نبذة عن حياة الشاعر الكوردي جكر خوين Cegerxwîn

G.M.K Team

G.M.K Team
424.jpg


ولد جكرخوين سنة 1903 في قرية حسـارى الواقعه في كردستان تركيا ، كان واحدآ من احدى عشر اخ واخت بقي منهم ثلاثه على قيد الحياة، ان دل هذا على شئ فانه يدل على الفقر المدقع والامراض الساريه الفتاكه هناك انذاك.

بدأ جكرخوين بالعمل منذ نعومة اظفاره فلم يعش طفولته كطفل ، فقد اباه وهو في الخامسة عشر من عمره واصبح يتيما يعيش تارة عند اخيه الكبير وتارة عند اخته الكبيرة ويعمل كخادم وراع لماشيتهم .

اشتغل جكرخوين من عام 1918 حتى عام 1920 كعامل في انشاء الخطوط الحديديه، لقد تعلم جكرخوين القراءة والكتابه على يد المشايخ ( خوجه) وهو بنفسه سيصبح واحدا منهم واسمه الحقيقي هو ( شيخ موس حسن) لكن لم يستطع الاستمرار في التعلم بسبب الفقر والبحث عن عمل لسد رمقه.
يترك جكرخوين قريته ويتوجه الى سهول ديار بكر حيث عمل وتعلم هناك في ان واحد، فينهي تعليمه خلال ثماني سنوات.

يبدأ جكرخوين رحلته التي ستغير مجرى حياته وتصنع شخصيته وفلسفته الى اخر عمره ، كإنسان ثوري مدافع عن حقوق شعبه الكردي خاصة وحقوق الشعوب المضطهده في العالم عامة، فيبدأ بالتنقل من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية في جميع اجزاء كـردستان الاربعه ويتعرف عن قرب على وضع شعبه الكردي المضطهد في كل مكان.

يتزوج جكرخوين عام 1928 وفي نفس العام يحصل على لقب ( سـيدا ) بسبب دراسته الدينيه .

حول نمو الحس القومي والوطني لدى جكرخوين يقول :
{كما اتذكر في عام 1924 كان تأثري كبيرا بأفكار شـوقي بيك الارخاني التحرريه والوطنيه فاصبحت وطنيا بكل قناعة من اعماقي على يده قبل ان اصبح شاعرا ، بعدها بدأت بكتابة وتنظيم الشعر الوطني التحرري الملتزم، كما كتبت شعرا بالعربيه ايضا، لكن نضالي الحقيقي الفعلي بدأ بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925 }

في بداية الثلاثينات يتمرد جكرخوين على الافكار الدينيه الرجعيه فيرمي ويتجرد من لباسه الصوفيه ( الجـبة والعمـامة) ويبدأ بمهاجمة الشيوخ والآغوات بشعره الثوري المعبر لوضع الشعب الكردي ، ومن المفارقات فلقد ظهر من بين المشايخ من يؤيد وبكل قوة افكار جكرخوين الاصلاحيه والتحرريه فوقف هؤلاء في صفه.

بعد فترة وجيزة يغادر جكرخوين منطقته ويتوجه الى عامودا فيلتقي شباب عامودا الوطنيين ويؤسسوا هناك ( نادي الشباب الكردي) هذا النادي لم يدم طويلا بسبب تدخل سلطات الاحتلال الفرنسي ومنعه ثم اغلاقـه تمامآ.

لقد مدح جكرخوين تأسيس هذا النادي بكل فخر حيث يقول:

انها المرة الاولى لأكـراد الجزيرة ان يكتبوا ويقرأو ويسمعوا بلغتهم الام ( اللغة الكرديه ) ، وانها المرة الاولى لنا ان نرفع صوتنا وايصال شعاراتنا الوطنيه في مدينة عامودا وسماع زغاريد نسائنا مع طلقات سلاح رجالنا كجواب لنا.

في عام 1946 ينتسب جكرخوين الى حركة خويبون ويبدأ بالعمل النضالي المنظم ، تنحل حركه خويبون وتتحول الى جمعية تحرير وتوحيد كردستان لكن جكرخوين ينسحب من هذه الجمعيه ويلخص السبب كالتالي :
( لقد لاحظت ورغم تغيير النظام الاساسي واسم خويبون الى جمعية تحرير وتوحيد كردستان فلقد بقي الوضع على حاله فليس بالامر السهل تغيير افكار وخطط ذوي العائلات المشهوره بإسمها فهم ذئاب في فرو غنم .
في عام 1949 يصبح جكرخوين مؤاذرا ورفيقا للحزب الشيوعي ، بعدها يبدأنضاله الاليم حيث الاعتقال والسجن والتعذيب
،يقول جكرخوين:
(انها المرة الاولى اصبح فيها رفيقا شيوعيا وانها المرة الاولى اكون معتقلا وانها المرة المرة الاولى اقف في الجبهه المضاده للاقطاعيين وذوي الاسماء التي تدعي بانها مؤثره ومشهوره.
من جديد وبكل عنفوان برزت على الساحة مغيرا اسلوب نضالي الى انسان مدافع ومناضل لاجل العدالة والتحرر والتقدم لكل الشعوب والامم)

ناضل جكرخوين كرفيق شيوعي حتى عام 1957 وكان ذات يوم رئيسا للجنة السلام الشيوعيه في منطقة
الجزيرة بكاملها.
عام 1958 يبدأ جكرخوين ورفاقه بتأسيس حركة آزادي وبعدها تتحد الحركة مع الحزب الديموقراطي الكردي،في عام 1959 يكلف الحزب جكرخوين بتدريس اللغة الكردية في جامعة بغداد ، لكن بعد تجدد القتال بين الاكراد في شمال العراق والحكومه العراقيه عام 1962 يعود جكرخوين من بغداد الى عامودا.
منذ عام 1957 جكرخوين عضو في اللجنه المركزيه للحزب الديمقراطي الكردي التقدمي والى اخر عمره بقي عضوا في اللجنه المركزيه، حيث انتخب وبالاجماع من قبل هذه اللجنه في المؤتمر العام للحزب في تلك السنه.

عام 1969 يعود جكرخوين الى كردستان العراق ويبقى هناك سنة كامله، بعدها يسافر الى لبنان ويبقى حتى عام 1975 حيث يطبع وينشر ديوانه الشعري الثالث ( من أ نا ) في بيروت، عام 1979 يغادر جكرخوين بيروت الى اوروبا ( السويد) فيمضي اخر سنوات عمره الخمسه هناك.

برحيل هذا الانسان فقد الادب الكردي المعاصرعميدا ، وفقدت الامة الكردية نجما، وفقدت الانسانية قدوة
 
أعلى