رد: سؤال وإجابة بين أدم وحواء
سؤالي لآدم ..
شو ترد على الغرب لما يقولون لـ حواء المسلمه .. انها رجعيه بسبب حجابها ..؟
الغرب يقول باننا نعود الى 1400 سنة ونطبق ماكان مطبق في ذاك الوقت وهذا يعتبر تخلفا لاننا لا نتحضر ونبقى دائما في بوبقة التخلف
انا اقول لهم ان كنا نحن عدنا الى 1400 سنة فانتم عدتم الى مايقارب حوالي 30 مليون سنة فانتم اذا اكثر رجعية منا ...العلماء يقدر عمر الانسان على هذا الكوكب بحواي 30 مليون سنة والذي نعرفه بان الانسان كان شبه عاري في البدايات وقد حاول ستر جسده باوراق الشجر وبمرور الوقت ومع تطور الحضارة الانسانية بداء الانسان يغطي نفسه شيئا قشيئا
وكان ستر الجسد من خلال ارتداء الثياب مواكبا للتحضر ولإدراك الإنسان لتأثير جسده (وخاصة جسد الإناث) وليس العكس
والسؤال هنا: من هو الأكثر رجعية؟ هل هو الذي يعود الى 1400 عام، أم الذي يعود الى 30 مليون سنة؟ اعتقد أن الذي يعود الى ملايين السنين أو يكون أكثر قربا مما كانت عليه الصورة وقتها (من عراء للجسد) هو الأكثر رجعية
هذا لو اعتبرنا أن المقياس الصحيح هو الزمن، وفقا لما يستخدمه الكثير من منتقدو "رجعية" المسلمين، أو بتعبير أدق رجعية الأصوليين الذين يعودون الى أصل الدين.
أما إذا كان المقياس هو مدى الحرية، فإننا إذا ما رجعنا الى ما قبل الإسلام، فسنجد أن بنات سادة العرب، كن يرتدين ثيابا تستر أجسادهن بشكل كبير إذا ما قورنت بثياب الجواري اللاتي يستخدمن في تجارة الجنس، فالأخريات كن بحاجة الى إبراز مفاتن أجسادهن، لحكمة، وهي أن تلك الأجساد تعرض على أنها بضاعة بحاجة الى الترويج، وجذب للزبائن. أما بنات السادة فأجسادهن ليست متاحة للبيع، وبالتالي ليس من الحكمة عرضها، كما أنهن يجب أن يتميزن عن الجواري حتى يعرف الجميع أنهن من الأحرار.
وتعرية الجسد بهدف العرض للتجارة به، لازالت موجودة في عصرنا الحديث. ويمكن أن نرى في الدول الغربية فترى بها نساء عاريات يعرضن أجسادهن لجذب الزبائن الراغبين في الاستمتاع مقابل النقود
إذن تعرية الجسد أو كشف أجزاء منه ليست معبرة عن الحرية والحضارة والتقدم بالضرورة وتغطية الجسد ليست قيدا للحرية كما يصور البعض. وتجارة "الرقيق الأبيض" في عصرنا هذا دليل آخر - أكثر حداثة ووضوحا - على انه حين تقيد حرية المرأة فعليا، تكون أكثر عرضة للتعرية، وأول شي ينتهك هو حرمة جسدها وحقها في الحفاظ عليه
طبعا انا لا اقصد هنا الاهانة للمراءة التي ترتدي ثيابا غربية او ان اصفهن بانهن رجعيات او لسن احرارا كما فعل البعض مع المسلمات المحجبات
لكن المقصود، أن وصف المسلمات بأنهن رجعيات لأنهن يرتدين ثيابا مصدرها تعاليم دينهن الذي نزل قبل 1400 عام، هو وصف غير صحيح، وإذا استخدمنا ذات المقياس (المدة الزمنية) سيصبح الثياب الغربي أكثر تخلفا ورجعية لأنه يرجع بنا الى ملايين السنين الى الوراء
وإذا كان مقياس تحرير المرأة هو مدى ما تعريه من جسدها، فان هذا المقياس هو أكثر خطئا، لان التعري كان سمة الجواري، والفتيات اللاتي تم استعبادهن كـ"رقيق ابيض" في عصرنا الحديث، إضافة الى بائعات الهوى اللاتي يعرضن في انفسهن وأجسادهن متاحة للإيجار في مقابل المال
الأفضل أن تكون النظرة المتبادلة أكثر احتراما لحقوق وحرية الآخر، فالمرأة المسلمة اختارت أن تلتزم بتعاليم دينها، وسيحدث هذا حتى لو مر على نزول الإسلام 1400 مليون سنة، وليس عدة قرون. والمرأة الغربية حرة وغير ملتزمة بتعاليم ديننا، لأنها من الأساس لم تؤمن به. والمبادئ والقيم وكذلك التعاليم الدينية لا يجب أن تقاس بالفترات الزمنية، لان من يقيس بهذه الطريقة يوجهه إهانة للأديان الأخرى، وليس الى الإسلام الذي يعد أحدثها، فمثلا، نحن لا نقبل أن يهان الدين المسيحي لأنه نزل قبل 2000 عام، واليهودية التي أتت من قبل اكثر من 3000 عام
اسف كتير للاطالة ولكن الموضوع لا يشرح بالقليل
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين