إضطرابات النوم عند الأطفال...

G.M.K Team

G.M.K Team
قلق وبكاء وصراخ
من الطبيعيّ أن يستيقظ الطفل الرضيع منذ ولادته وحتى الأشهر الأولى مُطالباً بالرضاعة. فيكون السبب البديهيّ هو الجوع والحاجة إلى الأكل. بيد أنّه سرعان ما يعتاد النوم لساعات أطول ويتوصّل بعدها إلى النوم خلال الليل بأكمله، إذ تنضج «ساعته البيولوجية» ويستقرّ هذا الروتين معه.
لكن في بعض الحالات الصعبة، لا يكون الجوع هو مسبّب الإستيقاظ، ولا يكون الطفل رضيعاً، فيقع الأهل في حيرة من أمرهم إزاء معالجة الموضوع، وتبدأ الأخطاء والهفوات من دون معرفة السبب الرئيسيّ ومحاولة حلّه! أطفال يستيقظون في منتصف الليل باكين، صارخين، قلقين، «مروبصين»... والأهل يحاولون تهدئتهم وإعادتهم إلى النوم، وقد يستغرق الأمر وقتاً وعناءً، فينعكس ذلك سلباً على نوعية النوم وبالتالي على الإنتاجية في اليوم التالي! متى يُحكى عن «إضطرابات» في النوم عند الأطفال؟ وما هي أسباب ذلك؟

أطفال لا ينامون ليلاً، وآخرون يتقلقون، أو يبكون، أو يرفضون النوم بمفردهم... حالات تسبّب توتراً عند الأهل وتمنعهم من مزاولة نشاطهم النهاريّ بسبب تدهور نوعية النوم وإنتقاص كمّيّته ليلاً. فماذا يحصل؟!
تشرح الدكتورة ساندرا صبّاغ، إختصاصية في أمراض الدماغ والجهاز العصبيّ عند الأطفال Pediatric Neurologist، ماهية هذه الإضطربات وأسبابها المباشرة وغير المباشرة.
كما يتكلّم الدكتور غسّان حميمص، إختصاصيّ في أمراض الدماغ والجهاز العصبيّ عند الأطفال Pediatric Neurologist، عن العلاج وطريقة التعامل السليمة مع الموضوع.
ويناقش الطبيبان إضطرابات واضحة المعالم، تمنع الطفل من التمتع بنوم هانئ وهادئ وكامل خلال الليل.
لعلّ المشكلة الأبرز التي تظهر للعيان هي بكلّ بساطة الإستيقاظ المتكرّر عند الطفل. وربّما ظننا أنه لا يشعر بالنعاس أو يريد اللعب أو الأكل أو أنه «مصدر إزعاج» وطبعه قلق! لكن هذه المقولات عارية تماماً عن الصحّة. فالإضطربات المتكرّرة هي نتيجة مشكلة قد تكون طبّيّة صحيّة، وتستوجب العلاج الدوائي أو سواه. وهي لا تمرّ مرور الكرام وتزول من تلقائها.

إضطرابات النوم
تفسّر الدكتورة صبّاغ أنّ «إضطرابات النوم هي أيّ خلل يحصل في طريقة النوم عند الطفل، أكان ذلك يتجسّد في حركة مفرطة أو كلام أو مشي أثناء النوم، أو قلق في مراحل عدّة أثناء النوم أو عند الإنتقال من مرحلة إلى أخرى.
بمعنى آخر، لهذه الإضطرابات إنعكاسات سلبية على نوعيّة النوم وكمّيّته، وتؤثّر بالتالي على الطفل وراحته، وحتى على الأهل وروتينهم».
النوم مقسّم إلى مراحل ، تختلف مدّة كلّ واحدة منها حسب سنّ الشخص. وأبرز مرحلتين كبيرتين هما مرحلة النوم المتقلّب حيث تكون حركة العين السريعة Rapid Eye Movement، ومرحلة حالة النوم العميق، حيث لا كلام ولا حركة ولا أحلام.
تؤكّد الدكتورة صبّاغ أنّ «لا سنّ محدّدة مشتركة لجميع الأطفال للتوصّل إلى النوم ليلة كاملة دون إستيقاظ متكرّر. فقد تنضج الساعة البيولوجية التي توقّّت الوعي والنوم ببلوغ الأربعين يوماً، أو تستغرق أشهراً أطول».


أسباب الإضطراب
فسّر الدكتورة صبّاغ: «تختلف الأسباب بإختلاف الأطفال، ولكن النتيجة واحدة، وهي ذات أعراض مشتركة: تقلّق، إستيقاظ متكرّر، وربّما بكاء.
أمّا أبرز الأسباب فهي إمّا وراثيّة من إحدى العائلتين، أو تكوينية وعائدة إلى طبع الطفل، أو نفسية، أو بسبب نوعية ساعات النهار.
فالليل نتيجة النهار. وعندما يكون الطفل خمولاً ونائماً طوال اليوم، فلا يكون قد صرف طاقة وبالتالي لا حاجة له إلى النوم لتعويضها».
ويمكن إعادة أسباب الإستيقاظ المتكرّر عند الأطفال إلى طريقة الأهل الخاطئة في التعامل معهم، من حيث إطعامهم الحليب أثناء النوم، وخلال الليل، وهو مرفوض بعد سنّ الستة أشهر، ومن حيث تربيتهم على عادات النوم الخاطئة، في سرير الأهل أو على التلفزيون، أو في حضن الأم.
وهذا يعني تغيير الإطار الثابت الذي يجب أن ينام فيه الطفل كي لا يخاف إذا إستيقظ
 
أعلى