات العنصرية المتخلفة و تأسيس إقليم شبه مستقل في جنوب كوردستان، كل هذه التطورات الإيجابية لشعب كوردستان ساعدت و تساعد على إكتشاف معالم حضارة الشعب الكوردي و عراقته و إمتداد جذور وجوده في وطنه منذ بدء الخليقة. هكذا بدأ يظهر التأريخ العريق للشعب الكوردي و تنكشف محاولات العنصريين في تزييف حقائق التأريخ الكوردي و عراقة حضارته و لغته. لذلك إرتأيتُ أن أكتب نبذة مختصرة عن تأريخ اللغة الكوردية بعد ظهور معلومات جديدة في هذا المجال لتبيان دجل و أكاذيب العنصريين الذين يتناولون الحضارة و اللغة الكوردية و لوضع هذه المعلومات التأريخية في متناول الكورد الذين يجهلونها و يتساءلون عن تأريخ لغة شعبهم و عُمق جذورها التأريخية.
إستعمل أسلاف الكورد، السومريون (صور رقم 1-3) و الإيلاميون (صور رقم 4-5) و الميديون (صورة رقم 6) الكتابة المسمارية التي هي نوع من الكتابة التي كانت يتم نقشها على ألواح الطين و الحجر و الشمع و المعادن و غيرها و التي كانت مُستعملةً من قِبل الشعوب القديمة في جنوب غرب آسيا. اللغة الكوردية هي أيضاً إمتداد للغة الميتانية، حيث أن تدوين لوحات ملوك الأشوريين تم باللغة الكوردية القديمة التي معظم مفرداتها لا تزال باقية في اللغة الكوردية الحالية. كما أن الكورد هم أصحاب التراث اللغوي والتأريخي لسكان المنطقة.
المفكر الكوردستاني مسعود محمد يتوصل في بحثه المنشور في كتابه المعنون "لسان الكُرد" الصادر في عام 1987، الى أن الكتاب المقدس للديانة الزردشتية، الآڤێستا، مكتوبة بِلغة كوردية قديمة، حيث أن اللهجة الموكريانية هي نفسها لغة الآڤێستا و لا يزال الموكريانيون في شرق كوردستان محافظين على لُغة الآڤێستا و يتكلمون بها. كان الميديون يستعملون الخط المسماري في الكتابة و أحياناً الخط الهيروغليفي الذي تغيّر شكله نسبياً بعد أن أصبحت الزردشتية الدين الرسمي للبلاد، إذ تم إستخدام حروف مشابهة للمسمارية في كتابة " الآڤێستا"، و التي تُسمّى "اللغة والكتابة الآڤێستية" (صورة رقم 6). اللغة الپهلوية كانت اللغة الرسمية للدولة الساسانية و التي كتابتها عبارة عن كتابة مقطعية مأخوذة من الأبجدية الآرامية (صورة رقم 7)، حيث أن اللغة الكوردية هي وريثة اللغة الپهلوية.
د. مهدي كاكه يي
إن كوردستان كانت مهد الحضارات و إبتكار الكتابة و الأرقام. الحضارات السومرية و الإيلامية و الميدية و الساسانية التي أقامها أسلاف الكورد، تشهد على عراقة الشعب الكوردي و مساهمته الكبيرة في بناء صرح الإنسانية على كوكبنا الأرضي. اللغة التي هي وسيلة التفاهم و التواصل الإنساني، بدورها تم تطويرها منذ آلاف السنين من قِبل أسلاف الكورد و حصلت فيها تغييرات كبيرة عبر التأريخ نتيجة تطوّر حياة الإنسان و الظروف التي عاشها أسلاف الكورد و وطنهم من غزوات و حروب و إحتلال و إنتصارات و هزائم و هجرات و جوع و مرض و مدى توفر مصادر العيش من مياه و صيد و زراعة.
مع تطور اللغة، تطورت الكتابة بدورها لتواكب التطور الذي شهدته اللغة. منذ سقوط الدولة الميدية الكوردية في عام 560 قبل الميلاد، أي منذ حوالي 26 قرناً لم يتم تأسيس دولة كوردستانية تضم كافة أنحاء كوردستان، رغم أنها ظهرت خلال هذه الفترة دول و إمارات كوردية عديدة، إلا أنها لم يمتد حُكم أي منها الى كامل الرقعة الجغرافية لكوردستان. كما أنه تم إحتلال كوردستان و تقسيمها بين عدة دول التي فيها إستلم الحكم أُناس عنصريون و شموليون حاولوا بمختلف الوسائل أن يُبيدوا الشعب الكوردي و يقضوا على معالم و آثار وجود هذا الشعب الذي هو أحد أعرق شعوب العالم، لسرقة وطنه و نهب خيرات بلاده. كما هو معروف فأن اللغة هي إحدى أهم معالم شعبٍ ما، و لذلك حاول و يحاول محتلو كوردستان و السياسيون و الكُتّاب العنصريون طمس و تشويه التأريخ الكوردي و إظهار الشعب الكوردي و كأنه شعب طارئ على المنطقة و بلا تأريخ و يفتقر الى اللغة.
إن ظهور العولمة و التقدم الهائل في وسائل الإتصالات و المعلومات عن طريق الإنترنت و الفضائيات و الموبايل و غيرها و بروز معالم نظام عالمي جديد و بدء الشعوب المقهورة و المسلوبة الإرادة بالإنتفاضة و الثورة على المحتلين و على الحكومات العنصرية و الشمولية البدائية المتخلفة و التغييرات التي حصلت و تحصل في منطقة الشرق الأوسط و في جنوب غرب آسيا و خاصة في الدول المحتلة لكوردستان و إنهيار صرح هذه الحكومات العنصرية المتخلفة و تأسيس إقليم شبه مستقل في جنوب كوردستان، كل هذه التطورات الإيجابية لشعب كوردستان ساعدت و تساعد على إكتشاف معالم حضارة الشعب الكوردي و عراقته و إمتداد جذور وجوده في وطنه منذ بدء الخليقة. هكذا بدأ يظهر التأريخ العريق للشعب الكوردي و تنكشف محاولات العنصريين في تزييف حقائق التأريخ الكوردي و عراقة حضارته و لغته. لذلك إرتأيتُ أن أكتب نبذة مختصرة عن تأريخ اللغة الكوردية بعد ظهور معلومات جديدة في هذا المجال لتبيان دجل و أكاذيب العنصريين الذين يتناولون الحضارة و اللغة الكوردية و لوضع هذه المعلومات التأريخية في متناول الكورد الذين يجهلونها و يتساءلون عن تأريخ لغة شعبهم و عُمق جذورها التأريخية.
إستعمل أسلاف الكورد، السومريون (صور رقم 1-3) و الإيلاميون (صور رقم 4-5) و الميديون (صورة رقم 6) الكتابة المسمارية التي هي نوع من الكتابة التي كانت يتم نقشها على ألواح الطين و الحجر و الشمع و المعادن و غيرها و التي كانت مُستعملةً من قِبل الشعوب القديمة في جنوب غرب آسيا. اللغة الكوردية هي أيضاً إمتداد للغة الميتانية، حيث أن تدوين لوحات ملوك الأشوريين تم باللغة الكوردية القديمة التي معظم مفرداتها لا تزال باقية في اللغة الكوردية الحالية. كما أن الكورد هم أصحاب التراث اللغوي والتأريخي لسكان المنطقة.
المفكر الكوردستاني مسعود محمد يتوصل في بحثه المنشور في كتابه المعنون "لسان الكُرد" الصادر في عام 1987، الى أن الكتاب المقدس للديانة الزردشتية، الآڤێستا، مكتوبة بِلغة كوردية قديمة، حيث أن اللهجة الموكريانية هي نفسها لغة الآڤێستا و لا يزال الموكريانيون في شرق كوردستان محافظين على لُغة الآڤێستا و يتكلمون بها. كان الميديون يستعملون الخط المسماري في الكتابة و أحياناً الخط الهيروغليفي الذي تغيّر شكله نسبياً بعد أن أصبحت الزردشتية الدين الرسمي للبلاد، إذ تم إستخدام حروف مشابهة للمسمارية في كتابة " الآڤێستا"، و التي تُسمّى "اللغة والكتابة الآڤێستية" (صورة رقم 6). اللغة الپهلوية كانت اللغة الرسمية للدولة الساسانية و التي كتابتها عبارة عن كتابة مقطعية مأخوذة من الأبجدية الآرامية (صورة رقم 7)، حيث أن اللغة الكوردية هي وريثة اللغة الپهلوية.
التعديل الأخير: