دلاور زنكي : انتفاضة الشيخ سعيد عام / 1925 /

G.M.K Team

G.M.K Team
263.jpg


تعتبر ثورة الشيخ سعيد بيران إحدى أهم الثورات الكبيرة الكردية في القرن الـ / 20 /. فبعد إبرام معاهدة لوزان، أنكر مصطفى كمال الوجود البشري الكوردي والوجود الطبيعي الكوردستاني. وفي عام / 1922 / تم الإعلان عن تأسيس الحركة التحررية برئاسة خالد بك جبري والبرلماني عن بدليس يوسف زيا، وكمال فوزي والشيخ سعيد وكانت الغاية تحرير كوردستان واستقلالها. ولكن مصطفى كمال بأساليب مكره وخداعه اعتقل رئيس الحركة خالد بك جبري ورفيقيه يوسف زيا وحاجي موسى بك، وتم أعدامهم في بدليس. تسلم الشيخ سعيد القيادة لتتحول إلى ثورة عارمة. خرج الشيخ سعيد مع رفاقه من بلدة داراهين متوجهين إلى بيران التابعة لأكيل في منطقة كنج أرخاني ... ويوم 13 / 2 / 1925 وهم داخل قرية بيران، تم سماع صوت أول طلقة نار إيذاناً بانطلاق الانتفاضة، بحسب ما اتفق عليه .
مجريات الثورة وأحداثها:
يوم 8 / 2 / 1925 وفي قرية بيران (وبالصدفة) تلاقى وجهاً لوجه جنود أتراك مع المسلحين الكرد التابعين للشيخ، فظن المسلحون بأن الجنود قادمون لاعتقال الشيخ، فتصادم الطرفان وبالنتيجة قُتل بعض من الأتراك وأصيب بعض وفر الآخرون من القرية. وعلى أثر الحادثة استنفرت القوَّات التركية (الكمالية)، والتي كانت على علم بمقاصد الكرد فتهيأت لثورة الشيخ، فهاجم الأتراك مواقع الشيخ سعيد فجأة قبل أوان الموعد المحدد لتاريخ الثورة. فتلك الهجمة المفاجئة كانت الشرارة الأولى لبدء الانتفاضة دون علم الكثير من زعامات الكورد، ومع ذلك عمت الانتفاضة مناطق بيران و داراهين و لجي.
وفي يوم 14 / 2 / 1925 اقتحمت قوَّات الثورة بلدية (داراهين) الواقعة في نواحي مدينة كنج، فأسرت واليها وعدد من الموظفين المسئولين الكبار. وخلال مدة قصيرة استولى الثوار على مادن و كنج و سيورك و أرخاني، ثم تقدموا باتجاه آمد (دياربكر) فتم الاستيلاء على وارتو، واتجهوا إلى موش. وفي 21 / 2 / 1925 أعلنت الحكومة الكمالية قرار حالة الطوارئ وبدء الحكم العسكري المشدد في المناطق والمدن الكوردية. ومع ذلك فقد منيت الوحدات العسكرية بالهزائم المنكرة، ففي يوم 23/2/ 1925 تقهقرت القوَّات الكمالية أمام الثوار وتراجعت إلى مناطق آمد. وفي اليوم التالي سقطت مدينة ألْ عزيز بيد الثوار. فأخبار هزائم وتقهقر الكماليين أمام تقدم قوَّات الثورة أقلقت أنقرة، ففي بداية آذار أمر مصطفى كمال باستقالة رئيس الوزراء فتحي أوكيار، وكلف عصمت أنينو برئاسة الوزراء وتشكيل حكومة جديدة، تسلم أنينو المهمة في 3 /3/ 1925 وفي اليوم التالي أصدر البرلمان التركي موافقة البرلمان بأكثرية الأصوات على صدور الأحكام العرفية، تحت اسم قانون استثناء (تقرير سكون) وأصبح هذا القانون نافذ المفعول في كافة أرجاء البلاد .
في يوم 7 / 3 / 1925 تقدم الكماليون نحو مدينة آمد المحاطة بقوَّات الشيخ سعيد، ودارت معارك كبيرة بين الجانبين، ولم يتمكن الكماليون في محاولتهم السيطرة على المدينة واحتلالها فتراجعوا إلى الوراء. فلجأ الكماليون للأساليب آبائهم العثمانيين باستمالة أصحاب النفوس السيئة، فأمدوا زعماء بعض العشائر الكردية بالمال، وأغروا بعضهم بالجاه بغية استدراج المغرر بهم لمساعدة الكماليين على إخماد الثورة، وتحقق هدف أتاتورك حين انضم لقوَّاته مجموعات من المقاتلين الكرد لمحاربة أبناء جلدتهم. وبدعم من بريطانيا جاءت الإمدادات للقوَّات الكمالية بالقطار الذي سلك الخط الحديدي (ماردين ــ زجوه)، ومع ذلك تراجعت الصفوف المهاجمة على جبهات آمد واندحرت. ازدادت وتيرة وصول العتاد العسكري والإمداد البشري للكماليين، وتكاثفت الحشود استعداداً لمباغتة الثوار في مناطق الانتفاضة. وفي يوم 26 / 3 / 1925 بدأ الطيران بقصف مواقع الثوار، وزحفت الحشود المقاتلة نحو أرض المعركة، وتحت ضغط الهجمات الجوية والبرية تغيرت أحوال المعارك، فصارت المبادرة بيد القوات التركية، فلم يجد الشيخ سعيد بداً من ترك أرض المعركة والتراجع بقواته إلى الشمال الشرقي للتحصّن فيها. راقبت القيادة التركية تحركات الشيخ سعيد وقوَّاته عن طريق أحد المخبرين (المُندس بين الثوار)، ففي يوم 27 / 4 / 1925 نصبت الكماليون للشيخ كميناً في إحدى المواقع القريبة من مدينة موش، والتي اعتاد الشيخ المرور عبرها، حيث تم أعتقله وجيء مع مرافقيه إلى آمد. وعلى وجه السرعة أمر مصطفى كمال بالتخلص منه، ونفذ حكم الإعدام شنقاً حتى الموت بالشيخ سعيد بيران و / 48 / من رفاقه.
دلاور زنكي

264.jpg


265.jpg
 
أعلى