حكم عشيرة اللور الكبير(البختياري)

G.M.K Team

G.M.K Team
clear.gif


حكم عشيرة اللور الكبير(البختياري)
وأوضاعها
يقول الميجر راولنسون: كان محمد تقي خان، أيلخاناً وحاكماً على هذه العشيرة عام 1836 م وهو من أحفاد علي مراد خان، وينتمي إلى عشيرة ( جانيكي ) وكان جده علي مراد خان قد تمكن بعد وفاة نادر شاه من فرض سيطرته على عموم إيران، أما محمد تقي خان فكان ذا ثقافة عالية وذكاء وقاد، كما اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام، وبالكرم، والجود، والسخاء، ولذلك كان شعبه يكن له الاحترام والإعجاب والتقدير، وفي أثناء الحرب كان يستطيع تجنيد أكثر من اثني عشر ألف رجل، وزجهم في ساحات المعارك، فحكم بلاداً عامرة كثيرة الغنى، وفيرة الخيرات، فامتلك أفراد عشائرها حقولاً واسعة في منطقة( أريدون) وبدأوا ببناء القصور وبيوت السكن، والعديد من القرى والقصبات الجميلة، ولكن المنطقة لم تخل من مشاكل وقلاقل كانت تقع بين عشائر الـ ( هفتلنك ) والـ(جارلنك) وباختصار فقد كانت الأوضاع الاجتماعية لهذه العشيرة أو القبيلة أفضل بكثير من أوضاع عشيرة اللور الصغير، أما اللهجة التي تتكلم بها هذه العشيرة، فهي لهجة من اللهجات الكردية، ولكنها ابتعدت قليلاً عن ألفاظ اللغة الكردية، أي أن هناك خلاف في النواحي النطقية واللفظية فقط، بينما تعود هذه اللهجة بجذورها إلى اللغة الكردية الأم، وفي الحقيقة، فإن كل عشيرة كردية في جبال زاغروس، أوجدت لنفسها لهجة خاصة بها، هذا وتتصف العشيرة أي اللور الكبير _ بالصلابة والشجاعة وشدة المراس في الحروب، وقد وضع الميجور راولنسون جدولاً بين فيه نسب اللور الكبير ( البختياري ) وعدد أفرادها, فجاء على الشكل التالي :
العشيرة الكبرى
أجداد العشيرة
عدد بيوتها
العدد الإجمالي
هفتلنك
أولاكي، ماله
400


مدي، بختيار
600


وند، رودكي، سا،
4000


لاكي
2000

جهارلنك
كنورسي
1000


سهوني
1500


محمد سالة
1000


موكي
500


مه مه وندي
4000


زالاكي



بادابي
3000


أورال شالوره
2500



13500
13500
الموالون للعشيرة




جانوكي



كومه سير
4000


خانوكي



سرده سي
2000


كوند زلو
1500



7500
7500


المجموع
28000

وهكذا فقد بلغ عدد بيوت العشيرة ثمانية وعشرين ألف بيت أو اسرة ومائة وأربعون ألف شخص. من كتاب ( من زهاو إلى خوزستان ) ص 103 .
ويقول القائمقام السير أرنولد ويلسون، في مقال نشره عام 1926 م في مجلة (مجتمع آسيا الوسطى ): إن حاكم أو ايلخان البختيار اليوم هو خودا كرم خان بن علي خان بن محمد تقي خان بن حسن خان بن فتاح علي خان بن علي بن حسن خان زمان خان كيارساكيار، وهو زعيم إحدى الفرق الأربعة لـ (الجهار محله) أي المحلات الأربع وهي محلة خودا كرم خان، مزاوج، لار، كيار .
وتحكي قصصهم بأن زمان خان هذا هو أحد أحفاد ( جمشيد ) الملك الإيراني الذائع الصيت، وعندما تمرد محمد تقي خان، رافعاً راية الاستقلال، أرسلت الدولة الإيرانية ضده جيشاً لمحاربته، فهرب والتجأ إلى الشيخ ( تامر ) شيخ عشيرة بني كعب العربية فقام هذا الشيخ الشهير بتسليمه إلى الدولة، فأودع السجن ولم يلبث أن توفي محمد خان في سجنه في طهران، فتولى آغا جان بن محمد تقي الحكم محله، ولكن انتقل الحكم في أواخر حياته إلى يد ( الهفتلنك ) أو الهفتلانج، وفي زمن السير (ويلسون) كان يتولى حكم البختيار أحد أحفاد (حيدركور) ثم خلفه ابن ( غالب خان ) الذي كان ( صالح خان ) أحد أحفاده، وكان يحارب في الهند إلى جانب نادر شاه، وبعد عدة أنسال انتقل الحكم إلى يد (جعفر قولي خان) وهو نجل أسد خان، حيث يلتقي نسب العائلتين عنده، تولى الحكم بعد جعفر قولي خان ابنه اسفند يار خان، وجاء بعده أخوه محمد حسين خان، ولم يلبث أن توفي اسفند يار خان عام 1903 م وتوفي بعده محمد حسين خان بسنتين فقط، ويقول راولنسون في موضع آخر: يبلغ عدد بيوت الـ (بيشكوه) ( 40000 ) بيت، وعدد بيوت الـ ( بشتكوه ) (15000 ) بيت وعدد بيوت العشائر الموالية لهما ( 5000 ) بيت ولذلك فهما يشكلان مع العشائر الموالية لهما ( 60000 ) ألف بيت، ويتابع راولنسون كلامه فيقول: ليس للور الكبير زعيم واحد يحكمهم، بل يعتقد أن رؤساء العوائل الذين يسمون (توشمال كيا) أو كتخدا, هم الذين يقومون بإدارة الشعب والدولة كحكومات فيدرالية صغيرة ضمن دولة واحدة وعندهم وحسب عاداتهم الاجتماعية تقوم النساء بخدمة الرجال في البيوت وتدبير أمور المنـزل، بينما يقوم الرجال بالاحتطاب وقطع الأشجار وصناعة الفحم، ورعي الأبقار والأغناممن زهاو إلى خوزستان ) ص 110. وورد في كتاب ( كوزيده ) أن اللور ينقسمون إلى قسمين وإلى ثمانية عوائل أو أفخاذ بالإضافة إلى ثمان عشرة ( 18 ) عشيرة موالية لهم وهناك عشائر آرسان، وساهي، وأريكي، وبيهي، تتكلم اللورية ولكنها تعود إلى أصول غير لورية، أما اليوم فينقسم اللور إلى أربعة أقسام وهي: المامساني، والكوه كلويي، والبختياري، واللور القدماء وبما أنهم يسكنون قرب الفرس ويختلطون معهم، ولذلك أضحت لغتهم قريبة من لغة الفرس، ودخلتها الكثير من الكلمات الفارسية، ومع هذا فلا زال الكثيرون منهم متمسكون بكرديتهم. أما أكبر هذه العوائل والأفخاذ أو العشائر فهي المامساني التي تنقسم بدورها إلى أربعة أفخاذ وهي: باكاشي، جاويدي، شمنزاري، والرستمي، كما ينقسم الكوه كلويي إلى ثلاثة أقسام: آغا جاري، والباوي، والجكي وهذه العوائل والأفخاذ تقسم بدورها إلى عدة عوائل أخرى، وعلى سبيل المثال فقد انقسم الآغا جاريون إلى تسعة أقسام أو عوائل أصغر أربع منها تركمانية وقد انصهر أفرادها وذابوا ضمن المجتمع الكردي وفقدوا أصولهم الأولى. كما أنقسم البختيار إلى قسمين وهما الجارلنك، والهفتلنك، والهفتلنك فرع كبير جداً من البختيار، أما الجارلنك فقد استقروا في منطقتي بروجرد ( برو كرد ) و ( كولبايكان ). ويقول المستشرق رروسيه: تقطن عشائر البختياري المناطق التالية: سرزه كوه، زرده كوه، شوشتر، اصفهان، كرمانشاه، ويبلغون المئة ألف بيت، وثلاثائة ألف شخص. من كتاب ( كردلر).
وينقسم اللور القدماء أو اللور الأصليون بدورهم إلى أربعة أقسام وهي: ترخان، ده له فان، صلصله، وبالا ﮔيروا، القسم الأخير هو أقدمها جميعاً أي أنهم قدماء اللور، لأنه يطلق على زعمائهم اسم أمير الأمراء، وهو اسم أو لقب غير قديم .
وتتفرع البالاكيروا أيضاً إلى فخذين هما: دريكه وند، وسكه وند ويظهر أن فخذ أو عائلة الدريكه وند هي الأقدم على الإطلاق من بين جميع عشائر اللور وتفرعاتها، لأن زعمائها فقط يلقبون بأمير الأمراء. والفيليون أيضاً هم من اللور القدماء والأصليين الذين استقروا في لورستان، وهم في معظمهم فلاحون وعمال، ويتراوح عددهم بين الخمسين إلى الثمانين ألف شخص، وينقسمون بدورهم إلى قسمين وهما:
بيشكوه، وبشتكوه، وقد تفرعت عن كل منهما سبع عشرة عشيرة نذكر منها:
عبد اللاوند، شخاوند، كيساوند، كروسبي، رمزيار، حوهراوند، باجلاوند، جيلي وند، الكلهور، مافي، قره زنجيري، زنكنه، ساده وند، كاكاوند. أما عشائر الـ (لك ) فتنتمي إلى اللور وأكراد الساده، وقد ورد في دائرة المعارف الإسلامية من الصفحة ( 11 12 ) ما يلي كانت عشائر لك تتألف فيما مضى من مائة ألف شخص، لأن كلمة ألك في اللغة الفارسية تطلق على المائة ألف جندي منظمين في قطعة عسكرية، ويتكلم ألك لهجة خاصة قريبة من اللهجة الكلهورية وتتكلم بهذه اللهجة أيضاً عشيرة الماهيكي التي تقطن قرب كرمنشاه، أما عشيرة الشوهان التي تقطن جنوبي البشتكو، فهي الوحيدة التي تتكلم اللهجة الكرمانجية. ويقول المستشرق ( شينلر ): إن كريم خان زند، هو أحد ملوك الكرد الذين حكموا فارس، كان ينتمي إلى هذه العشيرة الكبيرة ومن قرية كانت تدعى ( ﭙاريا ) وهي اليوم ( ﭙارا ) ويظهر أن هذه القرية كانت تبعد مسافة ثلاثين كيلومتراً عن دولة أباد على الطريق المؤدي إليها من سلطان أباد. إن هذه العشائر الكردية التي تقطن اليوم جنوبي لورستان، تظهر أنها قدمت المنطقة من الجهة الشمالية منها، ويقول " مسيو رابينو ": أنها جلبت إلى هناك في عهد الشاه عباس، لتشكل حصناً في وجه تقدم قوات ( حسين خان ). ويتابع مسيو رابينو القول: إن أكراد عشائر الصلصه، والده له فان، والباجلان، والزند، والماني والزند وكاله، تعد كلها أفرعاً لعشيرة الك، وأن كريم خان زند ينتمي إلى أكراد ( البايراوند ) وهي عشيرة كردية قام كريم خان بترحيلها وأسكنها في شيراز، مقر إقامته وقد تمكنت هذه العشيرة وبالتعاون مع عشيرة الباجلان فيما بعد من تقديم مساعدة قيمة لـ (محمد خان زند ) الذي كان يحاول في عام 1312 م، إعادة أنشاء دولة الزند البائدة، ولذلك فقد ألحقت الكثير من الأذى بهاتين العشيرتين، بالإضافة إلى عشائر كردية أخرى من عشائر الك حيث جرى تقسيمها ايضاً لئلا يلتئم شملها من جديد وقد لاقت العنت والاضطهاد من القاجاريين الذين ارتكبوا بحقها الفظائع، حتى كادت أن تباد عشيرة الزند بأكملها، ربما لأنها كانت من ضمن تلك العشائر التي حاولت الاختباء ضمن عشيرة الباجلان، ولكن لم يسلم أحد من هؤلاء القاجاريين الأفظاظ ومن فظاعاتهم التي ارتكبوها بحق العشائر الكردية التي سلمت القليل منها من المجازر. ويقطن بعض الزند اليوم في منطقتي ( دور ) و( فرمان ) وبعضهم استقروا في جنوب شرقي كرمنشاه، أما عشيرة المافي فقد استقرت في مناطق طهران وقزوين، وهناك البعض منهم في منطقة ( وارامين ) أيضاً. وحسب رواية عثمان ورابينو: فإن عشائر الك التي تقطن لورستان تنقسم إلى اقسام عديدة، كالصلصة التي تتألف من تسمائة بيت، والده له فان ألف واربعمائة وسبعين بيتاً، والبترخان مرابي، حوالي ألف وخمسمائة واثنين وثمانين بيتاً والداله وند، ألف بيت، ويبلغ المجموع ألف وتسعمائة بيت، ويقطن الباله وندون الذين يشكلون فرعاً من البابرانه وند في شرقي خرم آباد، كما استقرت الصلصة والده له فان، في سهل ( ألشتار ) ويوجد بعضهم في ( خاده ) أيضاً كما استقرت الترهان (الترخان ) على الضفة اليسرى لنهر ( ساي مارا ) أو السميرة.
وباختصار فإن موطن عشائر الك هو شمال شرقي لورستان، حيث تطلق على هذه المنطقة اسم ( لكستان ) واليوم وفي عام 1914م يرأس ( علي نزار خان) كل من عشائر الصلصلة والده له فان، والبترهان ( البترخان ) ويعتبر جميع أفراد العشيرتين الأخيرتين من العلويين الأكراد، وتطلق عليهم تسمية ( أهلي حق) أو الرافضة . ويقول كورزون: في دائرة المعرف الإسلامية: بلغ عدد سكان لورستان في عام 1298 هـ، 1881 م ( 21999 ) شخصاً منهم (17000 ) من البختيار، و ( 14000 ) من الكوه كلودي، و ( 200000) من الفيليين، كما يذهب مسيو رابينو: إلى أن عدد افراد الـ ( بيشكوه ) بلغ (130000)، و (البشتكوه ) يبلغون الـ ( 50000) ويتابع رابينو القول: ينقسم سكان لورستان حسب اللهجات السائدة فيها إلى قسمين: اللور الكبير وهم المامساني، والكوه كلويي، والبختياري، ثم اللور الصغير وهم الفيليون، ويقول محمد أمين زكي بك: يدعي البعض أن اللهجة اللورستانية هي إحدى لهجات اللغة الفارسية لأنها قريبة جداً من الفارسية، وتتشابه لواحق المقاطع في كلتا اللغتين، وجوداً و لفظاً أيضاً، وفي الحقيقة أن هذا اعتقاد ضعيف وفيه الكثير من المغالطات، وعلى المرء أن يكون حذراً وأن يتأمل ملياً في جميع جوانب الموضوع قبل الخوض في تفاصيله، وبدون أدنى شك نقول: إن لهجتا اللور الكبير، واللور الصغير، قريبتان من اللغة الكردية لأن اللور والكرد يفهمان أحاديث بعضهما، بينما لا يفقه اللور والفرس من بعضهما شيئاً.
لمحة عامة عن البختياري :
يقول كارلتون كون في كتابه (كروان) أي القافلة ما يلي: يقضي البختياري صيفهم في وادي ( الطارون ) الجنوبي، وحول ضفاف تلك الأنهار الصغيرة التي تتفرع عنه، ويستقر الكثيرون منهم عند نبع ماء يقال له ( أﭭدز)، وهنا تتفرع جبال زاغروس إلى سلسلتين ؛ سلسلة زاغروس الداخلية، وسلسلة زاغروس االخارجية، وتفصل بين السلسلتين عدد من الأودية السحيقة، وتشمخ الجبال إلى قمم شاهقة، فتسمو إلى / 7000 أو 8000 / قدم، وتمتد داخل السلاسل الخارجية عدد من الحفر، والأودية العميقة، تسيل إلى قيعانها عدد من الأنهار الغزيرة والشديدة الانحدار، ترفد جميعها نهر القارون الكبير في الجنوب الذي يجري في سهل الأهوار عيلام القديمة، ليرفد بعدها شط العرب وعلى ضفاف تلك الأودية تنتشر بكثرة أشجار البلوط، والإجاص والكمثرى، واللوز، والكرز, والزعرور، والجوز، وباختصار تزدان ضفاف هذه الأودية وما حولها بالأشجار المثمرة، والحقول المزروعة، والغابات الكثيفة، والأعشاب الندية، والمروج الخضراء، وتصادف بين تلك الأشجار الكثير من البلوط الحلو، فيقوم سكان المنطقة بجمعها وأكلها، وفي حقيقة الأمر فنحن هنا في منطقة من الجنة على وجه الأرض، وفي هذه الجنة الغناء يعيش البختياريون الذين ينقسمون إلى قسمين: وهما ( هفتلانة ) أو هفتلنك، و (جارلانة ) أو جار لنك، ويقال بأنهما عائلتان تنحدران من أخوين، خلف أحدهما سبعة ابناء، والآخر أربعة، حتى شكلت كل منهما عشيرة كاملة، وكل عشيرة تتألف من عدة أفخاذ، وكل فخذ من عدد من العوائل، وهذه العوائل تعيش وتتحرك مع بعضها في حلها وترحالها، وتدافع عن بعضها كتلة متراصة، ضد عدو مشترك، ولكل عائلة زعيم يدعى (كتخدا) الذي يقابله عندنا، كه يه أو كيخوه، التي جاءت من (كتخدا) يكون الكتخدا هذا مسؤولاً عن حل المنازعات والمشاكل التي تحدث بين أفراد عائلته الكبيرة، ويسهر على خدمتهم دوماً، يتولى الكتخدا منصبه بالانتخاب والشورى، ولكن يلجأ البعض منهم إلى اغتصاب الحكم وجعله وراثياً في أولاده وأسرته، وأثناء التنقل والرحيل إلى مراع جديدة يقوم الكتخدا بمراقبة أفراد العائلة وحمايتهم، وحراستهم، والدفاع عنهم ضد الأعداء، والحيلولة دون وقوع مشاكل فيما بينهم، والبحث لهم عن مراع جديدة، ولا يسمح بالظلم ويفض المنازعات التي تحدث بينهم، أما القبيلة فيحكمها (الخان) والخان أوجده الأتراك، وقد حل محل (الآغا) أو كبير القوم، ويمكن أن يكون الخان أكبر من الآغا نفسه، ويكون حكم الخانات وراثياً ودون انتخاب، وهو أكبر من الكتخدا كذلك والأخير مجرد زعيم يحكم عائلته من قبل الخان، وأكبر من الخان يأتي (أيلي خان) ، والإيل، تعني العشيرة أو القبيلة، وخان هو زعيمها، أما الـ ( إيلبك) فيقوم بخدمة العشيرة من قبل الإيلخان، ويتولى الاثنان منصبهما بالانتخاب المباشر، وهما ينتخبان عادة من البيوتات أو العوائل الكبيرة، ليصبح حكمها بعد ذلك وراثياً ينتقل من السلف إلى الخلف، ويقوم الشاه بإصدار إقرار بالموافقة ويكتب للخان أو الإيلبك فرماناً بذلك، ويستطيع السلطان نقلهما من مكان إلى آخر وفق إرادته، وحتى اليوم يتم انتخاب الأيلخانات والإلبكات من بيين أفراد عشيرة الهفتلانج، وهذا الأمر كان في هذه العشيرة منذ عصور قديمة جداً، وقد جاء يوم كان فيه الجارلانج أيضاً تحتل مكانة عظيمة وخرج منها عظماء وحكام كبار .
يقوم أبناء العوائل الكبيرة بالدراسة في طهران، ثم يتابعون بعدها دراساتهم في الخارج والإمبراطورة ( ثريا ) نفسها تنتمي إلى عائلة إيلخانية، مقرها في (شالمازار) وهي قرية يبلغ عدد سكانها ألفاً وأربعمائة شخص، وللقرية سوق عامة، وعامة سكانها من الفلاحين والعمال، وتقام فيها صناعة البسط والسجاد، ويقع قرب القرية بستان عائد للإيلخانيين، وهؤلاء لهم عاصمة صيفية أيضاً تدعى ( جار محل ) وغالبية سكانها من الجورجيين والأرمن، وفي شالمازار تفتح أبواب الحكومة مرة واحدة في كل عام حيث يجلس فيها الإيلخان للمظالم، بالإضافة إلى جلستين أخريين، جلسة في ( أردول ) وأخرى في ( أوراخان ) حيث يقوم بفض المنازعات بين الناس، والنظر في مظالمهم، واهذه الـ ( أور آخون ) هيبة، ورهبة في القلوب، وتوجد فيها لآثار قديمة قيمة، فهناك حجر مقدس سجلت عليه أسماء الملوك القدماء وأعمالهم وتاريخهم، وعندما يحاول الإيلخان الجلوس للمظالم وفض المنازعات بين الأفراد والعشائر، يجلس على هذا الحجر المقدس ثم يباشر عمله، لأن الحجر هو بمثابة كرسي الحكم، أو بمعنى اصح هو كرسي العدل والقضاء، وعند الإيلخان يتساوى جميع أفراد العشيرة، لا فرق لأحدهم على الآخر، يفصل بينهم بالرحمة والمساواة والعدل، يتكلم معهم، يستجوبهم، ثم يحكم بينهم بالقسطاس المستقيم .
والمتتبع للبختياريين يراهم عشيرة واحدة، أو أسرة واحدة يتحركون معاً، ويرحلون معاً ويحطون الرحال معاً، ولكن يشذ عن ذلك اللور الفيليون، فعندهم تتحرك كل عشيرة أو عائلة بمفردها، ولكل عشيرة وعائلة زعيم خاص بها، فحكامهم كثر، إلا أن البختياريين يرتحلون معاً في كل عام مرتين، وذلك لأن أمامهم طريق واحد يسلكونه في الذهاب والإياب، ولهذا فإنهم ولمنع حدوث فوضى مرورية يقومون بالرحيل والذهاب معاً، والعودة معاً أيضاً، ويلاقون صعوبات جمة في اجتياز نهر( قارون ) ومنحدرات الجبال الشاهقة، لأن الجبال تكون مكللة بالثلوج غالباً، ويتحتم عليهم اجتياز نهر قارون بالقوارب، وهذه كلها من ضمن الأسباب التي تجعلهم يرحلون بشكل جماعي، وأثناء الرحيل يسيرون وراء بعضهم على شكل طوابير طويلة، ويختلطون مع بعضهم في كثير من المرات، وتعم الفوضى والبلبلة بينهم، ويضيعون بعضهم بعضاً، وتتداخل حيواناتهم، ويختلط الحابل بالنابل، ثم يتفرقون وينتشرون في المراعي الجديدة، وهكذا وباختصار: فهم يلاقون الأمرين، وصعوبات جمة في طريقهم إلى مراعيهم والوصول إليها .
ينحصر اقتصاد البختياري في تربية الأغنام والأبقار، مع ممارسة شيء من الزراعة، فبقومون بالزراعة في قراهم العديدة وليست في ( جار محل ) فقط، بل يمكنهم الزراعة في مراعيهم الشتوية أيضاً والتي يسمونها ( كرمسير ) كما يقومون بزراعة القمح في ( سردسير ) أيضاً، ويعمدون إلى جمع ثمر الأشجار البرية وشراء حاجياتهم، صيفاً من القرى المجاورة، أما في الشتاء فإنهم يشترون جميع حاجياتهم من المدن القريبة. القافلة ص 310 .
وبالمناسبة فقد تم طباعة هذا الكتاب في بيروت عام 1959 م وقام بترجمته برهان الدين مرتين إلى العربية ورقمه في الأرشيف هو: 9627 .
 
رد: حكم عشيرة اللور الكبير(البختياري)

شكراللكاتب ونستطيع اضافة بان عشائر اللور واللك والزند يوجد افخاذهم في كردستان العراق
وخاصة فى منطقة كلار و ومحيط كفري وكركوك وحتى مشارف دربنديخان وجدير بالذكر توجد عشيرة لك في جنوب مدينة اربيل في عدة قرى وحاليا اكثريتهم يعيشون في داخل مدينة اربيل بعد تدمير قراهم و ترحيلهم من مناطق سكناهم في زمن حكم صدام الذي اعدم بعد ادانتةمن قبل الحاكم الكردي في المحكمة الجنايات العراقية .
 

كول نار

G.M.K Team
رد: حكم عشيرة اللور الكبير(البختياري)

كل الشكر لك اخي عبدو على التعريف
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى