الميتانيون بلادهم شعبهم ولغتهم

G.M.K Team

G.M.K Team


خالص حسن مسور
الميتانيون بلادهم شعبهم ولغتهم
1- إن حدود الميتانيين أو الحوريين الغربيين وتاريخهم أكثر وضوحاً وتحديداً من بلاد الحوريين وكان سكانهم في المنطقة الواقعة بين نهري الفرات والخابور وأحياناً يتوسعون شرقاً أو غرباً وكانت عاصمتهم (واشوكاني) تقع قرب رأس العين الحالية وخلال الحروب التي دارت رحاها بين المصريين والميتانيين كان المينانيون يحاربون الفرعون المصري(تحوتمس الثالث) بجنود من سوريا وكان هؤلاء يريدون إخراج المصريين منها ولكن كثيراً ماكان الميتانيون والسوريون يتراجعون أمام الجيش المصري ويدفعون لهم الجزية وفي عام 1450ق.م هاجم الملك الميتاني(شوشتار)بجيشه بلاد آشور واستولى عليها عنوة وبذلك وصلت حدود دولته الى بلاد الكوتيين وجبال زاغروس شرقاً والى البحر المتوسط غرباً ومن بحيرة وان شمالاً الى حدود فلسطين مع مصر جنوباً وبهذا الشكل فقد ضمت بلاده فلسطين وسوريا ولبنان والجزيرة (ميزوبوتاميا) وشمال العراق وشرق تركسة الحالية وعندما توفي الملك (شوشتار الكبير) خلفه ابنه (أرتاناما).
2- أرتاناما بن شوشتار الكبير:
في عهد هذا الملك توطدت الصداقة بين المصريين والميتانيين وتزوج الملك المصري (تحوتمس الرابع) من ابنة (أرتاناما الأول) كما عقد الملكان حلفاً عسكرياً ضد الحثيين ومن هنا يظهر كم كان الحثيون يشكلون خطراً على الإثنين معاً وكل منهما كان خائفاً يترقب ويريد المحافظة على إستقلال بلاده وفي تلك الثناء توفي الملكان المصري والميتاني فخلف تحوتمس ابنه (أمنوحتب) كما أصبح (شوشتار بن أرتاناما بن شوشتار الكبير) ملكاً على الميتانيين .
3- شوشتار بن أرتاناما بن شوشتار الكبير :
عندما توفي أرتاناما خلفه ابنه (شوشتارنا) وتزوج الملك المصري (أمنوحتب بن تحوتمس) من ابنة خاله الملك الميتاني الذي أرسل مع ابنته الى أخته هدايا قيمة من ألبسة وذهب وخواتم وحلي ومجوهرات وبعد فترة قصيرة توفي (شوشتارنا) فاقتسمت مملكته بين أولاده وقد عمد الحثيون الى دعم وتأييد (أرتاناما).
4- أرتاناما بن شوشتارنا بن أرتاناما بن شوشتارنا الكبير :
بعد وفاة أبيه أصبح (أرتاناما) وبمساعدة الحثيين ملكاً على الميتانيين ولكن المصريين أيدوا (توشرانا بن شوشتارنا) وواجهوا به أخاه الى أن جعلوه ملكاً على بلاد (ميتاني)وهنا انقسمت بلاد الحوريين الواسعة فأصبح أحد أبناء (شوشتارنا) ملكاً بمساعدة الحثيين وأطلق على بلاده اسم (حري)والإبن الآخر أصبح ملكاً بمساعدة المصريين وسمى بلاده (ميتاني).
5- توشرانا بن شوشتارنا :
وكما أن الحثيين ايدوا وناصروا (أرتاناما بن شوشتارنا)فإن المصريين ناصروا (توشرانا بن شوشتارنا)وجعلوه ملكاً واندلعت الحرب بين الأخوين أغرقت فيها بلاد (ميتاني-حوري)بالدماء وانتشرت الحرائق والسلب والنهب في كل مكان وعاشت البلاد في جو من الرعب والخوف وانعدم الأمن ويبدو أن هذه حقيقة أبدية لازمت الشعب الكردي فالأعداء دائماً لهم بالمرصاد يوقعون بينهم وتقع بلادهم بالتالي فريسة بيد الطامعين بها.وأراد الملك المصري (أمنوحتب الثالث) مصاهرة الميتانيين فتزوج من ابنة توشرانا الميتاني فأرسل هذا الملك ابنته الى مصر محملة بالذهب والهدايا الثمينة وبعد فترة مرض الملك أمنوحتب الثالث فأرسل الى (حماه) والد زوجته .يطلب إرسال (عشتار) له وكان عشتار هذا إلاهاً للآشوريين ويظهر أنه حتى ذلك الوقت كان الآشوريين يعيشون تحت سلطة الميتانيين.فبعث له الملك الميتاني الإله عشتار للإستشفاء والمعالجة والتبرك به.ولكن توفي أمنوحتب فخلفه ابنه أمنوحتب الرابع الذيتزوج بامرأة والده الجميلة (تادوكيا)ابنة توشرانا ملك ميتان).ويقول بعض المؤرخين إن تادوكيا هي نفسها ملكة مصر الحسناء الذائعة الصيت (نفرتيتي).وعندما تولى أمنوحتب الرابع الحكم بعث الملك الميتاني رسالة الى صهره الجديد يهنئه فيها ويتمنى له القوة والسعادة ولم يمض وقت طويل حتى قتل الملك الميتاني هذا في سنة 1370ق.م على يد ابنه ومرة أخرى اندلع قتال عنيف بين العم وابن الأخ وكان أرتاناما بن شوشتارنا ملكاً على بلاد حوري فأصبح يطالب بملكية الحور والميتان معاً وداهم بجيشه بلاد ابن أخيه بالتحالف مع الآشوريين واستطاع ضم بلاد ميتان بالقوة الى بلاد حوري وأصبح مثل والده ملكاً على البلدين وبذلك توسعت حدود مملكته من جديد.وفي هذه الأثناء هرب ابن توشارنا الأصغر(ماتي وزا) الى بابل ومعه بعض كبار أرباب الدولة.فنظر إليه ملك كاردونيا كعدو وحاول قتله ولكنه تمكن من الإفلات منه والتجأ الى ملك الحثيين (شوبيليو ليوما) وقد اكرمه هذا الملك وزوجه ابنته وأرسل معه جيشاً بقيادة ابنه الى بلاد (حور-ميتان)الذي تمكن من التغلب على أورتاناما وانقسم البلاد مرة أخرى الى قسمين حوري وميتاني .
6- ماتي وزا بن توشرانا :
الذي اصبح ملكاً على ميتان وصهراً للملك الحثي شوبيليوليوما وفي هذه الأثناء توفي الملك الحثي فخلفه ابنه (باسيل)الذي فرض سيطرته على الحوريين الغربيين أيضاً أي أن نصف بلاد ميتانأصبح تحت سيطرته وفيما بعد عقد الملكان معاهدة بينهما حيث وجد علماء الاثار نصوص هذه المعاهدة في (بوغازكوي) في تركية مكتوبة باللغة الأكادية وبعد مضي فترة قصيرة تمكن الآشوريين من ضم قسمي البلاد الى مملكتهم.
الحرب بين الحثيين والأكراد الحوريين والميتانيين
من كتابات الدكتور عزيز عثمان يتوضح أن بلاد(ميتان-حوري-حورانيان) كانت واسعة جداً من الشمال بحيرة وان ومن الجنوب مصر ومن الشرق جبال زاغروس وبلاد الحثيين والبحر المتوسط من الغرب .في ذلك الوقت كانت بلاد الآشوريين (نينوفا)تحت سيطرة الحوريين والميتانيين وبلاد بابل تحت سيطرة الأكراد الكاشيين ومن هنا يتوجب علينا توضيح نبذات من تاريخ الشعوب المجاورة لدولة (ميتان-حور).
1- الحثيون :
وكما يعلمنا التاريخ فإن هذا الشعب ينتيمي الى السلالة الهندو-أوربية ومن المعتقد أن بعض العشائر الآرية هاجرت من روسيا الجنوبية وانقسمت الى قسمين توجهت بعضها نحو الشرق ووصلت حتى الهند وغيران وكردستان وأفغانستان وتوجه القسم اآخر نحو الغرب وانتشر في أوربا والبلقان كما عرجت عشيرة(النيز) نحو شرق الأناضول وقطنت فيها وقبل هؤلاء كان يسكن هناك شعب يدعى (خاطي- الحثيين) وشيئاً فشيئاً اختلط الضيوف الجدد مع الشعوب القديمة وتخلوا عن أسمائهم واتخذوا جميعاً لأنفسهم اسم (حثي) وبنوا عاصمة لهم على نهر الهاليس ( قيزيل يرماق) واصبحوا أسياداً لتلك الشعوب وحتى اليوم لانعرف إلا القليل عن تاريخ الشعب الحثي الموغل في القدم حيث لم تكتشف آثاره بعد. وعندما استلم نارام سين الآشوري الحكم هاجم بجيوش جرارة حلفاً تشكل من أعدائه وكانوا سبع عشرة ملكاً ورؤوساء عشائر يحاربون الآشوريين في جبال زاغروس باسم (بامبا) ويظهر أن بامبا هذا كان أحد زعماء الحثيين وواحد من السبع عشرة زعيماً تحالفوا ضد الاشوريين وكما يبدو فإن عصبة ال(17) لم يكونوا ملوكاً بل ربما كانوا رؤوساء عشائر كردية تحالفهم شعوب أخرى غريبة وقفوا جميعاً صفاً واحداً أمام عدو مشترك.وقدأظهرت الكتابات الأثرية المكتشفة في (كبادوكيا) باللغة البابلية وجود مدينة تجارية في هذه المنطقة كانت تخضع لحكم الآشوريين ثم انتزعتها منهم عشيرة (النبز) بالقوة وذلك في سنة 2000ق.م وفيما بعد أنشأت الدولة الحثية المختلطة وكان ملك هذه الدولة القديمة يدعى (بيتانا) ثم خلفه ابنه(آنينا) الذي استطاع أن يوسع حدود دولته قليلاً وامتدت من البحر المتوسط وحتى البحر الأسود وكانت عاصمتها (حاتوشا) أو هاتاي التي تظهر أثارها اليوم قرب بوغازكوي في تركية ولقب آنينا نفسه بالملك الكبير الذي وسع مدينة (نيزا) وبنى فيها معبداً لإله السماء.
تودوليا الأول .
لابارناش :
في عهده سارت بلاد الحثيين في مدارج الرقي والتقدم وازدادت اتساعاً وكثر فيها العمران والبناء ويعتبر هذا الملك من مؤسسي الدلو الحثية وواحد من الذين ساهموا في تقوية ركائزها كما استطاع هذا الملك أن يلم شمل شعبه ويبني دولة موحدة ومزدهرة تحت حكمه.
حاتوشيل بن لابارناش :
انتهج هذا الملك خطى أبيه وحاول الإستلاء على حلب ولكنه لم يفلح بسبب الفوضى والإضطراب اللذان بدءا ينخران كيان هذه الدولة وسرعان ماحانت منيته فتوفي .
مورسيل بن حاتوشيل :
خلف والده في الحكم واستطاع أن يمسك بزمام الأمور بقوة وأن يخوض غمار ثلاث حروب طاحنة مع أعدائه .في الحرب الأولى استولى على حلب وفي الثانية الحق هزيمة ساحقة بالحويين الأكراد ثم دخل جنوب سوريا بعدما انسحب الحوريون منها وفي الثالثة هاجم بلاد بابل وهزم جيشها ثم دخلها ظافراً غانماً وعاد بعدها الى بلاده مكللاً بالغار.
تلبينو :
لم نعثر على مكتشفات أثرية حتى الآن لتدلنا على تاريخ هذا الملك وحياته ولكن بحوزتنا معلومات تفيد بانهيار الدولة الحثية القديمة في عهده حيث لم يستطع المحافظة عليها وبكل ما أوتي بها من قوة.
2- الدولة الحثية الجديدة :
بقيت بلاد الحثيين قرابة المائة عام دون ذكر وعلى مايبدو فإنهم خضعوا للأشوريين ولكن تمكن أحدهم في عام 1420ق.م وهو(تودوليا الثاني) أن يتزعم شعبه ويعلن نفسه ملكاً على الحثيين ويخضع بلاد حلب لحكمه مجدداً حيث قام بانتزاعها من الحوريين الأكراد وبعد موت هذا الملك استعاد الحوريون حلب إلا أن الحثيين أعادوها الى حكمهم مرة أخرى في عهد ملكهم (حاتوشيل الثاني) وبذلك خضع لهم ملك حلب الحوري-الميتاني الذي أصبح حاكماً من قبل حاتوشيل وحلف اليمين على ألا يقلق راحته مرة أخرى وأن يبقى على ولائه له.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
رد: الميتانيون بلادهم شعبهم ولغتهم



تودوليا الثالث :


عندما توفي حاتوشيل خلفه تودوليا الثالث وفي عهده قامت ثورات وإنتفاضات عديدة ضده وسادت الفوضى والغش في أرجاء دولته وفي خضم تلك الصراعات قتل تودوليا فخلفه (شوبيليوليوما) .


شوبيليوليوما :


أصبح ملكاً على الحثيين بعد وفاة (تودوليا الثالث) وهو بعد من الملك العظام المشهورين في التاريخ فدام حكمه بين عامي 1388-1347ق.م وحسب كتابات ومخطوطات أثرية تعود الى عهد ابنه(مورسيل) فإن مدة حكم هذا الملك ينقسم الى ثلاث فترات في الفترة الأولى عمد الى شن هجمات ضارية على شمال سوريا التي كانت خاضعة لحكم الملك الميتاني-الحوري المدعو(توشرانا) ولكنه رد على أعقابه خاسراً وأخيراً فكر في خطة يهاجم بموجبها الحوريين -الميتانيين من الشرق كما استغل الإنقسام الحاصل بين هؤلاء وتحالف مع (أرتاناما)أحد طرفي الصراع الذي نشب بين الحوريين والميتانيين وبهذا الشكل استطاع ضم قسم من شمال بلاد ميتان وأخيراً داهم مدينة(واشوكاني) عاصمةالبلاد واستولى عليها ولكن بقيت (كوكميش) تحت حكم الميتانيين واصبحت حلب مرة أخرى خاضعة لحكم الحثيين كما استطاع هذا الملك بدهائه إخضاع مدينة (ألالاخ)التي تقع قرب بحيرة(العمق) وتمكن من اسر الملك (أتاكاما بن توشرانا) في مدينة (قطنا) ولكنهما تصالحا فيما بعد هرب الملك الميتاني المدعو (مشتو) الى مصر كما استطاع الملك شوبيليوليوما انتزاع بلاد سوريا وضمها الى مملكته ونظراً لإنتصاراته الساحقة في ميادين القتال فقد أرسل له (أمنوحتب) ملك مصر رسالة تهنئة يبارك انتصاراته ولكنه كان يكيد له في الخفاء ويدير المؤامرات ضده وفي تطور لاحق تحالف ملك العموريين المدعو (عزيزو) مع الحثيين ووسع حدود بلاده على حساب دولة الميتانيين وضم قسماً من سوريا الى بلاده وفيما بعد تحالف (عبدعشتار بن عزيزو) مع الحثيين مجدداً وناصروا المصريين الباقين في سوريا العداء وبهذا الشكل قسم الحثيون بلاد سوريا يوماً بعد يوم وحصلوا لهم على مواطيء أقدام واسعة فيها.


الفترة الثانية :


وتمتد بين عامي 1378- 1358 ق.م في هذه الفترة عاد شوبيليوليوما من سوريا متوجهاً نحو الشمال فتحصن المصريون في جنوب سوريا وفي هذه الأثناء توفي (توشرانا)أو قتل بيد ابنه عندئذ تدخل شوبيليوليوما في شؤون بلاد (ميتان - حور) ودخل في صراع مرير مع الملك الميتاني (أرتاناما) وهو أخ (توشرانا) الذي أصبح ملكاً على (ميتان-حور) بمساعدة الآشوريين كما أصبح (شوترانا) ملكاً على الميتانيين من قبل الملك الحثي شوبيليوليوما وبذلك اندلعت حرب الأخوة بين أرتاناما وأخيه توشرانا فوقف الملك الحثي يراقب الموقف وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة عريضة فالإثناءهما من أعدائه اللدودين.


وكما تقدم فقد هرب (ماتي وزا بن توشرانا) والتجأ الى شوبيليوليوما الذي زوجه ابنته وأرسل معه ابنه باسيل على رأس جيش لمحاربة أرتاناما الذي سيطر على ميتان-حور بمساعدة الآشوريين وطرد اخوته وأبناءهم من البلاد ولكن لم يمض زمن طويل حتى تمكن الجيش الحثي انتزاع هذه البلاد من أرتاناما وأصبح باسيل ملكاً على بلاد الحور و(ماتي وزا)ملكاً على نصف البلاد ولكنه كان خاضعاً لملك حلب الحثي (تلبينو بن شوبيليوليوما ).


وبإختصار يمكن القول.أن بلاد الميتانيين والحثيين والحوريين شمال سوريا وقعت كلها تحت سيطرة الآشوريين .وكان ماتي وزا ضعيف الشخصية مسلوب الإرادة لاحول له ولاقوة وكان اسماً على مسمى حيث تعني كلمة(وزا)بالكردية الضعيف والخور.

 
رد: الميتانيون بلادهم شعبهم ولغتهم

موضوع مميز عزيزي ..
دمت بخير.
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى