جسر العباسي - زاخو
و هو جسر اثري قديم، يطل على نهر الخابور، الى الجانب الجنوبي الشرقي من مدينة زاخو، يبلغ طوله الاجمالي (114)م وعرضه (4.70)م ويرتفع عن سطح النهر (15.50)م ومشيدة بالحجارة المنحوتة ويتكون من قنطرة واسعة وعالية في الوسط وقناطر اخرى اصغر منها على جانبيه وعددها خمسة قناطر، ما يزال متحفظاً بهيكله الجميل واقواسه او قناطره المذكورة ، شيدت جدرانه بقطع كبيرة من احجار الكلس المنحوتة ومرصوفة الى بعضها بنسق هندسي جميل ومتداخل ببعضها بشكل جيد واستخدم الكلس المتين في البناء وانه في غاية الاتقان. ولا يمكن تحديد تاريخ بنائه لانه لا توجد عليه اية تماثيل او نقوش تدل على تاريخ تشييده. وتتضارب الروايات في امر تشيده فيقول (همرتين) بانه روماني ويذهب (اسكيف) بانه يوناني وامر ببنائه (سلوقس) أحد قادة الاسكندر المقدوني من العهد الاتابكي، وتعتقد بعض الاوساط في مديرية الاثار العامة العراقية بانه من المحتمل ان يكون بناؤه من عمل احد السلاطين البادينانيين ولكن من المرجح ان الجسر الحالي شيد على انقاض جسر اقدم منه ونرجح بان احد امراء بادينان رممه واعاد ما خرب منه، كلها احتمالات تجعلنا نقول مع معظم الباحثين ان زمنه لا يعرف بالضبط، ولكنه كان موجوداً في القرن العاشر للميلاد بشهادة المقدسي.
ويسمى كذلك الجسر بـ (بر ا ده لال)أي (الجسر جميل ) وهي تسمية قديمة متداولة حتى الان عند سكان مدينة زاخو، جاءت تيمناً باسطورة تدور حول بناء الجسر فيها من معاني القيم الانسانية والمثل الاخلاقية والروحية وخلاصتها ان الجسر لم يكتمل بناؤه إلا بضحية، وقد كانت مصيره امرأة شابة اسمها دلال. وفي الاحيان اخرى يسمونه (برا مه زن) أي الجسر الكبير.
