كُلّ عام وَشَعبُنا في كُردستان بألف خَير إنشاء الله،

G.M.K Team

G.M.K Team
طَوى شَهرُ رمضان المُبارك أخر أيام صيامه وحَلّ عَلَينا العيد السّعيد بإطلالته السّماوية المُضيئة بنور الحَق والتّقوى و الإيمان بعَدالة الخالق وَحكمَة خَلقه.

وفي جَميع البلاد الإسلامية نُلاحظ تَلازم الإحتفال بالعيد بالدّعاء لحفظ الوَطَن والمُواطنين من كُلّ مَكروه والتّوسُل إلى الله العَلي القَدير لرَدّ كُلّ مُعتَدي وَخُذلان الظّالمين نُصرَة للحّق والمَظلومين.

في البلاد العَربيَة الإسلامية تَسبقُ تَهاني العيد بالدّعاء للحُكّام والعُروبَة الدّعاء للمَظلومين وَمَن سُلبت حُقوقُهم من المُسلمين وفي تركيا يَتَلازم رَمزُ الدّولة القَومية التّركية المُمَثّل في عَلَم تُركيا وَصُور مُؤسّسها مصطفى كمال جَميع أشكال الإحتفال بالعيد بَل لايَستكملُ العيدُ بَهجَتَهُ لَدى مُسلمي تركيا بدون تَواجُد تلكَ الرموز.!

أَمّا في إيران فَحَدّث وَلا حَرَج فالعيد وَمَظاهر الإحتفال بعيد الفطر في ظاهرها وَمَضمونها إنّما لا تُمَيّز بَين الإحتفال بالعيد المُسلم وبَين الإحتفال بيَوم تَسَلّم الخُمَيني للسّلطة في إيران.

وَلايَختَلف الحال في إحتفال دُوَل الشّعوب الإسلامية بعيد الفطر عَن مَظاهره وَأجوائه عَن دُوَل العالَم العَربي وتُركيا وإيران من ناحية تَوَجّه رجال الدّين والسّلطة الحاكمَة والشّارع بشَكل عام فلكُلّ حُكّامه وشعاراته القَومية وراياته الوَطَنية التي تَرمُزُ إلى الدّولة والإنتساب القَومي.

وَما عَلَينا نَحنُ أبناءَ الأمّة الكُردية إلاّ أن نَطويَ صَفحَةَ الإنطواء تَحت أسماء قَوميات لا نَنتَمي إليها ، ورايات لاتُمثّل تاريخنا ، وَحُكّام جَلاودة لا يكنّون لنا سوى خطَط التّذويب والتّعريب والتّتريك والفَرسَنَة وَأن نَنسَحب من صُفوف من يَقفون في صَلاة العيد في جَوامع يدعو أئمَتها جُموع المُصّلين للحُكّام الذين يَستَعمرون وَطَننا ويَستَعبدون أبناءَ شَعبنا.

لَقد جاء الإسلامُ دينا للبَشرية جَمعاء، غَير مُقتَصر على مَدينة أو ملّة أو عرق أو لسان ، داعيا للتآخي ، مُبشّرا بالتقوى لله جلّ وَعلا ، وأعتَقَ العَبيد والجّواري، وحَرّمَ التّبعية وأَخرجَ الدّين في جَوهَره: لا إكراه في الدّين وَفي صورة : الدّينُ المُعامَلَة ، والناس أجمعين سواسية كأسنان المشط إلى الآية الكريمة:...وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، لافرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. صدق الله العظيم.

لكُردستان أن تَحتَفل بعيد الفطر، وَأن يَتوجّه شَعب كُردستان مُتَوَسّلا إلى الله جَلّ وَعَلا بالدُعاء لوَحدَة الصّف الكردستاني ، وَعَلى أئمة الجّوامع في كُردستان أن يَرفعوا أيديهم إلى السّماء بالدُعاء مُتَوَسّلين إلى الخالق القادر الجّبار أن يُحَررهم من حُكم الأجنبي، وَيخذل المُستَعمر الذّي يَستَعبدهم وَأن يُطالبوا القادة وَالزّعماء والمَسؤولين في الأحزاب الكُردستانية أن يَجعلوا من مُناسبة حُلول عيد الفطر مُناسَبَة لمُواساة ذَوي الشّهداء ، وزيارة سُجناء النّضال في جُزر العَزل وزنزانات الموت البطئ ،وفُرصَة لقيام كُلّ طَرَف منهُم بالمُبادرة إلى دَعوة الأطراف الأُخرى للقاء جَماعي لنَبذ الخلافات و للمُصارَحَة والمُصالَحَة والسّعي للإتّفاق على الإتّحاد والتّعاضُد والوُقوف جَبهَة واحدة نُصرَة لحُرّية وإستقلال الكُرد وَكُردستان وَبذلك تَكتَملُ طاعَتُهُم في شَهر رَمَضان المُبارك ، وَيَحقّ لَهُم أيضا بعدها الإحتفاءَ بحَقّ وَحَقيقة بختام شَهر رَمَضان المُبارك وبقُدوم عيد الفطر السّعيد.

وَكلّ عام وَشَعبُنا في كُردستان بألف خَير وَفي حال أفضَل من سابقه ، آمين ، إنّهُ مُجيب الدّعاء.

إبراهيم شتلو

علوم سياسية – دراسات كردية وإسلامية

30رمضان 1437 / 5 تموز 2016
 
أعلى