الشاعر المناضل واللغوي والمؤرخ هژار

الشاعر المناضل واللغوي والمؤرخ هژار موكرياني (1921-1991) ..

الشاعر المناضل واللغوي والمؤرخ هژار موكرياني (1921-1991) ..



كريم شاره زا
18 / 4 / 2009
ولد الشاعر المناضل واللغوي القاموسي والمؤرخ الكوردي، هژار موكرياني في قرية قرب مدينة مهاباد في كوردستان الشرقية سنة 1921، تلقى دروسه في مهاباد وترعرع فيها وانخرط منذ كان شاباً يافعاً في الحركة التحررية الكوردية في كوردستان ايران وكان عضواً نشطاً في جمعية (ز.ك) الكوردية المشكلة في (16/9/1942) ثم أصبح عضواً فاعلاً في الحزب الديمقراطي لكوردستان ايران بعد تشكيله في 16/8/1945.
كان هژار (عبدالرحمن شرفكندي) منذ صباه ولوعاً بالشعر الكوردي ولا سيما اشعار الحاج قادر الكويى ونالي ووفايى، فأخذ يقرض الشعر منذ أوائل الأربعينيات من القرن الماضي فكان مرهف الحس عاشقاً لكوردستان، لذا جاءت قصائده ممزوجة بالحس الوطني والقومي والخيال الخصب وجعل من هموم شعبه المستبعد ووطنه المجزأ المحتل من قبل الاعداء اخصب مادة لاشعاره الوطنية والقومية، وقد وقف بوجه الظالمين المستبدين ومحتلي ارض وطنه، فتعرض من جراء مواقفه هذه الى صنوف من الملاحقة والعذاب والتشرد...

كان هژار محباً للقاضي محمد قائد الحركة التحررية الكوردية في كوردستان الشرقية، مخلصاً له قبل اعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية في 22/1/1946 وبعده ولكن بعد اجهاض تلك التجربة السياسية للكورد في 17/12/1946 واعدام زعمائها في 30/3/1947، غادر كوردستان ايران والتجأ الى العراق مشرداً في بغداد العاصمة ليكمل هناك مسيرة نضاله القومي مع الكورد الموجودين في تلك المدينة، الا ان الحكومة العراقية اخذت تضايقه في حركاته وسكناته وتضعه تحت مراقبة الشرطة السرية، لذا حاول الخروج من العراق ليعالج مرضه التدرن الرئوي في مصحات لبنان، فقد ساعده مادياً في سفره الى ذلك البلد الوجيه الوطني الكوردي كاكه زياد آغا نائب كويسنجق في البرلمان العراقي والنائب الثاني للبارزاني مصطفى في الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
فذهب الى هناك وتلقى العلاج الشافي ومكث في طريق عودته الى العراق في سوريا ردحاً من الزمن عند الكورد اللاجئين الساكنين هناك وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 في العراق، عاد الى بغداد ليعيش بمهنة رتوش التصوير الفوتوغرافي لدى محل احد معارفه الكورد، حيث كان يجيدعملية رتوش التصاوير، ولما اندلعت ثورة ايلول التحررية الكوردية بقيادة البارزاني التحق بعد مدة بالثوار، فتقرب بحكم اخلاصه وحبه الصادق الى القائد البارزاني مصطفى الى ان اصبح احد ندمائه الدائميين.
وبعد ابرام اتفاقية 11 آذار 1970 التأريخية بين قيادة ثورة ايلول وحكومة العراق، بعثه البارزاني الى بغداد لينظم أمور اتحاد الادباء الكورد الذي حصلت الموافقة على تأسيسه منذ 1021970 وبعد تعديلات في تشكيل الهيئة المؤسسة واللجنة التحضيرية للاتحاد، تقرر عقد المؤتمر التأسيسي له في بغداد فتم ذلك في يومي 23 و24 حزيران 1970 في قاعة الخلد، فجرى في الجلسة الاخيرة انتخاب أول هيئة ادارية مركزية للاتحاد وتم اختيار الشاعر المناضل هژار رئيساً للاتحاد.
وعند تأسيس المجمع العلمي الكوردي في بغداد (29/8/1970) اختير السيد هژار عضواً فيه، فتمكن خلال عمله فيه من ترجمة كتاب الشرفنامة أثر المؤرخ الكوردي الريادي شرفخان البدليسي من اللغة الفارسية الى اللغة الكوردية مع كتابة مقدمة مستفيضة له تربو على 176 صفحة وتم طبعه سنة 1972 في مطبعة المجمع العلمي الكوردي.
دخل الاستاذ هژار ميدان الادب كشاعر قومي مبدع ثم اصبح لغوياً بارعاً ومترجماً ناجحاً في نقل المؤلفات القيمة من العربية الى الكوردية والفارسية ومن الفارسية الى الكوردية وله مؤلفات قيمة مطبوعة ومخطوطة في هذا الميدان، ندرج لكم أهم ما أبدعه قلمه من تأليف وترجمة:
1-الى كوردستان –ديوان شعر ضخم يحوي جل اشعاره الوطنية والقومية طبع عدة مرات في العراق وكوردستان ايران.
2-خيام هژار: وهو ترجمة لرباعيات الخيام من الفارسية الى الكوردية.
3-كتاب الشرفنامة: تأليف المؤرخ الكوردي الشهير الامير شرفخان البدليسي نقله من الفارسية الى الكوردية.
4-قبيلة جاوان المنسية:
تأليف الدكتور مصطفى جواد، ترجم الكتاب من العربية الى الكوردية.
5-ديوان الشيخ احمد الجزيري –نصوص وشرح لمفردات أشعاره.
6-قاموس (هنبانة بورينة) أي (الج
راب السحري) يقع في جزأين وهو معجم كوردي-كوردي-فارسي.
7-القرآن الكريم: ترجمة الى اللغة الكوردية.
8-كتاب (جيشتى مجيور) أي (الكشكول) وهو مذكراته القيمة مكتوبة باللغة الكوردية طبع في باريس ثم في كوردستان الجنوبية.
9-ترجمة كتاب (القانون في الطب) لابن سينا من العربية الى الفرسية.
نماذج من أشعاره:
لقد قال هژار اشعاراً وطنية وقومية جيدة الا ان قصائده في وصف البارزاني مصطفى وخصاله ونضاله المديد من أجل اعلاء شأن الكورد وكوردستان فاقت بقية أشعاره لذا نقتطف هنا بعض النتف منها لنقدمها للقراء.
يقول الاستاذ هژار في قصيدة له بعنوان (الى الامام سربنا ايها البارزاني):
إِنْ ملأ الأعداءُ الدنيا كلَّها
بحيث يموجون كالبحر الهادر
وإن كانت أسلحتهم
أكثر بكثير من أسلحتنا
وإن كانوا أشرس
من الوحوش الضواري
وأكلة لحوم البشر
وإن أخفوا أنفسهم
داخل المدرعات والدبابات
واذا كنا لا نملك في كوردستان
سوى شخصك الكريم
فهذا حسبنا
فإلى الامام سر بنا أيها البارزاني!!
عاد السيد هژار موكرياني بعد زوال حكم الشاه في ايران الى كوردستان الشرقية وقضى أواخر أيام حياته بالتأليف والترجمة الى ان وافاه الأجل في 21/2/1991 فألف تحية الى روحه الطاهرة.

__________________

 
رد: الشاعر المناضل واللغوي والمؤرخ هژار

كل الشكر لكي عزيزتي سوسن
على تسليط الضوء على الشخصية المهمة
تحياتي لكي
دمتي متألقة
اختك جانة
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى