جميع كتابات ماهين شيخاني

G.M.K Team

G.M.K Team
ماهين شيخاني - هو من مواليد عام 1960 في مدينة الدرباسية (سوريا ) .

درس الفن دراسة ذاتية – انتسبت الى معهد ادهم إسماعيل في دورة تدريبية

عمل مدرساً لمدة ست سنوات لمادة الفنون في مدارس الدرباسية

أقام العديد من المعارض الجماعية والمشتركة في الدرباسية ومدينة القامشلي

أهم المعارض التي اقامها – معرض الفن الكردي – لسنتين في مدينة القامشلي عام 1997و1998

كتب في الصحف والمجلات الدورية منها جريدة الكفاح العربي والدوريات الكردية .

-شاعر باللغة الكردية وقاص باللغة العربية وله مجموعة قصصية على المواقع الكردية بعنوان : ( على ضفاف الخابور ) . كما له مشاركات ثقافية في المهرجانات الشعرية والأمسيات وفي مواقع الانترنت

- نشر العديد من القصص في مجلة كولان العربي وجريدة خبات التي كانت تصدر باللغة العربية .

- كما عمل في الصحافة في المجلات الكردية ( بوهار الكردية –والمنبر العربي

100.jpg



كتابات ماهين شيخاني


ألم وندم


ـ 1 ـ


يكاد رأسي ينفجر ، تأخذني الأفكار بين أمواجها المتلاطمة بعيداً بعيداً ثم تعود بي إلى حيث كنت ، لا استقرار في ذاتي ، عقلي شارد حيناً وفي حالة صحو تام حيناً آخر ، نار تتأجج في داخلي . أحرق نفسي بنفسي ، أحاول نسيان الموقف ولكن هيهات ؟
لم أعد قادراً على التركيز ، أخطئ في الحسابات ، لم أعد أحتمل ، لذا عليّ إغلاق المحل وأخذ حبوب السيتامول من الصيدلية والعودة إلى البيت .
لا أعرف كيف تمالكت نفسي ولا كيف وصلت ؟! أخرجت شكالة المفاتيح من جيبي وفتحت الباب ، كانت الدار يكتنفها السكون والصمت ، ساده الصمت وكأن الحياة هجرتها ، أين تلك الأصوات والحركات والمشاغبات اللطيفة ؟! لم هذه الدرّاجة وتلك الألعاب حزينة ، كئيبة مرمية في زوايا الإهمال ، ازداد الصداع ألماً .
رغم معرفتها بقدومي إلا أنها لم تأبه بذلك ، كانت في حالة شرود وذهول وخيبة ، أعرفها أكثر مما أعرف نفسي ، تشعر بجرح عميق وإهانة كبرى في كيانها، خجولة من رفع رأسها ومكالمة طفليها .



ـ 2 ـ


دنوت وجلست بجانبها على السرير ، شعرت بألم يمزق صدري ، يجعلني أشلاء مبعثرة ، احتقرت ذاتي على هذا التصرف اللاحضاري واللاإنساني ،أين الإخلاص ؟ أين المودة ؟ وأين القسم ؟!.
أمانة في عنقي!…. شريكتي التي أعجبت بها ونلتها ؟!… أم ولديَّ، كانت أمنيتي أن أختار لهما أماً متعلمة ، تجمع الأخلاق والمعرفة ، تعلمهما القراءة والكتابة منذ الصغر وقبل دخول الحضانة تعلمهما الأدب والاحترام . ولدي اللذان يجب أن يكونا ( …. ) ؟!! ـــ ننور لهما درب المستقبل . ؟ ! ! …
وبعد أن اخترت لهما خير أم ، وحمدت الله على هذه الهبة فماذا بعد ؟ وماذا أريد؟ .. أنا المدافع بكل أحاسيسي وإنسانيتي عن حقوق المرأة ؟
أنا المتباهي بديمقراطيتي وتفكيري، وأقول لو خلقني الله في عهد قاسم أمين لسبقته في الدفاع عن المرأة ؟!، أقوم أنا بهذا العمل اللاأخلاقي المنافي للشرع والقانون : نظرت إلى كفيّ باشمئزاز ، الأصل ؟ أنْ يعلم مجتمعنا شبه البدائي بأنني قوي قادر على ضرب زوجتي ؟! الأصل أن يسمع الجيران صُراخها وتنتشر بين النـاس سيرة بطـل ؟! .


ـ 3 ـ


آه … لخيبتي … آه لتصرفي الشاذ ، أصبحت أمقت نفسي ، أشمئز منها وكأنها تخبئ وجهها الملائكي بكفيها والطفلان يرمقانني بنظرات كلها استياء حاولت التكلم معهما وإخراجهما من دوامة ذلك الصمت .
ـ آزاد … آفروديت … ؟ لقد اشتريت لكما ( الدوندرمة ) اذهبا.. لقد وضعتها في الثلاجة ؟ … وأنت يا ( …. ) ، ربت على كتفيها بحنان. كفاك تعذيبي؟ ليعلم الله أنني عندما أفعل شيئاً ما لا أندم ولا أعتذر ولكن الآن فقط وبما أنني قمتُ بتصرف خاطئ ومؤذ،غير وارد في قاموس حياتي فسيكون لي الشرف أن أعتذر منك وأعترف بذنبي وأتمنى أن لا يتكرر مثل هذا للأبد ، انتشليني من بين براثن هذه العاصفة الهوجاء ؟… أكاد أختنق؟ .
ـ انهضي ..؟ وسامحيني … ها قد اعتذرت منكِ لا تخيبي ظني ، عرفتك أصيلة ولامستُ يديها الجامدتين ، رمقتني بنظرة فاترة دون أن تنبس بشيء ولكنني أحسست بما يجول في داخلها وما قالته لي :
ـ أين نضارتها وإشراقها ؟**** ********…
ـ أين بريق عينيها ؟
لقد ذبلت كالزهرة في هذه السويعات القليلة .
لا تزال يدي فوق يديها ، … شعرت بسريان الحرارة في جسمها شيئاً فشيئاً ، رفعت رأسها قليلاً ، تبين لي أن الوسادة مبللة بالدموع . إلا أن استدارتها نحوي وعيناها اللتان تحاكيان وجداني و قلبي وتقولان ماذا فعلت بك ؟ ما ذنبي ؟ لِمَ هذه العصبية المفرطة ؟ أهكذا تواعدنا ؟
انتبهت إلى تلك الدمعة التي كادت أن تسقط على الوسادة ، فمسحتها بيدي ومسدت شعرها وأنا أقول ثانية : سامحينني ..
ألم تسمعي بتلك المقولة الدّارجة: أن المسامح كريم وكريمٌ جداً . فارتسمت على شفتيها ابتسامة جعلتني أقفز فرحاً .

بقلم : ماهين شيخاني
 
التعديل الأخير:

G.M.K Team

G.M.K Team
واقعية ... خيالية .... طموحة .... أنانية

واقعية ... خيالية .... طموحة .... أنانية



مقدمة

أحب جميع أنواع الخضرة من أشجار وثمار وورود ، ولكن يأخذ علي َ محبة شجرة واحدة هي شجرة اللبلاب كونها متطفلة وتعتمد بنموها وتورقها , الارتكاز على الغير . أكره القرود المتسلقة بالرغم من حركاتها الجمبازية المرنة , حتى أنني لا أحبذ بل كرهت شخصية طرازان لاعتماده على حركات القرود المتسلقة , وكرهت المتسلقين للجبال , رغم أنها رياضة خطيرة تعتمد على جميع الحواس لأن الجبل يبقى جبلاً والمتسلق يبقى قزماً أمامه مهما ارتفع . أحب المثقفين و الأدباء , ودوري كأي مثقف في هذه الحياة يقوم على تشجيع الثقافة و العلم ولكنني اكره المتسلقين والمتطفلين من جميع مشاربهم ومآربهم .



•1- كيف التقيت به :

طبعا بلدة مثل بلدتنا التي كبرت الآن قليلا وأصبحت تسمى مدينة , ما هي إلا عبارة عن قرية كبيرة , لا اتساع فيها من الشمال , حيث تحدها الأسلاك الشائكة والألغام التي تفصل بيننا وبين الحدود التركية , ولهذا يكون الامتداد بشكل عام من الجهة الجنوبية للبلدة , كل ما يعنيني البلدة صغيرة وسكانها معرفون وخاصة الذين يقطنوها منذ نشوءها , الوجوه مألوفة حتى ولو لم نعرف الاسم وأي شخص غريب مكشوف لدى الجميع .



ذات مرة عندما نشر لي قصة في إحدى المجلات المعروفة , زارني وقدم نفسه - خوشناف , ومد يده باتجاهي .

- صافحته , ومنذ ذلك الحين , أصبح يتردد علي .



•2- شخصية فوتوكوبية :

النعجة دولي , الكل سمع بهذا الكائن المسكين المخلوق في مختبرات العلماء اسم ردد على مسامعنا في الإذاعات والتلفزيونات والصحافة آذاننا لفترة غير قليلة اعتادت على هذا المولود , ولكنكم لم تسمعوا ب العجل خوشو , لم يخلق في مختبرات العلماء , أنها حالة قد تكون فريدة من نوعها . يعشق النسخ والتزوير واللعب بالكلمات ؟.





3-والذبابة تكشف أحيانا .

كنا في أمسية مصغرة , جاء دوره لإلقاء قصيدته العصماء , وقف في منتصف الغرفة , تنحنح قليلا ,ثم بدأ بإلقائه المعروف لدينا جميعا , ممل لدرجة الغثيان , استوقفني جملة ' استأذنت وقلت :

•- لو سمحت , هل بإمكانك أن تعيد لي الشطر مرة ثانية ؟

•- بكل سرور - قالها ( خوشو ) .

•- أعاد الشطر , ولم ينتبه أحداً سواي , حاولت أن لا أحرجه أمام المستمعين , شكرته و قلت : جزاكم الله خيرا , تفضل أكمل - لدى ختامه لرائعته - طلبت منه الجلوس بجانبي :

•- ماذا تريد ؟ سألني بارتباك .

•- لاشيء سوى أنني أريد أن تعيد لي قراءة الشطر مرة أخرى.

•- تقصد مرة ثالثة !!!قالها باشمئزاز .

•- وهل في ذلك ضير ؟ أجبته .

•- تفضل يا سيدي , سأقرئها للمرة العاشرة , فضيلة الدم الأزرق , هذا هو الشطر . ( نعم كان قراءته للشطر كسابقتها ) .

رمقته بنظرة وقلت له : من أين لك بهذه الجملة ؟.

رمقني بنظرة ثم إلى الجملة وقال : أتعني .... قاطعته - وقلت :

نعم أعني أن ذبابة قليلة الأدب قد- عملت - نقطة على حرف الصاد , هل أنت معي في ذلك ؟ .

مط شفته , قرَب كتفيه من رأسه , وبسط كفيه . وقال : يجوز !!!..



4- رسام

تعرف على شاب رسام يهتم بالتشكيل , ولان خوشو فضولي أكثر من اللازم في أول لقاء معه سأله عن كيفية رسم اللوحات ومبادئها الأولية وفي اللقاء الثاني سأله عن مواد الرسم من تلوين وأساس وإطارات , في اللقاء الثالث تفاجئ الفنان بلوحة لا تنتمي الى عالم الرسم معلقة على جدار غرفته , وفي أسفل ما تسمى باللوحة توقيع خوشو .





5- شاعر غنائي

جاءني ذات يوم و خرج من جيبه قرص مرن ( فلوبي ) وطلب مني أن أفتحها و أقرأ له أشعاره الغنائية وأساعده في تنقيح وتصحيح بعض الجمل و أرشده بملاحظاتي و رأيي .

بصراحة , فاجئني بهذا الطلب , قلت له :

أنها لمفاجئة سعيدة , منذ متى بدأت تنسج هذه الأحاسيس الرائعة ؟ .

- تمتم بفم مغلق ورفع حاجباه وفتح فيه وأجاب : منذ خمسة أشهر .

•- قلتها مازحاً: إذن لم يفلت منك الشعر الغنائي أيضا ؟. - أخذت من يده ثم وضعتها على الرف لأقرأها في المساء

ذهب خوشو وتركني مع عملي , في المساء وضعت القرص في جهاز الكمبيوتر , وبدأت أتصفح أشعاره المعنونة , فاجئني ثانية بفهرسه الطويل المتضمن مائة وستة شعرا غنائيا .

أدهشني هذا الكم الهائل وبعملية حسابية لمدة خمسة أشهر أي بمعدل كل يومين قصيدة وهذا أضعف الأيمان وعلى أقل تقدير بحسابه , رجعت بذاكرتي إلى بداياتي وحسبت منذ خمسة عشر سنة والى الآن يضم بين دفتي مجموعتي التي لم ترى النور بعد إلا من خلال نشر بعض القصائد في الدوريات وتلحين بعضها بحناجر بعض الفنانين لم تتجاوز الخمسين .

أحسست بلا معقولية هذه الكم , إلا أنني تابعت وقرأت نصوصه الشعرية , ودونت ملاحظاتي .



زارني في اقرب فرصة , وعندما لمحته لاشعوريا بدأت أدندن .

•- تبسم وقال : يبدوا أن قصيدتي أعجبتك .

•- أومأت برأسي . ثم تركت الماوس من يدي واتجهت نحوه بالسؤال :

•- متى كتبت هذا الشعر الرائع والجميل ,

•- منذ شهرين أو أكثر

•- دندنت ثانية :şevê Dî min xewnek dî min dî kevoka kedî

( شفي دي من خونك دي من دي كافوكا كدي ).

نفخت سيجارتي وقلت : يا عزيزي . لا أعلم لمن هذه القصيدة بالضبط , أرجحها للشاعر بي بوهار ( يوسف برازي ) او للفنان الشاعر و الملحن المعروف محمد علي شاكر ومتأكد أن هذه الأغنية معروفة لكل الناس وهي بصوت الفنان محمود عزيز شاكر .

•- تلون وجهه بمسحة قاتمة , وبابتسامة صفراء , رد علي :

•- إنها من محض خيالي ؟.

•- أي خيال يا أستاذ , هل كل من يحفظ أغنية و يكتبها على دفتره و وضع اسمه تحتها ستصبح ملكا له, أخي خذها نصيحة , الأدب أخلاق ومعرفة . تثقف جيدا , ومددت نحوه القرص .



6- خوشو في المركز الثقافي :

قليل من الجمهور , يكاد لايملؤن صفين من المقاعد , الصف الأول للمسوؤلين والضيوف بالطبع , تقدم عريف الحفل نحو المنصة , رحب بالحضور ثم :

•1- قدم شاعراً باللهجة الميردلية ........ انتهى من الإلقاء .......... تصفيق .

•2- قدم شاعراً مرموقاً في الوسط الثقافي ......., انتهى ......., تصفيق حاد .

•3- قدم قاصاً لأول مرة, نهض ( خوشو ) , تقدم نحو المنصة , تذكر زملاءه المبدعين أمثال ذكريا تامر و وليد إخلاصي وإبراهيم صموئيل , وقال في سريرته : حتما سيترجم أعمالي إلى لغات عالمية و سأكون أول قاص من أصل كردي سوري يترجم أعماله , مافي حدا أحسن من حدا , هل سليم بركات أفضل مني .

حاول أن يتغلب على ارتباكه , تلعثم ثم تمتم كنحلة هزيلة في منحلها , سكب كأس من الماء وادلقها في فمه , رفع بسبابته نظارته الشمسية , تمتم ثانية كالنحلة . لا أحد يفهم ما يقول , بدأ الملل يطغى على الجو النخبوي , كان مستمرا في قراءته , إلقاء دون المستوى و لغة ركيكة للغاية , لم يفهم أحدا من مادته شيئاً , ماذا يريد أو ماذا يرمز ؟ .

- نهض مدير الناحية متأففا وبدون استئذان خرج , تلاه البقية , مازال مستمراً في قراءته . والقاعة مستمرة بالإخلاء , لم يبق في الصف الأول سوى الإدارة و الصف الثاني أنا وزميل لي وبالمناسبة ذهابي إلى المركز كان إلحاحه لي لتشجيعه ليس إلا .؟. وانتهى من قراءة القصة أخيرا , لم اسمع تصفيقا سوى صفقاتي الخجولة .

والى اللقاء مع :

7- خوشو ناقداً

8- خوشو .. ضليع في السياسة .

وفيٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ الختام ( أنا على يقين لدى قراءته لهذه الفكرة ) سينسخ مثلها لأنه فوتوكوبي .
 

G.M.K Team

G.M.K Team
أجمل منها...؟

حين لمحتكِ

تبادر إلى ذهني

طيف جوكندا ....

ولكنكِ أجمل منها ...

ألف ألف مرة .



عدتُ إلى البيت

متكدراً , متحسراً...

فمددتُ يدي لا شعورياً

إلى صورة جوكندا

المعلقة على صدر جدار الغرفة

منذ زمن ...؟.



أخرجتها من الإطار المزخرف

ووضعت صورتكِ

اللامرئية ..فيها ..

فازدان , البيت

ألف ..ألف .. مرة ..







17-4- 1997
 

G.M.K Team

G.M.K Team
محترم .... قبل الحصاد

دخلت عليهما الخادمة،ذات الستة عشر ربيعا،بثياب قصيرة و مريلة مشجرة ،توحي بألوان زاهية قزحية وصدر مندفع ،بارز
،تكاد تخرج من القميص عنوة حيث فُقِد زرّان من العروة ،وببشاشة وجه و صوت عذب قالت لمعلمتها:
- رجل آخر على الباب000؟
بتثاقل و ترنح قامت السيدة مازال في كأسها ثمالة، وضعته على صينية زجاجية تلمع كالألماس واستأذنت من جليسها بعض الوقت0
كانت تعتبر هذا الجليس ضيفا ، لذا كانت له معزة و اهتمام خاص،ولدى مغادرتها طلبت له كأساً آخر من النبيذ المعتق

أما هو ، فقد مد يده الى طاولة قريبة لجلب مجلة فنية ، بدت له من الغلاف ان معظم صورها مشوهة بقلم -البيك- حيث رسم شوارب لفتاة جميلة من عارضات الأزياء،وزوالف و نظارات لممثلة معروفة ،وكتابات مبعثرة على فخذ ممثلة،ورسالة عشق وهيام موقعة بحرف سين0

* * *
تحركت أكرة الباب،رفع بصره باتجاه الخادمة و الكؤوس المليئة بالشراب،حيث وضعت أمامه على طربيزة خشبية،كأسه المخصوص 0وقالت بغنج:
-هذان الكأسان للمدام وعريس الغفلة0 وخرجت دون أن توصدالباب0
كان الجو صيفا،حيث نسمات الهواء تلفح ستائر النوافذ وتهزها بلطف كرقصة سلوهادئة،وكأنها تستأذن بالدخول لتطارد ذاك الدخان الخارج من فم الجليس وسيكارته0
وهو يقلب صفحات المجلة،سمع صوتا،أحس من الوهلة الأولى بأن هذا الصوت مألوف لديه 000 سمعه بلا شك 000ولكن أين؟0000أين يا(000)0؟

- (نادى الخادمة وسألها بفضول) :تأخرت سيدتك0 فمن ضيفها العزيز يا ترى ؟!000
- ابتسمت بخبث0000؟
- غني اذا ؟000لهذا أطالت الجلوس-القعدة- معه 0ونستني تماما0 هل اصبحت خرقة بالية0000أم جيفة؟
- أبدا،سيدي0 أنت الكل0
- اذا ما تسويغك لتأخيرها0ألا يدل ذلك على أنني أصبحت في عداد000 - ولم يكمل- فردّت الخادمة:
- سلني أنا؟ فهي تعترف لي عن مكنونات قلبها0
- بالطبع أنت أمينة سرها(قالها بسخرية)0
- نعم سيدي،أمينة سرها،أما سؤالك عن الشخص الموجود،فهو قادم من منطقة الجزيرة0 أسمه 0000أسمه000(رفعت عينها باتجاه السقف و وضعت سبابتها في فمها)0إسمه يبدأ بحرف الفاء على ماأظن0 فراس00فارس00فادي00أيوه تذكرت0- وقبل أن تنطق باسمه - ازداد خفقان قلبه0
اسمه فؤاد0نعم فؤاد0000نعم 0نعم0
- وبعفوية تامة صاح : غير معقول،0000مستحيل أن يكون000-وتمتم مع ذاته - قد يكون هناك شخص آخر يدعى بهذا الاسم 0 تهدل صوته وانخفض وقال : الصوت 000النبرة000الحرف المدغوم لديه، ثم اردف قائلا :
لا000 لا 000لا أصدق 000انه رجل محترم0 أولاده أصغرهم أكبر مني سنا 0
- ردّت الخادمة :أنت أيضا محترم، لم لا تسأل ذاتك ؟0أمثالكم كثر0 أليس الداخل رجل كباقي الرجال، له مشاعر وغريزة000 ألم يهبنا الله نعمة الشهوة ؟0وعلى ما اعتقد فقد وهبها للبشرية جميعا؟!000لم يفرق بين محترم و غير محترم، أم أنت الذي تملكها و غيرك لا 000مثلما تبغي السعادة و اللذة، بالتأكيد هو أيضا يطمح لذلك0000
- بالرغم من صغر سنك ،ألا انك تبدين لعينة0
- ابتسمت000
- ولكن لن أصدقك؟0بالتأكيد هذا الرجل ليس المقصود، قد يكون الصوت و النبرة والأدغام تتشابه لحد ما 00حتى الاسم 000نعم الاسم 000أما العم فؤاد الذي اعنيه فذاك مستحيل؟0
- لماذا مستحيل ؟0 ثم لم انت قلق بشأنه ، أتعرفه ؟ أهو قريبك؟
أتخاف أن يراك هنا ؟0
- لا أبدا000 لقد ذهبت بعيدا000 بعيدا جدا 0 مهما حصل فأنا
شاب ، أما هو متزوج000وله أولاد ومثلما ذكرت لك فصغيرهم
أكبر مني000الا أنني أقولها ثانية لن أصدقك،مهما كان فالذي
أقصده فوق الشبهات ،هيهات أن يكون العم فؤاد ؟ انك تفترين؟
- ولم الافتراء 0 تفضل معي الى الغرفة المجاورة لترى بأم
عينك،و تتأكد بنفسك 0
- كيف ؟00أقابله !!00
- من خلف الستارة0 وتكون قد تخلصت من هذا القلق و التوتر 0000أوكي !!00

* * *
اه 000ياأم ايفون!00ماذا فعلت بالرجل ؟000 وماذا حل به ؟
انه هو 0000هو بذاته 0فسماعه لكاسيتك المسمى بالليبيدو كاف بدخوله لعالمك المخملي الغريب ، فكيف و أنت جالسة على فخذيه، وهو يلف خصرك بيد ووضع يده الأخرى على أردافك المحشوة بالإثم و العهر 000انه في حالة نشوة و سكر تامين0ابتعدت عنه الهيبة و الوقار،و ابتعد عنك قميصك الشفاف وصدرك الذي يبرز فيه النهدان كإجاصتين ممتلئتين،مستويتين،
يمرغ فمه من ذقنك الى رقبتك بحركة انسيابية، و من ثم الى حلمتك اللامبالية -لأنه قد مرّ عليها الكثير الكثير - ويترك
سائلا رطبا من البصاق الممزوج بالخمر على جيدك المحمر من القبلات و العضات 000
* * *
آه000 يا جاري المحترم0000 يا ذا الهيبة و الوقار 000أين
الوقار ؟0
لقد نسيتك الملعونة كل شيء ،و لم تعد تتذكر بأنك تجاوزت الخمسين ، وانك لم تتعر أمام زوجتك يوماً من الأيام بهذاالوضع0000 أين الوقار ؟00
أنسيت أشهرما قبل الحصاد؟00أشهر الشؤم و الفقر المدقع ،أشهر الحرمان ،حيث لا يملك معظم الناس المال في تلك الفترة - وأنت منهم - و يبقون تحت رحمة مصاصي الدماء (درا كولا المواسم )0 تتعرض أنت وغيرك لاستغلالهم وجشعهم ولكي لاتذل لأي مخلوق فتُمضي - توقع -على السند حسب ما يملي عليهم ضميرهم الغائب - القرش بالقرش - أنسيت ؟00معك الحق 0فأفخاذ أم أيفون و خادمتها تنسي الهموم و المشاكل و السلف و العالم والوقار وكل الأشياء0
يا لسوء طالعك،قطعت المسافات ،بعد انتظار طويل00
حصدت0000 وزعت 000و الباقي جلبتها معك لتنثرها بين (000) و تمسح لعابك ،لأجل لحظة سعادة أو لذة وهمية0

آه 000لو تعرف بأنني وراء الستارة 000أشاهد فيلما سينمائيا أنت بطله أو ربما ضحيته0000ولكن من سيصدقني 000من؟0
أاقول لاهالي القرية، بـأن صديقا أخبرني بذلك؟ لاأحديصدق0
أأقول أنني رأيته بعيني هاتين اللتين سيأكلهما الدود؟

سيقولون لي بالتأكيد،ماذا كنت تفعل في ذاك المكان0 و سأفضح ذاتي؟
يا لسوء طالعك وطالعي 000لأنني لم أستطع حتى البوح 0
 

G.M.K Team

G.M.K Team
أحن إليك

•1- أحن إليك



استجدي لحظات الذكرى

لأواسي عمري المهدور

مذ فرقت البرابرة بيننا

و هدمت جسور العشق ...

احن إليك ........

عند الغسق

واشهد بان حنيني

يفيض مثل غلالة الشراب

ورب الفلق

ثمل أنا...؟

مولع أنا ...؟

هالك أنا ....؟

ضائع في عمق نفق ...

أكاد أذوب

أكاد احترق

هل من مجيب

لمتيم صدق

احترق....احترق

من الحنين احترق...؟ .





2- صوتها ......



يا لصوتها !

بثت في روحيَّ

التفاؤل .

و

الانتعاش

ذكرتني بصوتِ

غائبة عن عيوني

منذ سنين ...

نغمة خرقت فضاءات

كياني.

و جعلني أتابع حديثها

أتنصت لها

و اشرد بأفكاري

إلى أيامنا الجميلة

إلى شبابنا المنسي

منذ رحيلها

يا لصوتها..

ثوانٍ

أصبحت عمراً مرتحل

ثوانٍ

طغى الحب على العتاب واكتمل؟

وفتحت بيننا شعاع المودة

وودعت الزعل ..

يالصوتها..

جعلني ألملم بقايا قلبي المبعثر..

واغمض جفوني

ارحل ......وارحل؟

واجوب البلاد

لافتش عن عيونها الأكحل؟؟..
 

G.M.K Team

G.M.K Team
اسمها والعيون

حفلة افتتاح المعرض لفنان تشكيلي مغترب، المدعوين من الشخصيات السياسية و الأدبية والاجتماعية معظمهم من المغتربين ،باستثناء بعض الرؤوس التي كانت تؤكد انتماءها إلى القارة الاوروبية0امتلأت الصالة بالمدعوين ،وفي مثل هكذا مناسبة ، تبدو فرصة طيبة للتعارف ، حيث تسمع القهقهات واللغط ،الضحك والابتسامات و في بعض الزوايا الهمسات 0 يؤكدون للمشاهد على انهم قد انهوا جولتهم في المعرض0وهناك البعض ما زال يقف أمام اللوحات بخشوع و تأمل

كانت تنتقل بين الكتل الآدمية،تشاهد اللوحات بإعجاب و سرور ،لأنها المرة الأولى التي تزور مناسبة كهذه وفجأة تسمرت بمكانها وسرت رعشة باردة في جسدها ،كأنها رشقت بسطلٍ من الماء المثلج ،بدأت بأطرافها حتى عمت كامل الجسد ،انشل حركتها و خارت قواها، الأطراف لم تعد تتحمل الوقوف 0 العيون جامدة ،ثابتة باتجاه واحد فقط ، باتجاه لوحة تحاكيها بعيون جد حزينة،كئيبة ،تسرد لها قصص و حكايات عمرها أربع سنوات خلت،مّرت خلال هذه اللحظات،أوقات كانت مدفونة .000منسية000كامنة0لحين هذه اللحظة

دارت عقارب الساعة إلى الوراء وهي مازالت جامدة- تتمتم - والعيون مستقرة في اللوحة انه هو؟000هوبالذات ؟0

- سألت ذاتها - مع أن قلبي لا يخونني إلا أنني سأتأكد من الفنان أيضا؟0

بتثاقل و بطئ شديدين خطت بضع خطوات نحو اللوحة وكأنها حاملة جبل من الحزن

- أيعقل أن يكون 000؟

- وما علاقته بالفنان00؟

تشتت أفكارها في تلك اللحظات المريرة ،أسئلة عدة تريد أجوبة صريحة،صادقة،انتبهت حولها وكأن عيون الحضور ثاقبة باتجاهها فقط 0

بالرغم من آلامها وأوجاعها إلا أنها تمالكت و حاولت أن تتظاهر وتبدو طبيعية0 بادرت تلملم بعض من قواها المنهارة،تنفست الصعداء،رفعت جسدها قليلاً ، تجولت بعيونها تبحث عن الفنان0تقدم نحوها شاب ذو هيئة مقلدة لشبان الأوروبيين وابتدرها قائلاً:

- هالو

- هالو000انت00

- قاطعها - عفواً اعتذر نيابة عن الفنان،و أتمنى أن تكون قد أعجبتك المعرض

- جداً!! لهذا طلبته0

- خدمة أخرى ؟

- ردّت بعصبية:أود رؤيته0

- يقول المثل : (الغائب حجته معه )، وقد لا يأتي هذا المساء0

- حسناً000حسناً0هل لي بمعرفة اسم الفنان؟

-ألم تنتبهي إلى اسمه على اللوحة ،اعتقد أن الرسامين ينسون كل شيء،حتى أمهاتهم ولكن لاينسون اسمهم وتوقيعهم على اللوحة؟0

- لا000أقصد اسمه الحقيقي0هناأغلب الأسماء فنية أو حركية مثلما يسمونها السياسيون0

- كل ما أعلم أن اسمه آرشفين؟0

- كم كنت ارغب برؤيته؟ ألم يترك لكم عنوان000رقم التليفون000او أي شيء للاتصال به 0

- لدينا عنوانه وإذا كنت راغبة لشراء 00000 - أثناء ذلك- سمعا صوتاً يعتذر للجميع بسبب ظروف قاهرة اضطره للتأخير0كان الصوت الآتي هو صوت الفنان

- ابتسم الشاب- وقال:

- أنت محظوظة يا أختاه ،ها قد جاء،وبإمكانك التحدث إليه،والاتفاق على سعر اللوحة0

ازدهرت أسارير وجهها لقدومه،وتقدمت نحوه وهي ترنو إليه بشوق وحنية،كأنها على معرفة به منذ أمد بعيد واقتربت حتى لاصقته0

- كان شاب متوسط القامة و المواصفات0 يكسوه شعر خفيف ذو جبهة عريضة، حليق الوجه والشارب.يملك قدراً من الحنكة والذكاء 00لفت انتباهه إلى تصرفاتها والى أسارير وجهها،ولمح في عيونها الذابلة شيئاً - قال في سره - يبدو أنها تخفي سراً في ذاتها ،هذه التصرفات ليست إعجاب ،كما انهاليست00000(0000)

وبحركة لا شعورية مدّت عنقها إلى الأمام قليلاً و وضعت يدها على صدرها ،مقدمة نفسها إليه

- شاهي ؟000 أنا شاهي000أسمي الحقيقي

- آرشفين000أسمي الفني والحقيقي أيضاً0 (ابتسما بان معاً)0

- دعاني أحد الأصدقاء إلى الحفل0

- لي الشرف 0

- إنها المرة الأولى التي ازور معرضاً؟

- أتمنى أن يكون قد نال اعجابك0

- جداً00! ولهذا كنت أود رؤيتك؟

- بخصوص 0

- تلك اللوحة00! - و أشرت بإصبعها إلى اللوحة المقصودة .

- تقصدين لوحة (زمبيل فروش ) ما بها ؟!0

- لديّ بعض الاستفسار، لو سمحت ؟0

- تفضلي0!

تقدم الاثنان باتجاه اللوحة ،وازداد سرعة دقات قلبها ، اضطربت في خطواتها قليلاً 0حاولت جاهدة أن تتمالك نفسها وهي أمام اللوحة 0أردفت قائلة :

- في البدء أشكرك على هذا الفن الجميل الرائع،وعلى هذه الألوان المنسجمة مع مواضيع لوحاتك وبصراحة لديك دقة حتى في الجزئيات، وبالأخص هذه العيون التي تبحرك بعيداً بعيد ،هذه العيون الحزينة التي تكمن في قراراتها أسراراً وحكايات 0والملامح التي تدلك مباشرة على كردية هذا الوجه،000الشارب 00اللون الحنطي00سؤالي هو ، هل هذا الوجه حقيقي أم من وحي خيالك ؟0

- بدت ابتسامة الرضى على الفنان- وقال:

- شكراً لملاحظاتك،كل ما ذكرته صحيحاً،بالرغم من أن هذه زيارتك الأولى كما تقولين ولكن لديك قوة في الملاحظة ولا أبالغ أن قلت لك أن هذه اللوحة بالذات غالية جداً لدي0وسأسر لك بان هذه العيون الحزينة وهذا الوجه ليس من وحي خيالي ، بل هو وجه شاب غال اعتبره أخي وصديقي وأستاذي في الرسم وهو الخيط الذي يربطني بالوطن0

- لدى سماعها بالوطن - انتابتها الرعشة ثانية وكادت تهوى على الأرض،شعرت بدوار في رأسها 0بألم وحزن عميقين اعتصرت قلبها الموجوع،احتبست البكاء في حنجرتها ،حجزت الدمع في مقلتيها فأصبحت تهذي و تتمتم:

- إحساسي كان في محله،عيناي لم يكذبانني،إذاً هو؟

- نعم يا آنسة لم افهم ؟

- لاعليك ، إنها لقصة طويلة0

- أية قصة ؟

- قصة استاذك0

انتبه إلى هذه الكلمة ،تبادر إلى ذهنه شيئاً،فبادرها قائلا:قلت لي إن اسمك شاهي ؟!

- نعم !

- يالله000يا للمصادفة000هل هذا معقول؟ كان يحكي لي في رسائله عن حبيبته والغربة0وضرب يده على جبينه، يا لغبائي ،كيف لم استطع معرفتك منذ البداية تفضلي معي إلى بار قريب من هنا لتحدثينني عنك وكيف وصلت إلى هنا؟

- حسناً00؟ سأتحدث لك ، ولكن اخبرني أنت عنه في الأول0

- تفضلي ؟

دخلا البار 000جلسا صامتين000اخرج علبة الدخان 0نظرت إليه وهو يشعل السيجارة وقالت بلهفة ولوعة المشتاق :

- اخبرني عنه أرجوك؟

- وماذا أخبرك ؟

- عن كل شيء،أين هو الآن؟ ما هو ظروفه؟ هل تتصل به ؟

نعم اتصل به و أراسله بشكل دائم،انه إنسان عظيم -هز برأسه - نعم عظيم وتقول الحكمة عن العظماء0 أن العظيم له قلبان،قلب يتألم و قلب يتأمل0

ارتسمت على شفتيها ابتسامة صفراء حزينة وقالت :

- لا اعتقد بان يكون للأمل بقية، بالتأكيد إنه يتألم، لأنني عشت معه أحلى أيام حياتي ، كان في منتهى الرقة والأخلاق وعلى قدر من العلم والمعرفة0كان جميع أفراد عائلتي يثنون له وموافقون على ارتباطنا0باستثناء أحمق أميّ لا يفقه في الدنيا شيئاً هو ابن عم لي (خرجت من أعماقها تنهيدة قوية - واستأنفت - ) فقد وقف في طريقي وحيرني،وتعلم ما معنى الحيارفي مجتمعنا، أنها اوسخ مصطلح وعادة بالية يرفضها التمدن و الحضارة 0وبعقله السقيم فرقنا عن بعضنا،وللأسف أيده العشيرة بذلك ووقفوا بجانبه ، عندما طلبوا والدي للإنصاف - وكررت كلمة الإنصاف وهزت رأسها - ذرفت دمعة على خدها 0واستأنفت ثانية - اتفقوا جميعا على تزويجي من شخص ثالث ، كوني رفضت ابن عمي بشدة وهددتهم بالانتحار 0وكي لا ألطخ سمعة أبي بين العشيرة،انتزعت قلبي من صدري0

- و تزوجت من الشخص الثالث ؟/ قالها الفنان بألم/

- نعم

- وأين زو000؟ - وقبل أن يكمل - ردَت قائلة :

لم نكن متفاهمين ،كان يعيرني بالماضي وكانت النتيجة ابغض الحلال وضياعي هنا.
 
أعلى