مقالة رئيسية: أكراد العراق
أكراد العراق هم جزء من الشعب الكردي الذي يستوطن الحدود الحالية لجمهورية العراق ويشكلون حوالي 23% من سكان العراق.ويشكل الاكراد الاغلبية السكانية في محافظات دهوك واربيل والسليمانية وكركوك وديالى مع نسبه في نينوى وتعتبر مسألة اكراد العراق الأكثر جدلا والأكثر تعقيدا في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي وديني وطائفي معقد فإن الأكراد العراقيين غالبا ما وصفوا بكونهم أصحاب نزعات انفصالية وإنهم لم يشعروا بالانتماء إلى العراق بحدوده الحالية. نشأت نتيجة هذا الصراع الطويل تيارات قومية متعصبة تؤمن بأن الأكراد الذين يستوطنون العراق قد قدموا من خارج العراق.
في مقابلة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية يوم 8 أبريل 2006، صرح طالباني بأن فكرة انفصال أكراد العراق عن جمهورية العراق أمر غير وارد وغير عملي، لكون أكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد، وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق. تم استعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم وقطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد ودمشق وطهران وأنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى بارزاني مفاده “ليس للأكراد أصدقاء حقيقيون”.
[عدل] أكراد إيران
مقالة رئيسية: أكراد إيران
اكراد إيران هم جزء من الشعب الكوردي الذي يستوطن مناطق غرب وشمال غرب إيران ويمثلون حوالي 9% من سكان إيران. بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في شتاء عام 1979 اجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو (1930 – 1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا أن روح الله الخميني منع قاسملوا من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخيين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالأضافة إلى البعد القومي لكون أغلبية أكراد إيران من السنة [11]. في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الأيرانية بأمر من الرئيس الأيراني أبو الحسن بني صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد وسنندج وباوه ومريوان [12].
ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية والثقافية، ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية ويحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس أو الآزريون [13]
اندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية والأكراد من عام 1979 إلى عام 1982 وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي “كومه له” وتعني بالعربية “المجموعة” طرفين رئيسيين في الصراع ولكن وبحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين [12]. كانت قواة الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالي (1927 – 2003) مسؤليين عن اعتقال وإعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من أعضاء الحزبين المذكورين أو المتعاطفين مع الحزبين [14]. أثناء حرب الخليج الأولى تمركز أعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وكانوا مدعومين من العراق وتم أثناء الصراع المسلح بين أكراد إيران والحكومة الإيرانية تدمير ما يقارب 271 قرية كردية [15]
بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان اسمه عبد الله رمضان زاده وقام بتعيين بعض السنة والأكراد في مناصب حكومية رفيعة [16]، وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 ويلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الإيرانيين.
في 9 يوليو 2005 تم قتل الناشط الكردي شوان قدري من قبل قوات الأمن الإيرانية [17] في مدينة مهاباد وحسب بعض الدعايات فإن قدري تم قتله عن طريق سحله في الشوارع، أدت عملية قتل قدري إلى موجة عارمة من أعمال العنف لمدة 6 أسابيع في المدن الكردية، مهاباد وسنندج وبوكان وسقز وبأنه وشنو وسردشت [18].
في أغسطس عام 2005 تم اختطاف 4 من الشرطة الأيرانية من قبل حزب كردي مسلح حديث النشوء واسمه حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي تأسس عام،2004 ويعتقد أن لهذا الحزب صلة بحزب العمال الكردستاني وقام هذا الحزب المسلح الجديد بقتل 120 من الشرطة الإيرانية خلال 6 أشهر من تشكيله [19].
[عدل] أكراد تركيا
استنادا إلى تقديرات عام 2006 فإن ما يقارب 15% من مجموع 70،413،958 من الساكنين في تركيا هم من الأكراد [20] ويقدر عددهم بحوالي 20.5 مليون نسمة مما يجعل تركيا من الدول التي يستوطنها معظم الأكراد. يعيش معظم الأكراد في الجنوب الشرقي لتركيا وهناك بعض المصادر الأخرى التي تقدر نسبة الأكراد في تركيا بحوالي 3،1% [21].
بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تبنى مصطفى كمال أتاتورك نهجا سياسيا يتمحور حول إلزام انتماء الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة والثقافة التركية وكانت من نتائج هذه السياسة منع الأقليات العرقية في تركيا ومنهم الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية والتعليمية والثقافية ومنع الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية عملا جنائيا حتى عام 1991. قوبلت محاولات مصطفى كمال أتاتورك بمسح الانتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقرر الأكراد والأقليات الأخرى بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران (1865 -1925) القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للأكراد والأقليات الأخرى، على أن تبدأ الانتفاضة في يوم العيد القومي الكردي عيد نوروز 21 مارس 1925. انتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وبلغ عدد الأكراد المنتفضين حوالي 600،000 إلى جانب حوالي 100،000 من الشركس والعرب والأرمن والاثوريين وفرضوا حصارا على مدينة ديار بكر ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة وفي منتصف أبريل 1925 تم اعتقال سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة ونفذ حكم الإعدام فيه في 30 مايو 1925 [22].
بعد انتكاسة ثورة سعيد بيران شنت الحكومة التركية حملة اعتقالات وتصفيات واسعة في المناطق الكردية في تركيا وحسب مذكرات جواهر لال نهرو عن اعترافات حكومة أنقرة، فقد بلغ عدد القتلى الأكراد في تلك الأحداث مليوناً ونصف مليون [40]. استمرت الحكومات التركية المتعاقبة على نفس النهج وكان مجرد تلفظ كلمة أكراد يعتبر عملا جنائيا إذ كان يطلق على الأكراد مصطلح “شعب شرق الأناضول” ولكن الاهتمام العالمي بأكراد تركيا ازداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات مما حدى برئيس الوزراء التركي آنذاك توركت أوزال (1927 – 1993) ولأول مرة أن يستعمل رسميا كلمة الأكراد لوصف الشعب الكردي في تركيا وفي عام 1991 رفع أوزال الحظر الكلي باستعمال اللغة الكردية واستبدله بحظر جزئي [23].
أثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسبب في تشريد ما يقارب 378،335 كردي من ديارهم [24]. في عام 1991 تم انتخاب ليلى زانا في البرلمان التركي وكانت أولى سيدة كردية في كردستان تصل إلى هذا المنصب ولكنه وبعد 3 سنوات أي في عام 1994 حكمت عليها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة “إلقاء خطابات انفصالية” [25].
[عدل] أكراد سوريا
استنادا إلى تقديرات وكالة المخابرات الأمريكية عام 2006 فإن ما يقارب 9% من مجموع 18،881،361 من الساكنين في سوريا هم من الأكراد والأرمن [26] ويقدر البعض إن هناك مليونين كردي يعيش في سوريا [27] ويعيش معظم الأكراد في شمال شرقي البلاد وخاصة في مدينة الحسكة والقامشلي وديريك بالإضافة إلى تواجدهم بأعداد أقل في مناطق أخرى من سوريا مثل مناطق عفرين وكوباني (عين العرب) [28]
استنادا إلى حوار مع فيصل يوسف عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ـ عضو اللجنة العليا للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا، فإن الأحزاب الكردية غير مرخصة قانونيا في سوريا ولكن حزبه يمارس نشاطه منذ 14 يونيو 1957 “على الرغم من ظروفه الصعبة في العقود السابقة”، إلا أن الحزب يعمل حاليا بشيء من العلنية شأن غيره من الأحزاب الكردية و”حسب الظروف” وقد تغض السلطة النظر عن نشاطه أحيانا وتحاول منعها تارة أخرى [29]. من الجدير بالذكر إن الرئيس السوري بشار الاسد قال في إحدى خطاباته “أن القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري” [29]، ولكن المؤتمر العاشر لحزب البعث لم يشر إلى إمكانية الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية [29]. وفي 9 أكتوبر 2005 اصدرت محكمة أمن الدولة في سوريا حكما بالسجن عامين ونصف عام على أربعة أكراد بتهمة “الانتماء إلى تنظيم سري واقتطاع جزء من أراضي البلاد وضمها إلى دولة أجنبية”. وكان الأربعة ينتمون إلى حزب الاتحاد الديموقراطيPYD، وهو حزب كردي محظور في سوريا [27].