اساطير من عالم الجن

كول نار

G.M.K Team
رد: اساطير من عالم الجن

كلاب من عالم الظلام

46072kobani.jpg
عندما كان "كوليريدج" يكتب روايته "صقيع بحار قديم" ربما كان حاضراً في ذهنه ذلك الرعب الآتي من عالم آخر والذي كان يروع قلوب المسافرين ليلاً أثناء ترحالهم في أرجاء بريطانيا ولعدة قرون. نتكلم هنا عن ظاهرة تجسد الكلب الأسود. تتجسد تلك الكلاب السوداء بعدة أنماط ، حيث يأتي النمط التقليدي للتجسد بشكل كلب صيد ضخم بشعر أشعث كبير وعيون متقدة (كالنار)، يقترب حجم هذا الكلب عادة (كما يصرح عنه) من حجم عجل من البقر. وفي حالات أخرى لا تكون جميع تلك الكلاب سوداء اللون كما أنها ليست كلها ضخمة الحجم أو تمتلك شعراً بارزاً ومع ذلك هناك قواسم مشتركة تجمع فيما بينها وهي أنها جميعاً تكشر عن أنيابها مزمجرة وتحوم في الأزقة المنعزلة ليلاً أو أثناء فترة الغسق (إحمرار الشمس عند المغيب). كما أن لها عادة غير مريحة تتمثل بملاحقة وتتبع المسافرين الذين يمشون بمفردهم، وتسير جنباً إلى جنب من المسافرين فتتعقب خطواتهم وهي خلفهم مثيرة جواً من التوتر والخوف في نفس المسافر إذ لا يتجرأ حتى على التلفت خلفه. ويزعم أن الموت يطال من يرى أحدها في بعض المناطق وفي مناسبات نادرة تؤدي المواجهة المباشرة مع تلك الكلاب إلى الموت الفوري كما يروي البعض. ولهذه الكلاب أسماء معروفة بحسب مناطق مختلفة من بريطانيا حيث تسمى "شريكر" و "تراش" في الجزء الشمالي الغربي و "بادفوت" في في يوركشاير و "بلاك شك" (يعني كلب الغسق) في مقاطعة ويلز.



فرضيات التفسير
ما زال الغموض يلف منشأ ظاهرة الكلب الأسود، إذ لا يمكن أن إعتبار الكلب الأسود مجرد تجسد (شبح) لكلب عادي أو مدلل معروف سبق أن عاش. والبعض يرى أنها مخلوقات من عالم آخر أو أشباح مخيفة أو شكل من الشياطين الذي يسكن الريف الإنجليزي. ومن المحتمل أن الكلب الأسود يمثل شكلاً من الذاكرة المتوارثة عن ذئاب فعلية كانت تسرح طليقة في في غابات أوروبا المترامية الأطراف. ولكن ما يثير الإهتمام أنها تفضل دائماً التواجد في الأزقة المنعزلة والممرات الضيقة عوضاً عن أن تكون في مكان ريفي رحب أو واسع ربما لأن تلك الطرق قديمة جداً تسكنها أرواح منذ الحقبة التي سبقت قدوم المسيحية، أو أنها "طرق الجثث" التي استخدمت لنقل الموتى في العصور الوسطى، والعديد من الحانات التي تقع عند نهاية تلك الأزقة سميت بـ"الكلب الأسود" ، ربما لأن أطيافها شوهدت تحوم في تلك الأزقة.

 

كول نار

G.M.K Team
رد: اساطير من عالم الجن

صلة بالجن
46073kobani.jpg
يعتقد أن الجن السفلي (نوع من الشياطين) يأخذ صورة الكلب الأسود أو حتى يتلبسه وفقاً للموروث الشعبي لكثير من الشعوب ومنها العالم الإسلامي ، تلك الصورة يمكن أن تراود الشخص في المنام أو أن تكون متجسدة أمامه (على الأغلب عندما يكون لوحده)، ومع ذلك لا يوجد مراجع دينية او أدلة دامغة عن منشأ ذلك الإعتقاد سوى ما تناقلته الحكايات وأقاويل الناس، كما أنه لا يعني أيضاً أن روح الشر تقبع في تلك الحيوانات البريئة فقط لكونها تمتلك شعراً بلون أسود ولحد يومنا هذا مازال البعض يتملكه الخوف لمجرد أنه رأى كلبًأ أسود أو قطة سوداء!




 

كول نار

G.M.K Team
رد: اساطير من عالم الجن

بئر "الخصوبة" في مصر

46074kobani.jpg
في ساحة معبد مدينة هابو الفرعوني غرب مدنية الأقصر بصعيد مصر يوجد بئر مخيف تعارف الناس على تسميته بـ "بئر الخضة" وإذا أردت مشاهدة هذا البئر فإنك تدخل من بابه ثم تنزل درجاً على جانبيه نبات الحلف ثم تواجه عند آخره عتبات يكسوها ماء راكد. وهذا البئر مغطى كله بالأحجار، وتوجد فتحة في سقف البئر يتسلل منها شعاع نور يبدد بعض ظلامه المرعب، وفي شقوق ذلك البئر تعيش الخفافيش الكبيرة . وتقول الأسطورة أن المرأة التي لا تتمكن من الإنجاب تؤخذ إلى ذلك البئر وهناك ينزل معها رجلان من الرجال الأشداء وتجلس قرب الماء وبجوارها الرجلان للإمساك بها خشية أن تسقط في البئر بينما يعهد لشخص بالخارج أن يلقي من فتحة البئر حجراً ثقيلاً، دون علم المرأة بذلك.وما أن يُلقى الحجر في الماء حتى يحدث دوياً عنيفاً ويبلل الماء وجه المرأة فتصرخ من الرعب وبعدها يصيبها الحمل.


روح فرعونية تسكن البئر !
يلعب الخيال الشعبي دوراً بارعاً في خلق كثير من الحكايات الشعبية حول هذا الموضوع فقيل إنه تسكن هذا البئر روح فرعونية وأن البعض رآها في الليل تتجول في منطقة البئر وهي ترتدي ملابس فرعونية وتمسك إبريقاً وطستا من ذهب وإنها لا ترى إلا في الليالي القمراء فقط.

فرضيات التفسير
كشفت دراسة إجتماعية كان قد أعدها الباحث الروحاني عز العرب عبدالحميد ثابت عن أن كثيرات جربن زيارة هذا البئر وأنجبن. وأن إحدى النساء حكت له أن ابنتها حار الأطباء في أمرها وأقروا بالتحاليل والتقارير الطبية أنه ليس هناك من يمنع حدوث الإنجاب سواء من طرفها أو طرف زوجها ولكن بعد أن زارت "بئر الخضة" حملت وأنجبت. ويرى الباحث أن المرأة عند تهيئتها للجلوس في أعتاب درجات (بئر الخضة) في هذا الجو المخيف المرعب فإنها تكون أشبه بـ المنومة مغناطيسياً فربما تساهم تلك الأجواء في توليد ذبذبات روحانية غامضة قادرة على إحداث ظواهر غريبة قد تبدو كالخوارق والمعجزات، ولكن للعلم تفسيراته أيضاً، فربما الخوف الشديد لعب دوراً في إحداث تغييرات هرمونية لدى المرأة مما أثر على قدرتها في الإنجاب بشكل ما والله أعلم.

 

كول نار

G.M.K Team
رد: اساطير من عالم الجن

أسطورة "الخرزة الزرقا"

46075kobani.JPG
تحتل الخرزة الزرقاء والكف مكانة هامة في الثقافة الشعبية للمجتمعات العربية المسلمة وأيضاً اليهودية، فلا يكاد يخلو منها صدر امرأة أو سيارة، فالناس يعتقدون أن بها قوى سحرية تحصن حاملها من المخاطر وتقيه من العين الحاسدة أو تدرأ عن سيارته الحوادث·وتعلق عادة كقلادة حول الرقبة .وتعرف الخرزة الزرقاء أيضاً باسم "خمسة وخميسة" في اللهجة المصرية ، ولكن لها أسماء أخرى أقل شهرة فهي تعرف لدى المجتمعات الإسلامية باسم بـ "يد فاطمة "إشارة إلى فاطمة (الزهراء)عليها السلام وهي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويسميها بعض اليهود بـ "يد مريام"إشارة إلى مريام التي ورد ذكرها في التوراة وهي أخت النبيين موسى وهارون عليهما السلام.


فرضيات حول نشأة الأسطورة
اختلفت الفرضيات التي تتحدث عن نشأة تلك الأسطورة وكثرت الأقاويل حولها ولكن نذكر بعضاً منها:
- أصل فينيقي
يختلف تفسير رمز الخرزة الزرقاء تبعاً للمذهب والدين ، فيعتقد بعض المسلمون السنة أنها تشير إلى أركان الإسلام الخمس بينما يعتقد بعض الشيعة أنها تشير إلى أهل الكساء الخمس عليهم الصلاة والسلام (محمد ، علي، فاطمة ، حسن، حسين) أما اليهود فيعتقدون أنها تشير إلى كتب التوراة الخمس (أسفار موسى). ولكن لعلماء الآثار وجهة نظر أخرى فهم يرون أن منشأ جميع تلك الإعتقادات لدى الديانتين يعود بجذوره إلى الفينيفيين جيث كانوا يقدسون تانيت آلهة القمر الحارسة في مملكة قرطاج بذلك الرمز. فالدائرة في وسط الكف ترمز للقمر.

- رمز لتهديد الرومان
46076kobani.JPG
من المعتقد أن الشعوب السامية التي سكنت أطراف البحر المتوسط هي التي رسمت الكف الذي يحمل العين الزرقاء بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم في حقبة من التاريخ، و ربما كانت العيون الزرقاء هي الصفة التي ميزت الرومان عن الشعوب المستعمرة آنذاك ، وهو تعبير صريح عن لرفضهم للمستعمر الجديد ، فكانوا يحملون عصا وفي أعلاها ذلك الرمز المخيف الذي يهدد باقتلاع أعينهم أو يكتفون بإلصاقه على أبوابهم .وفيما بعد أصبحت رمزاً للحماية من كل شر يحملونه في أعناقهم كقلائد أو يعلقونه على جدران منزلهم.


- صلة بسحر الأرقام
ربما كان للأسطورة صلة بطقوس السحر التي تؤمن بأن لكلٍّ عدد ولكل حرف خصائص ودلالات، فالعدد خمسة وكف اليد بها ذبذبات طاقة الدفاع التي تمنع الأذى عن جسم الإنسان أو ما يخصه إذا ما دُفعت في وجه الحسود·وفي بعض المجتمعات العربية تدفع المرأة بكف يدها (بعد فرد الأصابع الخمسة) في وجه من تظن أنه يضمر الحسد لها فتنطق باسم العدد "خمسة" ومضاعفاته أو أية كلمات مرتبطة به كقولها (اليوم الخميس)·

رمز لحركات السلام
في السنوات الأخيرة اختار عدد من نشطاء حركات السلام من اليهود أن يرتدوا شارة الخرزة الزرقاء كرمز للتقاليد المشتركة بين المسلمين واليهود. في إطار دعوتهم للتعايش المشترك بين الشعبين اليهودي والفلسطيني.





 

كول نار

G.M.K Team
رد: اساطير من عالم الجن

القوى السحرية للأحجار الكريمة

46077kobani.JPG
تروي الأسطورة الشعبية أن الجن يخافون من الذئاب، فإذا رأى الجني ذئباً قادماً نحوه تحول إلى صورة حجر كريم خشية أن يراه، فإن رآه الذئب وبال عليه صار حبيس تلك الصورة (تذكرنا بقصة المصباح السحري لـ علاء الدين ) ويبقى على تلك الحال حتى يقع في يد آدمي، فيظهر له في نومه عارضاً عليه خدماته مقابل أن يحرره من صورته المتحولة، وهكذا خلق لدى الناس اعتقاد واسع في قوة وتأثير الأحجار الكريمة، فهي تجلب الرزق، أو تدفع العين، أو تقوي الحال الجنسية عند الرجال·

تعويذات استخدمها قدماء
46078kobani.JPG
المصريين


قديماً آمن المصريون بأن للحلي قوى وآثاراً سحرية إلى جوار وظيفتها في الزينة، فاتخذوا من الحلي تمائم يعلقونها على مختلف أجزاء أجسادهم، واختلفت التمائم باختلاف الغرض المعلقة من أجله، فهناك تمائم للأحياء، وأخرى للأموات، وتمائم للوقاية من الأمراض وأخرى للوقاية من السحر والحسد والغرق·واختلفت أنواع الحلي المستخدمة حسب اختلاف الحالة الاجتماعية، فالأغنياء استخدموا الحلي المصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة، بينما استخدم العامة الخرز المصقول·ويذكر سيريل ألدريد في كتابه "مجوهرات الفراعنة" أن الحلي التي كانت تُستخدم لتزيين الرقية أو العنق قد تطورت عن شكل بدائي يتمثل في تلك التعويذة التي كانت تتدلى من خيط أو رباط يحيط بالعنق، والتي استخدمها الإنسان البدائي ليقي نفسه من القوى الخفية الموجودة في الطبيعة، والتي كان يعتقد أنها ترسل عليه الأعاصير، والفيضانات والبراكين والزلازل، وتصيبه بالأمراض· ويذكر ألدريد أن أكثر التمائم شيوعاً واستخداماً بين المصريين القدماء كانت التميمة أو الرقية المصنوعة من الخرز، وأنه لم تكن هناك أمة من أمم العالم القديم كله مثل مصر التي صنعت هذا
46079kobani.JPG
القدر العظيم وهذه الكميات الهائلة من الخرز لشعورهم بالجانب الجمالي في أشكال وألوان تلك المواد الطبيعية إلى جانب اعتقادهم في القوى السحرية لتلك الخرزات· وللألوان دلالات في حلي لدى قدماء المصريين ، حيث اعتمدوا على ثلاثة ألوان وهي الأحمر والأخضر والأزرق، فالأحمر يرمز لحمرة الدم الذي يجري في العروق ويمنح الحياة والنشاط والأخضر يرمز إلى خضرة الزروع التي توفر خيرات الأرض من حبوب وثمار وخضراوات، واللون الأزرق مرتبط بزرقة السماء التي تسبح فيها الشمس (رمز الإله رع عند المصريين القدماء)وتعيش فيها الآلهة وتحمي الإنسان وتباركه·


إنتشار الإسطورة
انتقلت فكرة الاعتقاد بالقوى السحرية للأحجار الكريمة والخرز (إقرأ عن أسطورة الخرزة الزرقاء) من جيل إلى جيل حتى وصلت إلى عالم اليوم دون أن يدري الناس مصدر هذه الفكرة، أو أصل تلك الأسطورة، أو حتى طريقة استخدامها للوقاية من شيء بعينه· ولا زالت تسود إعتقادات لدى شعوب إيران والهند والصين بأن حجر الجاد يقي صاحبه من خطر الإصابة بأمراض القلب، وأن حجر الفيروز يبعد عنه الكثير من المخاطر والشرور· أما في بلاد النوبة فيتزين الرجال بخاتم به فص أبيض من الأحجار الكريمة، يعتقدون أنه يقي صاحبه من لسع العقارب·





 

كول نار

G.M.K Team
رد: اساطير من عالم الجن

المنطاد الشبح - من ألغاز الحرب العالمية الثانية

46080kobani.jpg
في عام 1942 وفيما كانت الشكوك تحيط بما سـتؤول إليه الحرب العالمية الثانية كانت تساور الولايات المتحدة الأمريكية مخاوف من هجوم ياباني مرتقب على الساحل الغربي ، يصف المؤرخ العسكري والكاتب كارول غلينز المشهد آنذاك فيقول:"كانت هناك معلومات وافية عن وجود غواصات يابانية عاملة على مسافة من الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان من المتوقع حدوث المزيد من الهجمات بعد الهجوم الذي حصل في منصة لتكرير البترول في سانتا مونيكا بالقرب من مدينة لوس أنجلس ". استجابت القوات البحرية لتلك التهديدات ولذلك وضعت 12 منطاداً في الخدمة لكي تحرس وتمشط ساحل كاليفورنيا ضمن إطار برنامج إيرشيب سكواردرون 32 ، كانت معظم مراحل البرنامج تسير بهدوء وييسر إذ لم تسجل أية حادثة ، استمر ذلك حتى شهر أغسطس 1942 عندما تحطم إحدى المناطيد والذي يحمل الرقم (L-8)وهوى على شارع في مدينة دالي في ولاية كاليفورنيا، إلا أن أفراد الطاقم والمؤلف من شخصين الذين على متنه لم يعثر لهم على أثر ، في ذلك اليوم ولدت أسطورة المنطاد الشبح .ومازال من الصعب تصديق حقيقة عدم تمكن أي أحد من رؤية أفراد الطاقم ، كما لم يعثر على رفات جثثهم إطلاقاً ، وما زال اختفاؤهم لحد الآن لغز حقيقياً على الرغم من مرور أكثر من 60 عاماً !


تفاصيل الحادثة
46081kobani.jpg
بدأت أسطورة المنطاد الشبح في شهر أغسطس 1942 وتحديداً في مدينة سان فرانسيسكو ، ففي الصباح الباكر ليوم صادف يوم الأحد كان أفراد الطاقم يستعدون للإقلاع ضمن الرحلة 101 وهما الملازم إرنست ديويت كودي (27 سنة) والمساعد تشارلز إيليس أدامز (34 سنة) اللذان كانا على مستوى جيد من الخبرة والكفاءة (وهذا ما جعل من الأحداث التي وقعت خلال الساعات الخمس القادمة أكثر غموضاً). في ذلك الصباح كان من المفترض بالميكانيكي الطيار مايت رايلي هيل أن يكون على متن المنطاد مع بقية أفراد الطاقم إلا أنه لم يتسنى له ذلك ، يقول مايت رايلي هيل:"قاد أدامز المنطاد الضخم والقابل للتوجيه بعد التحقق من إجراءات السلامة ، مع أنه لم يسبق له أبداً أن قاد مناطيد صغيرة، ولم تكن رحلة طيرانه في ذلك الصباح إلا رحلة إعتيادية (روتينية) بالنسبة له. وقبل وقت ضئيل من الإقلاع أمرت بايقاف الرحلة بسبب الرطوبة العالية في الجو لأنها قد تضيف وزناً على المنطاد فتجعله يهبط للأسفل مما يجعل رحلتنا غير آمنة وعلى متنه ثلاثة من الرجال. ولذلك رأيت أن أبقى خارجاً فأوصدت باب المنطاد وتأكدت من إقفاله، ثم أقلعوا به". وكان مخططاً للرحلة أن تبدأ بمغادرة تريجر آيلاند في مضيق سان فرانسيسكو وتمر فوق جسر جولدن غايت ومن ثم التوجه إلى جزر فارالون النائية والتي تبعد حوالي 40 كيلومتراً .ثم تنتهي في الشمال من يوينت ريز وجنوب الخط الساحلي. كانت أول مرحلة من مسار الرحلة تسير بكل يسر كما هو مخطط لها في مهمة حراسة الشواطئ ، ولكن بعد مرور ساعة ونصف على الإقلاع، إتصل الملازم كودي بقاعدة سكواردون وقال:"موقعنا على بعد أربعة أميال شرقاً من جزر فارالون، حوّل".وبعد أربعة دقائق عاود كودي الإتصال ثانية أبلغ بوجود بقعة نفط طافية على وجه الماء ، ووفقاً لـ رايلي كانت تلك آخر الكلمات التي استقبلت من الرحلة 101 .وبعد لحظات وعندما كان الوقت مناسباً للحصول على مزيد من الإيضاحات من أفراد الطاقم لم يتم تلقى أية استجابة ، فافترض العاملين في القاعدة أن أفراد الطاقم لم يكونان متقينين للملاحظات التي أفادوا بها ولذلك تابعوا سيرهم .ولكن بعد مرور3 ساعات دون استلام أية كلمة من أفراد الطاقم قام أفراد القاعدة بإرسال تنبيهات متلاحقة إلى قائد الرحلة 101 ، إلا أن جميع المحاولات الحثيثة للإتصال منيت بالفشل الذريع ، وأخيراً تم استلام رسالة ولكنها لم تكن قادمة من الرحلة 101 وتفيد بأن المنطاد انحرف عن مساره لمسافة 13 كيلومتر ، باتجاه الشاطئ وإلى الجنوب من سان فرانسيسكو كما يتذكرها كين غيليسبي. في تلك الأثناء كان هناك أحد السباحين ويدعى السيد كابيولفيا واقفاً يتحضر للدخول في الماء عندما رأى فجأة كتلة رمادية ضخمة قادمة من وسط الضباب باتجاهه، يصف كابيولفيا ذلك المنطاد بأنه كان بعرض 47 قدماً (13 متراً ) وعلى علو كبير فوق الماء وفجأة ارتطمت عجلاته على طول الرمال بالقرب من حافة الشاطئ، ثم ارتفع قليلاً للأعلى فوق حافة منحدر ليصطدم أخيراً هناك وتنتشر أنقاضه. رأى مئات الناس من شهود العيان تحطم المنطاد أمام أعينهم وهو يهبط في وسط أحد شوارع مدينة دالي ومما يدعو للدهشة عدم إصابة أية شخص من جراء ذلك الإصطدام !


فحص الأنقاض
46082kobani.jpg
وفي الحال تجمع أفراد من سلطات مدينة دالي ووصل أفراد من القوات البحرية والجميع صعقوا عندما لم يعثروا على أية أثر للملازم كودي ومساعده أدامز، كان باب المنطاد مفتوحاً وهو أمر غير إعتيادي في ظروف التحليق كما أن قضيب الأمان المرتكز على الباب لم يكن في مكانه . فحص رايلي هيل أنقاض المنطاد والحجرة فوجد أن مفتاح التشغيل ما زال في وضعية تشغيل ON وكذلك كان جهاز الإرسال الراديوي في حالة تشغيل واكتشف بأن صمامات الوقود كما هي في نفس الوضعية التي تركها ولم يلمسها أحد ، وكان باقي مخزون الوقود كافياً للتحليق لمدة 6 ساعات إضافية. كانت قبعة الملازم كودي موضوعة على لوحة التحكم ، واثنين من سترتي النجاة مفقودان من أصل ثلاثة، مما يرجح فرضية أنهما كانا يلبسانها قبل الإقلاع كما تقتضيه إجراءات السلامة، كما كان هناك حقيبة (مؤمنة بقفل)تحتوي على شيفرات سرية للغاية في مكانها وأيضاً كانت ماكينة السلاح موجودة أيضا، ويبدو أن كودي وأدامز قاما بفتح الباب وألقيا بنفسهما في الجو !، المحققين في الحادثة من ضباط البحرية أكدوا أن الرحلة 101 شوهدت من قبل عدد من السفن والطائرات بين الساعة 7 و11 صباحاً ، وبعض شهود العيان قال أنه كان باستطاعته أن يرى كودي وأدامز في حجرتهما Gondola وبدا أن كل شيء يسير على ما يرام.

فرضيات التفسير
برزت فوراً عدداً من الفرضيات لتفسير الإختفاء الغامض للرجلين ، فبعض الفرضيات تتحدث عن أن كودي وأدامز لمحا غواصة للعدو وعندما هبطا للتحقق منها اعتقلا وأخذا أسرى ، وسرت شائعة أخرى تتحدث عن أن الرجلين واقعان في غرام امرأة مجهولة وربما قتل أحدهما الآخر فألقاه من الجو أثناء التحليق ومن ثم لاذ بالفرار عندما تحطم المنطاد. وكان أيضاً للمحققين من ضباط البحرية فرضيتهم الخاصة ، فهم يعتقدون أن أحد الضابطين تسلق خارج الحجرة Gondola بهدف إصلاح مشكلة ميكانيكية فوقع في مأزق فهب الآخر لمساعدته إلا أن الإثنان وقعا من على متنها.
- بعد سنة من الحادثة ، تم اعتبار الملازم إرنست كودي ومساعده تشارلز أدامز في عداد المتوفين رسمياً، وكذلك تم إصلاح المنطاد المذكور بعد إنتهاء الحرب وأصبح يعرف فيما بعد بمنطاد جوديير GoodYear الذي كان يراه الملايين أثناء إقامة المسابقات الرياضية في أنحاء البلاد ، ولكن كان قليلاً من الناس على علم بقصته،أما الآخرون فهم لا يعلمون أن تلك المركبة الجوية التي تحلق فوق رؤوسهم كانت تمثل المنطاد الشبح !
 
أعلى