المثيولوجيا عند الكورد





تعد المثيولوجيا عند الشعوب من أهم الأسس التي يرتكز عليها التاريخ. فمنها عُرفت حضارات عريقة لشعوب كانت منسية، ومنها انبثقت شعاعات الماضي، لتنير دروب الحاضر وتجعل الترابط بينهما حتمياً.
كلمة
المثيولوجيا تعني مجموعة الخرافات والقصص، التي تؤمن بالحقيقة وأشياء ما فوق الطبيعة، وتستعمل في شرح وتفسير الأحداث الطبيعية وطبيعة الكون والبشرية. مع العلم أن هذا المصطلح أي " المثيولوجيا
" اسُتخدم أول مرة بشكل رسمي في بدايات القرن الخامس العشر، ( حسب قاموس أوكسفورد الإنكليزي ).

يُعتبر الشعب الكوردي من أكثر الشعوب التي تمتلك الملاحم والأساطير. فبحوزته العديد العديد من القصص التي تحكي أحداثاً حصلت على مر التاريخ، لتجسد مدى معاناة
الكورد
منذ القدم والعصور الأزلية...!!!

أسطورة كاوا الحداد:
قد يكون من العبث تسمية ملحمة كاوا الحداد أنها أسطورة، ولكن بالنظر إلى الأحداث التي ترافقت مع الملحمة تلك، تؤدي بنا أن نسميها أسطورة. لما تحملها من معانٍ وأفعال، نستطيع أن نطلق عليها اسم " الفانتازيا ".

تقول الأسطورة إنه في بلاد مزوبوتاميا " التسمية التاريخية لبلاد مابين النهرين"، كان هناك ملك عنيد ظالم يدعى أزدهاك. كان أزدهاك يعتمد في حكمه على الاستبداد والقمع والجبروت. فكان رمزاً بالنسبة إلى الرعية.

قرر أزدهاك في يوم من الأيام تقديم وجبة جديدة للأفعى التي يمتلكها، وكانت هذه الوجبة عبارة عن أدمغة شباب المملكة.

بعدها عمم الملك هذا القرار على الشعب الخانع، وبدأت الحملة على الشباب، بحيث انقرضت المملكة تقريباً من العنصر الشبابي..!!

كان هناك رجل يُدعى كاوا يمتهن الحدادة، وكان يُعرف بين الشعب بشجاعته وقوته. عندما جاء الدور على أولاد كاوا الشباب ليلقوا حتفهم على يد أزدهاك الظالم..!! قرر مجابهة الملك لمنعه من افتراس أولاده، وبالفعل حمل فأسه متوجّهاً إلى القصر الملكي....هناك بدأت القصة الحقيقية، حيث دخل كاوا على الملك في مخدعه وقتله مع كل من كان معه من حاشيته..!! بعدها خرج كاوا إلى مكان مرتفع، وأضرم ناراً حتى تعلم كل القرى والضواحي المجاورة بالحادثة. ومن هنا أتى التقليد الذي يتبعه
الكورد
في عيد نوروز بإضرام النيران عشية يوم الحادي والعشرين من شهر آذار، ليكون رمزاً لنهاية الظلم والعبودية.

أسطورة قلعة دمدم بين الواقع والخيال:
حوالي الأربعة قرون، مرت على هذه الملحمة، ولكنها ما زالت حاضرة في ضمير الكورد، وما زال أبطالها يسبحون بين أسطر الكتب التاريخية والأدبية.

تقول القصة، إن معركة شديدة جرت بين عشائر برادوست الكوردية والشاه عباس الصفوي، الذي كان يُعتبر من أقوى ملوك الإمبراطورية الصفوية.

وقتها، قرر الشاه الصفوي مهاجمة القلعة بمن فيها، ليستولي على ممتلكاتها، إلا أنه واجه مقاومة وصموداً من قبل البرادوستيين الذين تحصنوا داخل قلعتهم، والتي كانت قد رممّت من قبل القائد أميرخان يكدست.

بقي الحصار على هؤلاء أعواماً طويلة، قاوم خلالها أهلها الجبروت الصفوي، بل فوق ذلك، كبدوا الجيش الصفوي خسائر بشرية ومادية هائلة...!!!

على مدى الأربعة قرون، ظلت الذاكرة الكوردية تردد أسماء هؤلاء الأبطال من جيلٍ إلى آخر، لتبقى في الوجدان الكوردي خالدة مخلدة.

هناك الآلاف من القصص والأساطير على هذه الشاكلة، التي أصبحت مع مرور الزمن جزءاً لا يتجزأ من التراث الكوردي، يتغنى بها من يشاء أن يخوض تجربةً بين بحور التضحية والبسالة والشجاعة اللامتناهية.


 
رائع جـــان عنجد بأنتظار المزيد منك
وعلى فكرة ما كنت بعرف ليش الملك كان يقطع راس الشبان وهلا عرفتها مع انو كنت عم أسال كتير بس ما كنت اقتنع بجوابون
شكرا الك عالمجهود جـــان
 
العفو هيرو و الحمدلله انك عرفتي الاكثر عن تاريخنا العريق والمشرف الزاخر بكل رائع ...
تو بخير هاتي هيرو و هربجي كردستان
سركفتين
 
الف شكر الك اخي جان على الموضوع القيم والمميز يا مميز بمواضيعك الجميلة والتي تنبع من كرديتك الاصيلة ولنا الفخر دمت بخير
 
أعلى