فارس دولة فارس

G.M.K Team

G.M.K Team


خالص حسن مسور
فارس
إيران أو بلاد الفرس وحسب كتابات الدكتور عزيز عثمان يبدأ تاريخها منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وقد ذكرت شعوب بلاد مابين النهرين في مخطوطاتها وكتاباتها الكثير من الأحداث التاريخية وكذلك العلاقات بين هذه الشعوب والحروب التي جرت بينها وبين الإيرانيين ومن الشعوب التي سكنت إيران القديمة العيلاميون والكوتيون واللولوبيون والكاشيون وكان يطلق على هؤلاء اسم الشعوب القوقازية-الآسيوية أو سكان جبال زاغروس القدماء كما كانت هناك شعوب أخرى تسكن شمال سوريا والجزيرة(ميزوبوتاميا) تطلق عليها أسماء السوباريين والحوريين والميتانيين أما السومريون فكانت سكناهم جنوبي بلاد مابين النهرين وهذه الشعوب جميعها وكما تقدم تعتبر شعوباً قوقازية-آسيوية وكانت لغتها واحدة أو قريبة من بعضها وبدون شك فإن هذه الأسماء هي تسميات لقبائل وعشائر كردية وكما يبدو فإن الأكراد والعرب أو الإيرانيين والقوقازيين - الآسيويين والساميين منذ العصور القديمة كانت تقع بينهم حروب كثيرة في بلاد مابين النهرين وينتزعون الملكية والحكم من بعضهم مراراً كما كانت إيران في الألف الثانية قبل الميلاد مسرحاً لتجوال الرحل من الآريين الجدد في هذه الفترة كانت هذه العشائر تهاجر من جنوبي روسيا محمية صوب آسيا الغربية وهناك اختلطت مع الشعوب والعشائر القديمة فاستطاع بعضها تشكيل دولاً كما نشبت صراعات جعلت الشرق تسبح في بحار من الدماء والفوضى. ويجمع المؤرخون على أن هذه القبائل البدوية الرحل لم تحل في هذه المواطن دفعة واحدة بل على الأرجح أنها جاءت على شكل هجرات متتابعة الى إيران وجبال زاغروس فتوجه بداة(النيز) نحو غرب أوربا كما اجتاز بعضها مضيق البوسفور واستقرت في آسيا الصغرى التي كانت قبل مجيء هذه الشعوب موطناً لشعب قديم يدعى(خاطي)(1) أو الحثيين وقد انصهر المهاجرون الجدد ضمن الحثيين وشكلوا جميعاً شعباً واحداً تحت اسم خاطي (الحثي)أما الشعوب التي أطلق عليها اسم الهندو-أوربيين أو الهندو -إيرانيين فكانت قد هاجرت أيضاً وكما أسلفنا من سهول جنوبي روسيا الواسعة وسكنت شرق بحر قزوين والمناطق المحيطة بهذا البحر وانقسم هؤلاء الى قسمين قسم سكن إيران القديمة وبلاد زاغروس واختلط مع الشعوب القديمة المستقرة هناك والقسم الآخر توجه نحو بلاد هندستان أو الهند وكانت لغتهم السنسكريتية وقد ألفوا بها كتاب (ويداس) أما الرحل الذين اختلطوا مع الشعوب القديمة لإيران-زاغروس فقد ذابوا ضمنها وأنشأوا دولاً شهيرة واسعة الأرجاء ويدعي البعض بأن البدو الذين سكنوا إيران كانوا قليلي العدد لأن القسم الأكبر منهم توجه نحو (بختيريا) والتي يقال لها اليوم أفغانستان .ومع أن الرحل الجدد انصهروا أيضاً ضمن تلك المجتمعات القديمة إلا أنهم أعطوا لغتهم الآرية لتلك الشعوب أو حدثت عملية تمازج واختلاط لهذه الشعوب وفي الألف الثانية قبل الميلاد وتحديداً في عام 1200 ق.م قدمت بضعة عشائر من البدو الرحل الهندو-أوربيين الى بلاد إيران وهذه المرة كانت عن طريق البلفن وفي سنة 842ق.م ذكر الملك الآشوري (شالمنصر الثالث) في كتاباته اسم (بارسيوي) و(ماد) في سنة 836ق.م ومن كتابات هذا الملك يظهر أن بلاد بارسيوي كانت تقع جنوب غربي بحيرة أورمية وتقع بلاد ماد قرب أكباتان (همدان الحالية) وكما يبدو فإن بارسيوي وماد لم يكونا اسم شعبين بل يعتقد أنهما اسمين جغرافيين كما مرمعنا سابقاً وقبل قليل أتينا على ذكر شيئاً عن تاريخ (ماد) ونريد الآن الإطلاع على تاريخ بارس (فارس) أيضاً.
دولة فارس :
1- إستقر الفرس في حوالي العام (700) ق.م في بلاد (سوماش) أوشمال بلاد عيلام التي تقع قرب جبال بختيار والى الشرق من مدينة شوشتر قرب نهر كارون ولم يستطع العيلاميون تحرير شمال بلادهم من سلطة الرحل الجدد وحسب رواية هيرودوت فإن أول ملكهم كان يدعى (أخمينس) وكان خاضعاً لحكم ملك عيلام وخلال الفترة من القرن الثاني عشر وحتى القرن الثامن قبل الميلاد ولم نسمع عن العيلاميين شيئاً ولم يرد لهم ذكر كما ليس بين أيدينا مايدل على هؤلاء سوى القول بأن العداوة قد استفحلت بين عيلام وآشور ويحتمل أن يكون قد استقر بينهم بعض الأغراب وعاشوا منعزلين وكان ملك عيلام (هوبامينا) يقف في كل مرة مع البابليين ضد الآشوريين كما كان يتطلع الى تدمير دولة آشور وسحقها وبين عامي 692-688ق.م هاجم بقوات كبيرة بلاد آشور وهنا يظهر للمرة الأولى الجيش الفارسي ضمن الجيش العيلامي وبعد معارك طاحنة انتصر الآشوريون على العيلاميين وأرغموا ملك عيلام على التراجع والعودة الى بلاده يجر أذيال الهزيمة كما تمكن (سنحاريب) من الإستلاء بالقوة على بلاد بابل وهاجم بلاد عيلام وأغرقها بالدماء وتركها أطلالاً ثم قسمها الى قسمين فاشتعلت نار العداوة بينهما وكما يبدو فإن الشعب الفارسي كان يجهز نفسه في هذه الفترة وبدأ يستولي على بلاد عيلام شيئاً فشيئاً.
2- نيسيبيس بن أخمينيس :
بين سنتي 675-640ق.م أصبح ملكاً على منطقة فارس وإنشان وفي عهده تحررت فارس من سلطة العيلاميين وأصبح ملكاً على دولة مستقلة ويقول هيرودوت. أن بلاد فارس خضعت للملك الميدي(خوشترين فرا أوردت) الذي بدأ يجمع حلفاءه لمهاجمة الآشوريين وخلال المعركة قتل الإسكيزيون الملك فرا أورت وأخضعوا بلاد ميديا لحكمهم مدة ثمان وعشرين عاماً وفي تلك الفترة بالذات تحررت فارس من حكم الميديين وأصبحت مستقلة وعلى مايبدو فإن العيلاميين قد أصابهم الوهن والضعف وذابوا ضمن المجتمع الفارسي ولذلك فقد سيطر الفرس على إنشان وبارسا وبارسوماش.
3- آريامنس بن نيسيبيس :
اصبح ملكاً بين سنتي 640-609ق.م ولقب نفسه ب(شاهن شاه)أي ملك الملوك أوالملك الكبير ومللك العالم وعين ابنه (كي خسرو) من قبله ملكاً على (سوماش) وفي تلك الفترة هاجم الجيش الآشوري بلاد عيلام واستولى على العاصمة (سوزا) كما تمكن (ناصربال)الآشوري أن يخضع في الشمال مدينة (ماداكاتو) وأعاد الملك العيلامي ( تامارينو)الى عرشه ثم عزله بعد فترة وجيزة وضم بلاده الى مملكته ثم توجه نحو الغرب ووصل حتى مدينة (بارسوماش) في جبل بختياري وأبقى ملك الفرس ابنه (أوروكو) رهينة ليده ثم أعلن ولاءه للآشوريين وبعد مدة خضعت بلاد آشور للملك الميدي (كي خسرو)أوكي أخسار كما سيطر الميديون على دولتي الفرس الصغيرتين.
4- أرسامس بن آريامنس بن نيسيبيس بن أخمينس :
في عهد هذا الملك خضعت دولة فارس بقسميها للملك الميدي ولم يمض وقت طويل حتى انتزع (قمبيز)الحكم من أرسامس وفي عهد كي خسرو كان ابنه (حشتاسف) حاكماً على مدينة (بارسا) من قبل أبيه.
5- قمبيز بن كي خسرو بن نيسيبيس بن أخمينس:
كان حاكماً على (بارسوماش) تحت حكم الميديين وقد سيطر فيما بعد على (إنشان) و(بارسا) وتزوج من ابنة الملك الميدي (استياغ) ومنذ ذلك اليوم علا شأنه وتبؤ مكانة عالية في المجتمع.
6- كي خسرو بن قمبيز الأول:
نقل كي خسرو عاصمته الى (ساساغارد) وبنى فيها العديد من المعابد والقصور كما سيطر على الكثير من البلاد المجاورة له ثم عقد معاهدة مع ملك بابل (نيبو نيد) وهاجما معاً بلاد جده (استياغ) وتمكن من أسر جده في الحرب فبذل له غاية الود والاحترام كما نقل عاصمته الى مدينة (أكباتان).عاصمة الميديين وضم ميديا الى بلاده وبذلك وحد الشعبين في دولة واحدة ومنذ ذلك اليوم حل اسم فارس محل اسم ايران وبهذا فقد خضعت بلاد ميديا كلها لحكم أبناء عمومتهم الفرس وفي عهد كي خسرو كان مضيق الدردنيل يشكل الحد الغربي لدولة إيران-فارس وعندما سيطر الإيرانيون على بلاد ميديا سيطروا أيضاً على بابل وشمال سورية وأطلقوا سراح الأسرى الإسرائيليين وفي سنة 530ق.م قتل كي خسرو بن قمبيز الأول.
7- قمبيز الثاني بن كي خسرو:
كان ملكاً في عهد أبيه على بابل ثم أصبح ملكاً على إيران بعد مقتل الأب وفي بداية حكمه ثار ضده أخوه (برديا) ولكن تمكن قمبيز من قتله على يد (جاوماتا)أحد حكام ايران ووصل الى مصر وفرض سيطرته عليها كما أرسل ثلاثة جيوش الى السودان والحبشة وقرطاجة ولكنه فقد معظم جنوده في عاصفة رملية ومات أغلبهم عطشاً وفي هذه الأثناء دخات بلاد إيران في دوامة من الفوضى والإضطراب ولهذا فقد رجع قمبيز مرغماً الى بلاده وفي طريق عودته مات في سوريا.
8- دارا الأول 525-486ق.م :
دارا بن حشتاسف بن آرياماس بن آريامنس بن نيسيبيس بن أخمينيس في عهده طالب جاوماتا الذي قتل برديا بالملكية باسم برديا أي ادعى أنه برديا نفسه واجتمع حوله ناس كثيرون وكان يعطف على الناس ويتصدق عليهم ويقول أنا برديا بن كي خسرو وتمكن جاوماتا هذا من أن يسيطر على الكثير من أجزاء بلاد إيران وأخيراً هاجمه دارا بقوات كبيرة وتمكن من قتله وأعلن نفسه ملكاً ولكنه لم يقبل بحكمه كل الناس فانتفض البعض ضده في ميديا وأرمينيا وعيلام وبابل ومصر ولكن تمكن دارا من تحطيم أعدائه والسيطرة على جميع أحاء البلاد كما لجأ الى قتل قائد جيشه (آريانر)الذي كان حاكماً على مصر واحترم المعابد والكهنة. وقد خلد هذه الحوادث الهامة فكتبها على صخرة عالية في (بهستون)على قمة جبل يشرف على طريق همدان-كرمنشاه وفيها تظهر صورته في ظل الإله (أهورا- مزدا) الذي يطل برأسه من فرص شمس لها قرون ناتئة وهناك شخصان يقفان خلف دارا وقد وضعا أرجلهما فوق جسد جاومانا(برديا) وخلفه حكام مقيدون بالسلاسل . كتبت هذه الحوادث بثلاث لغات هي الفارسية القديمة والبابلية والعيلامية تعرف منها المؤرخون على الحروف الميخية ويرد في هذه الكتابات مايلي ( دارا الملك الثامن من السلالة الأخمينية الذي أمسك أهورا-مزدا بيده ووضعه على عرش إيران كما أنجده في حروبه ضد أعدائه).
وبعدما تفرغ دارا من مشاكله توجه نحو الشرق الى بلاد كابول وبيشادر والسند وأخضعها جميعاً لحكمه كما اجتاح بلاد اسكيزي جنوب روسيا ومضيق البوسفور وفرض سيطرته عليها وكان معه (700)الفاً من الجنود يهاجم بهم البلاد والعباد وبعد أن أخضع (تراكيا) اجتاز نهر الدانوب (دونا) ومعه اسطول(فيلو) ضخم ولكنه واجه صعوبات كبيرة في طريقة أوت الى موت أكثر من ثمانين ألفاً من عساكره لأنهم لم يكونوا يعرفون الطريق ولأن اطعام مثل هذا العدد الهائل من الجنود في بلاد غريبة ومعادية صعب جداً كما عرقلت مسيرته المستنقعات والوحول والبحار فعاد أدراجه الى أثينا التي حاول سكانها التصالح معه ولكن حاربه الاسباطيون وفي وسط أثينا ثار الشعب ضد الديكتاتور (هيفاس) وتغلب عليه ثم تحالف الأثينيين مع الاسبارطيين وبعد معارك دموية عنيفة سيطر اليونانيون على مدينة (سارديس)التي استعادها منهم الجيش الإيراني مرة أخرى وتابع هذا الجيش تقدمه حتى فيرجي وسلاميس وكاربين كما استولى الاسطول الفارسي على بعض الجزر اليونانية ومنها أرسل الكثير من الأسرى والمعتقلين الى بلاد ايران والعاصمة (سوزا) وفي هذه الأثناء حاول الديموقراطيون اليونانيون التحالف مع دارا وعقدوا معه معاهدة وكان هؤلاء يبتغون السيطرة على بلاد اليونان كلها وعندما توجه الاسطول الفارسي الى أثينا لمساعدة الديموقراطيين هبت عليها عاصفة هوجاء أدت الى مقتل وفقدان عشرين ألفاً كما غرق نصف قطع الاسطول الفارسي .بعد ذلك أرسل دارا جيشاً بقيادة الملك الميدي (ذاتيس) لماعدة حلفائه فحاصر مدينة أثينا التي انقسم سكانها الى قسمين الرجعيون والديموقراطيون ولكنهم توحدوا جميعاً في وجه العدو المشترك وحاربوه بداً واحدة واخيراً تمكن ذاتيس من احتلال المدينة ولكنه ارتكب خطأ كبيراً عندما أقدم على حرقها مع ماتضم من معابد وأماكن مقدسة كما أخذ سكان المدينة أسرى وأرسلهم الى إيران عبيداً وأرقاء وهنا اهتزت مشاعر اليونانيين وقالوا(نحن أحد اثنين إما قتلى أو أرقاء) ذلك أمران لايمكن قبولهما فتعاهدوا على محاربة العدو بداً واحدة وحتى آخر رجل منهم فاستعدوا للحرب ودخلوا ساحات المعارك وهم أكثر عزماً وتصميماً على تحقيق النصر وفي(مارتون) فوجيء دارا بالجيش اليوناني يقف بشجاعة فائقة أمام جيشه وعندما بدأت الحرب الحق اليونانيون بجيشهم الصغير هزيمة شنعاء بالجيش الفارسي الجبار وأسروا سبع سفن فارسية وبما أن المصريين انتفضوا في هذه الأثناء في وجه دارا فقد عاد هذا مرغماً الى بلاده دون أن يتاح له الوقت مرة أخرى ليعود ثانية الى بلاد اليونان حيث توفي في سنة 485ق.م.
9- سرخس (أحشويرش) بن دارا الأول:
دام حكمه بين سنتي 485-464ق.م وكان ملكاً على بابل في عهد أبيه وقد حكمها اثنا عشرة عاماً ولكنه كان يتطلع دائماً الى الذهاب الى مصر لينتقم من أهلها وفي الحقيقة كان هذا الرجل يتصف بالقساوة والعنف وعندما لبس التاج توجه بجيشه نحو مصر ومارس الكثير من الظلم والإصطهاد بحق المصريين وسحق مناوئيه بدون رحمة كما استولى بالقوة على بابل وترك مدنها وراءه اطلالاً خربة كما أحرق إله البابليين بالنار وحرمهم من حمل اسمه وبهذا الشكل انهارت سمعتهم وأصبحوا كالمنبوذين بعد ذلك توجه بقوات كبيرة نحو بلاد اليونان حيث عين ثلاثين قائداً من المشاهير الإيرانيين رؤوساء لجنده وسار هو بنفسه على رأس هذا الجيش كقائد أعلى له فصنع له الفينيقيون جسراً من القوارب اجتاز عليه بجيشه الى مقدونيا (تتاليا) التي خضعت له دون قتال كما انتصر على الجيش اليوناني في (ترموبيل) واستولى عنوة على أثينا وأحرق (الأوكربول) ولكن الاسطول الفارسي تحطم مرة أخرى بفعل العواصف الشديدة وتناثرت قطعه في البحر وكان سرخس (سرخوش) يراقب المعركة بنفسه ويشاهد كيف يختفي عساكره في الماء وتتحطم سفنه وتغرق الى قاع البحر وكيف يطارد العدو قواته البائسة حيث باتت تلوح في الأفق بوادر النصر للعدو فغضب وهاج وماج وفي ذروة غذبه أقدم على اعدام قائد اسطوله الفينيقي عندئذ أبدى الفينيقيون والمصريون امتعاضهم مما حدث فتركوه قافلين الى بلادهم فسلم سرخس قيادة من تبقى من جنوده واسطوله الى (ماردوتيوس) وعاد الى بلاده وحاول هذا القائد التصالح مراراً مع أعدائه ولكنهم كانوا يرفضون محاولاته فكان لابد عندئذ للقائد الإيراني من مهاجمة (أثينا) مرة أخرى وتمكن من حرقها وسلبها ونهبها ولكن لم يستسلم اليونانيون له واستطاعوا في سنة 479ق.م من الحاق هزيمة منكرة بالجيش الفارسي خطأ قاتلاً مرة أخرى وذلك عندما نزل بنفسه الى ميدان المعركة حيث قتل وتشتت شمل عساكره كما اندحر اسطوله في منطقة (ساموس ساليا) وبهذا الشكل تم تحطيم الجيش الفارسي واستقل اليونانيون وتحررت البلدان الأوربية من سيطرة الفرس ولم يتسنى لملكهم التوجه نحو الغرب مطلقاً بعد تلك الأحداث الدامية. وفي سنة 465ق.م قتل هذا الملك في قصره في ظروف غامضة.
10- أزدشير الأول بن سرخس بن دارا الأول:
ذهب لمحاربة أخيه حاكم خراسان وبختيريا ثم لجأ الى قتل جميع اخوته وعندما انتفض المصريون ضده سارع الجيش اليوناني لنجدتهم ولكن استطاع الاسطول الفارسي احراق وتدمير الاسطول اليوناني والإستلاء على مصر بالقوة كما قضى على التمردات والثورات في سوريا وبابل ولكن تراجعت الحدود الغربية لإيران مرة أخرى الى نهر الهاليس ( قيزيل يرمان) وتوفي هذا الملك في سنة 424ق.م .
11- دارا الثاني بن أزدشير بن سرخس بن دارا الأول:
في عهد هذا الملك دبت الفوضى وانتشرت في كل مكان وفي هذه المرة كان لذهب إيران (فارس) الدور الأهم في مساعدة الملك دارا وإن كان الجيش الإيراني قد ذاق طعم الهزيمة عدة مرات ألا أن الذهب الإيراني لم ينهزم بل جعل عساكر العدو وجنوده يقاتلون بعضهم بعضاً حتى خضعت بلادهم أخيراً للسيطرة الفارسية (الإيرانية) فبالذهب وحده تم تدبير فتنة بين اسبارطة واليونان حيث أرسل دارا شخصاً يدعى( تيسافرن) الى بلاد اليونان فكان ذكياً ونشيطاً داهية حيث قام بنثر الذهب يميناً وشمالاً حتى تمكن من انشاء جيش من المرتزقة ومال إليه الاسبارطيون فعقد معهم دارا معاهدة وهاجموا معاً مدينة أثينا وبذلك تمكن هذا الملك أن يستولي مرة أخرى على بعض المدن اليونانية وأسكن فيها الجيش الفارسي واستحصل الجزية الباقية عليهم من السنين السابقة وبعد فترة عقد معاهدة أخرى مع الإسبارطيين الذين جعلهم أسياداً على بلاد اليونان بعدما أغراهم بالذهب الإيراني وبريقه وأصبح هؤلاء أصحاب دولة وسلطان وفي عهد هذا الملك قامت ثورة في ميديا كما أحرقت معابد يهودية في مصر وبعد سلسلة من المعارك العنيفة ألحقت الهزيمة بالاسطول الفارسي وجرى تحطيمه وفي تطور لاحق دخلت اليونان مرة أخرى تحت سيطرة الإيرانيين الفرس هذا وقد نصبت زوجة دارا ابنها كي خسرة ملكاً على ليديا وفيرجيا وكبادوكيا وأسندت إليه كذلك قيادة الجيوش الغربية وتوفي دارا الثاني في عام 404ق.م .
12- أزدشير الثاني بن دارا الثاني :
حكم بين عامي (404-359) ق.م وقد طعنه أخوه (كي خسرو) في معبد (باساغارد) ولا ندري كيف لم يدركه المنون ولكن حرر أزدشير أخاه وأطلق سراحه بناء على توسلات والدته وأرسله الى حيث كان في الغرب ومرة أخرى وقف هذا الأخ الغدار في وجه أخيه على الرغم من اليد البيضاء التي أسداها إليه فجاء على رأس جيش إيراني مع ثلاثة عشرة ألفاً من المرتزقة اليونانيين لمحاربة أخيه ولكنه قتل في ساحة المعركة في منطقة بابل واستسلم الجنود الإيرانيون لملكهم أزدشير وعاد الجيش اليوناني المرتزق الى بلاده عن طريق كردستان بقيادة كزينوفون نحو سواحل البحر الأسود وطرابزون وفي هذا الوقت كانت الامبراطورية الفارسية تعج بالمشاكل والإضطرابات فقد ثار اليونانيون وطالبوا باستقلال بلادهم كما انتفض الفينيقيون وحاولوا إخراج بلادهم من قبضة الإيرانيين وثار المصريون بدورهم وتمكنوا من تحرير بلادهم كما طالبت جزيرة فيرجي وسوريا بالتحرر والإستقلال وثار الحكام الخارجيون على الملك وطالب الحاكم الإيراني على مصر (داماتيس) بالملكية واجتاز الجيش المصري والإيرانيين المؤيدين له نهر الفرات متوجهين نحو بلاد إيران ولم يستطع ابن الملك الإيرانب قيادة جيشه على الوجه المطلوب فتولى الملكقيادة الجيش بنفسه وجاءت النتيجة لصالح أزدشير وحالفه الحظ ففي هذه الأثناء ثار الشعب المصري ضد فرعونه ووتنصل الثائر داماتيس من حلفائه وندم على فعلته فعفى عنه الملك وأطلق سراحه وأعاده الى منصبه كما تاب جميع ممن انتفضوا ضده وأعلنوا ولاءهم له ولكن بعد أن قتل الجنود والشعب الكثير منهم بدون أوامر الملك ولم يمض وقت طويل حتى قتل داماتيس في مجلس الملك الذي توفي هو الآخر في عام 359ق.م.
13- أزدشير الثالث بن أوخوس بن أزدشير الثاني :
كان شخصاً عنيفاً صعب الميراس ولكنه كان من دهاة الفرس ومن رجالات الدولة المحنكين وأحد أقطاب الامبراطورية الإيرانية الواسعة الأرجاء في بداية حكمه لجأ الى قتل جميع اخوته كما قضى على كل الثورات والتمردات التي كانت قائمة في عهد أبيه وتمكن من تحطيم كل من وقف في وجهه بدون رحمة كما سحب اليونانيون جنودهم الى الخلف وأعلنوا صداقتهم وولاءهم له ثم توجه نحو بلاد مصر وفي طريقه دخل مدينة صيدا وارتكب فيها الفظائع لأنها كانت قد اندلعت فيها ثورة عارمة ضده فاحرقها مع من فيها وهرب فرعون مصر الى (إثيوبيا) فأحرق الإيرانيون معابدهم وقاموا بنهبها وسلبها وقتلوا الكهنة جميعاً وبهذه الفظائع والأعمال الوحشية استطاعوا توسيع حدود إيران وتحطيم رؤوس أعدائهم فاستثارت الحادثة رجالات من الغرب ورفعوا أصواتهم عالياً أمثال (إيزوقراط) فنادوا (أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا وثوروا على الظالمين ومصاصي الدماء لكي تنتزعوا بلادكم من هؤلاء الأوغاد لصوص التاريخ ولننعم جميعاً بخيرات بلادنا ونعيش أعزاء مكرمين بعيدين عن الأوصياء والنهابين).وكان الشعب المكدوني لم يكونوا بونانيين بالأصل فقد اتخذوا اليونانية لغة لهم وأصبحت لغتهم الرسمية وكانوا من الشعوب المجاورة لليونانيين من الشمال وكان موطنهم يقع بين صربيا وبلغاريا وتركية الحالية وكان حاكمهم فيليب يريد إقامة امبراطورية واسعة الأرجاء لتحل محل الامبراطورية الفارسية ولكن كان (ديموشين) أحد حكماء اليونان في أثينا غير راض عن خروج أثينا من أيدي الفرس لتدخل في أيدي المكدونيين حيث أرسل ديموشين من قبله أشخاصاً الى سوزا وعقدوا معاهدة مع الملك الإيراني واما رأى فيليب أن اليونانيين لايرضخون لحكمه طواعية جرد عليهم جيشاً تمكن من إخضاعهم بالقوة في عام 338ق.م وفي هذه السنة بالذات قتل أزدشير بيد أحد قواد جيشه .
 

G.M.K Team

G.M.K Team
رد: فارس دولة فارس

دارا الثالث- كوهدومان (الجبل ذو الضباب):


كانت بلاد إيران في عهد هذا الملك تخطوا سراعاً نحو الموت والإنهيار وسادت البلاد جو من الأنانية والمصلحة الضيقة بين الحكام وقادة الجيش وأفراد الطبقة الحاكمة التي أغرقت حتى أذنيها في المشاكل والمصالح الشخصية وكل واحد من هؤلاء يريد أن يصبح حاكماً على البلاد ففتحت الشعوب المستعبدة أعينها على الأوضاع وتطلعت نحو الحرية والإستقلال ولم يعد يعير إنتباهاً لقوانين ودساتير الدولة وانفلت زمام الأمور من أيدي الملك وعمت الفوضى البلاد كلها ورانت الشعوب ببصرها نحو الإنعتاق من سلطة الإمبراطورية الإيرانية وباختصار كانت الدولة تعيش أيامها الأخيرة واهتزت أركانها فلم تستطع الصمود أمام ماحل بها من دمار ومصائب في هذه الأثناء كانت تتشكل دولة فتية ذات طابع جبلي في مكدونيا تسير صاعدة نحو القوة والمج وفي خضم الصراعات التي استفحلت في هذه الدولة قتل ملكها (فيليب) بيد أحد مناوئيه فخافه ابنه الإسكندر الذي أدركته الشهرة في وقت مبكر من حياته وتطلع الى لبس التاج الإيراني وأراد الإنتقام لبلاده من الإيرانيين وفي قلب إيران قتل القائد الدموي(بغراس)الملك أزدشير الثالث بالسم وجعل أرسيبس بن أردشير أوخوس ملكاً مكانه وأخيراً قتله هو الآخر بعد ثلاث سنوات فأصبح مكانه (دارا كوهدومان) ملكاً وكان بفراس يرمي من وراء ذلك الى اإحتفاظ بالملكية لنفسه عندما تواتيه الظروف.ونذكر هنا بحقيقة ثابتة في التاريخ وهي عندما تحين نهاية عائلة حاكمة أو دولة فإنها تصبح كشجرة قديمة لاتعطي فروعاً ولاتثمر بما فيه الكفاية وأخيراً تصفر أوراقها وتذبل وتعصف بها الرياح وتخلخل الديدان جذوعها سائرة بخطوات رهيبة نحو الموت والفناء والشيء نفسه يحدث في حياة البشر كدستور وسنة من سنن الطبيعة والتاريخ . وقد تغنى الكثير من العائلات والدول على أيدي عبيدها أو قادتها وخدمها ويحل هؤلاء محل تلك العائلات الحاكمة أو يسلمون تلك الدول لأعدائها. هذا وكان دارا الثالث رجلاً بارعاً شجاعاً وذكياً يعرف كيف يضع الأمور في نصابها. ولكن لم يكن الحظ حليفه حيث جاء الى العرش في مثل هذه الفترة التي كان فيها عدوه اسكندر المكدوني في الغرب يتقدم بخطوات رضية نحو القوة والشهرة وفي وقت كانت بلاد إيران تسير نحو الهاوية والإضمحلال بدأ الاسكندر بوطنه فطهره من الأعداء الداخليين وقضى على التمردات والفوضى والصراعات كما ضم بلاد اليونان الى مملكته وأنشأ جيشاً ودربه وسلحه تسليحاً جيداً واستورد الأسلحة وآلات الحرب والحصار وطور بعضها ثم توجه نحو بلاد إيران بقلب من حديد.في تلك الفترة كان اليونانيون ينقسمون الى مجموعتين.الأولى تقول: رغم أن حكم مملكة مكدونيا على بلاد اليونان شيء صعب وثقيل ولكن مهما كان فنحن جميعاً من الشعوب الغربية ولنا حدود مشتركة وآمال وآلام واحدة ولغة واحدة بالإضافة الى أن مملكة إيران غريبة عنا وعدوة الشعوب طاغية ومتجبرة والقبول بحكمها بالنسبة لنا انتقاص لكرامتنا وقيمنا كشعب لايرضى بالظلم والضيم. أما المجموعة الثانية فتبدي رأيها كمايلي: نحن بفضل شاه إيران واتساع الإمبراطورية الإيرانية أصبحنا أغنياء ونتمتع بمكانة عالية واحترام كبير وسمعة طيبة بين الشعوب.وإقتصادنا متقدم وخيرات بلادنا تزداد يوماً بعد يوم أما مكدونيا فهي جارتنا الطامحة القوية والقريبة منا تستطيع ابتلاعنا في أية لحظة والقضاء على اسمنا وبلادنا وكل مكتسباتنا الحضارية وضمها إليها وبما أن فارس بعيدة عنا فهي لاتستطيع أن تفعل الشيء ذاته ولالسعة ذاتها. هذا وكان الإسكندر يريد الزعامة لشعبه وعائلته وبلاده كما كان الشعب والتجار اليونانيون والمكدونيون يريدون مدناً أكثر ودولة واسعة الأرجاء لتزداد فرص التعامل بين الشعوب وتزدهر التجارة وتتسع الأسواق فيزدادون غنى ورفاهية وتتكدس ثرواتهم ولهذا فعندما انتفض مدينة (الطيبة) اجناحها الاسكندر وأحرقها ودمرها عن بكرة أبيها وحول سكانها الى أرقاء باعهم في أسواق النخاسة ونادى باليونانيين من أراد أن يصبح مثل هؤلاء فليرفع لي رأسه ولكن لم تقدم له مملكة أثينا حليفته أثناء حروبه سوى ثمانية آلاف جندي وقسم من اسطول أثينا وكان الاسكندر يعتمد على الجيش المكدوني ويثق بقدراته فعبر به مضيق البوسفور على القوارب والسفن واستولى على طروادة ثم توجه نحو ساحات الحروب وهنا وقع دارا كوهدومان في خطأ كبير عندما اسقط من حساباته قوة جيش الإسكندر وكان يقول ويردد إن هذا الشخص طغى وتجبر وخرج عن طوره وفي أول لقاء مع الجيش الفارسي سيداس تحت حوافر الخيول واستهان به كثيراً حتى أنه أصدر مرسوماً ملكياً الى الشعب والجيش يطلب فيه إلقاء القبض على الإسكندر أينما وجدو توثيقه بالسلاسل والقيود وإرساله الى مدينة سوزا عاصمة إيران ثم بعث أربعين ألفاً من جنوده الى ساحة الحرب بقيادة(ممنون) حاكم (رودوس) ونظراً لخطورة الموقف فقد تولى الإسكندر قيادة الجيش بنفسه وتحت إمرته القائد (بارمينون) على ميسرة الجيش المكدوني الذي كان عدده ثلاثين ألفاً من المشاة وخمسة آلاف من الفرسان يحمل بعضهم رماحاً طولها سبعة أمتار كما كانوا مسلحين بالقامات أو السيوف القصيرة ويلبسون الخوذ والدروع الحديدية ومعهم آلات الحصار كالدبابات والمنجنيقات وبهذا العدد القليل من الجند هزم الجيش الإيراني في (كوتيكوس) للمرة الأولى واجتاز جيش الاسكندر الحواجز المائية حيث قتل أوفقد نصف الجيش الفارسي وفي أثناء اصتدام المعركة هاجم فارس إيراني الإسكندر وكاد أن يقتله لولا أن تصدى أحد فرسان الإسكندر له وصده عن ملكه بعدما جعل يده وسيفه يتطايران في الهواء وبذلك نجا الإسكندر من موت محقق وبدأ جيشه يواجه جيش دارا يوماً بعد يوم ووقع القتال الحاسم بين الطرفين في (كيليكيا) قرب مدينة (إيسوز) ولم يتسع سهل المدينة الضيق الجيش الملك دارا الذي بلغ تعداده ستمائة ألف مقاتل ولم يتح له المجال الكافي للمناورة والترك وكان أحد قادته قد نصحه مراراً بأن هذا السهل الضيق غير صالح بالنسبة لتحركات هذا العدد الهائل من الجنود لمحاربة عدو متمرس بفنون القتال.وان هذه المنطقة غير صالحة لسببين الأول إن عساكرنا لايسعه هذا السهل والثاني هو أن المكدونين جبليون وقدرتهم على المناورة في مثل هذه المناطق كبيرة وأكثر منا بكثير الى هنا انتهى كلام القائد ولكن دارا لم يأخذ برأيه وقال مغروراً لاأعتقد أن هناك جيشاً في العالم يستطيع أن يصمد أمام جيشي.ويبدو من كلامه أن دارا كان لايحسب حساباً لجيش الإسكندر ولايهابه لأنه هذا الجيش كان منهكاً ويسير لمسافات بعيدة كما أن عدوه قليل بالقياس الى جيش الطرف الآخر وعندما بدأت المعركة الفاصلة سنة 332ق.م في إيسوس لم يصمد الجيش الإيراني وولى الأدبار مسرعاً وتراجع دارا الى الخلف مرات عديدة وتعتبر هذه السنة من السنوات الهامة والمقدسة في تاريخ المكدونيين لأنهم استطاعوا بجيش صغير نسبياً تعداده أربعون ألفاً من الحاق هزيمة شنعاء بالجيش الإيراني الشديد الميراس الذي بلغ تعداده ستمائة ألف مقاتل.تابع جيش مكدونيا تقدمه بسرعة ودخل دمشق بقيادة(بارمينون) وعندما شاهد الإسكندر عرش دارا ومقنينات قصره وكلها مصنوعة ومزينة بالذهب الخاص صرخ بأعلى صوته قائلاً هكذا يجب أن تكون العروش والملكية وعامل نساء وأولاد دارا معاملة جيدة وأظهر لهم الود والإحترام وأسكنهم في قصر كبير وتزوج من ابنة دارا.هذا ولم يلق الإسكندر في طريقه مقاومة سوى من مدينة (صور) التي ألقى عليها الحصار وبعد ثمانية أشهر دخل المدينة عنوة فقام بزبح ثمانية آلاف شخص وباع ثمانين ألفاً منهم كأرقاء ثم دخل مدينة (غزة) فقتل جميع رجالها وسبى نسائها ولكن المصريين استسلموا له دون حرب وقبلوا بحكمه فعين عليهم كاهناً عجوزاً من قبله وبنى مدينة الإسكندرية محل قرية (راقورة) وخرج سنة 331ق.م من مصر متوجهاً نحو إيران ووصل عدد جيشه في هذه الأثناء الى خمسين ألفاً واستطاع دارا أن يحشد في وجهه مليون جندي بعضهم يمتطون عربات مسلحة واستعد للمعركة الفاصلة والأخيرة وقد خاف جيش الإسكندر وتملكه الرعب وكان هو نفسه يخشى من هذا الإتساع الهائل لمملكته وكان دارا قد عرض عليه عشرين مليون قطعة ذهبية يدفعها له سنوياً مقابل تراجعه عن بلاده ولكن لم يلق ذلك قبولاً لدى الإسكندر فشن هجوماً على بلاد إيران وفي أربيل الحق الهزيمة بجيش دارا ودخل بلاد بابل دون قتال ثم توجه نحو(برسوبوليس)عاصمة إيران فدخلها وأحرق قصر دارا ونهب المدينة واستباحها وداس المكدونيون كل شيء بأقدامهم وارتكبوا الفظائع وتركوا المدينة أطلالاً خاوية على عروشها. دامت هذه الحالة ثلاث سنوات في إيران حتى قتل دارا ويقال بأن دارا قتل على يد وزيره ويذهب آخرون الى أنه قتل بيد أثنين من حراسه في سنة 322ق.م وبذلك وقعت بلاد إيران تحت سيطرة المكدونيين بعد عشر سنوات من الحرب وقسم الإسكندر إيران بين قواده فأصبحت كردستان تحت سيطرة (بطليموس)(1) وكانت عاصمته مدينة بدليس.هذا ووصل الاسكندر بفتوحاته حتى جبال هيملايا واستولى على تلك البلاد والمناطق ثم عاد عن طريق سواحل المحيط الهندي الى مدينة سوزا عاصمة عيلام وفي طريق العودة مات حوالي العشرة آلاف من عساكره وفي سوزا تزوج من ابنة دارا واسمها (ستايترا)(1) بإحتفال مهيب ويقال بأنه توفي في عام 321أو 323ق.م وهو في ريعان شبابه فترك وراءه التاج والمال والملك والجاه وغاص تحت الثرى هامداً.


جكرخوين 13/3/1967م.
 
رد: فارس دولة فارس

جهد تشكر عليه عزيزي عبدو..
دمت بخير.
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى