الشاعر عمر القاضي
شاعر
مهاجريتذكّر أمـّه وداره
أشاهد ما تبقى من داري
ودار اخوالى وجاري
وما تبقى من قريتي 48
على محرك البحث يوميّا
يكون بيتي على مرآى النـّظر
في القليل من المسائل
والعديد من العبر
أحمله معي اينما وحيثما
فتكت بي الغربة
وفي كبدي
وحقائب السفر
احترق بذكراه وبذكرى 48
كلّما بزغت الشمس
وحيثما امكنني في بلاد الشتات
رؤية القمر
أرى ابي ما زال
يتوسد ذراعه بثياب الحقل
يأخذ قيلولة
في قاع الدار
تحت أفياء الشجر
وأمي في الغد تحمّي الطابون
تساعدها جارتنا أم العبد
ثم تقوم بتجهيز العجين
حتى يعانق الجمر
كانت امي أجمل الجميلات
لا تشرب قهوتها
الا مع صديقها الفجر
هنا صياح ديوك
ونقيق ضفادع وعبير الندى
وبعض المطر
ثم تبدأ في أستخراج
أقمارا من الخبر
(مقحمش) وقد قمر
ما زال طعمه يا ابنتي
تحت اسناني وسيبقى مدى العمر
أذهب أنا واخي محمد
نتسابق على خم الدجاج
لاحضار ما تيسر من بيض
ونضع ما يفيض من
في (جونة) القش
بعيدا عن العبث والكسر
ثم تواصل أمي
مراثون العمل الصباحي
بحلب غنمتنا الوحيدة(وحيدة)
والتي بعنا سخلتها وسخلها
لتوفير احتياجات المدارس
منذ أكثر من شهر
ثم تبدأفي تسخين الحليب
وتمر سريعا على الحقل
لجلب البصل الاخضر
والنعناع والميرمية
وتقوم ببعض التعشيب
وتعد الافطار على نار الحطب
وتجهز زوّادة ابي
الذاهب الى الحاكورة الغربية
ثم تساعدنا واخواتي الستة
للذهاب الى المدرسة
وتتفرغ لمكافحة الفقر
ترد الطبخة على النار
وكنس الحوش وقاع الدار
وتعلف الدجاج(تيعه تيعه تيعه)
وتنقل(وحيدة) من الحظيرة
وتربطها تحت اللوزة الكبيرة
ثم تنهمك في حياكة
رقعة لثوبها الثاني
المنمنم بالحنـّون والزّهر
تأتي لزيارتها جاراتها
أم محمود وأم جورج وأم العبد
يتحثن عن التعب والشقى
عن موسم الزيتون القادم
عن الحصاد واحوال البيادر
وعن شقاوة الاولاد والاحفاد
وعن فحولة ازواجهن
غير آبهات بما ستحمله
النكبة لهن
وما يخبّئه من خوازيق
لهن الدهر
أم محمود ستكون في مخيم الوحدات
أم جورج ستكون في مخيم
مار ألياس
أم العبد ستكون في مخيم اليرموك
أمي ترفض بل لم تستطع
الهجرة
ولم تقوى على مغادرة
طابونها وحوشها
فتموت في قاع الدار
من القهر
الحقوق للشاعر عمر القاضي
فلسطين الضفة الغربية
أشاهد ما تبقى من داري
ودار اخوالى وجاري
وما تبقى من قريتي 48
على محرك البحث يوميّا
يكون بيتي على مرآى النـّظر
في القليل من المسائل
والعديد من العبر
أحمله معي اينما وحيثما
فتكت بي الغربة
وفي كبدي
وحقائب السفر
احترق بذكراه وبذكرى 48
كلّما بزغت الشمس
وحيثما امكنني في بلاد الشتات
رؤية القمر
أرى ابي ما زال
يتوسد ذراعه بثياب الحقل
يأخذ قيلولة
في قاع الدار
تحت أفياء الشجر
وأمي في الغد تحمّي الطابون
تساعدها جارتنا أم العبد
ثم تقوم بتجهيز العجين
حتى يعانق الجمر
كانت امي أجمل الجميلات
لا تشرب قهوتها
الا مع صديقها الفجر
هنا صياح ديوك
ونقيق ضفادع وعبير الندى
وبعض المطر
ثم تبدأ في أستخراج
أقمارا من الخبر
(مقحمش) وقد قمر
ما زال طعمه يا ابنتي
تحت اسناني وسيبقى مدى العمر
أذهب أنا واخي محمد
نتسابق على خم الدجاج
لاحضار ما تيسر من بيض
ونضع ما يفيض من
في (جونة) القش
بعيدا عن العبث والكسر
ثم تواصل أمي
مراثون العمل الصباحي
بحلب غنمتنا الوحيدة(وحيدة)
والتي بعنا سخلتها وسخلها
لتوفير احتياجات المدارس
منذ أكثر من شهر
ثم تبدأفي تسخين الحليب
وتمر سريعا على الحقل
لجلب البصل الاخضر
والنعناع والميرمية
وتقوم ببعض التعشيب
وتعد الافطار على نار الحطب
وتجهز زوّادة ابي
الذاهب الى الحاكورة الغربية
ثم تساعدنا واخواتي الستة
للذهاب الى المدرسة
وتتفرغ لمكافحة الفقر
ترد الطبخة على النار
وكنس الحوش وقاع الدار
وتعلف الدجاج(تيعه تيعه تيعه)
وتنقل(وحيدة) من الحظيرة
وتربطها تحت اللوزة الكبيرة
ثم تنهمك في حياكة
رقعة لثوبها الثاني
المنمنم بالحنـّون والزّهر
تأتي لزيارتها جاراتها
أم محمود وأم جورج وأم العبد
يتحثن عن التعب والشقى
عن موسم الزيتون القادم
عن الحصاد واحوال البيادر
وعن شقاوة الاولاد والاحفاد
وعن فحولة ازواجهن
غير آبهات بما ستحمله
النكبة لهن
وما يخبّئه من خوازيق
لهن الدهر
أم محمود ستكون في مخيم الوحدات
أم جورج ستكون في مخيم
مار ألياس
أم العبد ستكون في مخيم اليرموك
أمي ترفض بل لم تستطع
الهجرة
ولم تقوى على مغادرة
طابونها وحوشها
فتموت في قاع الدار
من القهر
الحقوق للشاعر عمر القاضي
فلسطين الضفة الغربية