إمارة الأمير محمد باشا الرواندوزي




إمارة الأمير محمد باشا الرواندوزي
أسباب توسعها ومن ثم سقوطها







على الرغم من إن تاريخ إمارة سوران(1) في راوندوز أقدم بكثير من أيام حكم
الأمير محمد الراوندوزي ولكن لم تتمكن خلال هذه المدة إن تصل قوتها وتوسعها كما وصلت إليها في فترة حكم الأمير
محمد الأعور(1820م-1836م) وصحيح إن لموقع مدينة راوندوز أهمية كبيرة وهي منذ القرون الوسطى تتمتع بموقع حصين وإنها محصنة ولها ثقافتها الخاصة.
وأصبحت مدينة راوندوز عاصمة لإمارة سوران في زمن
الأمير محمد باشا وفي زمن هذا الأمير
أصبحت إمارة سوران قوية وتوسعت حدودها ووصلت إلى قمة تقدمها وقوتها بحيث تنافس القوى المجاورة لها وصارت مصدر قلق وخطر للأمارات الكردية المجاورة لها وكذلك هددت الأمن القومي لكل من إيران والدولة العثمانية وأصبحت الدولتان تحسبان لها ألف حساب.
وجدت في تاريخنا الكوردي الطويل عدة إمارات منها كانت قوية وأخرى ضعيفة ولكن لم تصل أية إمارة كوردية إلى تلك القوة التي وصلت إليها إمارة سوران في زمن ألأمير محمد باشا. والعجيب إن هذه الإمارة توسعت بسرعة مذهلة وسقطت أيضا بسرعة وكانت مفاجئة لجميع الأطراف ومن خلال تاريخ هذه الإمارة الطويل نستطيع إن نتلمس عدة عوامل رئيسية وأخرى ثانوية أثرت عليها وان جميع هذه العوامل اجتمعت معاَ وأدت إلى إنشاء هذه الإمارة ومن هذه العوامل هي كالأتي: واقع المنطقة وإستراتيجيتها كان لها دور بارز في تكوين إمارة راوندوز وتطويرها في زمن
الأمير محمد باشا كون مدينة راوندوز تقع في منطقة محصنة جبلية وعرة وان اغلب الرحالة الذين زاروا المنطقة ومروا منها تحدثوا بإسهاب عن هذه الإمارة وموقعها المتحصن واعتقدوا بان من الصعوبة الوصول إليها وان ألأمير محمد باشا كان لا يخشى من القوى المحلية المجاورة لها إذا ما تعرضوا لأمارة سوران لأن طبيعة المنطقة هي التي تحميها وقدمت لها كثير من العون وأنقذتها في أيامها العصيبة ومن يحاول إن يسيطر على مثل هذه المنطقة المحصنة يجب إن يقدم خسائر كبيرة وعلى سبيل المثال: حيث كتب (مولتك) إن احتلال قلعة صغيرة تقع في منطقة جبلية وعرة وعلى قمم جبال شاهقة في كوردستان تحتاج إلى(30ـ40) يوم لاحتلالها فكم يوماَ يستغرق احتلال منطقة محصنة كمدينة راوندوز وضواحيها؟ أضف إلى ذلك كانت مدينة راوندوز واقعة على طريق تجاري تسير فيه القوافل التجارية وان هذه الخاصية أو الميزة ساعدتها في بسط نفوذها السياسي وان مرور طريق تجاري ضمن أراضي إمارة سوران ساعدها في زيادة مواردها المالية لأنها أخذت تفرض الضرائب والإتاوات على القوافل التجارية والمارة ضمن حدود أراضيها وهذا أدت إلى إن تحصل على أموال طائلة واجتمعت هذه الأموال في يد الأمير
محمد باشا. فأصبح له خزينة مليئة بالأموال كما أطلق عليه (ميلكن) هذا الاسم وقد طمع بها السلطان العثماني وقام ألأمير محمد باشا بصرف هذه الأموال على شراء المدافع وإنشاء معامل لصناعة الأسلحة واعتدة وبناء الجسور والقناطر على الأنهر والجداول وتوسيع حدود إمارته.
هناك عامل أخر ساعد
الأمير محمد باشا وهو الضعف الذي دبّ في الدولة العثمانية وهذا ساعده على توسيع حدود إمارته على حساب الإمارات الكوردية المجاورة لها واحتلاله لمدينة اربيل وضواحيها لأن أمير سوران اخذ لا يخشى من أية قوة محلية وبعبارة أخرى لم توجد قوة محلية قوية رادعة تقف بوجهه وتوقفه عند حدوده وخلال هذه الفترة ظهرت في المنطقة قوة قوية في مصر متمثلة بالأمير محمد علي الكبير وقيامه بتجهيز جيش قوي لاحتلال سوريا ولو لم تكن هناك قوة بريطانية واقفة لها بالمرصاد وتعترض طريقها لكان باستطاعته احتلال مدينة اسطنبول. وفي هذه الأثناء برزت قوة كوردية متمثلة بإمارة بوتان بقيادة بدرخان باشا حيث كانت قد وصلت إلى أوج مراحل قوتها.إن هذه التطورات السياسية أضافت مأزقاَ جديداَ آخر إلى المأزق التي كانت تعاني منها الدولة العثمانية وان هذا الضعف الذي دب في مفاصل الدولة العثمانية ووصلتها إلى حد إن تدفع ببريطانيا الاستعمارية إن تطلب من والي بغداد التدخل وان يقدم يد المساعدة والعون لأمير سوران كي تستطيع الدولة العثمانية إن تقف بوجه محمد علي الكبير والي مصر وان الوضع الداخلي في الدولة العثمانية في تلك الفترة ساعد الأمير سوران بان يوسع حدود إمارته ويتجاوز حدود إمارة بابان التي كانت أقوى إمارة كوردية في المنطقة والتي دب فيها الضعف أيضا ووصل بها إلى الحد بان أمير إمارة بابان لم يستطيع إن يوفي بواجبات الضيافة ويقدمها إلى ضيفه الرحالة فريزر. وكان هذا سببا آخر أدى إلى عدم معارضة الدولة العثمانية بظهور قوة أخرى في منطقة لتحل محل إمارة بابان ويملء الفراغ الذي تركته إمارة بابان للوقوف بوجه إيران العدو اللدود للدولة العثمانية حيث كانت تغمض عيونها عن تلك الأعمال التي كانت تقوم بها ألأمير محمد باشا أمير سوران في أثناء قيامه بتوسيع حدود إمارته على حساب الإمارات الكوردية المجاورة لها وعندما شعرت الدولة العثمانية بخطر أمير سوران أخذت منه موقفاَ حازماَ وضربته ، ضربة مميتة. وبخصوص ألأمير محمد باشا حيث كان منذ صغره طموحا وولد في قلبه الحقد والكراهية خاصة عندما كان يرى كيف تحاك المؤامرات بين أعمامه وأقاربه والمقربين من السلطة والحكام في إمارة سوران . وان هذه المؤامرات والأنشقاقات هي التي دفعت بالإمارة إلى الهاوية وهذا مما دفعه إن يفكر بمجيء ذلك اليوم الذي يسنح له فرصة للانقضاض عليهم ومسك زمام الحكم، ويحكم الإمارة ويقوم بتصحيح الخطأ. وعندما أصبح أميرا لأمارة سوران اخذ يتعامل مع الأحداث بكل قساوة القلب من اجل تحقيق طموحه وأهدافه التي كان يخطط لها. واخذ يفرض إرادته بالقوة على العشائر الكوردية ولكن هذا التعامل الخشن والقاسي انعكست عليه سلبا.إن تعامله بخشونة وقسوة قلبه من جهة وعدالته والثقة بنفسه من جهة أخرى كلها اجتمعت وجلبت له الشهرة والسمعة حتى أصبح يضرب به المثل. يقول(ميلنكن) إن اجتماع هذه الصفات في شخصية الأمير سوران ساعده على توسيع حدود إمارته بفترة قصيرة جدا لأن قساوة قلبه ادخل الرعب والخوف والذعر في قلوب اللصوص وقطاع الطرق وهذا مما أدى إلى خلو إمارته من اللصوص وقطاع الطرق ووصل إلى الحد كان الأجانب لايخشون الدخول في أراضي إمارة سوران وان كثيراَ من الرحالة الأجانب شعروا بهذا الأمر وقالوا عندما يدخل المرء في حدود هذه الإمارة يحس بأمان وان توفير الأمن وسيادة الهدوء والاستقرار الأوضاع أصبح مدار حديث الناس ويضرب به المثل حتى قيل في القديم لو كان الشخص يحمل في يديه بيضة يتعرض للقتل. أما في زمن حكم ألأمير محمد باشا فقد تغيرت الأمور وأصبح الناس لا يخشون من أي شيء ويستطيع المرء المرور في أراضي الإمارة حتى إذا كان يديه مملوءة بالذهب. بدون شك إن هذه الأوضاع الأمنية السائدة في داخل إمارة سوران ساعد على تقدم وتطور الإمارة وحتى في الأوضاع انعكست على عادات وتقاليد الناس وكذلك دفع بالدولة العثمانية إلى السكوت عن الأعمال التي يقوم بها الأمير
سوران هذا من جانب ومن جانب الأخر إن القوة العسكرية التي شكلها وأصبحت لديه لا يمكن إن يتصور المرء بان هذه القوة العسكرية تعود إلى إمارة صغيرة بل يمكن إن يقال بأنها تعود إلى دويلة تطمح في الاستقلال لكبر الجيش والتزامه بالضبط والنظام العسكري والقانون حتى إن القوات الخاصة العائدة لأمير سوران كانت تتألف من ثلاثة ألاف مقاتل إضافة إلى تسلحه بأسلحة ثقيلة ومتطورة مثل المدافع وهذا حدث لأول مرة في تاريخ الإمارة الكوردية يقوم أمير كوردي بإنشاء مصانع لصناعة الأسلحة والاعتدة الثقيلة مثل مدافع في مدينة كوردية (راوندوز) . بدون شك إن إنشاء مصانع لصناعة الأسلحة الثقيلة أصبح خطراَ يهدد الدول المجاورة للإمارات الكوردية المحيطة بإمارة سوران وأصبحوا يحسبون لقوة أمير سوران ألف حساب وان استخدام أمير سوران لهذه الأسلحة في حروبه كان العامل الأساسي لانتصاره على جيوش الإمارات المجاورة له وهذا مما ساعده على توسيع حدود إمارته على حساب حدود إمارات كوردية أخرى مجاورة لها.

كذلك العامل السياسي الخارجي ساعد على بروز شخصية أمير سوران على المسرح السياسي حيث كانت قديما الدول المجاورة لإيران والدولة العثمانية تلعب دوراَ كبيراَ فيه،ويسيطرون على الإمارات الكوردية ويستفيدون من مقاتلي الأكراد في حروبهم المنهكة التي كانوا يشنونها على البعض .
وفي النهاية تؤدي إلى السقوط وانهيار. وفي ظل الأوضاع المتأزمة كانت إيران والدولة العثمانية تخططان لمؤامرة كبيرة يستخدمان فيها الإمارات الكوردية الموجودة كورقة للضغط ولتحقيق مطامحهم . وفي زمن إمارة سوران كانت الدولة العثمانية قد دب فيها الضعف(16) في الوقت الذي كانت تقوم بمحاولات لتطبيق النظام المركزي(17) وإرجاع هيبتها فكانت تغمض عينيها عن تصرفات أمير سوران والأعمال التي يقوم بها وحتى إن والي بغداد داود باشا الذي كان يكره أمراء بابان ويحاول وضع نهاية لإمارتهم ولكن لظروف المنطقة الاستثنائية وعدم وجود قوة كوردية قوية كقوة إمارة بابان وفي هذه الظروف اخذ داود باشا والي بغداد يفكر بان يصبح إمارة سوران في راوندوز قوية على حساب إمارة بابان وعندما همشت إمارة بابان انكسرت شوكة إيران في المنطقة وفي هذه الفترة حتى إيران أيضا كانت تريد إن تقوى إمارة سوران على حساب إمارة بابان، ولكن بشرط ان تبقى خاضعة لها. حتى تستطيع إن تستخدمها كورقة ضغط ضد الدولة العثمانية وخاصة في الفترة التي كانت إيران مشغولة بحربها ضد روسيا القيصرية وإذ كانت في نيتها القضاء على إمارة سوران ولكن في الوقت نفسه لن تستطيع إن تدير ظهرها إلى لإمارة راوندوز التي كانت قد وسعت حدودها.استفاد أمير سوران من هذه الأوضاع التي كانت تمر بها المنطقة واستغلها لصالحه في احتلال الإمارات الكوردية وتوسيع حدود إمارته بالاتجاهات الأربعة. والغريب لم يعترض على تصرفاته أية دولة بما فيها إيران والدولة العثمانية وحتى والي بغداد بقوا ساكتين عن تصرفاته ولم يستخدموا القوة (العين الحمرة) كما يقول المثل الشعبي العربي الشائع والشيء الذي يجب إن يقال بان أوضاع الإمارات الكوردية المجاورة لإمارة سوران كانت أوضاعاَ سيئة تعيش في واقع مزري وقد دبّ فيها الضعف والأوضاع الاقتصادية كانت سيئة جدا والسبب يعود إلى عدم الاتفاق وحياكة المؤامرات ضد بعضهم البعض في الوقت الذي كان يقوم أمير سوران بوضع حل نهائي للأمراض السياسية في المنطقة وقام باحتلال ألأمارات الكوردية واحدة تلو الأخرى وان أعظم انتصار حققه أمير سوران هو استطاعته باحتلال قلعة العمادية ووضع نهاية لإمارة بهدينان وبهذا الانتصار انتشر سمعته واسمه في المنطقة بسبب (الجرائم والمذابح)التي ارتكبها أثناء زحفه على (إمارة بهدينان) وبث الذعر والرعب والخوف في نفوس العشائر الكوردية لان احتلال قلعة العمادية التي كانت محصنة ليست بعمل سهل ومن الصعوبة دخولها،أضف إلى ذلك إن منطقة بهدينان كانت غنية بثرواتها. ومثال آخركان في السابق حدود إمارة بابان تصل إلى سهل حرير التي كانت خاضعة لنفوذ إمارة راوندوز ولكن في فترة حكم
الأمير محمد باشا توسعت حدود إمارة سوران ووصلت إلى رانية هكذا استطاع أمير راوندوز ان يؤسس إمارة قوية. ومنذ استلامه السلطة في إمارة سوران اخذ يخطط لتحقيق هذا الهدف وتشكيل دولة مستقلة(18)وان الاستقلال والحرية كانت إحدى أهم طموحاته الكبرى هذا ما أكده اغلب الرحال الأجانب والمؤرخون الذين كتبوا عنه وقد أشاروا إلى هذه الميزة التي كان يتميز بها ألأمير محمد باشا. وكتب ميجور سون قائلا( هذا مثل هو (أي الأمير محمد باشا مثل عبد الرحمن باشا بابان ) كان يطمح إلى الحرية وتحرير شعبه))(19)إن طموحه لنيل الاستقلال ومن ثم توسيع حدود إمارته وتوحيد شعبه وضعف السلطة الدولة العثمانية والإيرانية كل هذه الأسباب التي اجتمعت ساعدته على توسيع حدود إمارته إضافة إلى قيامه ببناء القلاع والجسور وقنوات على الأنهر والجداول وإنشاء مصانع لصناعة الأسلحة والاعتدة(20) وإقامة بناء علاقة صداقة مع محمد علي الكبير والي مصر والذي كان العدو الأكبر للدولة العثمانية. هذه الدلائل تثبت لنا طموح الأمير محمد باشا كان اكبر مما يتصوره المرء وخاصة بعد إن قامت الدولة العثمانية بدلا إن تعاقبه أكرمته ومنحته رتبة أمير الأمراء(21) واعتراف إيران أيضا باستقلال الذاتي لأمارة سوران(22) كأمارة وليس كدولة على الرغم من إن إيران كانت تحب إن تلحق الضرر بالدولة العثمانية إلا أنها كانت غير راضية إن تبتلي الدولة العثمانية بمثل هذه الأحداث والتي أدت إلى توسيع حدود إمارة سوران في فترة قصيرة حيث شملت مدن مثل العمادية، زاخو،عقرة،كويسنجق، رانية، اربيل ووصلت إلى جسر(التون كوبري)(23) وتوغلت قواته في أراضي جزيرة ، ومدينة ماردين ويضيف ميجور سون أنها وصلت إلى كركوك(24) وانه قام بهجومه الكاسح على منطقة سنجار وتعامله مع سكانها بدون رحمه واستخدامه القوة والعنف ضدهم،حيث قتل من سكانها أعدادا كبيرة جدا وفرض عليهم السيطرة بالحديد والنار وأشار إلى هذه الحادثة لونكريك قائلاَ إن فرض الأمن واستقرار الأوضاع الأمنية لم يشاهدوها أهالي منطقة سنجار مثل ما حدث أثناء هجوم قوات الأمير محمد باشا على منطقتهم من قبل)(25) وفي سنة 1836حدثت شرخ في جدار إمارة سوران وانهارت بسرعة مذهلة وسوف نسلط الضوء على أسباب سقوط وانهيار الإمارة بهذه السرعة الغير متوقعة ومن جانب أخر وضعت الدولة العثمانية كل قواتها لدرء خطر محمد علي باشا الكبير في تلك الفترة حيث كانت سياسة بريطانيا تصب باتجاه المعاكس لما كان تريده الدولة العثمانية أي كانت تعمل ضدها(إن صح التعبير) حيث إن الدول الامبريالية(بريطانيا ، فرنسا، روسيا القيصرية) كانت تتدخل في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية وتحت غطاء سياسة حماية الأقليات الدينية الغير مسلمة ومثلما وقفت ضد محمد علي باشا الكبير في مصر، أخذت بنفس الموقف من إمارة سوران حيث قدمت يد العون والمساعدة لكل من الدولة العثمانية وإيران لضرب الأمير محمد باشا أمير إمارة سوران وعندما وضعت نهاية لمشكلة محمد علي باشا الكبير في مصر بعد ذلك تفرغت كليا لقضية أمير سوران واستخدمت كل ما لديها من إمكانيات لضرب إمارة سوران ولكن لم تتوقف طموحها عند هذا الحد بل قامت بتجهيز جيش قوي وكبير من اسطنبول بقيادة القائد رشيد باشا( القادم من القسطنطينية) وتوجيهه إلى منطقة سوران وكذلك طلبت من والي بغداد ووالي الموصل المشاركة في هذه الحملة وضرب الحصار عليه وحاولت إيران الاستفادة من هذه الأوضاع التي تمر بها المنطقة من اجل إن تجد لها موطأ قدم في راوندوز.ولكن أمير سوران بدلا من الأستفادة من عطف إيران له والفرصة التي سنحت له لم يستفد منها بل قام بتحرشات على الحدود إيرانية وقام باحتلال بعض المناطق منها(26) وهذا مما يدل على قصر نظر أمير سوران في مجال السياسة وان تصرفات أمير سوران أزعجت إيران وقامت بتغيير سياستها وطلبت من بريطانيا بان تتعاون معها ومع الدولة العثمانية لوضع نهاية لتصرفات أمير سوران في وقت الذي كانت الدولة العثمانية لم ترض بتدخل إيران في كوردستان وكذلك لم ترغب إن تتعاون معها ضد إمارة سوران(27) وان أمير سوران لم يحاول من طرفه الاستفادة من استخدام سياسة الاختلاف المذهبي بين إيران والدولة العثمانية حيث كانت إيران تؤمن بالمذهب الشيعي والدولة العثمانية تؤمن بالمذهب السني(28) وعلى هذا الأساس فان إيران لم تكن ذات نية حسنة مع أمير سوران بعبارة أخرى(تحقد عليها) .(ان صح التعبير).
 

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
مشكور جان على هذا التقرير الرائع عن تاريخ الامير محمد باشا
 
و شكرا الك على المتابعة المميزة و التواجد كول نار دمتي بخير ...
 
أعلى