إيجاد لغة كوردية موحدة (12)

G.M.K Team

G.M.K Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (12)
د. مهدي كاكه يي
يعتقد البعض بأن اللهجة الکوردية الكرمانجية الجنوبية المتداولة في جنوب و شرق كوردستان و التي تُستعمَل الحروف العربية في كتابتها، تمتاز بالسهولة و المرونة بالإضافة الى سعة و قِدم إستعمالها. إنّ الأبجدية العربية و الحروف المستنبطة منها تفتقد الى بعض الأصوات الكوردية و التي تتم كتابتها بحروف لا تتطابق أصواتها مع الأصوات الكوردية. على سبيل المثال: يُستعان في الكتابة الكوردية بحرفَي (و) و (ێ) لتمثيل حرف (Ö)، كما في كلمة "ڴوێ GÖ" و التي تعني "أُذن". هذان الحرفان عاجزان عن إعطاء الصوت الصحيح لحرف (Ö) اللاتيني، حيث أنهما يعطيان الصوت "WÊ" بدلاً من الصوت "Ö". القارئ الكوردي يُميّز بسهولة الفرق الكبير بين الصوتَين. الضمة العربية تُكتب في الكتابة الكوردية بالحروف العربية بحرف "و" و الذي يعطي صوت الواو في العربية بدلاً من صوت الضمة، كما في كلمة "كورد"، بينما في الكتابة الكوردية اللاتينية، فأنّ حرف "U" يُعطي الصوت الصحيح للضمة العربية كما في كلمة "KURD". صوت "الكسرة" العربية مفقود في الكتابة الكوردية بالحروف العربية، كما مثلاً في كلمة "كوردستان"، حيث أن صوت "الكسرة" الموجودة بين حرفَي "الدال" و "السين" في كلمة "كوردستان" لا يمثله أي حرف في الكتابة الكوردية بالحروف العربية، بينما في الكتابة الكوردية اللاتينية فأن صوت "الكسرة" يُمثّله حرف "I" كما في كلمة (KURDISTAN). كما أن الإملاء الكوردي بالحروف العربية يعاني من فوضى كبيرة، حيث أنه يُكتب بأشكال عديدة لا يحكمه قانون موحد.
إنّ الحروف اللاتينية فيها الأصوات الكوردية التي تفتقر إليها الكتابة الكوردية بالحروف العربية و أن إملاء الكوردية بالكتابة اللاتينية سهل و موحد، بعكس الكتابة بالحروف العربية. كما أن اللغتين الكوردية و اللاتينية تنتميان كلتاهما الى مجموعة اللغات الهندو- أوروبية، لذلك فأنّ اللغة الكوردية هي أقرب بكثير الى اللاتينية، منها الى اللغة العربية التي تنتمي الى مجموعة اللغات السامية. يذكر الباحث التركي الدكتور إسماعيل بيشكجي بأنّ الخبراء اللغويين يعتقدون بأن الأبجدية اللاتينية هي الأكثر ملائمة للنطق الكوردي (إسماعيل بيشكجي: كردستان مستعمرة دولية. ترجمة زهير عبد الملك، دار APEC للطباعة و النشر، 1998، صفحة 316).
سبب وجيه آخر لتبنّي الأبجدية اللاتينية في الكتابة الكوردية هو تمكين اللغة الكوردية لمواكبة التقدم التكنولوجي و العلمي في العالم الغربي المتقدم و خلق كتابة قادرة على الإستفادة من هذا التطور العالمي، الذي تعجز الكتابة بالأبجدية العربية القيام بها. اللغة العربية نفسها أصبحت لغة متأخرة و مغمورة في عصر العولمة الذي نعيش فيه الآن و أن مؤتمرات و ندوات كثيرة يتم تنظيمها و عقدها لدراسة التحديات التي تواجهها اللغة العربية و إيجاد وسائل لتطويرها لتستطيع مواكبة متطلبات العصر.
سبب آخر مهم جداً لتفضيل الأبجدية اللاتينية على الأبجدية العربية هو إنقاذ اللغة و الثقافة الكوردية من التبعية للغة و الثقافة العربية، و خاصة إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار خطورة هذه السيادة اللغوية و الثقافية على الكورد نتيجة إحتلال قسمٍ من كوردستان من قِبل العرب و لِكَون أكثرية الكوردستانيين مسلمين، حيث يتم إستغلال الدين الإسلامي لتعريب اللغة و الثقافة الكوردية و الفكر الكوردي بسبب كون الدين الإسلامي هو دين عربي بفلسفته و أفكاره و ثقافته و كُتبه و طقوسه.
علماء اللغة يضعون ثلاث خيارات للعثور على مفردات جديدة للغة ما أو إيجادها. الخيار الأول الذي يبدأ اللغوي به هو البحث عن كلمات أصيلة للغة المعنية في اللهجات التابعة لتلك اللغة و في المناطق التي تنتشر فيها، للعثور على الكلمات الأصيلة التي تفتقدها تلك اللغة و تحتاج إليها. بالنسبة لهذا الإختيار، فأنّ اللغة الكوردية هي لغة ثرية جداً و مناطق مثل لورستان و إيلام و خوزستان، التي هي موطن الحضارات الكوردية القديمة، هي خزين إستراتيجي للمفردات الكوردية وكذلك المناطق الكوردستانية الأخرى التي تأسست فيها دول وحضارات عريقة. أعتقد أن اللغة الكوردية تفتقر فقط الى المصطلحات التكنولوجية و العلمية الجديدة بسبب كون كوردستان بلداً محتلاً و زراعياً متخلفا ً، لذلك من الممكن إستعارة الكلمات والمصطلحات التكنولوجية والعلمية التي أصبحت كلمات ومصطلحات علمية عالمية، وأضافتها مختلف شعوب العالم الى لغاتها.
إذا فشل المرء في العثور على كلمات لغوية أصيلة، فأنه ينتقل الى الخيار الثاني، حيث يعمل على إستنباط كلمات جديدة تتلاءم مع نطق تلك اللغة. إذا تعذر الأمر في إبتكار مفردات جديدة فأن آخر خيار لغوي يكون بالقيام بإستعارة كلمات أجنبية و تحويرها بشكل يتجاوب مع نطق اللغة المعنية. دعوتي لتبنّي الكتابة بالأبجدية اللاتينية هي وجهة نظر شخصية وأن علماء اللغات هم المدعوون لإختيار أبجدية مناسبة للغة الكوردية.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (13)

د. مهدي كاكه يي

إن كوردستان هي مهد الحضارات و اللغات و الأديان والأساطير و أن أسلاف الكورد السومريين والإيلاميين هم الذين إبتكروا الكتابة و الأرقام، لذلك فأن اللغة الكوردية هي لغة ثرية جداً و كل ما يحتاجه اللغويون الكورد هو جمع مفردات اللهجات الكوردية و إجراء مسوحات ميدانية، و خاصة في المناطق النائية المحتفظة بمفرداتها الكوردية الأصيلة و الإلتجاء الى كتاب (آفيستا) الذي يحمل في طياته المفردات الكوردية العريقة و الإستعانة بكتب الديانات الكوردية القديمة الأخرى، مثل الديانة الإيزدية و اليارسانية و الهلاوية التي تُعتبر من المصادر الأصيلة للمفردات الكوردية و البحث في ثنايا الوثائق و الكتب الكوردية القديمة و الكتابات الكوردية في معالم الآثار التي تنتشر بشكل كبير في أرجاء كوردستان، بدلاً من محاولة تعريب اللغة الكوردية و إدخال مفردات و أصوات أجنبية غريبة على اللغة الكوردية و الذي يؤدي الى تشويه لغتنا الجميلة.

كما أن الموكريانيين لا يزالون يحتفظون باللغة الهورية (الخورية) التي كان أسلاف الكورد الهوريون يتكلمون بها والذين عاشوا في كوردستان قبل أكثر من 3700 سنة. لذلك فأن اللهجة الموكريانية هي خزين ضخم للكلمات الكوردية، حيث أنها تحتفظ بأعدادٍ هائلة من الكلمات الكوردية العريقة والأصيلة و ستكون مصدراً مهماً جداً للمفردات الكوردية الأصيلة التي ترفد بها اللغة الكوردية الموحدة.

اللغة الكوردية هي من أعرق اللغات في العالم و أن جميع اللغات الهندو- أوروبية و لغات شعوب منطقة الشرق الأوسط بدون إستثناء، متأثرة بها و إستعارت منها الآلاف من الكلمات و أنّ الباحثيين اللغويين الكورد مدعوون لإجراء دراسات و بحوث لمعرفة تأثير اللغة الكوردية على اللغات الهندو- أوروبية و لغات الشعوب الجارة للكورد من عرب و أتراك و فرس.

الكورد بحاجة الى البحث عن كلمات كوردية أصيلة في كافة اللهجات الكوردية، من لورية و كرمانجية شمالية و جنوبية و هورامية لإثراء اللغة الكوردية و تخليصها من مفردات أجنبية و أصوات غير موجودة في اللغة الكوردية مثل حروف ال(ع) و ال(غ) و ال(ح).

لو نعود قليلاً الى تصفح التأريخ الكوردي القديم، لنرى أن قمم جبل جودي في شمال كوردستان كانت مهد الحضارة البشرية الثانية و أن جميع الحضارات الكوردية العريقة ظهرت في لورستان و إيلام و بلاد ما بين النهرين، بدءاً من الحضارة السومرية و مروراً بالحضارات الإيلامية و الميدية و إنتهاءً بالإمبراطورية الساسانية. من عراقة الحضارات الكوردية، ندرك أن أرض كوردستان، المناطق السهلية المنبسطة منها، كانت مهد اللغات و الثقافات و العلوم و الديانات و المعتقدات و أن الشعوب العربية و الفارسية و التركية و الأوروبية قد أخذوا الكثير من المفردات الكوردية و أثروا بها لغاتهم و إستعانوا بها لتطوير لغاتهم و سد نواقصها. يذكر البروفيسور الإنكليزي "واديل Wadell " في مقدمة قاموسه السومري – الآري بأن أكثر من 50% من كلمات اللغة الإنكليزية الحالية التي هي اللغة الرسمية لكوكبنا الأرضي في الوقت الحاضر، مأخوذة من اللغة السومرية، لغة أسلاف الكورد.

Wadell, L. Austin (1927). Sumer – Aryan Dictionary. London.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (14)

د. مهدي كاكه يي

إنه من المؤسف حقاً أن يتبنى بعض الكُتّاب و المثقفين الكورد لكلمات و أصوات أجنبية غريبة و دخيلة على اللغة الكوردية و التي إنتقلت الى اللغة الكوردية نتيجة إحتلال كوردستان و الغزو الثقافي الذي تعرض و يتعرض له الشعب الكوردي بسبب تبعيته السياسية و الثقافية و الإقتصادية للشعوب المحتلة لكوردستان، بدلاً من البحث عن كلمات كوردية أصيلة موجودة في اللهجات الكوردية الأخرى.

لإعطاء مثال على تشويه اللغة الكوردية الجميلة من قِبل لغات الشعوب المحتلة لكوردستان، أحب هنا التطرق الى كلمة "هەفت" التي تعني بالكوردية "سبعة" و التي تم تبديل الحرف الأول منها والذي هو حرف (ھ) الى الحرف العربي (ح) في اللهجة الكرمانجية الجنوبية، حيث تمّ تحريف وتشويه هذه الكلمة الكوردية الأصيلة الى "حەوت" أو "حه فت"، بينما لا تزال اللهجات الكرمانجية الشمالية و اللورية و الهورامية و سكان (Germyan) الذين يتحدثون اللهجة الكرمانجية الجنوبية، تحتفظ بِكلمة (هەفت) الأصيلة.

أود هنا أن أتحدث عن تأريخ كلمة (هه فت) لنرى معاً عراقة و أصالة هذه الكلمة الكوردية التي تتعرض للتشويه من قِبل الغزو اللغوي العربي في مناطق محدودة من كوردستان، لتتحول الى (حەوت أو حەفت).

قبل أكثر من ستة آلاف سنة أشار السومريون، أسلاف الكورد، الى (هەفت) و وضعوا رقم سبعة (هەفت HEFT) كإشارة الى سبع آلهة من آلهاتهم و الذين أسماؤهم هي كالآتي: إله السماء (ANUS) و إله الأرض (ENLIL) و إله المياه (EA) و إله القمر (SIN) و إله الشمس (SHAMSHA) و إله الرياح (ADAD) و إله الحكمة (MARDUK). من خلال التمعّن في إسم إله الشمس (SHAMSHA) السومري، نكتشف أن العرب قد أخذوا هذا الإسم الذي يعود لِأسلاف الكورد السومريين وأضافوه الى لغتهم بعد تحويره من (شمشا) الى (شمس). في زمن الإمبراطورية الميدية، الزردشتيون، كانت لهم سبع مواقد مقدسة كما أنّ رقم سبعة (هەفت) كان يرمز الى الشؤم و الشر عند إله الشر (أهريمن) في الديانة الزردشتية و كان (آهور مزدا) هو إله الخير عندهم.

في الدين اليارساني، الذي هو أحد فروع الديانة اليزدانية، كلمة "هەفتتەن HEFTTEN" التي تعني "سبع أشخاص"، هي مجموعة من الأشخاص المؤلفة من سبعة أفراد تتجسد فيهم الذات الإلهية و هم موجودون منذ الخليقة و يستمرون في الحياة الى فناء الدنيا. تستطيع أرواح هؤلاء الأفراد الإنتقال الى أجسام بشر لإظهار الذات الإلهية. هؤلاء الأشخاص هم بنيامين BINYAMîN، داود DAWÛD ، پیرموسا PÎRMÛSA ، رَزبار REZBAR ، موستَفا MUSTEFA، شابرايمŞABRAYIM ، يادگار YADGAR.

إعتقاد الزردشتيين بأن رقم سبعة هو رمز للشر، لا يزال يعيش حياً في المجتمع الكورستاني الى الوقت الحاضر. إنّ هذا الرقم يًمثل الشر في كل من الديانتين القديمتين، الإيزدية و الزردشتية و أنّ شرور رقم سبعة مذكورة في كتاب زردشت، آڤێستا. كما أنه لا يزال الكورد يستعملون كلمة (هەفت) كرمز للشر حيث يُقال بالكوردية (هه فت بەرد له پشتت)، أي (لتكن سبع أحجار من ورائك) و الذي يعني (الى الجحيم أو ذهاب بلا عودة).

من آثار المعتقدات الزردشتية حول دلالة الرقم (سبعة) على الشر هي أنه من تقاليد الكورد الى يومنا هذا هو زراعة بذور الحنطة في سبع سنادين قبل إطلالة رأس السنة الكوردية، نوروز، و الإحتفاظ بها الى يوم نوروز و بعده يقومون بتركها في أماكن نائية لتموت هناك، لإعتقادهم بأنها تُبعد الشرور عنهم. أثناء اداء مراسيم عيد نوروز، تُحضر مائدة و توضع عليها (سبع) أنواع من المواد الغذائية التي تبدء أسماؤها بحرف ال(س)، مثل (سێو - تفاح)ُ و (سەوزى - خضروات) و (سير - الثوم) و (سماق) و غيرها.

يُسمّى الإبريق بالكوردية ب(هەفتاوە) و الذي يعني (الغسل بالماء سبع مرات)، حيث لا يُخفى أن الديانات الكوردية القديمة تحثّ على الطهارة، فلا يجوز في هذه الديانات تدنيس التربة و الماء و الهواء و النار لأن هذه المكونات الأربع هي مقدسة لديها، عليه يجب غسل الأشياء سبع مرات بالماء لتطهيرها من النجاسة، لإعتقادهم بأنّ النجاسة تجلب الشرور لهم. من الجدير بالذكر أنّ كلمة (إبريق) العربية مأخوذة من الكلمة الكوردية "آورش" التي تعني "ساكب الماء" و الكلمة الفارسية "آبريز" التي تعني بالفارسية (ساكب الماء) أيضاً، وهي كلمة مركبة من كلمة (آب أو آو) التي تعني (ماء) و الكلمة (ريز أو رش) التي تعني (رَش أو سكب) وكما نرى أن هذه الكلمة تم تغييرها الى (إبريق) في اللغة العربية. كلمة (رَش) العربية و مشتقاتها مثل (رشّاش) و(رشوة) وغيرهما، مأخوذة أيضاً من الكلمة الكوردية "رشانن". ما دمنا نتكلم عن الطهارة في الديانات الكوردية القديمة، فأنّ الموتى عند الزردشتيين كان لا يتم دفنهم تجنباً لتدنيسها للتربة، لذلك فأنهم كانوا يتركون جثث الموتى على قمم الجبال لتأكلها الطيور الجارحة و الحيوانات البرية.

مما يجدر ذكره أيضاً بأنّ كلمة (هَفتَق) هي كلمة معربة لكلمة (هەفته) الكوردية التي تعني (أسبوع) (راجع كتاب "لغتنامه" لمؤلفه علي أكبر دهخدا، مجلد 15، ،سنة 1377 هجرية – قمرية، صفحة 23479، الكتاب مكتوب باللغة الفارسية). كما أن أصالة كلمة (هَفت) واضحة في كلمة (هّفته) التي تعني (اسبوع) والتي يتم إستعمالها في اللهجة الكرمانجية الجنوبية أيضاً، بينما تُستعمل كلمة (حَوْت) المشوّهة للعدد (7) في هذه اللهجة.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (15)

د. مهدي كاكه يي

أطرح في هذا المقال بعض الإقتراحات للكتابة بالأبجدية اللاتينية أمام علماء اللغة الكورد لمناقشتها و دراسة مدى تجاوبها مع النطق الكوردي. أرى أنه من الضروري العمل على التخلص من الحروف اللاتينية التى لا توجد في اللغة الإنگليزية بقدر المستطاع لتقريبها منها، حيث لا يخفى أنّ اللغة الإنكليزية أصبحت اللغة الأكثر إنتشاراً و إستعمالاً في العالم و غدت لغة العلم و الثقافة و الصحافة. بتقريب الأبجدية الكوردية الى الأبجدية الإنگليزية، تستطيع اللغة الكوردية مواكبة التطور العلمي و التكنولوجي العالمي. يمكن إلغاء بعض الحروف اللاتينية المستعملة في اللغة الكوردية حالياً و جعلها على الشكل الآتي:

Ç → CH

Ê → E

Ĥ → X

Î → Y

Ł → LL

Ř → RR

Ş → SH

Û → W

Ẍ → GH

X → KH

يمكن إختيار حرف (Å) ليقابل (الفتحة) العربية و بذلك تكون الأبجدية الكوردية اللاتينية تحتوي على هذا الحرف و حرف (Ö) اللذين لا يوجدان في اللغة الإنگليزية. يجب القول بأنّ هذه الإقتراحات تحتاج الى دراسة مستفيضة للتأكد من عدم إخلال الحروف الثنائية المقترحة، التي كل زوجَين منها يعطيان صوتاً واحداً في اللغة الكوردية، بالنطق الكوردي للكلمات التي تدخل فيها هذه الحروف الثنائية، مثلاً، الحرفان (KH) يعطيان صوت الحرف (خ)، يجب أن لا يعطي هذان الحرفان المذكوران صوتَين مستقلَين في أية مفردة كوردية، و بكلام آخر يجب أن لا يتصرفان كحرفين مستقليّن عندما يدخلان في تركيبة كلمة ما، بل يجب أن يشكّلان معاً صوت حرف ال(خ) في كل الكلمات التي يدخلان في تركيبها كحرفَين مزدوجَين.

كما أنه يمكن حذف الحرفَين ( ح ) و (غ ) و في هذه الحالة سيمثّل الحرف (X) حرف ال(خ).

كان اللغوي الكوردستاني الدكتور (جمال نبز) منشغلاً بإيجاد أبجدية للكتابة الكوردية، تنحصر حروفها على الحروف الإنگليزية فقط ووعد بنشرها كأبجدية لاتينية مقترحة للكتابة الكوردية. قبل أكثر من سنتّين وعد بنشرها ولا أعرف فيما لو قام بنشرها أم لاء. أأمل أن تتم مناقشة هذه الأبجدية المقترحة بإسهاب في المؤتمر العلمي اللغوي الذي نقترح إنعقاده لإيجاد أبجدية موحدة للكتابة الكوردية ولغة كوردية مشتركة.

في الختام أرفق الأبجدية اللاتينية التي أقترحها ليتم إستخدامها في الكتابة الكوردية بالحروف اللاتينية ليطّلع القراء الكورد عليها وإبداء آرائهم حولها. يجد القارئ كتابة كوردية مختلفة الى حد ما بهذه الحروف والأصوات المقترحة، إلا أنه بمرور الوقت تصبح مألوفة، يتمّ التعوّد عليها.

Pîtî Kurdî Latînî الحروف الكوردية اللاتينية

A a ا : Nan نان خبز

Å å ە : Dåm فم دەم

B b ب : Ba هواء با

C c ج : Bac ضريبة باج

CH ch چ : Chav عين چاڤ

D d د : Dar شجرة دار

E e ێ : De قرية أو يأتي دێ

F f ف : Fer تعلّم فێر

G g گ : Ga گا ثور

H h ه : Hez طاقة، قوة، قدرة هێز

X x ح : Xåz رغبة حەز

Mil ---- I i رقبة مل:

Y yی : Chy ماذا چی

J jژ : Jin إمرأة ژن

K k ك : Kurd كورد

L lل : Lurr لوڕ

LL ll ڵ : Gull ورد گوڵ

M m م : Mall ماڵ بيت، مسكن

N n ن : Naz دلال ناز

O o ۆ : Bon بۆن عطر، رائحة

Ö ö وێ Gö = أُذن گوێ

P p پ : Pak پاك نظيف

Q qق : Qaz قاز وز

R r ر : Bårz عالي، طويل القامة بەرز

RR rr ڕ: Rre ڕێ طريق

S s س : Sår رأس سەر

SH shش : SHîr حليب شير

T t ت : Tårr رطِب، مبلل تەڕ

U u و : Gull گوڵ ورد

W wوو : Dwr بعيد دوور

V vڤ : Mirov مرء، إنسان مرۆڤ

W w و : Wårå تعال، تعالي وەرە

X xح : Xåz رغبة حەز

GH ghغ : GHåmbar حزين غەمبار

Y yي : Yåk يەك واحد

Z z:ز Zor كثير، قوة زۆر
 

G.M.K Team

G.M.K Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (16)

د. مهدي كاكه يي

في الحلقات السابقة من هذه السلسلة من المقالات، تمّ عرض مشروع لإيجاد لغة كوردية موحدة، تجمع الشعب الكوردي وتخلق مجتمعاً كوردياً متجانساً. اللغويون الكورد مدعوون لمناقشة ودراسة الأفكار المطروحة لإيجاد لغة كوردية موحدة والعمل على تكاملها وإقرار أبجدية للغة الكوردية وبرنامج تأليف معجم كوردي يضم مفردات جميع اللهجات الكوردية ومن ثمّ قيام الجهات السياسية والثقافية المعنية بتنفيذ هذا المشروع الإستراتيجي المهم لتوحيد الأمة الكوردية.

لتنفيذ هذه المهمّة التأريخية، يمكن أن تلعب المؤسسات اللغوية والثقافية الكوردستانية دوراً أساسياً في تنظيم مؤتمر لإيجاد لغة كوردية موحدة من خلال تحديد أبجدية للكتابة الكوردية ووضع قواعد نحوية موحدة وذلك بدعوة علماء اللغة الى مؤتمر ينعقد لهذا الغرض. يمكن إناطة مهمّة عقد المؤتمر الى لجنة تحضيرية تتألف من عدد من أعضاء المجمع العلمي الكوردي واللغويين الكورد العاملين في الجامعات والمراكز والمعاهد العلمية والثقافية وذلك للإتصال بعلماء اللغة ودعوتهم الى حضور المؤتمر على أن يتم توجيه الدعوات إليهم على الأقل قبل ستة أشهر من عقد المؤتمر. كما يمكن للمجمع العلمي الكوردي و الجامعات الكوردستانية في جنوب كوردستان والمراكز اللغوية والثقافية الكوردية والأقسام الكوردية في الجامعات العالمية وعلماء آخرين لهم إلمام باللغات الهندوأوروپية بشكل عام واللغة الكوردية بشكل خاص، أن يضعوا برنامجاً متكاملاً لجمع الكلمات الكوردية لتأليف قاموس كوردي شامل، يكون قاموساً جامعاً لكل اللهجات الكوردية.

الشعب الكوردي يمر بظروف صعبة، حيث أن كوردستان محتلة إستيطانياً من قِبل أربع دول عنصرية، التي سكانها يتكلمون ثلاث لغات، وهي العربية والتركية والفارسية والتي فرضوا لغاتهم على الشعب الكوردي ومنعوه من تعلّم لغته. إفتقار الشعب الكوردي للغة موحدة يشكّل خطورة كبيرة عليه كشعب وأمة. في الوقت الحاضر، على سبيل المثال، لو تتم الكتابة باللهجة الكرمانجية الجنوبية، فأن كورد الشمال والغرب والفيليين وسكان محافظة دهوك وأورمية وإيلام وكرماشان، سوف لا يفهمونها. وإذا تمت الكتابة باللهجة الكرمانجية الشمالية، فأن الناطقين باللهجة الكرمانجية الجنوبية واللورية وحتى قسم كبير من كورد الشمال والغرب الكوردستاني سوف لا يفهمونها. إنها مشكلة عويصة جداً.

الى أن يتم إيجاد لغة كوردية موحدة، فأن الشعب الكوردي بحاجة الى كتابة الدراسات والأبحاث الرصينة المتعلقة بالشعب الكوردي باللهجة الكرمانجية الشمالية والجنوبية وكذلك باللغات العربية والتركية والفارسية لكي يستطيع جميع أفراد الشعب الكوردي الإطلاع عليها. لهذا الغرض يجب أن تتوفر مؤسسة تقوم بإعداد الأبحاث والدراسات الكوردية باللهجتَين المذكورتَين وباللغات المذكورة. يجب تأسيس مؤسسة تؤدي هذه المهام وأن يستمر العمل بها الى أن يتم إبتكار لغة موحدة، حيث تقوم هذه المؤسسة بإختيار الدراسات والأبحاث الرصينة وترجمتها الى اللهجتَين الكورديتَين الرئيسيتَين والى اللغات التركية والفارسية والعربية لتكون في متناول المواطنين الكوردستانيين من خلال نشرها في مجلات دورية متخصصة وفي المواقع الإكترونية وشبكات المواقع الإجتماعية.

المتنوّرون والمثقفون والكُتّاب الكوردستانيون يمكن أن يلعبوا دوراً عظيماً في نشر الوعي القومي الكوردي والوعي الوطني الكوردستاني و نشر حقائق تأريخية عن الشعب الكوردي ومعلومات لغوية وعلمية وإجتماعية وإقتصادية ذات صلة بشعب كوردستان. في الوقت الحاضر، فأن جهود هؤلاء هي جهود فردية غير منظمة. لذلك من الضروري أن يؤسس هؤلاء المتنوّرون والمثقفون والكُتّاب تجمّعاً أو جمعية لهم للتنسيق والتعاون فيما بينهم لتقديم دراسات فكرية وثقافية وإجتماعية والعمل على تصحيح التأريخ الكوردي وحماية التراث الكوردي وإحيائه و تعضيد إيجاد لغة كوردية جامعة للأمة الكوردية والتعاون فيما بينهم في إجراء دراسات مشتركة، كل مجموعة مختصة ضمن إختصاصها وفي نشر الكتب والمجلات وتأسيس مواقع إلكترونية متخصصة في مختلف المجالات والمتعلقة بشعب كوردستان، في مجالات سياسية وإقتصادية ولغوية و تاريخية وتراثية وإجتماعية وعسكرية وغيرها.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (17)

د. مهدي كاكه يي

الهدف من كتابتي عن اللغة الكوردية و تأريخها هو تبيان الحقائق وجعلها في متناول القراء للإطلاع على عراقة اللغة الكوردية و أصالتها وغناها و تبيان محاولات طمس و تشويه تأريخ الشعب الكوردي و لغته من قِبل أناس، كل همّهم و هدفهم هو الإساءة الى هذا الشعب الأصيل الذي هو أحد أعرق شعوب الأرض و بلاده، كوردستان هي مهد الحضارة البشرية، حيث أن أسلاف الشعب الكوردي قاموا بإكتشاف النار و الزراعة و الكتابة و الأرقام و الصناعة و بذلك كانوا الرواد الأوائل لبناء صرح الحضارة الإنسانية.

كما أن شخصيات كوردية، خلال المراحل التأريخية ساهمت بل رسمتْ ملامح خارطة منطقة غربي آسيا بأكملها. أبو مسلم الخراساني هو الذي قام بإسقاط الدولة الأموية و تسليم الحكم الى العباسيين، غير أنه بدلاً من تكريمه، تآمر عليه الخليفة العباسي الثاني، أبو جعفر المنصور، فقتله، حيث أنّ هذا القائد الكوردي كان بإستطاعته تأسيس دولة كوردية على أنقاض الدولة الأموية، بدلاً من تسليم الحُكم للعباسيين. صلاح الدين الأيوبي مثال آخر للشخصيات الكوردية المشهورة في جميع أنحاء العالم. لولا صلاح الدين الأيوبي لربما كان الدين الإسلامي اليوم لا وجود له على كوكبنا الأرضي، أو في أحسن الأحوال لَكان اليوم عبارة عن دين يعتنقه عدد محدود من الناس و لَكان العرب اليوم عبارة عن شعب صغير يعيش في شبه الجزيرة العربية. هذا يعني بأنه لولا صلاح الدين الأيوبي لّكانت خارطة الشرق الأوسط السياسية مختلفة تماماً عما نراها اليوم و لَكانت غالبية سكان المنطقة يدينون بالديانة المسيحية و لَإزدهرت و إنتشرت الأديان القديمة في المنطقة و بذلك كانت الشعوب غير العربية في المنطقة تحتفظ بثقافاتها و لغاتها و معتقداتها و أديانها و تمارس طقوسها و شعائرها الدينية بحرية. بدون صلاح الدين الأيوبي لَكان أحفاده اليوم لهم دولتهم المستقلة و كانوا لا يتعرضون الى الإبادة الجماعية و الأنفالات و التعريب و التتريك و التفريس و لا يكونون أهدافاً للأسلحة الكيميائية.

إن الذين يحاولون الإساءة الى الشعب الكوردي، كان من المفترض أن يدافعوا بكل قوة عن شعب عريق مظلوم و مضطهَد مثل الشعب الكوردي، وجوده و لغته و ثقافته في خطر، إلا أن هؤلاء يعانون من أمراض نفسية و إجتماعية خطيرة بسبب الخلفية الثقافية البدوية المتخلفة التي ينحدرون منها وبسبب التربية الشمولية و العنصرية التي تلقوها في ظل الحكومات الدكتاتورية، ذات الثقافة البدائية المتخلفة، المبنية على إلغاء الآخر و العنف و الكراهية.

في عالمنا هذا رغم كل القوانين والشرائع والدساتير والمساعي التي تهدف إلى تنوير الفكر الإنساني وإنقاذ البشرية من براثن ثقافة البداوة والتخلف والإرهاب والعنف وروح الإنتقام والشمولية، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الناس ممن يحمل في دمائه وعقله وروحه جينات التلوث الفكري المتمثلة بالعنصرية والتطرف والاستبداد والشمولية، الذي يظهر واضحاً في شخصية المرء من خلال الحديث والسلوك والمواقف.

بلا شك يختلف اليوم عن الأمس، وذلك بظهور مفاهيم وقيم جديدة، تواكب روح العصر والتمدن والتطور والرقي الإنساني والأخلاقي، حيث يتبنى الكثير من شعوب العالم المساواة بين البشر وقبول الآخر المختلف و الإلتجاء الى لغة الحوار والتفاهم في حل المشاكل الإنسانية وحماية الإنسان و بيئته وإحترام حقوق الإنسان و حريته و بمرور الزمن وتطور الإنسان سيكون لا مجال لمن لا يؤمن بالآخر كشريك إنساني على هذه الأرض وسيكون لا مكان للنعرات القومية والاثنية والطائفية وبذلك يختفي على كوكبنا الأرضي حاملي فايروسات الأفكار العنصرية والشمولية التي تهدف إلى إلغاء الآخر أو إقصائه أو التعامل معه بِدونية.

كملحق لهذه السلسلة من المقالات عن إيجاد لغة كوردية موحدة، أتحدث في هذا المقال عن جانبٍ من التواصل بين اللغة السومرية و الكوردية.

الكتابة السومرية كانت كتابة صورية، حيث لم تكن لها حروف و عددها كان حوالي ستمائة رمز صوري. المفردات السومرية هي مفردات زاگروسية - آرية، حيث أن اللغة الكوردية لا تزال تحتفظ بكلماتٍ سومرية كثيرة رغم الفاصل الزمني الكبير الذي يبلغ آلاف السنين الذي يفصل بين اللغتين و التغييرات التي مرت على اللغة الكوردية خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة.

"ملحمة كلگامیش" ترتبط تسميتها بوضوح ببطل الملحمة الذي يتشبه بالجاموس و يتكرر إسم الجاموس لمرّات عديدة في الملحمة، حيث أنّ "كلگامیش" قام بصرع و قتل الجاموس (گامیش) السماوي و أنه من المرجح أن يكون إكتسابه لإسمه هذا متأتياً لهذا السبب بإضافة "كَل" الى "گامیش" ليصبح "كلگامیش". هكذا نرى بأنّ إسم الملحمة نفسها هو إسم كوردي خالص، يتألف من ثلاث كلمات هي "كَل" التي تعني "فحل" و كلمة "كَا" التي تعني "ثور" و كلمة "ميش" التي تعني "حيوان". و بدمج كلمة "كَا" و "ميش" تنتج لنا الكلمة المركبة "گاميش" التي تعني في اللغة الكوردية "الجاموس" و بذلك يعني إسم الملحمة "فحل الجاموس". بينما يُسمّي الكورد "البقرة" ب"مانگا" أي "أنثى الثور". إنّ إختيار السومريين للجاموس ليكون رمزاً لهم، يعكس بوضوح تأثرهم ببيئة الأهوار التي كانوا يعيشون فيها، حيث إشتهرت بلاد سومر بكثرة الجاموس فيها و التي لا تزال الى يومنا تشتهر المنطقة بتربية هذا الحيوان، بعد هجرة السومريين من كوردستان وإستقرارهم في بلاد ميزوبوتاميا. العرب إقتبسوا مفردة "جاموس" من المفردة السومرية "گامیش" و قاموا بتحويرها لتتلاءم مع النطق العربي. من جهة أخرى، لو ننظر الى أبطال ملحمة "كلگامیش"، نرى أن الآشخاص البارزين في الملحمة يحملون أسماء كوردية. "أورشنابي"، الذي يساعد "كلگامیش" في بحثه عن سرّ الخلود، يعني إسمه ال(ملاّح). الى الوقت الحاضر يستعمل الكورد مفردة "شناو" التي تعني "السباحة". "أوتناوبشتم" هو إسم جد "كلگامیش" و الذي عنده سر الخلود. هذا الإسم يعني "الذين أتوا من بعدي" و مضمون معناه هو "الخلود". في اللغة الكوردية يُقال "هاتنوبشتم" " الذي يعني أيضاً "الذين أتوا من بعدي" و العبارة هذه، كما نرى، هي نفسها في اللغة السومرية و الكوردية.
 
أعلى