تاريخ الإيزيدية في جورجيا.

G.M.K Team

G.M.K Team
144.jpg

لم يرغب القيصر الجورجي من الأكراد والأشوريين فقط أن يقفوا إلى جانبه في صراعه ضد تركيا، لكنه أراد نقلهم من بلادهم إلى جورجيا، وهناك معلومات تقول بأن نحو أربعة آلاف عائلة كردية وصلت جورجيا الشرقية واستقرت في قرية(كاخيتي), وعندما وقعت روسيا معاهدة تركمان شاه Turkmanchai للسلام في 1828م، حَصل الأكراد الإيزيديين على فرصة للقدوم إلى جورجيا كأيدي عاملة، وفي النصف الأخير من القرن التاسع عشر بدؤوا بالوصول بأعداد كبيرة.
قبل نشوب الحرب العالمية الأولى لم يكن عدد الأكراد في (أرمينيا وجورجيا) كبيراً، وكان بزهاء ألف كردي من عشيرة (روزكيان). وقد هاجروا من (بدليس)- إبان الحروب الروسية التركية عام 1827-1828م إلى داخل الإمبراطورية الروسية. ولعل عدد الأكراد الجورجيين المقيمين لدى الحدود التركية كان يربو على ألف نسمة، وعندما رسمت الحدود التركية- الجورجية- وقع مكانهم ضمن الحدود الجورجية، وليس التركية.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، بدأت المجازر في تركيا وكردستان الشمالية لإبادة الأرمن في عام 1915م. ولم تكن حرب الإبادة تخص الأرمن وحدهم بل كانت تشمل كل من هم من غير المسلمين، لذلك وقع الإيزيديون الأكراد تحت نصْل سيف الدولة التركية. وهكذا فإن ألاف من الأكراد الإيزيديين وكذلك الأكراد المسلمون الذين كانوا يناوئون الاحتلال التركي اختاروا طريق الهجرة هرباً من البطش والقتل الوحشي العثماني، وتوجهوا إلى أرمينيا بين أعوام 1915-1917م . وبعد مرور أعوام لجأ الكثير منهم- بقصد العمل- إلى (تبليس) عاصمة جورجيا. وألفوا هنالك جالية كردية (2).
وضع الأكراد خلال الحقبة السوفيتية:
بلغ عدد الأكراد في جورجيا خلال حقبة العهد السوفيتي السابق نحو (26) ألف كردي، كان غالبيتهم من أتباع الديانة الإيزيدية، والقليل من المسلمين السنة، وقد سكنوا بشكل رئيسي في المدن الرئيسة وخاصة في العاصمة (تبليسي)، وبعضهم عاش مشتتاً في الجزء الشرقي من البلاد، وكانوا يتكلمون اللهجة الكرمانجية الشمالية؛ بسبب انحدارهم من كردستان الشمالية (تركيا).
توجهت رئاسة الدولة السوفيتية الجديدة إلى التفكير في تمهيد سبل الدعم لهذه الأقليات من القوميات لتطوير لغاتها وآدابها، فأصدرت قراراً يحسّن أحوال هذه الأقليات عرف باسم "السياسة اللينينية بشأن الشعوب". وكانت هذه السياسة تنص على أن لا بأس في صدور الكتب بأية لغة من لغات هذه الجمهورية، ولكن المضمون يجب أن يكون اشتراكياً.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
رد: تاريخ الإيزيدية في جورجيا.

143.jpg

تاريخ الإيزيدية في جورجيا.
في أبريل من عام 1770م، ووفقاً لتفاهم القيصر الجورجي مع روسيا، أرسل القيصر قواته نحو بلدة Akhaltsikhe . وفي نفس الوقت غادر الأسقف الأشوري (أشعيا) العاصمة الجورجية (تبليسي) حاملاً رسالة إلى الكاثوليكوس (سيمون)، وللزعيم الكردي (جوبان أغا)، وفيها يطلب القيصر الجورجي منهما التعاون معاً ضد الأتراك ذلك العدو المشترك للجميع, ووَعدهم بالدعم بكل إمكاناته, لكن هذه الخطط فشلت لأن الجنرال الروسي Totleben, صهر القيصر أيراكلي الثاني غير رأيه، وتحول بقواته نحو Kartli بقصد الخيانة.
وفي أيلول 1770م، تلقى القيصر الجورجي أجوبة لمراسلاته، حيث كتب المطران الآشوري (أشعيا) يقول:" ذهبتُ إلى كردستان الإسلامية لأقابل زعماء الطائفة الإيزيدية، لأريهم رسالتكم... كانوا سعداء جداً، وقد وضعوا الرسالة على رؤوسهم، وأصبحوا عبيدك المتواضعين، وهم يُصلونَ من أجل انتصارك، ويطلبون منكم أن تمنحهم حصن (خوشابا)، أمنحهم القلعة حتى يتمكنوا من التجمع معاً هناك، أنهم لا يحتاجون إلى الماشية، بل يسألون عطفك، هذا ما استطيع أن أخبرك إياه؛ أنهم جميعاً مقاتلون جيدون، ويعترفون بـ (جوبان أغا) كزعيم لهم".
وأكد (جوبان أغا) الزعيم الكردي الإيزيدي في رسالته إلى القيصر الجورجي، بقوله: "نحن الإيزيديون المحموديون (نسبة إلى محمود) نسألك عن منح العهد لكي نأتي إليك بسلام بالشكل الذي نتأكد فيه من سلامتنا، الله وحده يعلم أنه عندما نأتي وننحني إجلالاً وإكباراً لكَ، سوف ترى أننا نعرف كيف نخدمك".
وهكذا لو قِدر لعملية Akhaltsikhe أن تنجح، واستطاع القيصر الجورجي الاقتراب من أراضي الأكراد والآشوريين لتوحيدهما لتغير الوضع الجيوسياسي في المنطقة. وليس هناك من شك في أن كلاً من الأكراد والأشوريين كانا مستعدين للتحرك ضد تركيا إذا دُعما من قبل القيصر ايراكلي الثاني، لكن خيانة الجنرال Totleben هي التي أجبرت القيصر على تغيير خططه.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
رد: تاريخ الإيزيدية في جورجيا.

142.jpg

تاريخ الإيزيدية في جورجيا.
منذ بدايات القرن العشرين أصبح جنوبي القوقاز موطناً بديلاً لغالبية الأكراد الإيزيديين عندما فر أسلافهم من شرقي تركيا بسبب الاضطهاد الديني، وتذكر المصادر التاريخية أنهم قدموا إلى جورجيا أبانَ عهد القيصر (جورج الثالث) في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلاد عندما اضطروا أن يتركوا شمال العراق ويستقروا في أرمينيا.
وفي وقتٍ لاحق بدأ بعضهم بالعمل في خدمة القيصر الجورجي, ويقال بأن إَيزيديين وهما الأخوان (زازا، وايفو) اعتناقا المسيحية واتخذا اسمين جديدين وهما (إيوان، وزخاريا), وحققا بعد ذلك شهرة عظيمة كقائدين عسكريين وحارسين شخصيين للملكة الجورجية (تامار) في أواخر القرن الثاني عشر، وبدايات القرن الثالث عشر الميلادي.
بدءاً من أواخر القرن الخامس عشر الميلادي كان الصفويون والعثمانيون يشنون الحروب من أجل السيطرة على منطقة القوقاز والشرق الأوسط، ونتيجة لذلك فقد الأكراد الإيزيديين إماراتهم، لأنهم أول من انخرطوا في تلك الثورات, وكان يتوجب على جورجيا أن تدافع عن استقلاليتها وعن نفسها أمام الدولة العثمانية.
بدأت القبائل الرحل الكردية بالتوجه الى جورجيا وبالتحديد إلى (متسخيتا) في القرن السادس عشر، وجاءت مجموعات من الإيزيديين الى مدينة (تبليسي)، وبقيت جورجيا دولة حرة تجتذب بدورها جيرانها المضطهدين الذين يعيشون تحت حكم الأتراك، ووفقاً لبعض الوثائق التاريخية التي تعود إلى سنة 1760م طلب الأكراد من القيصر الجورجي (ايراكلي الثاني) المساعدة، وجاءت اللحظة المناسبة في 25 أيلول 1768م عندما أعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا، وبعد مفاوضات طويلة أقنعت روسيا القيصر الجورجي (أيراكلي الثاني) بالدخول في حربٍ معها ضد تركيا، ومن هنا أخذ الجورجيون والروس يتطلعان إلى الأكراد والآشوريين لكي يلعبا دوراً مهماً في هذه الحرب، وبحكم أنهما يضطهدان فيها بسبب ديانتهم المختلفة عن ديانة الأتراك المسلمة، وتتحدث تلك الوثائق بشكل أقل عن الأكراد حيث أشار القيصر الجورجي إلى قدراتهم العسكرية.
 
رد: تاريخ الإيزيدية في جورجيا.

كل الشكر لك ولجهودك على هذه المعلومات ألف شكر ألك
 

G.M.K Team

G.M.K Team
رد: تاريخ الإيزيدية في جورجيا.

كل الشكر والتقدير لمرورك زارا

منور
 
أعلى