مشهد هارب من خيال سكير المدينة ( ديوان سكير المدينة )

أوسكار عامودا

أوسكار عامودا
جيل يتدفق

إلى فضاء اللامبالاة

حاملين أرواحهم كقرابين لغضب تنانين البحر .

سُيّق الأقزام خيولهم إلى إسطبل الطاعة

وتسابقوا في مسح الأرض بذيول أحصنتهم وإن قُطعت ،

نعال الخيول تترك أثراً غبارياً في حلبات التيه ،

وتلعب بكرة الدم المبعثر بين أماكنها المتنقلة خططاً من خيال الشرق والغرب ،

خارطة تقسم بأقلام وهمية مؤقتة في حماية ممتلكات من عصر ماقبل الموت ،

سرعان مايختفي حبرها بأوامر من جنرال الشر ،

حروب جُمدت أرصدة الضمير في بيوت مسقوفة بأجنحة طائرات

حملت بمراوحها الترهيب كجرعات صمتٍ مدروس في الغرف المظلمة ،

حُراسها بنادق لا يجيدون التصويب إلا بمنظار الأخوة المقدرة في حكم اللغة ،

لغة ركيكة ببلاغتها في عرف الضمائر ،

قاسية محملة برائحة البارود وغليان دم مروض بعلوم مافياوية ،

جديدٌ يحمل هندام التجويد وينظم طوابير خرساء ،

ويبني سوراً لمقبرة مقدسة في مزار التاريخ ،

مزار ذاكرة الدم وعاطفة الوطن المنهكة منذ تجويد اللسان

على نطق الشهادة المنظمة .

زوابع من فوضى الولاءات يقدمنها مقاولي الحياة لسيد الشر ,

ثمة نوايا سرية

معربدة بجندبة الأيام

للدخول في هشاشة المدن بالحرائق ,

ثمة أوجه تُراوغ

بالحيّل الشرعية المُدرجة في حكم الثرثرة ،

وفي مختبرات من صُرر النفاق المتواجد بجدارة في روتين باعة الكلام ،

في ذاكرة الحياة بضع قبائل مهاجرة على لوح النسيان ،

قبيلة الامس بعثرت خيامها مع الريح ،

قبيلة اليوم

حكامها حُشروا في التاريخ على عربةٍ عرجاء تقودها إثنا عشر ذئباً مع أحفادهم ،

وقبيلة الغد

تبحث عن فرسان ذوو ربطات العنق كرسنٍ تجرّ به مُعتقدات جديدة ،

تلك القبائل نسيت قوافلها في صحراء الخيال ،

وبدّدت كنوزها المسروقة كهِبة من التاريخ .

النقلُ من مخيلة إلى مخيلة مُتعبة للذي لا يملك مقياساً لعضلاته

أو مكابح للوقت المحاصر زمنه ،
 
أعلى