مملكة آلالاخ
في عام ( 2700 ) قبل الميلاد و في الجهة الجنوبية الغربية من كرداغ
أقام الكورد مملكة باسم ( آلالاخ ) المعروف بتل عطشانة حالياً
و قد أشار العديد من المؤرخين إلى أن هذه المملكة بقيت مستقلة و عامرة
حتى عام ( 1900 ) قبل الميلاد
وكانت منطقة كرداغ تقع ضمن حدود هذه المملكة لكن الفرعون المصري
( سنوسرت ) شن هجوماً عليها و أخضعها لحكمه
لكن الأهالي لم يتوقفوا عن الانتفاضات و التي كانت تقمع بوحشية من
قبل الفراعنة
إلى أن قام الهوريون بالهجوم على الفراعنة و تخليص أراضي الكورد
و خاصة مملكة الالاخ من سطوتهم
فانسحب الفراعنة إلى الجنوب و هنا أقام الهوريون مملكة كبيرة باسم
( الميتاني أو الميتاني هوري ) و كان المصريون يطلقون على شمال
سورية بموطن ( خورو أو هورو )
وكانت المملكة الميتانية كبيرة تضم كل الأراضي الكوردية و تمتد من الشرق
من جبال زاغروس إلى الغرب ماراً بجنوب نوزي ( كركوك الحالية ) قاطعاً
النهر الكبير حتى يصل إلى جبال عبد العزيز
الواقع جنوب شرق حلب وصولاً إلى البحر المتوسط
و من أشهر قراها الأثرية ( متينا أو ميتانا و قلعة النبي هوري )
أما مملكة الالاخ فقد حكمها العديد من الملوك و من أشهرهم
ياريم ليم الذي وجد بقايا قصره بقاعاته و أجنحته و أقسامه و تمثال لرأسه
و الملك تاكوم اللذان حكما خلال القرنين الثامن والسابع عشر قبل الميلاد
و قد أكد علماء الآثار أن الالاخ هي مملكة كوردية بحق حيث اظهروا العديد
من الشواهد على ذلك منها عدم قيام شعبها بأية ثورة ضد الإمبراطورية
الميتانية أو ضد الميديين لأنهم كانوا أكراداً
و يقول الأستاذ ( واولي ) رئيس إحدى البعثات الأثرية في الالاخ
( أن الفخار المكتشف في الالاخ و نوزي ( كركوك ) هو نموذج واحد بكل
المقاييس ) كما قال (أخرجنا أشياء من الالاخ سواء بعض القرميد أو الزجاج
و حتى طريقة البناء و العمارة لم تكن تختلف عن الأشياء التي أخرجت من
الأماكن الأثرية الواقعة ما بين دجلة و الفرات )
كما تبين المصادر التاريخية إلى أن الكورد كانوا يدفنون موتاهم ضمن جرار
( كوبان ) منذ ألف سنة قبل الميلاد
و في الالاخ أيضاً اكتشف من الموتى من كانوا مدفونين ضمن ( كوبان )
و ها نحن نفتح صفحة أخرى من صفحات تاريخنا المنسي
ترى لو نطق تراب الأرض ذات يوم ماذا كان سيقول عما تحويه باطنها
من تاريخ ما يزال الكثيرون يصرون على محوه و اندثاره
