سليمان الحلبي .. البطل الكوردي

ولد سليمان الحلبي عام 1777 م - في قرية كوكان بالقرب من عفرين / محافظة حلب السورية، وهو من عائلة كردية اسمها أوس كوبار، ويعمل والده المتدين محمد أمين في مهنة بيع السمن وزيت الزيتون.
في عام 1797 أرسله والده إلى القاهرة ليدرس في الأزهر ويتعلم العلوم الشرعية. ثم عاد بعد ثلاث سنوات من الدراسة إلى بلدته كوكان حيث تفاجأ بالبؤس الذي أصاب والده نتيجة للغرامات الباهظة والضرائب التي فرضتها عليه السلطات العثمانية.
حين رجع الوزير العثماني من مصر بعد هزيمتهم أمام الفرنسيين ودخولهم القاهرة كان سليمان الحلبي موجودا في القدس، في حين كان الوزير في (العريش وغزة) الذي أرسل (أحمد أغا) - أحد أغوات الوزير الذي كان في غزة - إلى القدس ليتسلم منصبه في بيت المتسلم (الوالي).
حين وصول أحمد أغا، ذهب سليمان الحلبي ليسلم عليه ويشتكي له من أن - إبراهيم باشا متسلم (والي) حلب - ظلم أباه الحاج محمد أمين والذي يعمل بائع سمن وقد فرضوا عليه غرامات زائدة ووقع في عرضه بشأن ذلك وطلب من أن يتوسط لأبيه عند الوالي.
في اليوم الثاني يوم رجع سليمان مرة أخرى عند أحمد أغا، وقال له الأغا: أنه صديق لإبراهيم باشا وأنه لا يقصر في رفع الغرامات عن أبيه، وعرض عليه أن يقتل أمير الجيوش الفرنساوية وذلك لكونه يعرف مصر جيداً لأنه عاش بها سابقاً وأنه غير مشكوك فيه.
في اليوم الثالث والرابع سأله أحمد أغا عن الأمر فأبدى استعداده، وبعد أن وافق على إتمام المهمة، أرسله إلى ياسين أغا في غزة ليعطي له مصروفه. وفي غزة قابل ياسين أغا - ووعده بأن يرفع الغرامات عن أبيه، وأن يجعل نظره عليه في كل ما يلزمه إن استطاع ذلك وأعطاه المال اللازم
بعد 10 أيام سافر من غزة في قافلة صابون ودخان، ووصل القاهرة بعد 6 أيام. ذهب إلى الأزهر وسكن هناك عرف بعض الساكنين معه وهم من بلده حلب أنة حضر ليغازي في سبيل الله
كان عمره 24 عاماً حين اغتال قائد الحملة الفرنسية على مصر (1798م-1801م)، حيث ان كليبر ومعه كبير المهندسين بالبستان الذي بداره بحي الأزبكية (وهو مقر القيادة العامة بالقاهرة)، فتنكر سليمان الحلبي في هيئة شحاذ عند كليبر ودخل عليه ومد كليبر يده ليقبلها، فمد سليمان الحلبي يده وشده بعنف وطعنه 4 طعنات متوالية أردته قتيلا، وحين حاول كبير المهندسين الدفاع عن كليبر طعنه أيضاً ولكنه لم يمت، فيندفع جنود الحراسة الذين استنفرهم الصراخ فيجدوا قائدهم قتيلا[2]، فامتلأت الشوارع بالجنود الفرنسيين وخشي الأهالي من مذبحة شاملة انتقاما من الاغتيال، بينما تصور الفرنسيون أن عملية الاغتيال هي إشارة لبدء انتفاضة جديدة، أما سليمان فقد اختبأ في حديقة مجاورة، إلى أن أمسكوا به ومعه الخنجر الذي ارتكب به الحادث (والذي يحتفظ به الفرنسيون إلى يومنا هذا في متحف الإنسان).
حققوا معه ومع من عرف أمره من مشايخ من الأزهر حاولوا ثنيه عن الأمر دون إبلاغ السلطة الفرنسية، وأصدر مينو في اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمة عسكرية بتاريخ 15 و 16 يونيو 1800 لمحاكمة قاتل كليبر، وهذه المحكمة مؤلفة من 9 أعضاء من كبار رجال الجيش، وكانت رئاسة المحكمة للجنرال رينيه، وحكموا عليهم حكماً مشدداً بالإعدام إلا واحداً، فحكم عليه الفرنسيون بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور، ، كما كانت العادة في أحكام الإعدام، ونفذوا ذلك في مكان علني يسمى "تل العقارب" بمصر القديمة، على أن يقطعوا رؤوس الأزهريين اولا ويشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة، ومن ثم يحرق بارتيليمي يد سليمان الحلبي ثم يرسله إلى خوزقته، ويردد الحلبي الشهادتين وآيات من القرآن، وقد ظل على تلك الحال أربع ساعات، حتى جاءه جندي فرنسي مشفقا لحاله فأعطاه -بعد خروج الجميع- كأسا ليشرب منه معجلا بذلك بموته بالحال .
لكن مايسترعي الانتباه والنظر هو ماكتبه المؤرخون المستشرقون عن الحملة الفرنسية على مصر وعن الشجاعة والإقدام اللذين قابل بهما سليمان الحلبي مصيره بعد أن ألقي القبض عليه ، وفي ذلك نقرأ ماكتبه ( لوتسكي ) عن بطولته :
" وقد قابل سليمان الموت ببسالة ، إذ وضع يده بجرأة في النار الملتهبة ، ولم ينبس ببنت شفة حينما كانت تحترق ، كما كان باسلاً طيلة الساعات الأربع والنصف الذي قضى من بعدها نحبه وهو مخوزق ".
إذن ! فهذا ابن وطني ( سليمان ) .. كوردي كتب التاريخ و الزمان ...
 

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
مشكور اخي جان على هذا التعريف الحافل بالبطولات تاريخ شخصيه غنيه عن التعريف
دمت بروعه
 

almkurdistan

مراقبة عامة
سباس جان على هذا التعريف الرائع..
كل الشكر لالك يا غالي..
الم..
 
شكرا الك جان على هالتقرير الرائع عن البطل الكردي وبكل فخر
شكرا
 
الشكر الكم اعزائي على تواجدكم الرائع في ربوع شخصياتنا الكردية العملاقة ...
 
أعلى