حاجتنا إلى الأسرار..

almkurdistan

مراقبة عامة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حاجتنا إلى الأسرار ..



* ما علاقة الأسرار بالإستقلالية؟
* إلى من تبوح بأسرارك؟
* متى يصبح الإنسان سجين نفسه؟
* ماذا تفعل إذا أفشى أحد سرك؟
* ما هو "الإفراغ" أو "التنفيس"؟


clear.gif

تبدأ رحلة الحاجة إلى الإحتفاظ بالأسرار
مع سني عمر الطفل الأولى،
وبخاصة بعد أن يبدأ في الإعتماد على نفسه،
كذهابه إلى المدرسة بمفرده، واختياره أصدقائه.
فيستقلّ بأموره عن أُمّه بعض الشيء،
لبدايات تحديد شخصيته المستقلة –
وهنا تصبح أسراره ركائز هذا الإستقلال.
ويشعر الصغير بكيانه عندما تكون له أسراره
الخاصة التي لا يطلع عليها أحداً، حتى أبويه.
فهو الآن متميّز عنهما،
ويمتلك شيئاً من حقه الخاص، لا ينازعه فيه أحد.

وتصبح الأشياء البسيطة التي يقوم الطفل بتجميعها،
هل كل عالمه الخاص، وأسراره، مما يعطيه الشعور بالقوة.
ولماذا لا وهو يخلع على أشيائه معاني سرية، لا يفهمها إلا عالمه الصغير، لِما وبها من رموز ودلالات لا يفهمها سواه.


- الصداقة مع النفس..
والطفل – مثل البالغ أيضاً – يتكلّم إلى نفسه باستمرار،

ويحدّث نفسه بكل أسراره، فهو في قرارة ذاته
يعرف رموز كل الأشياء، وماذا تمثّل بالنسبة إليه.
وهذا ما يعطي الإنسان شعوراً بذاتيته مع نفسه
– ومع نفسه وحدها.

إنّ السرية مثل الخزانة القوية، التي يمكننا أن نحفظ
فيها الأشياء الثمينة: بعض التذكارات
التي تذكرنا بأحداث جميلة مضت،
وبعض الصور الفوتوغرافية وبعض المخطوطات
التي بدأنا في كتابتها بحماس، واحتفظنا بها
في أحد الأدراج البعيدة،
وبعض المذكرات الشخصية اليومية.

- هل للأسرار أهمية؟
هناك عبارة تقول: "إذا كان عندك أمر خاص بك،

أو سر لا يعرفه غيرك، فهذا يعني أنّك تتمتع بشخصية مستقلة".
فكل إنسان يحتاج إلى السرية، كي يستجمع أفكاره.
وعلى الآخرين أن يحترموا سريته.
فاحترامك لسرية غيرك – ولو كان ابنك –
يعني أنك تحترم إستقلاليته.
وللسرية حساسية خاصة في حياتنا.
فالعمل الخلاّق مثلاً يكون هشاً في أثناء إنتاجه،
ويحتاج إلى السرية، لأنّه معرّض لأن يُقضى عليه
ويفقد قوة الدفع والإقناع،
إذا ما أُفشي سره قبل إكتمال نضجه.

- الأسرار بين الآباء والأبناء:
إنّ الآباء الذين يحرمون أولادهم الكبار

من أن يعيشوا حياتهم الخاصة، إنّما يمنعونهم
من أن يصبحوا مستقلين. وحق السرية والكتمان
هو إمتياز أساسي للإستقلالية.
وكل إنسان في حاجة إلى السرية،
لكي يكوّن شخصيته المتميّزة،
ولا يصبح مجرد عضو في أسرة.
أمّا فيما يختصّ بأي حياة زوجية جديدة يتدخّل فيها الوالدون،
فإنّه في الأغلب، نجد أنّ المحبة المفرطة
والحماسة الزائدة من قِبَل الآباء – لما يعتبرونه نافعاً
ومفيداً للزوجين الشابين –
هي نفسها التي تفسد علاقة الود بينهما.


- سرّك ونضج شخصيتك..
يتمّ تطوّر الشخصية نتيجة فعل مزدوج وخيار بين أمرين ي

كتمل أحدهما الآخر.. هذا الفعل هو
: الرفض ثمّ الإستسلام.
أو: حكمة الإمساك عن الكلام،
وحكمة الكلام والتعبير.
وهذا يعني أنّ السرية أمر هام لتكوين الشخصية الفردية
في مرحلتها الأولى (الرفض) وهي هامة أيضاً
لتكوين الشخصية في المرحلة الثانية في أثناء
إقامة علاقة (الإستسلام)،
إذ إن إعلان السر يمثل مرحلة أخرى لتكوين الشخصية؛
فإن إعلان السر معناه أن أختار شخصاً موثوقاً فيه،
أختاره بكل حرِّيتي، وهذه هي الخطوة الثانية
في تكوين الشخصية. ويطلق المفكرون تعبير
"العلاقة المتبادلة بين شخصين"
على خطوة الإنفتاح على الآخرين بالأسرار.
فالإنسان يصبح شخصاً من خلال ما يلاقيه من صداقة وثقة.
فما من أحد يكتشف ذاته بمعزل عن الآخرين،
فكونك تخبر آخر بسر،
يعني أنك تنفتح على غيرك،
وتتغلّب على خوفك وتشعر بالتحرر.
- متى تبوح بأسرارك؟
والإفضاء بالأسرار يتطلّب تدريب الحدس الذي يساعدنا

على إختيار من نفضي إليهم بأسرارنا.
وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازاً كبيراً.
أمّا من لا يستطيع الإحتفاظ بسر، فإنّه ليس حرّاً.
وكذلك من لا يستطيع الإعلان عن سره أبداً،
يصير سجين نفسه، فلا يحسب من الأحرار.

على أنّ الحكم على صواب الصمت أو خطأه،
يأتي نتيجة تناغمه مع الموقف، فهو إما رفض، أو تعالٍ،
أو موهبة حقيقية في وزن الأمور.
ولا شك أنّ الكلام أو الصمت فن كسائر الفنون،
لا يمكن تعلّمه إلا عن طريق تجارب عديدة.
ويقول الفلاسفة الأقدمون: "يعتمد نجاح هذا الفن
على فصاحة الشخص، فلكل شيء وقت،
وما يقال فوراً يجب أن يتمّ في وقته،
وما يحسن تأجيله لا يجب أن يعجَّل".

وهذه الخاصية تميّز الإنسان، لأنّها تتطلّب منه
أن يكون مالكاً لناصية أموره،
فلا يتحرك على مستوى رد الفعل فقط.
والإنسان لديه القدرة على الإختيار وتمييز الأوقات،
والأشخاص الذين يثق فيهم.
كما أن عنده القوة اللازمة التي تطوّع إرادته
لكي يخرج عن صمته
ولا يستسلم لرغبة الصمت.
- عندما يُفشى السر:
إنّ تبادل الأسرار يعني تفهّم حقائق الحياة

والإستماع إلى من سبقونا بخبراتهم الواقعية.
وعندما تتقبّل سراً، فذلك معناه دائماً تحمّل مسؤولية كبرى.
والإعتراف الذي يمكن أن يعد علامة هامة على تحرّر الشخص،
لو تأكّد من حفظ سره، يمكن من ناحية
أخرى أن يكون مدمراً لو أفشي السر.
وقد يبدو أنّه لا ضرر إطلاقاً من البوح بسر صغير لصديقٍ ما،
ولكن المشكلة ليست في قيمة السر،
وإنّما المشكلة في أنّها تخصّ الشخص وتؤثر فيه وهو يرتبط بها.

فالعامل الهام جدّاً في تشكيل الشخصية المستقلة
يصبح هو نفسه معرقلاً ومعوقاً لنمو الشخص، لو صادف فشلاً،
نتيجة خطأ أحدهم، وكل من يجتاز تجربة كهذه،
ويشارك آخر أسراره بصدق وإخلاص،
ثمّ يلاقي الخيانة ، فإنّه يفقد الثقة في الآخرين،
ولوقتٍ طويل في حياته.
إنّ إحترام الذات مطلبٌ مطلق.. إمّا أن نقدّره بشدة،
وإلا نكون قد بدأنا ننزلق إلى طريقٍ محفوف بالمخاطر.
وليس في هذا طريق وسط.
وعلى كل شخص أن يعي من تلقاء ذاته ما في السرية من قدسية.
أمّا كل شخص يحاول عن طريق الخداع،
التجسس على غيره فسيقع في بؤرة الخزي التي تلاحقه.
وذلك لأن كل إنتهاك للسرية؛
ما هو إلا إنتهاك للفردية.
- أسرارك.. من الكتمان إلى الإعلان:
يوجد فرق ضئيل للغاية بين الإفصاح عن السر والإعتراف.

فكلاهما إعتراف بالأسرار.
والسر قد يشكِّل عبئاً على صاحبه،
مما يجعل الإعتراف به يحرر النفس من عبئها وبصورة مذهلة.
وهناك كثيرون من الناس، في حاجة لأن يحرروا أنفسهم،
لكي يكتشفوا ذواتهم، وهم يتحدثون عن دواخلهم
بدون تحفظ أو خجل، وهذا ليس فقط بالنسبة
لمن يشكون من عقدٍ نفسية معيّنة.
وإنما كل الناس: الأصحاء قبل المرضى!
وهذا ما يطلق عليه "الإفراغ" أو "التنفيس".

فإفشاء أسرارنا معناه أن نختبر
التواصل الإنساني الذي نحن جميعاً في حاجة إليه.
فقد تظهر علامات المقاومة، والإنسحاب، والمعوقات،
ثمّ يعقبها شعور عميق بالتخلّص من الأعباء
وربّما الهموم، ومن ثمّ شعور معادل بالتحرّر.

 
رغم حاجتنا للبوح احيانا الا انه يبقى لكل شخص سر خاص لا يحب ان يشرك به احدا سيئا كان او جيدا ...
مشكورة الم على روعة الطرح ..
 

كول نار

G.M.K Team
في امور كتيرة انا بحب احتفظ فيها لنفسي
شكرا لالك يا قلبي على الطرح
 

almkurdistan

مراقبة عامة
العفو ..
وهو الأفضل إبقاءها للنفس..
نورت جان .. كول..
الم..
 

azadia welat

Active Member
الانسان هو اصدق واحد لحفظ اسراره ..

مشكورة عزيزتي على الاختيار ...
 

bijar_love

Active Member
الانسان هو اصدق واحد لحفظ اسراره
كلامك صحيح اخ ازاديا
 
أعلى