جمهورية كُردستان الديمقراطية ( جمهورية مهاباد )

G.M.K Team

G.M.K Team
جمهورية كُردستان الديمقراطية ( جمهورية مهاباد ):
دلاور زنكي
21.jpg

بعد نشوب الحرب العالمية الثانية تجردت إيران من قوتها ... ولم يبق لها في الداخل أية سلطة مركزية، وكانت الاتحاد السوفييتي قد احتل قسماً من الأراضي التابعة لإيران، وبمرور الوقت قويت شوكة الكُرد في وسط كُردستان إيران (شرق كردستان)، ورأى الكُرد فرصتهم للاستقلال ونيل الحرية التي يتوقون إليها. فأنشئوا عام /1942/ جمعية حياة كُردستان، وأصدروا مجلة نشتمان التي أدت دوراً بارزاً في توعية الكُرد قومياً وتنظيمياً، فطورت مفاهيم التحرر تطوراً كبيراً لدى أبناء المجتمع الكردي، ورأى المسئولون في الجمعية ضرورة تأسيس حزب سياسي بغية تنظيم الأعمال الجماعية، والتحضير للعمل الكفاحي، فأسسوا الحزب الديمقراطي الكُردستاني في تشرين الأول من عام / 1945 /. وكذلك أيضاً استفاد الأزريون من ضعف أوضاع السلطة الإيرانية، فبدعم علني ومساعدة الاتحاد السوفييتي، أعلنوا تأسيس جمهورية أزربيجان. وخرج الملا مصطفى البارزاني من كُردستان العراق يرافقه / 800 / من مقاتليه متوجها إلى كُردستان إيران، ليشاركهم في عمليات الثورة المسلحة. وخلال الاحتفال الكبير الذي أقيم في ساحة ( جارجرا ) بمدينة مهاباد، أعلن قاضي محمد عن قيام جمهورية كُردستان الديمقراطية - مهاباد في شهر شباط من عام / 1946 /. على كامل حدودها: شمالاً الاتحاد السوفييتي، وجنوباً مدينة بانة وسردشت، فشملت أرض كُردستان إيران. وترأس قاضي محمد الجمهورية، وأصدر قرار تشكليل الوزارات التالية:
1 ــ حاجي بابا شيخ: رئيس الوزراء.
2 ــ محمد حسين سيفي قاضي: وزير الأمن والحرب ومعاون رئيس الوزراء.
3 ــ مناف كريمي: وزير التربية والتعليم.
4 ــ محمد أمين موعيني: وزير الداخلية.
5 ــ سيد محمدايوبياني: وزير الصحة.
6 ــ أحمد إلهي: وزير الاقتصاد.
7 ــ خليل خسرو: وزير الشؤون والعمل.
8 ــ كريم آمنديان: وزير البريد والاتصالات السلكية.
9 ــ حاج مصطفى داودي: وزير التجارة.
10ــ ملا مصطفى مجدي: وزير العدل.
11 ــ محمد ولي زاده: وزير الزراعة.
12 ــ حاجي عبدالرحمن خاني زاده: وزير الإرشاد.
13 ــ مناف كريمي: وزير الثقافة.
14 ــ صديق حيدري: وزير الإعلام.
وقد استطاعت جمهورية كُردستان الديمقراطية- مهاباد أن تحقق خلال عام منافع جمة، فأحدثت تطوراً في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والعسكر، لترتقي علوم الآداب واللغة الكُردية إلى درجة عالية، فتابعت إصدار صحيفتي كُردستان ونشتمان، وأصدرت مجلات آكَيِر، و هاوار، و هلاله، و كلاويز، فكان لتلك الإصدارات صداها الواسع، وتأثيرها العميق في مجال نشر الوعي القومي بين الجماهير، وأولت اهتماماً ملحوظاً بالمسرح لتترسخ قواعد المسرح الكُردي، ومن المسرحيات التي نالت شهرتها الواسعة مسرحية دايكا نشتمان، التي عرضت في كافة أنحاء كُردستان، وأنشأت إذاعة كانت تبث برامجها مدة تتراوح بين / 16 ــ 22 / ساعة. وشكلت جيشاً وطنياً كُردياً، بلغ تعداده / 200 / ألف جندي، بينهم / 70 / ضابطاً، رفع من بينهم / 4 / ضباط إلى رتبة جنرال وهم:
1ــ حسين سيفي قاضي.
2ــ عمر خان شيكاك.
3ــ حمه رشيد خان.
4ــ مصطفى البارزاني.
وبعد أقل من عام على عمر الجمهورية، تبدلت الأوضاع السياسية لدول العالم وخاصَّة الدول الكبرى، بعد إعادة تنظيم وتوزيع مصالحها الخاصَّة، ووفقاً للمصالح المتبادلة مع إيران، فقد انسحبت قوات الاتحاد السوفييتي التي كانت تساند وتدعم جمهوريتي آزربيجان وكُردستان، وعلى أثرها لملمت إيران قواتها العسكرية، وأعادت تنظيم وحداتها المقاتلة استعداداً للحرب، ثم تحركت في البداية وهاجمت جمهورية آزربيجان، التي لم تستطع مقاومة الزحف الإيراني فاستسلمت دون قيد أو شرط. ثم توجهت القوات تحت قيادة الجنرال فضل الله هومايني نحو كردستان، وفي الطريق انضم إليها عدد من رؤساء العشائر بمقاتليهم، بعد انصرافهم عن مؤازرة الجيش الكردي، وأمام هذا المشهد يأس قائد كُردستان، وفضل السلام على مقاتلة تلك الجحافل الجرارة التي جاءت لتحرق الأخضر واليابس في أرض كُردستان، وستبيد كل متحرك ينبض بالحياة، فجمع وزراءه وطلب عدم المجابهة وقبول الاستسلام حرصاً على أرواح وممتلكات الكُرد. بينما رفض الجنرال مصطفى البارزاني الاستسلام وجابه القوات الإيرانية، لتستمر المعارك بين الطرفين حتى حلول فصل الربيع، لينسحب البارزاني مع قواته نحو كُردستان العراق، فتصدت لهم القوات العراقية، فبات محصوراً بين القوات الإيرانية من الخلف والعراقية من الأمام، فاتجه يقود مقاتليه نحو أراضي الاتحاد السوفييتي، يقاتل الطرفين في وقت واحد، فطالت عمليات الكر والتقدم نحو حدود السوفييت أسابيع سيراً على الأقدام، حتى وصل حدود الاتحاد السوفييتي فدخلها مع / 500 / من مقاتليه ممن وصلوا سالمين. أما قائد جمهورية مهاباد قاضي محمد ومعاونيه ووزرائه، فأصدرت الحكومة الإيرانية قرار إعدامهم ونفذ الإعدام يوم 31 / 3 / 1947 في ساحة جارجرا، مكان إعلان جمهورية مهاباد .

22.jpg
23.jpg
 
أعلى