5 مليارات دولار ينفق سنويا على السحر والشعوذة

G.M.K Team

G.M.K Team
العرب ينفقون 5 مليارات دولار سنويا على السحر والشعوذة
ظاهرة الشعوذة أضحت تفرض نفسها بقوة في المجتمع العربي، تلجأ إليها المرأة عندما تضيق بها الدنيا، وتعجز عن إيجاد الحلول للخلاص من "ديكتاتورية" الرجل، أو من ضعف ميولاته العاطفية، أو عندما تسعى إلى تطويعه حتى يستجيب لجميع رغباتها، ويلجأ إليها الرجل لفك "طلاسم" السحر، ولإبعاد شبح "التقاف"، أي العجز الجنسي، أو للدفاع عن حق ضاع منه، أو للانتصار على واقع يرى أن حله السحري يوجد فيها.
فقد تحولت الشعوذة إلى جزء من الثقافة الشعبية، وبدأت تفرض نفسها حتى في الأوساط الاجتماعية الثرية، بعدما كانت حكرا على الفئات الفقيرة، وانتقلت من مرحلة الاستقبال، أي انتظار المشعوذ للزبائن في بيته، إلى مرحلة الاستقطاب، من خلال السعي لجلب الزبائن، عبر استعمال وسائل الاتصال الحديث من أنترنيت وصحف وتلفزيون، وأمام التفاعل البطيء للسلطات مع هذه الظاهرة، فإن "المشعوذين" يحاولون جاهدين "مأسسة" هذه الأعمال، من خلال إحداث شركات، ونشر إعلانات لقراءة الطالع أو فك الطلاسم، ويمكن أن تجد ذلك وأنت تتصفح بعض الصحف الصفراء، بل إن عدوى الإعلانات تحولت إلى الصحف المعروفة عبر نشر أرقام الاتصال ب "SMS".
فالجميع يعلم أن "المشعوذين" يعيشون بين ظهرانينا، ويؤدون رسالتهم في صمت، ولكن لا أحد يستطيع الحديث عن ذلك، إلا إذا ثبت عدم جدوى الساحر، أو إذا افتضح أمره بأنه لا يملك مهارات السحر، وأنه يستغل الموضوع كحرفة للاغتناء، كما أن الأجهزة الأمنية تعلم بوجود هؤلاء "السحرة" وعناوينهم، غير أنها لا تتدخل إلا عندما تتلقى شكاية تظلم من الضحايا.
وعلى المستوى العلمي، لا توجد دراسات كثيرة حول قضايا السحر والشعوذة، كما أنه لا يوجد اهتمام كبير من علماء الاجتماع والأنثربولوجيا لهذه الظاهرة التي لها امتدادات تاريخية بالعالم العربي، وليست وليدة اليوم، أما وسائل الإعلام، فإنها قليلا ما تهتم بالشعوذة إلا إذا كانت مرتبطة بالحوادث أو الجرائم، خصوصا بعدما تبث تورط عدد من المجرمين في تقمص شخصية المشعوذين والسحرة للإيقاع بضحاياهم وسرقتهم، بل أحيانا تصل الأحداث إلى القتل.
إذا كانت "الشعوذة" قد عرفت تطورا كبيرا في أوروبا وأميركا، من خلال إحداث مؤسسات تعنى بالموضوع، وتمكن "المشعوذين" من التحول إلى رجال أعمال يقابلون زبائنهم، بعد تحديد المواعيد، عبر الاتصال بسكرتارية خاصة أو تقديم طلب بالبريد الإلكتروني، فإن "الشعوذة" مازالت في العالم العربي قطاعا غير منظم، ويعتبر في نظر الغالبية العظمى عملا شاذا عن الدين وعن التراث العربي، في حين كشفت الدكتور دراسة لمركز البحوث الجنائية في القاهرة أنَّ 250 ألف دجَّال يمارسون أنشطة الشعوذة في عموم الدول العربية، وأنَّ العرب ينفقون زهاء خمسة مليارات دولار سنويًّا في هذا المجال، وأن نصف نساء العرب يعتقدن بفعل الخرافات والخزعبلات ويترددن على المشعوذين سراً وعلانية، وتؤكد الإحصائيات أنه يوجد في العالم العربي عرَّافٌ أو مشعوذٌ لكل ألف نسمة في عالمنا العربي، وأكدت دراسة أخرى أنَّ 55% من المترددات على السحرة هنَّ من المتعلمات ومن المثقفات، و24% ممن يُجدن القراءة.
ويبقى الباحثون عن السعادة والساعون بالسوء للنا، والراغبات في الزواج والتواقون للثراء يبحثون عن الوهم، ويعانون من الفراغ الروحي، ويبتعدون عن إعمال العقل لحل مشاكلهم بدل اللجوء إلى الخرافة، ومن الصعب الحديث عن حلول لمعالجة الظاهرة قبل دراستها وفهمها والبحث عن أسباب ظهوره، وتبقى وسائل الإعلام وجمعيات المجتمع المدني والمثقفون وجهات أساسية لفتح نقاش علمي وعميق حول ظاهرة "السحر والشعوذة، فيما تشير تنامي ظاهرة "الشعوذة والسحر" تعد مؤشرا حقيقيا على وجود أزمة ثقافية واجتماعية.​
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى