کوردستان حديقة الأديان والتعايش السلمي

G.M.K Team

G.M.K Team
کوردستان حديقة الأديان والتعايش السلمي

بسار شالـي**
clear.gif


عندما يسمع المرء کلمة الحديقة يبعث في نفسه معاني جميلة منها السعادة والطمأنينة والسلام والتأمل، كل هذه المعاني تأتي کون الحديقة تحتوي علي أنواع وألوان وفسيفساء مختلفة من الزهور والورود والنباتات الجميلة متجانسة مع بعضها البعض لتكون روعة وبداعة الطبيعة حيث التعايش بسلام ووئام، هکذا هي کوردستان کونها حديقة للأديان والطوائف والمذاهب والأقوام المختلفة عبر عصور من الزمن يعيشون بسلام ووئام حتى في أصعب وأحلك الظروف التي مرت بها كوردستان إعتباراً من بداية تأسيس الدولة العراقية مروراً بالحكومات الدكتاتورية المتعاقبة ووصولاً الى الهجمات الإرهابية الشرسة التي تعرض لها العراق وإقليم كوردستان.

إن تعدد الأديان والمذاهب والطوائف والأقوام المختلفة لا يعني علي الإطلاق الفرقة والمقاطعة والإقتتال لاسامح الله بل علي العکس، ففي کوردستان هناك أشياء وأولويات يجمع الكل دون استثناء وفي مقدمتها العيش المشترك بسلام وحب الوطن والدفاع عن الجار والمظلوم وتقبل الآخر بصدر واسع ورحب ناهيك عن العادات والتقاليد والتاريخ المشترك، هذه الأشياء تعطي کوردستان رونقاً وجمالاً آخر تضاف إلي جمال طبيعتها الخلابة وطيبة أهلها، وفي نفس الوقت يعطيها امتيازاً آخر قد تفتقر إليها العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، إنها حقا باقة الورد (شدة الورد) کما وصفها الرئيس مام جلال بکل ما تعنيه الکلمة من معاني.

واليوم تعمل الحکومة الکوردستانية والقيادة الکوردية جاهدةً في ترسيخ المجتمع المدني ومفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والمؤسساتية في المجتمع الکوردستاني عن طريق سلسلة من الإجراءات السياسية والإجتماعية والإقتصادية ومواصلة المسيرة نحو مجتمع مدني حقيقي وبناء بنية تحتية متينة والفصل بين السلطات وإحترام الحريات والدفاع وبكل قوة عن مبدأ التعايش السلمي، کما أن الإنجازات المتميزة في العديد من مجالات الحياة التي حققها حکومة إقليم کوردستان في هذه الفترة القياسية إعتباراً من 2003 وإلى الان، تعتبر مبعث فخرٍ لکل کوردستاني وخير دليل علي ذلك هي المستوي المعيشي والرفاهية التي وصل إليها شعب کوردستان وهو ينتظر المزيد من حکومتها طبعاً، خاصة وليس هناك من وجه للمقارنة بين إقليم كوردستان وباقي أجزاء العراق... ومن زاوية أخري، وما يتلمسه البعض من إنزعاج بعض الأطراف الداخلية والقوى الإقليمية من تطور إقليمنا بهذه الوتيرة السريعة ومن جميع النواحي ونجاح تجربتها الفريدة من نوعها في المنطقة، قد يعطي زخماً وقوةً لوجهات نظر بعض المراقبين للشأن الكوردي من أن هناك أيادي خارجية قد تقف وراء إثارة الفتنة في منطقة بادينان وبالتحديد الأحداث الأخيرة المؤسفة التي وقعت في قضاء زاخو والتي كان المتضرر الأکبر فيها هي کوردستان بشکل عام وتجربتها الرائدة، تلك الأحداث کانت بعيدة کل البعد عن قيم وأخلاق شعب کوردستان بشکل عام وأهالي بادينان بشکل خاص المعروفين عبر التاريخ بأخلاقهم وهدوئهم وتقبلهم للآخر وکرمهم وحسن معاملتهم وضيافتهم للغرباء والأجانب وقبل کل شيء تسامحهم مع الآخر، حيث أن معني کلمة بادينان حسب بعض المصادر التاريخية مکون في الأصل من "باغ – دين" بمعني حديقة الأديان، کما أن مصادر أخري تشير إلي أن کلمة بادينان جاءت من اللغة الساسانية والتي تعني "به‌ دين أو فرح الدين" لکثرة الأديان والمذاهب فيها، وتطورت الکلمة علي ألسنة الناس إلي أن أصبحت بشکلها الدارج الآن والتي هي بادينان أو بهدينان.

وفي النهاية وبدون أدني شك، فإن القيادة الکوردية وقوات البيشمركة والشعب الکوردي بشکل عام سوف يدافعون إلي آخر قطرة دم عن أخواننا وشرکائنا في الوطن من المسيحين واليزيدين والصابئة والکاکائيين وعن جميع المذاهب والقوميات المختلفة في إقليم کوردستان العراق، ونقولها لهم عيشوا بأمان وناموا بسلام في وطنکم کوردستان، ولنتذکر جميعنا کلمات رئيس إقليم کوردستان السيد مسعود بارزاني، حيث قال: إن التعرض لأي طائفة أو دين أو مذهب أو أي قومية في کوردستان يعتبر خط أحمر بالنسبة للکورد ولن نسمح بذلك علي الإطلاق.
 
أعلى