الأساسيّات في المعاملة الزوجيّة:

G.M.K Team

G.M.K Team
[الأساسيّات في المعاملة الزوجيّة:
(1)
اعرفا بعضكما:
يجب أن يتفرغ كل من الزوجين للحديث عن طبيعتهما, وآمالهما وتطلعاتهما المنشودة من وراء الزّواج!
فهذا الفعل يوفّر عليهما الكثير من المجهود المستقبلي، ويجعل حياتهما الزوجية تنساب بهدوء!!فهذا القاضي شريح يحكي عن زوجته: ليلة تزوّجت بها قامت فحمدت الله، وقالت: إنني امرأة غريبة عليك !! فما يعجبك فآتيه، وما تكره فأجتنبه!! قال: فقلت: إنني أحب كذا وأكره كذا! قال: فعشت معها في أرغد عيش وأهنئه!!
(2)
لاتختلفا:
يجب أن يسعى كلا الزوجين عند حدوث أي مشكلة إلى تضييق دائرة الخلاف, وعرضها بهدوء, دون نقلها إلى أهليهما !! فكم من المشاكل انتهت بالطلاق على بساطتها بسبب تضخيمها من جانب أهل الزوجين, ولكن ليس معنى هذا عدم أخذ المشورة بتاتاً!!
بل متى ما رأى الزوجان تعسّر الفهم والإصلاح نتيجة إصرار كل منهما على موقفه فلهما ذلك! كما جاء في الأثر أن زوجة عبد الله بن عمرو بن العاص شكت إلى والد زوجها إهمال زوجها لها، وانشغاله بالعبادة! لما قال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرجال من رجل لم يفتش لنا كنفاً, ولم يقرب لنا فراشاً؟! فكلّمه وعنّفه !!
(3)
لا تُسِئْ للآخرين:
بألاّ يذكر الزوج أهل زوجته وخاصّتها إلا بخير!! وهى كذلك!! فهذا مما يوغر الصدور, ويثير الأحقاد!! فقد ذكرت عائشةُ خديجةَ زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ما تريد من عجوز حمراء الشّدقين أبدلك الله خيراً منها !! فغضب منها وقال : لا والله ما أبدلني الله خيراً منها!!
فأهله وأصدقاؤه هم بوابة احترامه وتقديره!! فبتحمّلهم والتجاوز عن أخطائهم يكون ذلك سبباً لتحقيق السعادة, وإغلاقاً لباب دلف منه العديد من الأزواج، وخرجوا منه منفصلين؟!
(4)
تحمّل التقصير:
نتيجة للحياة المترفة التي تعيشها بعض النساء, كوْنها مخدومة في منزل أهلها!! لا تستطيع هذه الزوجة استيعاب هذا الزخم الهائل من العناية بمرافق المنزل, وشيئاً فشيئاً تستطيع تقبّل الوضع!! فلا بأس إذن من مساعدة الزوجة كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل, فكان يخيط ثوبه ويخصف نعله!! مع صغر الغرف التي كانت تؤوي نساءه، وخلوّها من الأثاث.
هبيني امرأً إنْ تحُسني فهو شاكر ٌ *** لذاك, وإن لم تحُسني فهو صافحُ
(5)
اقنع بها:
القناعة هي خير ما يجلبه الرجل معه إلى منزل الزوجيّة, فقبوله بهذه الزوجة وقناعته بها وبهيئتها!! هو الأمر الذي سيحفظ المودة والمحبّة في قلبه لها, وكم أضاع كثير من الرجال حياتهم في الحسرة والندم على حظه العاثر بزعمه! فلا هو كسب ودّ زوجته ولا حصّل غيرها!
جُنِنّا بليلى وهي جُنّت بغيرنا *** وأخرى بنا مجنونةٌ لا نُريدها
(6)
كنّ ايجابياً:
ضع الصفات الإيجابية بين عينيك, فإن كانت الزوجة محدودة الجمال انظرْ إلى تفانيها في خدمتك, وإن كانت غير مثقّفة فانظر إلى احترامها وتقديرها لعلمك...ودلالته حديث" لايفرك مؤمنٌ مؤمنة إنْ كره منها خلقاً رضي منها آخر".
فها هي خديجة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم, عندما تزوجت به كان فقيراً, ومع هذا كانت لا تكُفّ عن ترديد صفاته الإيجابيّة!! فبعد نزول الوحي عليه ودخوله عليها خائفاًً قالت له: والله لا يُخزيك الله أبداً, إنك لتصل الرحم, وتحمل الكلّ, وتُكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق!!
وهذا علي بن أبي طالب يذكر شيئاً من صفات زوجته فاطمة الإيجابية, وكانت من أحب الناس إليه!! إنها جرّت بالرحى حتى أثّرت في يدها, واستقت بالقربة حتى أثّرت في نحرها, وكنست البيت حتى اغبرّت ثيابها !!
ومن فوائد ترديد الصفات الإيجابيّة قناعة الطرف الأول بقيمة الآخر والسعي لتقديره!! و أيضا يعزّز الثقة عند الآخر!!
(7)
كُنّ أماناً:
يجب أن يتيقن الزوج عظيم مكانته في نفس المرأة, وأنه ملاذها الآمن من شرور الأيام ونكبات الزمان, ولم تخطئ الصحابية حمنة بنت جحش عندما نُعِيَ لها أخوها وخالها فقد استرجعت واستغفرت!! ثم نُعِيَ لها زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولولت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنّ زوج المرأة منها لبمكان"
فعليه أن يلتزم بهذه القِوامة الرّبانية !! لا أن يقوم بإذلالها من منطلق أنه الأقوى!! فيأمر وينهى لا لشيء إلا لإخضاعها!!
ولا ضير إن كرّر على أسماعها حرصه عليها, وغِيرته على عِرضها!!
وقصة المرأة التي اشتكت زوجها عند القاضي مدّعية على زوجها بصداقها, وأتت بشهود فقالوا: نريد أن تسفر عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا!! فلما صمّموا على ذلك, قال الزوج: لا تفعلوا هى صادقة فيما تدّعيه؟!!ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها, فقالت المرأة حين عرفت أنه أقرّ إنّما ليصون وجهها عن النظر: هو في حلّ من صداقي في الدنيا والآخرة!!
(8)
دعِ الكبرياء:
على كلٍّ من الزوجين أن يخلعا ثوب الكبرياء والتحدي والكرامة المزعومة!! لأنها مصطلحات قابله للانفجار في أي لحظة!!
واعتبر بقصة لبابة بنت الحسين عندما رمى لها هشام بن عبد الملك بتفاحة بعدما عضّها وهو خليفة!! فدعت بسكين لتقطعها ! فسألها: فقالت: أميط عنها الأذى!! فطلّقها!
فما أجمل أن نتفقد الآخر دون مقدمات, كما كانت تفعل زوجة طلحة بن عبيد الله, عندما دخل عليها وهو خاثر النفس قالت: مالك! أَرابك مني شيء؟ قال: لا,ونعم حليلة المسلم أنت!!
ولا بأس من العِتاب بالتلميح دون التصريح كما كانت تفعل فقيهة الأمة عائشة رضي الله عنها, في هذا ا لحوار العاطفي عندما قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم:" إني لأعلم إذا كنت عنّي راضية، وإذا كنت عليّ غضبى !! إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد !! وإذا كنت عني غضبى تقولين: لا ورب إبراهيم!!
قالت: أجل, والله ما أهجر إلا اسمك!!
(9)
غضّ الطّرف:
لقد حكى الشارع عن طبيعة متأصلة في المرأة, وهى غلبة العاطفة, حتى إذا غضبت لم تعِ أقوالها فقال:" لعلّ إحداكن تغضب الغضبة فتكفر فتقول:ما رأيت منك خيراً قط"!!
ومن هذا المنطلق ساس الرسول الكريم نساءه التسع, غاضاً الطّرف عمّا يدور بينهن من خصومة, فها هي عائشة تقول: ما علمت حتى دخلت عليّ زينب بغير إذن, وهى غضبى, تجادل عائشة! فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: دونك فانتصري؟! فأقبلت عليها..فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلّل وجهه؟!!فهذا هو الهدي النبوي في بيته, فاجعل منه قدوة لك, ولا تستنكف من التبسّط مع زوجتك والتودّد لها, فقد تلجأ المرأة للزوم الصّمت، وعدم إظهار المحبّة بسبب جفائِك لها وغِلظتك معها؟!
إنّ النساءَ رياحينٌ خُلِقْنَ لنا *** وكلّنا يشتهي شمَّ الرياحينِ
 

نسرين

Moderator
جميل ما نثرت هنا

من طرح رائع وخلاب

باقات زهر لرقة الطرح

دمت بخير
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى