وعجلتُ إليكَ ربِّ لترضى | لا حياةَ بدون صلاة

almkurdistan

مراقبة عامة
1286.gif



يا الله ، واللهِ لا يشعرُ المرء بالنعمة إلاّ حينما يتذوق مرارة الفقد والحرمان
فما إن يهبه الله النعمة ، ويرزقهُ إياها ، حتى يشعُرَ بالفرق

ولسانُ حاله يقول : شتّانَ شتّان
وهكذا الشعور ، لمن غرق في طوفان البُعد عن الجادة ،
وسرقته خطوبٌ شتّى مِن الغفلة
فبعد ظلام الدروب ، يأتيه نور الهداية يُبدد مُدلهمّات تفاصيل أيامه ،
ليشرع في سجود شُكرٍ طويل :
يارب الثّباتَ الثّبات ، حتى الممات .






1287.gif




805.png





الصلاة ، عماد الدين وركُنه الثاني
لا تطيبُ الحياة إلاّ بها ، ولا يستقيم عمل الإنسان إلاّ بها ،
فبدونها يضيعُ الجُهد هباءاً
وتذهبَ الروحُ في ضياع ، و تُحرمَ الجنة التي وعد الله المتقين ،
فيا حسرةً على هذا المئال
وما أبئس الحال وأحزنه ، إن كان ذلك طريقاً يرسمه
صاحبُ عقلٍ لنفسه ولروحه التي بين جنبيه


806.png



مُظلمٌ ذلك الطريق أن تكونَ بعيداً وبعيداً جداً عن ذلك الحبل
الذي يصلك بالله فهذا لسان حال من فرط فيها
وأدرك أنه على شفا حُفرة من الهلاك حيثُ لا ندمَ ينفع ولا
حسرة تُقدم شيئاً إن لم يستجب لنداء الضمير

بل قبله نداء الله سبحانه ، حيثُ قال عز من قائل :


{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا


لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ *





مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }




فيقول :




قد انهكتني الدروب المظلمة ، بل وقتلت فيني كل أملٍ ورجاء

ورمى علي ذلك الشعور بالوحدة والوحشة في هذه الحياة ضلاله ،
فأودى بي إلى شخص يبحث عن عقله !
أوتعلم إحساسي يامن تقرأ الأحرفَ والكلمات ، أيصلك شتات
دروبي ، عبر أثير الأسطر هذه ؟
ولكني أجزم مهما بلغ الإحساس في أسطري ،
فلن تُعايش ربعاً من معاناتي !




لقد كنتُ بعيداً عن سمو الإنسانية بل البشرية برمتها


كنتُ أفتقد ذلك الشيء ، وليس عن جهل بل تعمدت فقده ،
وإني على يقين بإن كثيراً مثلي !
كنتُ أعلم أن الله تعالى يقول في محكم التنزيل :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }



ويقول : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }

ويقول : {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }




كُنت أعلم ذلك كُله ، وفقدت بغفلتي وبُعدي لذة العبادة لله سبُحانه



ماهنأت في حياتي ولا سُعدت ، صحتي معلولة ،
ورزقي مُنقطع ، والقلب يا حسرتي يأن ويبكي
فقدتُ الصحبَ والأخوان ، ممن تعبوا في نصحي وتمنوا لي الهداية ،
يوماً عن يوم أزداد غُربة ووحدة
ومع هذا كله ماتعظت ، بل تماديت وضللت !





وقاسيتُ صنوفاً شتّى من الآلام ، أهلكتُ عمري
بطاعتي للهوى والشيطان




وذات مرة ، ألم بي موقف عصيب ، واحتواني خوفٌ شديد ،
فما وجدتُ نفسي إلا صارخاً بأعلي صوتي :




يارب ][ صرختُ به لأستنجد






ثم سكنت وهدأت ، وبعدها انفجرت في بكاء شديد

كيف لي أن أنادي يارب ، وقد قصرت في حقه وابتعدت عنه ؟
بأي وجه ألقاه وأنا كنُت دائمَ الجحود لنعمه وفضله ؟
كيف كنتُ استخسر ركعات قليلات
لُشكره على عديد نعمه علي ؟




وبعدها صحوت وعاد إلي رشدي ، حررته من
قيد الهوى والشيطان

وعزمت على توبةٍ نصوح ، لا عودة بعدها للذنب أبداً ،
فوالله كانت حياتي كبهيمة ،
بدون صلاة ، وما إن لازمت مسجدي وسجادتي التي
أسجد عليها حتى شعرت أني إنسان !
فمن أنا بدون قربٍ من الله ، وأنا كُلي من رأسي حتى
أخمص قدمي غارق في نعم الله





807.png





سبحان الله ، ذلك حال من كان أو كانت

][ بدون صلاة ][




فيامن هو مُلازم لمسجده

ويامن هي مُلازمة لسجادتها في بيتها
احمدوا الله أن أكرمكم بوصله وثبتكم على ذلك




ويامن هو هاجرٌ لمسجده

ويامن هي هاجرةٌ لسجادتها في بيتها
ارحموا أرواحكم قبل فوات الآوان ، وعودوا وأنيبوا إلى ربكم الرحمن






فوالله إن صَلُح حالكم ، وحَسُن وقوفكم بين يدي الله ،
في هذه الدنيا الفانية

صَلُح أمركم وحَسُن وقوفكم أمام الملكِ العلام ،
يوم يقوم الأنام إلى الحساب فإما جنّةٌ أو نار
فالخير كل الخير في صلاتك ، هي من تنهاك عن الفحشاء والمنكر ،
إن أنت أحسنت أدائها




هي السبيل لراحة البال وسكينة القلب ،

كلما همت بك سحابة هم وغم ، كيف لا ، وأنت فيها ،
في لحظة السجود تكون أقرب إلى الله ، فتسأله يعطيك
أنظر إلى صاحبنا ، بعد أن عاد إلى ربه ، ولزم مسجده ،
وحافظ على فروضه الخمس ، تبدل حاله إلى الأفضل
غادرته الهموم ، وبورك له في رزقه ، وإن ضاقت به الأرض بما رحُبت ،
فركعتان في سواد الليل كفيلة بإن تسعد قلبه وخاطره




808.png






لنكن صادقين في عودتنا إليه ، ولنكن جادين في
قلب صفحة الماضي وبدء واحدة جديدة ، مع الواحد الأحد

ولإن وقفتنا اليوم هي مع صلاتنا ، التي هي حبل صلة
بيننا وبين خالقنا ، نورد هذه العثرات التي هي بسيطة
وبسيطة جداً أمام كبير العزيمة لتركها =) ،
مرفقٌ معها حلول نافعة بإذن الله ،




1288.gif





1289.gif





1290.gif








آخر القول دُعاء ، ومن الرحمن نسأله الإجابة



اللهم وفقنا لكل خير وصلاح من قولٍ وَ عمل

وأصلح اللهم ماظهر منّا وما بطن ، آمين ،

/

يرعاكمُ الرحمن
 
بـــــارك الله بك عزيزتي طرح يشرح الصدر
كل الشكر الك
 
اللهم اعنا على الصلاة و حسن عبادتك ...
بارك الله بك ولك الم و جزاكي كل خير ...
 
أعلى