ْ..الإعجاز العلمي في القرآن..ْ

almkurdistan

مراقبة عامة
رد: ْ..الإعجاز العلمي في القرآن..ْ


11066alsh3er.jpg









11067alsh3er.jpg




التعلم عند الأطفال: معجزة وآية




في بحث علمي حديث قام به العلماء وأظهروا من خلاله نتائج مبهرة لعملية التعلم عند الأطفال، فقد تبيَّن أن الأطفال يولدون ولديهم القليل من المعلومات التي تساعدهم على اكتساب معلومات إضافية، على عكس بقية المخلوقات مثل الحشرات والحيوانات.

فالجرادة مثلاً تُخلق وفي دماغها كل المعلومات اللازمة لممارسة مهامها فوراً، فهي ليست بحاجة لتعلم الطيران، ولن تحتاج من يعلمها الاصطياد وليست بحاجة لمعرفة العدو من الصديق. إنما تكون هذه المعرفة مخزنة في خلايا دماغها من قبل أن تولد!

ولكن الطفل الذي يُحرم التعلّم لسبب ما فإنه سيتعرض لمشاكل في النمو والعقل والإدراك. وهناك أطفال يولدون ولديهم مشكلة ما في بعض أجزاء الدماغ، هذه المشكلة تؤدي إلى عدم القدرة على اكتساب معلومات جديدة، وبالتالي يصاب الطفل بمرض التوحد أو غيره ... وبالنتيجة لا يكون إنساناً سوياً.

إن إبداع الإنسان وذكاءه وقدراته العقلية تعتمد على حجم المعلومات المكتسبة أثناء طفولته، وبالتالي يمكن أن نلخص اكتشاف العلماء بنقطتين، وهذا اكتشاف جديد لم يكن لأحد علم به قبل مجيء القرن الحادي والعشرين:









1- يولد الطفل وليس لديه أن نوع من المعرفة باستثناء قدرته على الرضاعة من ثدي أمه، وهذه معلومة ضرورية جداً اكتسبها من خلال مص الأصابع وهو في الرحم، ولولا هذه المعلومة لهلك النسل البشري بالكامل! 2- إن مصادر التعلم عند الإنسان هي السمع والبصر، أما الدماغ فيقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها، وعند حدوث أي مشكلة في السمع أو البصر فإن الطفل ينمو نمواً غير طبيعي وتكون معرفته أقل. فمثلاً الطفل الأصم لا يستطيع التعلم مثل الطفل الذي يسمع جيداً... وهكذا.
11068alsh3er.jpg


يؤكد العلماء أن الأطفال يُخلقون وهم لا يملكون أي نوع من أنواع المعرفة،

حيث يبدأ الطفل فور ولادته باكتساب المعلومات عن طريق السمع والبصر
وتخزينها في دماغه ومعالجتها وتعلم مهارات جديدة باستمرار.


3- جميع الكائنات الحية ابتداء من الفيروسات مروراً بعالم الحشرات وحتى الحيوانات والطيور والأسماك... جميعها تُخلق وهي مزوَّدة بكل المعلومات الضرورية لضمان استمرار حياتها، فالنملة لا تحتاج لمن يعلمها جميع الطعام مثلاً!




11069alsh3er.jpg


تُخلق هذه النملة وفي دماغها كل المعلومات الضرورية لضمان رزقها، فهي تحب المواد السكرية،
ولذلك فإنها تُجبر هذه الحشرات الصغيرة (حشرات المن) لتقوم بإنتاج هذه المواد الدبقة التي تحبها النملة،
ولكن لكي تضمن النملة بقاء الحشرة الصغيرة فإنها تقوم بإفراز مادة لاصقة تسبب التصاق الحشرة بأوراق الشجر،
وبالتالي تضمن رزقها... كل هذه التقنيات خُلقت مع النملة، ولم تتعلمها من أحد،
فمن غير الله قادر على تزويد هذه النملة بمثل هذه المعلومات؟؟!



الآن يا أحبتي نقول:

هذه حقائق علمية لا ينكرها ملحد ولا جاهل، ولا يمكن لأحد أن يدعي أن هذه المعلومات كانت متوافرة زمن حياة النبي الكريم (في القرن السابع الميلادي)، بل جميع العلماء يؤكدون أنها اكتشافات حديثة جداً. ولذلك فإن وجود مثل هذه المعلومات في كتاب مضى على نزوله أربعة عشر قرناً، يدل دلالة قطعية على أنه منزل من رب العالمين الذي يعلم السرّ وأخفى.


فالحقيقة العلمية الأولى تحدث عنها القرآن ولخصها لنا بكلمات قليلة وبليغة، يؤكد لنا أننا نحن البشر نولد ولا نعلم شيئاً، ثم نكتسب هذه المعلومات يما بعد من خلال السمع والبصر والدماغ والقلب، يقول تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78]... سبحان الله، هذه حقيقة علمية يتحدث عنها العلماء اليوم، ولكن القرآن أشار إليها بمنتهى الوضوح بقوله: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا).




11070alsh3er.jpg


العجيب في عالم الأطفال أن المولود يبدأ منذ اللحظة الأولى بالتعلم،
فهو يميز بين الوجوه وبخاصة وجه أمّه، ويتعلم عملية الجمع والطرح في سن الأربعة أشهر،
والطفل الذي يعاني نقصاً أو إهمالاً في تلقي المعلومات فإنه يكون في مستوى أقل من الأطفال الذين تلقّوا تعليماً أفضل...
إذاً الطفل بحاجة لمصدر خارجي للتعلم.



كذلك فإن الآية أشارت إلى وسيلة التعلم لدى الأطفال في قوله: (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ) فالأذن والعين وسائل ضرورية لاكتساب العلم، أما القلب والدماغ فهي وسائل لتخزين المعلومات ومعالجتها. وبالتالي فالآية من آيات الإعجاز العلمي حيث قدّمت لنا سبقاً علمياً في مجال التعلم عند الأطفال.

وهناك إشارة قرآنية رائعة إلى أن الله تعالى هو الذي هيّأ أسباب التعلم لدى الإنسان، وليست الطبيعة أو التطور المزعوم! يقول تعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4]، فالخلق أولاً ... ثم العلم (خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)... فسبحان الله!

أما في عالم الحشرات والحيوان والطيور فقد أشار القرآن إلى حقيقة وجود معلومات مخزنة لدى هذه المخلوقات، وأن الله تعالى هو الذي يسيّر هذه الكائنات كيف يشاء وهو الذي يزودها بالمعلومات التي تضمن لها الاستمرار، يقول تعالى على لسان سيدنا هود عليه السلام: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 6].


ونلاحظ في هذه الآية أن الله تعالى خصَّ منطقة الناصية وهي مقدمة الدماغ لدى الكائن الحي، وهذه المنطقة هي المسؤولة عن توجيه الكائن أو طيرانه وقيادته لكسب رزقه. وهذه معلومة غير معروفة للناس في ذلك الزمن (زمن نزول القرآن)، ولكن القرآن تحدث بوضوح عن أهمية الناصية عند الحيوانات.


وكأن سيدنا هود عليه السلام يريد أن يقول لقومه بعد أن كذبوه: إن الله تعالى الذي يسيطر على كل الكائنات الحية ويوجهها كيف يشاء، قادر على توجيهي وتوجيهكم بالشكل الذي يريده، وهو على طريق مستقيم، فأسأله عز وجل أن يوجهني للطرق المستقيم الذي يرضاه لي...


إذاً القرآن أشار إلى وجود معلومات أودعها الله في دماغ المخلوقات، هذه المعلومات طبعاً مهمة لضمان الرزق لهذه الكائنات وبالتالي ضمان استمرار حياتها، وهناك آية ثانية تشير إلى ذلك، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 56].

فما معنى (عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) أي أن الله ضمن لهذه المخلوقات الرزق من خلال تزويدها بالبرامج والمعلومات التي ستستخدمها منذ اللحظة الأولى لخروجها للدنيا، ولولا ذلك لهلكت هذه الكائنات منذ ملايين السنين... فهل نشكر الله تعالى على هذه النعمة نعمة التعلم التي وهبنا إياها؟


لنقرأ الآية مرة ثانية ونشكر الله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78]...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

مصدر المعلومة: ناشيونال جيوغرافيك.


</I>
 

almkurdistan

مراقبة عامة
رد: ْ..الإعجاز العلمي في القرآن..ْ

اللعب واللهو والتجارة ... إعجاز بياني محكم



فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة
بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار

لنتأمل هذه المعجزة البيانية في ترتيب الكلمات واستخدامها في القرآن الكريم، عسى أن نتذوق حلاوة الإعجاز......

آيات كثيرة في كتاب الله تعالى نمرّ عليها دون أن ندرك الإعجاز الذي أودعه الله في كلماتها وعباراتها.
إن بلاغة القرآن لا يتذوَّقها إلا من أحب القرآن وأصبح هذا الكتاب العظيم كل شيء
في حياته! وإنني أقول وبثقة تامة: في كل آية من آيات القرآن هناك معجزة بيانية رائعة،
لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها.

ومن خلال هذه السلسلة من المقالات سوف نرى بلغة "الإحصاء" وبما لا يقبل الشك
أن الإعجاز لا يقتصر على علم الفلك أو الطب أو الأرض... بل هناك إعجاز بلاغي محكم
يمكن لأي إنسان أن يراه حتى ولو لم يكن يفقه شيئاً من اللغة العربية!

وقد تستغرب عزيزي القارئ من هذا الكلام! فكيف يمكن لإنسان ملحد لا ينطق العربية
أن يتذوق بلاغة القرآن وهو لا يؤمن به أصلاً؟ ونقول إنه لن يتذوق حلاوة هذا الإعجاز،
ولكن سيراه كما يرى نفسه. لأن الله تعالى لم ينزل هذا القرآن لجماعة من العرب تعيش
قبل أربعة عشر قرناً! بل أنزله لجميع البشر ولكافة العصور.

والله تعالى يعلم أنه سيأتي زمن على الناس لن يصبح للبلاغة العربية مكاناً في عقولهم
أو قلوبهم، فهل هذا يعني أن المعجزة البلاغية ستتوقف؟ بالطبع لا، لأن الله أودع أشكالاً
أخرى من الإعجاز البلاغي يمكن لكل ملحد أن يراه ليكون حجة عليه يوم لقاء الله عز وجل.

سوف نتعمَّق قليلاً في كلمات تدل على اللهو واللعب مثلاً وهي أمور تخص الحياة الدنيا،
ونرى كيف تناولها القرآن، وهل يمكن لأكبر أدباء العالم أن يرتبوا مثل هذه الكلمات بنفس
هذا الترتيب لتعطي المعنى الدقيق دائماً؟

اللهو والتجارة

لنتأمل أواخر سورة الجمعة حيث يقول تعالى:
(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا
انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
[الجمعة: 11]. وهنا لو دقّقنا النظر نجد "اللهو"
تكرر مرتين ولكن بصيغتين مختلفتين:

- (تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا): التجارة تسبق اللهو.

- (مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) اللهو يسبق التجارة.

والسؤال: هل هناك حكمة بيانية من هذا الترتيب؟

في بداية الآية نجد أن جماعة من الناس تركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب
على المنبر، وذهبوا عندما سمعوا بقافلة في الخارج، وأسرعوا لينظروا ما فيها من
بضائع ليشتروا منها. فنزلت هذه الآيات الكريمات في أواخر سورة الجمعة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[الجمعة: 9]. وهنا تتجلى لطيفة بيانية
أخرى في قوله تعالى: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) لم يقل
تعالى: (يوم الجمعة) فقط لأن ذلك سيعني كل
أوقات الصلاة في يوم الجمعة أي الصلوات الخمس، بل قال:

(مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ)
أي من بعض يوم الجمعة، وحدَّد بذلك وقت محدداً
وهو وقت الظهر.

إذاً في بداية الآية هناك حدث وقع وكان سبباً في نزول الآيات وهو القافلة التجارية
وذهاب الناس إليها فبدأت الآية بكلمة (التجارة)
ثم (اللهو)، لأنهم بعد ذهابهم للقافلة سيشترون
بعض الأشياء ومن ثم سيتحادثون ويتلهّون بأشياء دنيوية ويخسرون العلم الذي
جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

والآن عندما نتأمل قوله تعالى:

(قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ)

نجد أن هذا الكلام لم ينزل في طائفة من الناس بل هو موجّه لجميع البشر
إلى يوم القيامة، ولذلك بدأ باللهو لأنه هو الأكثر شيوعاً والأكثر تنوعاً ويشمل الغناء
والأحاديث اليومية والمسلسلات وكل ما لا نفع فيه.

كلمة (اللعب) في القرآن

تكرر اللعب في القرآن 20 مرة مع مشتقاته، وسبحان الله، عندما تتبَّعتُ هذه الكلمات
في كتاب الله وجدتُ شيئاً محيراً، فكل كلمة تختص باستخدام محدد ودقيق، وكأننا
أمام برنامج هندسي متكامل، كل كلمة فيه لا تأتي إلا مع كلمة أخرى مناسبة لها،
وسنشرح ذلك من خلال الأمثلة.

لقد جاءت هذه الكلمة على 8 صيغ (8 أشكال)، وكل صيغة تختص بالحديث عن شيء
محدد، كما يلي:

1- كلمة (نَلْعَبُ) وردت مرة واحدة وجاء استخدامها مع الكفار في قوله تعالى:


(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)
[التوبة: 65].

2- كلمة (يَلْعَبْ) وردت مرة واحدة وجاءت فقط في قصة سيدنا يوسف على لسان إخوته،
يقول تعالى: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [يوسف: 12].

3- كلمة (يَلْعَبُوا) وردت مرتين، والعجيب أن الآيتين تختصان بالكفار، يقول تعالى:

- (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [الزخرف: 83].

- (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [المعارج: 42].

إذاً الآية ذاتها تكررت بنفس الكلمات، ليؤكد لنا الله على ضرورة أن نترك هؤلاء الملحدين
ليخوضوا ضد الدين وليستهزئوا ويلعبوا في أفكارهم وكلامهم، فهم لابد أن يلاقوا ذلك
اليوم الذي سيكون كالصاعقة بالنسبة لهم.

4- كلمة (يَلْعَبُونَ) أيضاً وردت خمس مرات والآيات الخمسة تتحدث عن الكفار كما يلي:

- (ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) [الأنعام: 91].

- (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأعراف: 98].

- (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأنبياء: 2].

- (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) [الدخان: 9].

- (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ) [الطور: 11-12].

أي أن هذه الكلمة خاصة بالكفار لم ترد إلا معهم، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة
لطيفة إلى أن الكافر من صفته اللهو واللعب والعبث، أما المؤمن فحياته مليئة
بالعمل والجد والأهداف، وهذا هو أساس النجاح في الحياة.

وسبحان الله! لقد خصص الله هذه الكلمة لا تأتي إلا في الحديث عن الكفار والملحدين
والمكذبين، لأنه اللعب صفتهم، وسوف يلاقون الله يوم القيامة، ولا أدري ماذا سيكون
موقف الملحدين من هذا اللقاء وماذا سيقولون للخالق عز وجل وهم الذين أنكروا الله
فكيف سيقابلونه!

5- كلمة (لَعِبٌ) تكررت أربع مرات في القرآن، وسبحان الله جميع الآيات جاءت لتتحدث
عن الدنيا! لنقرأ هذه الآيات حيث وردت كلمة (لَعِبٌ):

- (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 32].

- (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64].

- (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) [محمد: 36].

- (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) [الحديد: 20].

انظروا كيف ارتبط اللعب هنا بالحياة الدنيا في جميع الآيات حيث وردت هذه الكلمة، ليؤكد
لنا الله أن الحياة الدنيا بالفعل هي لعب ولهو.

6- كلمة (لَعِبًا) تكررت أيضاً أربع مرات مثل سابقتها، وهنا نجد إعجازاً مبهراً، ولكن لنتأمل
هذه الآيات الأربعة:

-
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
[المائدة: 57].

- (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) [المائدة: 58].

- (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) [الأنعام: 70].

-
(الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ
نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)
[الأعراف: 51].

انظروا معي كيف أن الآيات الأربع تتحدث عن اتخاذ الكفار للدين لعباً، أي أن كلمة
(لَعِبًا) تأتي دوماً للتعبير عن دين الكفار وكيف يتخذون الدين والصلاة لعباً، وينبغي
أن ننتبه إلى أن كلمة (لَعِبٌ) وردت مع الدنيا وكلمة (لَعِبًا) وردت مع الدين، وكلاهما
تكرر أربع مرات، فسبحان الله!

7- كلمة (لَاعِبِينَ) تكررت مرتين في الآيات التالية:

- (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) [الأنبياء: 16].

- (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) [الدخان: 38].

وتأملوا كيف أن هذه الكلمة تأتي دوماً في نفس السياق، ولكن جاءت الآية
الأولى لتتحدث عن السماء (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ)
ولكي لا يظن أحد أن الله قد خلق بقية السموات لعباً، فجاءت الآية التالية لتشمل
كل السموات فقال: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ) فتأملوا
هذه الدقة والشمول في تكرار الكلمات.

8- كلمة (اللَّاعِبِينَ) وردت مرة واحدة في قوله تعالى:

(قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ)
[الأنبياء: 55]
والآية جاءت في سياق قصة
سيدنا إبراهيم عليه السلام. إذاً هذه الكلمة خاصة بكلام الكفار في زمن إبراهيم.

اللهو واللعب

وردت عبارة (لَعِبٌ وَلَهْوٌ) و (لَهْوٌ وَلَعِبٌ) أربع مرات في القرآن، والعجيب أنها جميعها
تتحدث عن الحياة الدنيا، وجميعها جاءت بتسلسل وتدرج في التأكيد على حقيقة
أن الحياة الدنيا هي مجرد لعب ولهو، لنتأمل هذه الآيات الأربع:

1- يقول تعالى:
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
[الأنعام: 32]. تأملوا كيف بدأت هذه الآية بكلمة (وَمَا)
وهي كلمة عادية تستخدم للفت الانتباه فقط، حيث أراد الله أن يلفت انتباهنا
إلى أن الدنيا هي مجرد لعب ولهو.

2- يقول تعالى: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
[العنكبوت: 64]. وهنا جاء اسم الإشارة (هَذِهِ) ليلفت الانتباه أكثر فهو يتكلم عن
حياتنا الدنيا التي نعرفها جيداً والتي نعيشها.

3- يقول تعالى: (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) [محمد: 36].
وهنا جاء التأكيد بكلمة (إِنَّمَا) ليلفت الانتباه أكثر، فنحن نعلم أن كلمة (إن)
حرف تأكيد وبالتالي يجب أن ننتبه إلى أن الحياة الدنيا بالفعل هي لهو ولعب.

4- يقول تعالى:
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ
بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا
ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
[الحديد: 20]. وهنا نلاحظ أن الآية تبدأ بفعل أمر في قوله تعالى:
(اعْلَمُوا) فإذا كانت الآيات الثلاثة السابقة لم تلفت انتباهك ولم تدرك هذه الحقيقة،
فالآية الرابعة تأتي لتقول لك بصراحة بل وتأمرك بأن تعلم أن الحياة الدنيا لعب ولهو.

والآن لاحظوا معي هذا التدرج الرائع في مستويات التأكيد على هذه الحقيقة:

1- (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) لفت انتباه وإشارة عادية.

2- (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ) إشارة أكبر .

3- (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) تأكيد.

4- (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) تأكيد أكبر.

والشيء المحير أن هذه العبارة لم ترد في القرآن إلا في هذه المواضع الأربعة
وجميعها تتحدث عن الدنيا، ماذا يعني ذلك؟ ليؤكد لنا الله تعالى على حقيقة
هذه الدنيا وأنها فعلاً مجرد لهو ولعب. وسبحان الله! نحن نعلم أن الآيات الأربعة
حيث ذكر اللهو واللعب نزلت في فترات متباعدة في مكة والمدينة، وبعد ذلك
تم ترتيبها حسب ترتيب سور القرآن، فكيف جاء هذا التسلسل العجيب؟

لابد أنه بقدرة الله تعالى، فهو الذي أنزل كتابه وهو الذي رتبه ليكون معجزاً في
كل شيء، حتى في ترتيب هذه الكلمات، وهذا الإعجاز يمكن لكل البشر أن
يروه ولا أحد ينكره ولا يحتاج لدراسة أساليب البلاغة وقواعد اللغة، بل هو واضح
وضوح الشمس، لأن كل كلمة تأتي في سياق محدد وتستخدم استخداماً
محدداً من أول القرآن وحتى آخره، فهل هذا العمل بمقدور بشر؟

بقلم / عبد الدائم الكحيل
 

almkurdistan

مراقبة عامة
رد: ْ..الإعجاز العلمي في القرآن..ْ


إعجاز الآيات القرآنية في دحض الخدع البصرية


11535alsh3er.jpg

بقلم محمد ترياقي





لقد قامت سنّة هذا الكون على أسس و قوانين سنّها الخالق تعالى بحكمته البالغة، فكان قانون الأسباب و المسببات كمثابة الحجّة التي أقامها سبحانه و تعالى على عباده أن لا يتبعوا أيّة خرافة تتسلل إلى عقولهم فتعطلها عن التفكير السوّي الصحيح و تبعدها عن معرفة وحدانية الله حق معرفة، كون أنّ الخرافة لا تتبع قانون الأسباب و المسببات فهي باطلة بحكم سنن الكون تلك. فلهذا كان موقف الإسلام من بعض الطقوس و المعتقدات موقفا حاسما، كما هو الشأن في ظاهرة السحر، فحرّم تعلمه و تعليمه و ممارسته. فالسحر كما أخبر الله عنه طريق للفساد وسبب للضرر بين العباد وإذائهم و التفرقة بينهم، وهو فوق ذلك كله سبب للكفر بالله سبحانه والخروج عن دينه وشرعه. و من السحر من هو حقيقي و منه من هو تخيلي و كلاهما أقرّه القرآن و الأحاديث الصحيحة كما جاء ذلك في كتب أهل السنة و الجماعة، و تتعدّد أنواع السحر بتعدّد الطرق المستعملة و الإستعانات التي يستعين بها الساحر في تحقيق غرضه و نيل غايته، فمن السحرة من يزعم الاستعانة بالكواكب و النجوم و الأبراج، ومنهم من يستعين بالجن والشياطين، و منهم من يستعين ببقايا الموتى و قبورهم، ومنهم من يستعين بالنفخ في العقد، ومنهم من يستعين بخفّة حركاته و سرعتها و مهاراتها، و منه من يدّعي الرقية بالقرآن فتراه تارة يقرء القرآن جهرا أمام زبائنه و تارة أخرى يتمتم بكلام مبهم غير مفهوم و لا مسموع. و من السحر من يكفّر فاعله و يخرجه من ملّة الإسلام، و منه من يدخله في دائرة الفسوق، و منه من يدخله في زمرة العابثين المضيعين للأوقات و اللاهين الغافلين عن العبادة و الذكر. و من أكثر أنواع السحر إنتشارا هو سحر التخييل كما وصفه تعالى في قوله: ﴿ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾ طه - (الآية:66)، و سنخصّ في مقالتنا هذه هذا النوع من السحر دون غيره ( أي سحر التخييل) فهو جوهر حديثنا و محور بحثنا. فما هو تعريفه؟ و ما هي أسبابه؟ و كيف جاء ذكره في القرآن الكريم؟ و كيف ذكرته النظريات العلمية الحديثة؟ و هل سبق القرآن النظريات العلمية في ذكره و تفسيره لهذه الظاهرة و كشف أسرارها؟
تعريف سحر التخييل ( الخداع البصري):
Optical illusion
السحر عموما فى لغة العرب يطلق على كل شيء خفي سببه، ولطف ودق ولذلك كانت تقول العرب في بيانها " أخفى من السحر " (1)، و قال الأزهري: "أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لمّا رأى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه " (2). أما "سحر التخييل" خاصة هو ذلك العمل الذي يطلق عليه في عصرنا هذا بإسم "الخداع البصري" أو "الوهم البصري" أو " الوهم التخيلي" و كلها مصطلحات بمعنى واحد، وعرّفه أبو بكر الرازي بأنه: " كل أمر خفي سببه، وتُخِيِلَ على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخُدَع"(3). و إصطلاحا هو ذلك الفعل الذي يصوّر للناظر دائما الصورة المرئية على غير حقيقتها حيث تكون الرؤية خادعة أو مضللة، ومبنى هذا على أن القوة الباصرة قد ترى الشيء على خلاف ما هو عليه في الحقيقة لبعض الأسباب العارضة. و التفسير العلمي لذلك أنّ المعلومات التي تجمعها العين المجردة وبعد معالجتها بواسطة الدماغ تعطي نتيجة لا تطابق المصدر أو العنصر المرئي. والخدع التقليدية مبنية على إفتراض أنّ هناك أوهام فزيولوجية تحدث طبيعيا ومعرفيا بالإضافة إلى الأوهام التي يمكن البرهنه عليها من خلال الحيّل البصرية الخاصة، فالخدع البصرية إذا هي صور و مشاهد مصنوعة مسبقا بطريقة مدروسة لتظهر للناظر بطريقة معيّنة و هي ليست كذلك كونها ضرب من التمويه و الحيلة.
و حسب الموسوعة العلمية البسيكوليوجية(4) فإن المفهوم الأساسي والتعريف المبدئي للخداع البصري هو ذلك الفعل الذي يجعل الأشياء أو الأشكال أو الألوان ترى أو تدرك بطريقة كاذبة و مغايرة لماهيتها الأصلية و بخلاف حالتها الطبيعية. و بصيغة أخرى فإن الخداع البصري هو أنّه يخيّل لك أنك تظن نفسك ترى أشياءا على حالة معيّنة بينما الحقيقية مخالفة تماما لما رأيت. و هذا يعود إلى "الخطئ التحليلي" لماهية و حقيقة الصور و المشاهد التي نراها(5)، أي أنّه لا يوجد توافق بين ما تمّ تحليله في الإدراك و حقيقة الشيئ. و خلاصة التعريف فإن مصطلح الخدعة البصرية يطلق على كل فعل يخدع النطام البصري للإنسان بدئا من العين حتى الدماغ و يجعل الاشياء المرئية مخالفة لحقيقتها(6).
أنواع الخدع البصرية:
هناك أنواع عديدة من الخدع البصرية، و تتعدد بتعدد التقنية التي نستعملها للتحقيق الخدعة، و أساسا هنالك أربع أنواع و هي:
1) خدع متعلقة بالألوان: إنّ العين البشرية ترى الألوان بشكل متغير على حسب المحيط، حيث أنه عند الرؤية إلى موضع معين نرى لون أو عدة ألوان و لكن ليست هذه هي الحقيقة، وسنسوق ثلاثة أمثلة عن الخدع المتعلقة بلألوان.
المثال الأول: ( خدعة باكمان)
Illusion of Pacman invented by “Jeremy Hinton “


11536alsh3er.jpg

الشكل التالي يمثل تداخل لخدعتين بصريتين
الخدعة الأولى: لو إتبعنا الحركة الدائرية للكرة الموجودة في الشكل التالي والتي تتحرّك في نفس إتجاه عقارب الساعة لوجدناها كرة وردية اللون، لكن لو حدّقنا في أحدى الكرات الوردية الساكنة لشاهدنا بعد ثانيتين كرّة خضراء تدور بدل الكرة الوردية.
الخدعة الثانية: الآن سنقوم بالتحديق في مركز الدائرة ( في العلامة +) و ننتظر 4 إلى 5 ثواني فسنرى أن أنّ كل الكرات الوردية قد إختفت عن أنظارنا و ما تبقى إلاّ الكرة الخضراء.
تفسير الخدعتين: لقد قام مخترع الخدع البصرية " جيرمي هينتون"(7) بإختراع هذه الخدعة سنة 2005 ميلادي و التي أحدثت حينها رواجا كبيرا، حيث وضع إثنى عشرة كرة وردية اللون في شكل دائري و وضع علامة (+) في مركز الدائرة، ثم عمد هذا المخترع على أن تختفي إحدى الكرات الوردية بعد 0.1 ثانية من بدئ المشاهدة، ثم بعد 0.125 ثانية تختفي الكرة التي تليها و في نفس الوقت تعود الكرة الوردية السابقة إلى الظهور، و هكذا دواليك تختفي كرة في الوقت التي تظهر أخرى، و هذه التقنية(8) أوحت إلى أعيننا ما يلي:
1) أنّ كرة وردية اللون تدور مع عقارب الساعة غير أنّ الأمر ليس كذلك، فالأمر كله أن كرة وردية تختفي في الوقت التي تظهر أخرى وفقا لعملية حسابية رياضية مدروسة و محسوبة مبدئيا، و هذا هو مبدئ التصوير السينيمائي.
2) أنّ كرة خضراء تدور بدل الكرة الوردية، لكن هذا ليس صحيح فالكرة الخضراء ظهرت للعيان نتيجة عملية التحديق، فهذا اللون الأخضر للكرة لا يوجد أساسا بل هي لا تزال وردية، فالنظام البصري أعطى تفسيرا خاطئا للون الكرة نتيجة تعب الخلايا العصبية و تأخرها في إعطاء اللون الحقيقي، حيث لو إستبدلنا الكرات الوردية في خدعة "باكمان" بكرات ذات لون أزرق و كررّنا التجربة لشاهدنا كرة صفراء بدل الكرة الخضراء.
3) أنّ كل الكرات الوردية إختفت و ما تبقى للعيان سوى كرة خضراء تدور، و هذا أيضا أمر لم يحدث إلاّ في أعيننا، و لكن كل ما في الأمر أن العين البشرية إذا حدّقت في نقطة معينة فإن كل الصور و الألوان الساكنة التي لم يشملها مجال التحديق تختفي من النظر ولا تختفي بمنظور فيزيائي، فلهذا و نحن نحدّق في علامة (+) إختفت كل الكرات الوردية من مجال رؤيتنا و لم يبقى سوى كرة خضراء تتحرك، و حتى هذه الكرة الخضراء ليست كذلك بل هي وردية و لقد سبق تفسير ذلك في النقطة (2).
المثال الثاني: (مربع الالوان المتباينة).
Scintillating Grid
لو أردنا أن نحصي عدد النقاط السوداء في هذا المربع لاستعصى علينا ذلك، لأننا سنرى أنّ هذه النقاط السوداء تغدوا بيضاء مباشرة بعدما أن ننقل بصرنا إلى نقطة أخرى في المربع، و هكذا دواليك فلهذا يستحيل علينا تعدادها، و التفسير العلمي في ذلك أنّ هذه النقاط السوداء لا وجود لها أساسا داخل المربع! ويمكن التأكد من صحة ذلك بتغطية أحد الاشرطه السوداء باليد. و يمكن تفسير ذلك بإعتبار أنّ العين البشرية عاجزة عن التنقل بين لونين متعاكسين بسبب التباين الشديد بينهما. فلقد خُدعت أبصارنا من جرّاء هذا التباين و شاهدنا ما لا يوجد أساسا.


11537alsh3er.jpg

Scintillating Grid
المثال الثالث: (خدعة صورة المسيح المزعوم).
نطلب من القارئ الكريم أن يتبع الخطوات التالية:
أولا: أن يحدّق في الشكل التالي مدة 60 ثانية.
ثانيا: أن يكون التحديق مركّزا على الأربع نقاط الموجودة في مركز الشكل.
ثلاثا : بعد أن تنتهي المدة يجب على المشاهد أن ينظر إلى حائط خالي من الصور و يحدّق فيه لبضع ثواني حتى تظهر له صورة.


11538alsh3er.jpg

خدعة صورة المسيح المزعوم
أكيد أنّه إذا كنت إتبعت الخطوات المذكورة أعلاه فإنّه قد ظهرت لك صورة لرجل بشعر طويل و لحية كثيفة، و هذا الوجه يشبه الصورة التي يرسمها النصارى و ينسبونها بهتانا و ظلما للنبي عيسى عليه السلام. و الحقيقة أنّ الذي شاهدته خدعة بصرية ليست إلاّ، فلو قمت بعكس و قلب الألوان الموجودة في الشكل الذي كنت تحدق فيه لظهر لك ما يلي:


11539alsh3er.jpg

الصورة الأصلية للخدعة البصرية
و كما يظهر لنا جليا في هذا الشكل (الصورة الأصلية للخدعة البصرية) فإننا نرى أن اللون الأسود أصبح أبيض و الأبيض أسودا خلافا على ما كانا عليه قبل قلب اللونين في الصورة المخادعة. و أمثال هذه الصور المعكوسة كثير نصادفها على النات و في المجلاّت العلمية و الكتب الترفيهية، فمنها صور لزعماء تاريخيين و لرؤساء دول و ملوك و شخصيات سينيمائية إلى غير ذلك، حتى أنّه يمكن لكل واحد منّا أن ينسخ له صورة ( أو لأحد أقربائه) ثم يعكس ألوانها و يعيد الخطوات الثلاثة التي ذكرناها في التجربة أعلاه فسيشاهد الصورة الأصلية للصورة المقلوبة.
2) خدع متعلقة بالهندسة ( خدعة "روجر بانروز")
يدعى هذا الشكل بمثلث "بانروز" نسبة إلى عالم الرياضيات "روجر بانروز"(9) الذي رسم هذا الشكل و نشره في الجريدة البريطانية البسيكولوجية لسنة 1958، إنّ هذا الشكل الهندسي لا يمكن تحقيقه إلاّ عن طريق الرسم على الورق ببعدين هندسين إثنين و يستحيل تجسيده في الواقع بثلاثة ابعاد، فهو شكل من أشكال الخدع الهندسية.

11540alsh3er.jpg

Triangle de Penrose
3) خدع متعلقة بتحريك الصور (الخدعة الثلاثية الأبعاد ذات الصورة المتحركة)
لو قمنا بالتحديق في مركز الشكل التالي ثم قمنا بتحريك رؤوسنا إلى الأمام ثم إلى الخلف مرّات عديدة لشاهدنا أنا الحلقتين تدوران الواحدة بعكس إتجاه الأخرى، غير أن الأمر ليس كذلك فالحلقتين ساكنتين و لا تدوران بأيّ إتجاه، و يمكنا التأكد من هذا بأن نعيد التجربة كاملة محدقين في الدائرتين دون المركز فسنرى أنهما في سكون تام.


11541alsh3er.jpg

Rotating Circles
4) خدع متعلقة بالأحجام و القياسات ( خدعة "ميلار ليار")
لو أخذنا المثال التالي(10) فإننا نرى أنّ الخط الذي يشكّل الرسم الذي على يسارنا(الشكل 1) أطول من الخط الذي يشكل الرسم الذي من جهة اليمين ( الشكل 2)، غير أنّ الحقيقة عكس ذلك فالخطين متساوين تماما و يمكننا التحقق من ذلك بعملية القياس. إنّ الأسهم التي تحدّ طرفي القطعتين المستقيمتين توحي لأعيننا أنّ أحد القطعتين أطول من الأخرى، و هو تحليل خاطئ للدماغ ناتج عن الخداع البصري.

11542alsh3er.jpg

Illusion of Müller-Lyer.
وجه الإعجاز في الآية الكريمة:
قال تعالى في الآية 116 من سورة الأعراف : ﴿ قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيم﴾، وجائت هذه الآية و الآيات التي من قبلها لتقص علينا ما حدث بين النبي موسى عليه السلام و سحرة فرعون، في يوم إنتصب فيه الحق أمام الباطل، والمعجزة أمام السحر، و القوة الإلهية أمام خداع البشر و كيدهم، والقصة كما يعلم الجميع غنية عن التعريف.
لقد قال تعالى في الآية المذكورة أعلاه: ﴿ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ﴾ و لم يقل سحروهم أو سحروا عقولهم أو قلوبهم أو أجسادهم، أي أنّ الله تعالى قد خصّ الأعين دون غيرها من الأعضاء الجسدية الأخرى و خصّ البصر دون غيره من الحواس، و هذا ما يوافق التعريف العلمي للخدعة البصرية من حيث أنّها فعل يخدع كليّة النظام البصري للمشاهد بدءاً من العين حتى الدماغ، أي أنّ الخدعة تنطلق أولا من العين حتى تصل الإدراك العقلي فيخيّل للمشاهد أشياء مخالفة لما هي عليه في الواقع، و لهذا جائت الإشارة القرآنية إلى الأعين دون غيرها من الحواس الأخرى. ثم قال تعالى في موضع آخر من القرآن: ﴿ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾ طه - (الآية:66)، أي أن السحرة خَدعوا أولا أعين الناس بما في ذلك موسى و هارون عليهما السلام، فلما تمكّنوا من أمر الخداع و التمويه هذا تخيّلت عقول الناس ( المشاهدين) أنّ العصي و الحبال أفاعي و حيّات تتحرك و تزحف، أي أن النظر كان قبل التخيّل، معنى هذا أن القرآن يخبرنا أنّ الناس الذين جمعهم فرعون خُدعت أبصارهم في أول الأمر و من بعد ذلك تخيلوا بعقولهم ما أوحت إليهم أبصارهم المخدوعة، و كل عاقل في هذا الكون يقر أنّ النظر يكون بالعين و التخيل محله الدماغ، و هذا السرد القرآني موافق تماما للتفسير العلمي من حيث أنّ الخدعة بدأت بالبصر ليدرك الدماغ بعد ذلك تخيّلا و تحليلا خاطئا لما شاهدته العين كما هو الشأن في خدعة "باكمان" و خدعة "ميلار ليار" و خدعة "روجر بانروز" و خدعة سحرة فرعون أيضا فهم درسوا فنّ الخداع البصري من قبل أن يرسل فرعون في المدائن حاشرين و ذلك في قوله تعالى: ﴿ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴾ سورة الأعراف - (الآية:112) أي أن سحرة فرعون عالمون بمهارة الخداع البصري و تمويه الأشياء و صرف أنظار الغير عن حقيقتها و حالتها الطبيعية التي هي عليها، فخيّل لموسى و هارون( عليهما السلام) و لفرعون وقومه أنّ العصيّ و الحبال أفاعي و حيّات تسعى غير أنها لم تكن إلا عصي و حبال جامدة.
و المتتبع لهذا المشهد العظيم و الأسلوب القصصي القرآني الرائع لهذه المناظرة الكبرى، التي جمعت موسى و هارون بسحرة فرعون، يدرك أن الطرف الذي لم يتأثر من هذه الخدعة و التمويه هم السحرة أنفسهم، فهم وحدهم العالمين بفن الخداع بل إنّ فرعون أكرههم على تعلّمه سنوات عديدة، فلمّا ألقى موسى بعصاه و إلتقمت تلك الحبال و العصيّ أدرك السحرة أنّ هذا ليس بسحر و لا بخداع و لا بتمويه فهم العالمين بهذا كله، بل أدركوا بعين اليقين أنّ ما صنعت عصى موسى هو معجزة من رب قدير، فلو كان ما جائت به عصى موسى (عليه السلام) سحر تخيلي لكانوا قد أبطلوه و كشفوه بعلمهم و هزموا موسى و نالوا عند فرعون الدرجات العلى، لكنهم أدركوا حقيقة المعجزة كما كانوا يدركون في أعماق أنفسهم أنّ ما صنعوا لم يكن سوى خدعة وتمويه ليسّ إلا،ّ أما ما شهدوه في عصى موسى و ما آلت إليه عصيّهم و حبالهم هو حق اليقين وليس سحر مبين، و أن موسى هو نبيّ من رب العالمين فكان سجدودهم طوعا و كان صبرهم جميلا و كان مقتلهم إستشهادا، ففي ضحى يوم إنقلبوا من مخادعين لأعيّن المشاهدين و من ساحرين ماكرين موالين لفرعون إلى ساجدين تائبين لرب العالمين ورب موسى وهارون فغدو بعد ذلك شهداء مسلمين.
هكذا يخبرنا القرآن منذ مآت السنين عن ظاهرة الخدع البصرية و الوهم التخيلي والتي إستعملها سحرة فرعون من قبل حتى أن يكتشف العالم حقيقة هذه الظاهرة، فالعلم الحديث لم يدرك حقيقة الخداع البصري إلاّ بعدما أن أدرك التكوين العضوي للعين و طريقة عمل النظام البصري و علاقته بالدماغ، بينما أشار إلى ذلك الله تعالى في كتابه منذ مآت السنين و بمصطلحات دقيقة " سحر الأعين"، " خيّل "...إلخ، أليس هذا دليل على نبوّة محمد صلى الله عليه و سلم؟ أم أنّ ما أتى به سحر سحر به قريش ثم بعد ذلك سحر أقواما من بعدهم طيلة 14 قرنا من الزمن و لا يزال يفعل؟! إنّه و الله لحق من ربه و رب موسى و هارون، رب السموات و الأرض معجز البشر و علمهم إلى يوم الدين.



مراجع أساسية:
(1) لسان العرب (4/ 349)
(2) تهذيب اللغة ( 4/ 290 )
(3) أحكام القرآن (ج1 ص 50 )
(4) الموسوعة العلمية البسيكوليوجية ( ص96)
What is an Illusion? by JR. Block, Ph.D(5)
.
http://www.sandlotscience.com/EyeonIllusions/whatisanillusion.htm
Visual Illusions: Their Causes, Characteristics and Applications (6)
By Matthew Luckiesh.
http://www.visualillusion.net/
http://en.wikipedia.org/wiki/Jeremy_Hinton (7)
http://en.wikipedia.org/wiki/Lilac_chaser#Explanation (8)
http://en.wikipedia.org/wiki/Roger_Penrose (9)
http://www.mind.duke.edu/files/sites/purves/pub/1181623288.pdf (10)
مراجع متفرقة:
1) عالم السحر والشعوذة ص 90 نقلا عن روضة الطالبين للنووي (9/346)
2) عالم السحر والشعوذة لعمر الأشقر (ص 8 ،7 )
3) تفسير ابن كثير- تفسير الطبري- تفسير القرطبي.
4) لسان العرب ج2 ص. 106
5) انظر لسان العرب مادة سحر ج2 ص.106- 107، القاموس المحيط ج2 ص45
6) أضواء البيان ج4 ص، 444
7) السحر بين الحقيقة والوهم.
8) السحر بين الحقيقة والخيال.
Encyclopedia of Psychology. pp. 208-209. R. J. Corsini, (Ed.). 1994. 2nd ed.9)
http://ophtasurf.free.fr/illusions.htm10)


 

almkurdistan

مراقبة عامة
رد: ْ..الإعجاز العلمي في القرآن..ْ


11545alsh3er.JPG

بناء الجسور عند النمل: مثال رائع للتضحية والتعاون
إنه عالم عجيب وغريب لا نهاية لأسراره ... إنه عالم النمل ...
ففي كل يوم يكشف العلماء شيئاً جديداً يظهر روعة هذا المخلوق الصغير
الذي يستحق فعلاً أن ينزل الله سورة يسميها باسمه، لنقرأ....

كلما حاول المشككون الاستهزاء بهذا القرآن وقدموا مثالاً على ذلك، سخر الله لهذا القرآن من يكشف معجزاته وعجائبه التي ترد على الملحدين قولهم، وقد استهزأ الكفار ومنذ نزول القرآن بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) يذكر في كتابه الحشرات ومنها النمل!
وسبحان الله! يأتي اليوم بعض المشككين ليرددوا نفس الكلام ويقولون إن القرآن مليء بالأساطير ويضربون مثالاً على ذلك أن محمداً يسمي السور بأسماء الحشرات. ولكن الله تعالى يقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141].
ولذلك فإن الذي يتأمل اكتشافات العلماء يلاحظ أنهم في حيرة من أمرهم، بل يقفون مندهشين أمام هذا المخلوق الصغير ألا وهو النمل.
يقول العلماء إن وزن دماغ النملة هو جزء من مئة من الغرام، وإن دماغ الحوت الكبير أكبر بمئة ألف مرة من دماغ النملة، وعلى الرغم من ذلك فإن النملة تقوم بمهام وأعمال ذكية تتفوق بها على هذا الحوت! وهذا ما يثير تعجب العلماء وحيرتهم، ولكنهم لو فكروا قليلاً واطلعوا على كتاب الله تعالى، لوجدوا أن الله هو من خلق هذا النمل وهو من علَّمه وهداه إلى الطريق الصحيح، وهو القائل عن نفسه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [الأنعام: 101-103].

11546alsh3er.JPG

في كل يوم يصرح العلماء بأن عالم الحشرات وبخاصة النمل هو من الأمور المعقدة جداً، ومن غير المنطقي أن تكون النملة قد طورت نفسها بنفسها، لأن دماغ النملة المحدود لا يكفي لمعالجة هذا الكم الهائل من المعلومات التي تستخدمه النملة أثناء أداء مهامها. نرى في الصورة رأس نملة وبداخله الدماغ الصغير لها والذي يحوي بحدود 300000 خلية عصبية، إن دماغ الإنسان يحوي أكثر من تريليون خلية أي أكثر من خلايا دماغ النملة بمئات الآلاف من المرات، وعلى الرغم من هذا الدماغ الصغير نجده يتمكن من معالجة كل المعلومات التي تحتاجها النملة، بشكل يدل على وجود برنامج مسبق في هذا الدماغ.
راقب العلماء عالم النمل طويلاً وظنوا في البداية أنه عالم محدود لا يفكر ولا يعقل ولا يتكلم! ولكن تبين أخيراً أن النمل هي أمة مثلنا تماماً، له قوانينه وحياته وذكاؤه، وتبين أن هندسة البناء عند النمل أقدم بكثير من البشر، حيث يقوم النمل منذ ملايين السنين ببناء المساكن وحديثاً كشف العلماء طريقة بناء الجسور عند النمل.
فقد جاء في دراسة جديدة (حسب موقع رويترز) أن الطريقة التي يعتمد عليها النمل لعبور الحُفر هي بناء الجسور بالأجساد! فقد ذكر باحثان بريطانيان أن أسراب النمل حين يعتريها السأم من الحفر في مسارها تضحي بالبعض منها في سبيل الباقين حيث يعمد بعضها إلى التمدد داخل النقاط غير المستوية لصنع مسار أكثر انسيابية لباقي السرب.
وتوصل الباحثان إلى أن نوعاً من أنواع النمل يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية يختار أفراداً من السرب يناسب حجم أجسادها حجم الحفرة المراد سدها. وذكرا في تقرير نشرته مجلة السلوك الحيواني أنه ربما تكاتف عدد من أعضاء السرب لملء الحفرة الأكبر!


11547alsh3er.JPG

تأملوا معي هذا الجسر الحي وكيف قامت بعض النملات بالتضحية في سبيل الآخرين، ويقول العلماء إن النملات التي تصنع من أجسادها هذا الجسر تتألم كثيراً أثناء مرور النمل فوقها، ولكنها تصبر وتتحمل وتبقى متماسكة كالجسر الحقيقي حتى تمر آخر نملة!
ودرس سكوت باول ونايجل فرانكس من جامعة بريستول نوعاً من النمل يسمى ايسيتون بيرتشيلي يسير عبر غابات أمريكا الوسطى والجنوبية في أسراب تضم ما يصل الى 200 ألف نملة!
ودائما ما يبقى السرب على صلة بالمستعمرة من خلال طابور طويل من النمل. لكن هذا الطابور الطويل من النمل الحي قد يضطرب بشدة حين يمر أفراده فوق أوراق الشجر والأغصان المتناثرة على أرض الغابات.

11548alsh3er.JPG


نرى في هذه الصورة كيف يتمسك النمل بعضه ببعض ليبني جسراً متيناً، هذا الجسر يستخدم لعبور النملات عليه من ضفة لأخرى، ويؤكد العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أن النمل يختار بعناية فائقة الأحجام المناسبة للنملات التي ستضحي بنفسها وتصنع هذا الجسر!

يقوم عدد قليل من النمل بملء الفجوات ليصنع مساراً سلساً. ويقول العلماء: إن النمل له طريقته التي يعتمد فيها على نفسه لإصلاح الطرق، وأضاف باول: عندما يعبر السرب تتسلق النملات التي ملأت الفجوات إلى خارج تلك الحفر وتتبع زملاءها عائدة إلى المستعمرة. بصفة عامة يظهر بحثنا أن سلوكاً بسيطاً تؤديه بكثير من الإتقان قلة من شغالات النمل يمكن أن يحسن من أداء الأغلبية بما يؤدي إلى فائدة تعم المستعمرة ككل.
يقول الباحث James Traniello بعد أبحاث أجراها في جامعة بوسطن حول علم أعصاب النمل: إن هذا السلوك المعقد للنمل مبرمج، فكل نملة تعرف مسبقاً ما يجب عليها القيام به، فالنملة الصغيرة لها مهام محدودة تناسب حجمها، ولكن النملة الشابة والقوية تقوم بمهام الدفاع عن المستعمرة وجمع الطعام وغير ذلك من المهام الصعبة، أما النملة كبيرة السن فتُعزل وتحظى بالرعاية والاهتمام!
لقد أجرى فرانكس وباول تجارب في المختبر لإظهار هذا السلوك. وقال فرانكس وضعنا ألواحاً خشبية مليئة بثقوب من أحجام مختلفة في مسارات النمل لنرى كيف ستتوافق أحجام النمل المختلفة مع أحجام الثقوب المختلفة. في الحقيقة تصرف النمل بصورة رائعة. فقد كان النمل يختار الطريقة الأنسب لبناء الجسر بشكل يحير العلماء ويجعلهم يتساءلون: كيف تعلمت النملة هذه التقنية في البناء، في حين نجد أن البشر ليبنوا جسراً مماثلاً فإن ذلك يتطلب حسابات هندسية معقدة.

11549alsh3er.JPG


يقول الدكتور Scott Powell عندما يصادف النمل حفرة لا يستطيع عبورها فإنه يختار مجموعة من النملات ذوات الحجم المناسب للحفرة، وتضحي بنفسها وتتحمل أعباء ومشقة بناء الجسر الحي من أجسادها، لتعبر عليه بقية النملات! وتقوم النملات بعدة تجارب قبل بناء الجسر حتى تجد أفضل النملات المناسبة من حيث حجمها وقوتها لتحمّل أوزان النمل الذي سيعبر على ظهورها!

ويقول العلماء الذين أجروا هذا البحث إن النمل يضحي بعدد قليل من النملات لبناء الجسر ولكنه يجني فوائد عظيمة في تأمين المرور اللازم لآلاف النملات، وهذا النظام الاجتماعي تقوم به النملة بكل طواعية وسرور، بل إن كل نملة تسارع لتجرب حجمها إذا كان مناسباً لبناء هذا الجسر الحي!
وسبحان الله! إن هذا التكافل والتراحم موجود في عالم النمل، فكيف بنا نحن البشر؟! لقد صوَّر لنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حالة المؤمن عندما أكد أن المؤمنين أشبه بالبنيان المرصوص في تعاونهم وتضحيتهم، فإذا كان النمل يتعاون ويضحي من أجل معيشته، أليس الأجدر بنا أن نتعاون ونضحي من أجل الله تبارك وتعالى؟!


11550alsh3er.JPG


إن هندسة بناء الجسور عند النمل تعتبر تقنية متطورة جداً وبدون تكاليف، فقط بقليل من التضحية والتعاون، والذي يستغربه العلماء هذه الطاقة الكبيرة التي يقدمها النمل أثناء صنعه للجسر الحي، ويعجبون من صبره وبذله لهذا الجهد الكبير والمبرمج، ولذلك يؤكدون أن النملة تتمتع بذكاء عالٍ وحب لأخواتها النملات، وهنا أتوقف قليلاً وأتذكر قول الحبيب الأعظم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) انظروا كيف تطبق النملات قول هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام، فماذا عنا نحن المؤمنين الذين ندعي محبة هذا النبي الرحيم وأننا نطبق أوامره؟


وهنا نتذكر دائماً البيان الإلهي الذي أكد أن النمل وغيره من المخلوقات الحية هو أممٌ أمثالنا، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].

وأخيراً
نتمنى من أي ملحد يطلع على هذه الاكتشافات أن يفسر لنا سر عالم النمل ومَن الذي علَّمه وهداه إلى هذه التقنيات الرائعة، ونقول له الجواب مسبقاً: إنه الله تعالى القائل على لسان نبيه موسى عليه السلام في حواره مع فرعون: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 49-50].


</I>
 

almkurdistan

مراقبة عامة
رد: ْ..الإعجاز العلمي في القرآن..ْ


11551alsh3er.JPG

بناء الجسور عند النمل: مثال رائع للتضحية والتعاون
إنه عالم عجيب وغريب لا نهاية لأسراره ... إنه عالم النمل ...
ففي كل يوم يكشف العلماء شيئاً جديداً يظهر روعة هذا المخلوق الصغير
الذي يستحق فعلاً أن ينزل الله سورة يسميها باسمه، لنقرأ....

كلما حاول المشككون الاستهزاء بهذا القرآن وقدموا مثالاً على ذلك، سخر الله لهذا القرآن من يكشف معجزاته وعجائبه التي ترد على الملحدين قولهم، وقد استهزأ الكفار ومنذ نزول القرآن بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) يذكر في كتابه الحشرات ومنها النمل!
وسبحان الله! يأتي اليوم بعض المشككين ليرددوا نفس الكلام ويقولون إن القرآن مليء بالأساطير ويضربون مثالاً على ذلك أن محمداً يسمي السور بأسماء الحشرات. ولكن الله تعالى يقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141].
ولذلك فإن الذي يتأمل اكتشافات العلماء يلاحظ أنهم في حيرة من أمرهم، بل يقفون مندهشين أمام هذا المخلوق الصغير ألا وهو النمل.
يقول العلماء إن وزن دماغ النملة هو جزء من مئة من الغرام، وإن دماغ الحوت الكبير أكبر بمئة ألف مرة من دماغ النملة، وعلى الرغم من ذلك فإن النملة تقوم بمهام وأعمال ذكية تتفوق بها على هذا الحوت! وهذا ما يثير تعجب العلماء وحيرتهم، ولكنهم لو فكروا قليلاً واطلعوا على كتاب الله تعالى، لوجدوا أن الله هو من خلق هذا النمل وهو من علَّمه وهداه إلى الطريق الصحيح، وهو القائل عن نفسه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [الأنعام: 101-103].

11552alsh3er.JPG

في كل يوم يصرح العلماء بأن عالم الحشرات وبخاصة النمل هو من الأمور المعقدة جداً، ومن غير المنطقي أن تكون النملة قد طورت نفسها بنفسها، لأن دماغ النملة المحدود لا يكفي لمعالجة هذا الكم الهائل من المعلومات التي تستخدمه النملة أثناء أداء مهامها. نرى في الصورة رأس نملة وبداخله الدماغ الصغير لها والذي يحوي بحدود 300000 خلية عصبية، إن دماغ الإنسان يحوي أكثر من تريليون خلية أي أكثر من خلايا دماغ النملة بمئات الآلاف من المرات، وعلى الرغم من هذا الدماغ الصغير نجده يتمكن من معالجة كل المعلومات التي تحتاجها النملة، بشكل يدل على وجود برنامج مسبق في هذا الدماغ.
راقب العلماء عالم النمل طويلاً وظنوا في البداية أنه عالم محدود لا يفكر ولا يعقل ولا يتكلم! ولكن تبين أخيراً أن النمل هي أمة مثلنا تماماً، له قوانينه وحياته وذكاؤه، وتبين أن هندسة البناء عند النمل أقدم بكثير من البشر، حيث يقوم النمل منذ ملايين السنين ببناء المساكن وحديثاً كشف العلماء طريقة بناء الجسور عند النمل.
فقد جاء في دراسة جديدة (حسب موقع رويترز) أن الطريقة التي يعتمد عليها النمل لعبور الحُفر هي بناء الجسور بالأجساد! فقد ذكر باحثان بريطانيان أن أسراب النمل حين يعتريها السأم من الحفر في مسارها تضحي بالبعض منها في سبيل الباقين حيث يعمد بعضها إلى التمدد داخل النقاط غير المستوية لصنع مسار أكثر انسيابية لباقي السرب.
وتوصل الباحثان إلى أن نوعاً من أنواع النمل يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية يختار أفراداً من السرب يناسب حجم أجسادها حجم الحفرة المراد سدها. وذكرا في تقرير نشرته مجلة السلوك الحيواني أنه ربما تكاتف عدد من أعضاء السرب لملء الحفرة الأكبر!


11553alsh3er.JPG

تأملوا معي هذا الجسر الحي وكيف قامت بعض النملات بالتضحية في سبيل الآخرين، ويقول العلماء إن النملات التي تصنع من أجسادها هذا الجسر تتألم كثيراً أثناء مرور النمل فوقها، ولكنها تصبر وتتحمل وتبقى متماسكة كالجسر الحقيقي حتى تمر آخر نملة!
ودرس سكوت باول ونايجل فرانكس من جامعة بريستول نوعاً من النمل يسمى ايسيتون بيرتشيلي يسير عبر غابات أمريكا الوسطى والجنوبية في أسراب تضم ما يصل الى 200 ألف نملة!
ودائما ما يبقى السرب على صلة بالمستعمرة من خلال طابور طويل من النمل. لكن هذا الطابور الطويل من النمل الحي قد يضطرب بشدة حين يمر أفراده فوق أوراق الشجر والأغصان المتناثرة على أرض الغابات.

11554alsh3er.JPG


نرى في هذه الصورة كيف يتمسك النمل بعضه ببعض ليبني جسراً متيناً، هذا الجسر يستخدم لعبور النملات عليه من ضفة لأخرى، ويؤكد العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أن النمل يختار بعناية فائقة الأحجام المناسبة للنملات التي ستضحي بنفسها وتصنع هذا الجسر!

يقوم عدد قليل من النمل بملء الفجوات ليصنع مساراً سلساً. ويقول العلماء: إن النمل له طريقته التي يعتمد فيها على نفسه لإصلاح الطرق، وأضاف باول: عندما يعبر السرب تتسلق النملات التي ملأت الفجوات إلى خارج تلك الحفر وتتبع زملاءها عائدة إلى المستعمرة. بصفة عامة يظهر بحثنا أن سلوكاً بسيطاً تؤديه بكثير من الإتقان قلة من شغالات النمل يمكن أن يحسن من أداء الأغلبية بما يؤدي إلى فائدة تعم المستعمرة ككل.
يقول الباحث James Traniello بعد أبحاث أجراها في جامعة بوسطن حول علم أعصاب النمل: إن هذا السلوك المعقد للنمل مبرمج، فكل نملة تعرف مسبقاً ما يجب عليها القيام به، فالنملة الصغيرة لها مهام محدودة تناسب حجمها، ولكن النملة الشابة والقوية تقوم بمهام الدفاع عن المستعمرة وجمع الطعام وغير ذلك من المهام الصعبة، أما النملة كبيرة السن فتُعزل وتحظى بالرعاية والاهتمام!
لقد أجرى فرانكس وباول تجارب في المختبر لإظهار هذا السلوك. وقال فرانكس وضعنا ألواحاً خشبية مليئة بثقوب من أحجام مختلفة في مسارات النمل لنرى كيف ستتوافق أحجام النمل المختلفة مع أحجام الثقوب المختلفة. في الحقيقة تصرف النمل بصورة رائعة. فقد كان النمل يختار الطريقة الأنسب لبناء الجسر بشكل يحير العلماء ويجعلهم يتساءلون: كيف تعلمت النملة هذه التقنية في البناء، في حين نجد أن البشر ليبنوا جسراً مماثلاً فإن ذلك يتطلب حسابات هندسية معقدة.

11555alsh3er.JPG


يقول الدكتور Scott Powell عندما يصادف النمل حفرة لا يستطيع عبورها فإنه يختار مجموعة من النملات ذوات الحجم المناسب للحفرة، وتضحي بنفسها وتتحمل أعباء ومشقة بناء الجسر الحي من أجسادها، لتعبر عليه بقية النملات! وتقوم النملات بعدة تجارب قبل بناء الجسر حتى تجد أفضل النملات المناسبة من حيث حجمها وقوتها لتحمّل أوزان النمل الذي سيعبر على ظهورها!

ويقول العلماء الذين أجروا هذا البحث إن النمل يضحي بعدد قليل من النملات لبناء الجسر ولكنه يجني فوائد عظيمة في تأمين المرور اللازم لآلاف النملات، وهذا النظام الاجتماعي تقوم به النملة بكل طواعية وسرور، بل إن كل نملة تسارع لتجرب حجمها إذا كان مناسباً لبناء هذا الجسر الحي!
وسبحان الله! إن هذا التكافل والتراحم موجود في عالم النمل، فكيف بنا نحن البشر؟! لقد صوَّر لنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حالة المؤمن عندما أكد أن المؤمنين أشبه بالبنيان المرصوص في تعاونهم وتضحيتهم، فإذا كان النمل يتعاون ويضحي من أجل معيشته، أليس الأجدر بنا أن نتعاون ونضحي من أجل الله تبارك وتعالى؟!


11556alsh3er.JPG


إن هندسة بناء الجسور عند النمل تعتبر تقنية متطورة جداً وبدون تكاليف، فقط بقليل من التضحية والتعاون، والذي يستغربه العلماء هذه الطاقة الكبيرة التي يقدمها النمل أثناء صنعه للجسر الحي، ويعجبون من صبره وبذله لهذا الجهد الكبير والمبرمج، ولذلك يؤكدون أن النملة تتمتع بذكاء عالٍ وحب لأخواتها النملات، وهنا أتوقف قليلاً وأتذكر قول الحبيب الأعظم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) انظروا كيف تطبق النملات قول هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام، فماذا عنا نحن المؤمنين الذين ندعي محبة هذا النبي الرحيم وأننا نطبق أوامره؟


وهنا نتذكر دائماً البيان الإلهي الذي أكد أن النمل وغيره من المخلوقات الحية هو أممٌ أمثالنا، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].

وأخيراً
نتمنى من أي ملحد يطلع على هذه الاكتشافات أن يفسر لنا سر عالم النمل ومَن الذي علَّمه وهداه إلى هذه التقنيات الرائعة، ونقول له الجواب مسبقاً: إنه الله تعالى القائل على لسان نبيه موسى عليه السلام في حواره مع فرعون: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 49-50].


</I>
 

almkurdistan

مراقبة عامة
رد: ْ..الإعجاز العلمي في القرآن..ْ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


11557alsh3er.JPG


الحديث الشريف
يقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك

أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(ما قاله عبد قط إذا أصابه هم أو حزن إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا)

قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال (أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)
[رواه ابن حبان في كتاب الرقائق، والإمام أحمد عن ابن مسعود].
شرح الحديث:
هذا حديث يؤكد على أهمية منطقة الناصية في الدعاء والشفاء،
فماذا كشفت البحوث الطبية الجديدة حول ما يسميه العلماء المنطقة الأمامية من الدماغ أو مقدمة الدماغ؟
حقائق علمية
وجد العلماء أن منطقة الناصية وهي مقدمة الدماغ تنمو أثناء الإيمان عندما يعيش الإنسان حالة من الاندماج مع معتقدات معينة،

ولكن في حالة الممارسات السيئة والاضطرابات في العقيدة وعدم الإيمان بشيء (أي الإلحاد)

فإن هذه المنطقة "تتآكل" مع الزمن ويقل عدد خلايا الدماغ فيها وتصبح أصغر حجماً، وبالتالي تزداد الاضطرابات النفسية لدى هؤلاء ويزداد لديهم القلق والإحباط،

وربما يسهل عليهم الانتحار!
وقد وجد العلماء أن الدين والإيمان مهم جداً في علاج الاضطرابات النفسية،
ومهم في علاج الأمراض، ومهم في الشفاء، لأن الاعتقاد بالشفاء هو نصف الشفاء!

لقد أثبتت التجارب الجديدة على الدماغ بطريقة التصوير بالرنين المغنطيسي،

أن الإنسان عندما يكذب فإن دماغه يعمل أكثر وبالتالي يتطلب طاقة أكبر،

وهذا يعني أن الصدق يعني التوفير في الطاقة وفي عمل الدماغ.
وجه الإعجاز
إن هذا الحديث يشهد على عظمة الإسلام،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسلم ناصيته لله تعالى،
وقد ثبت أن هذه الناصية هي مركز اتخاذ القرار وهي مركز الإيمان،
لذلك طلب من ربه أن يتولى أمر هذه الناصية.


بقلم أ/ عبدالدائم الكحيل
 
أعلى