على من يقع اللوم في تمزيق كردستان؟ :جمشيد ابراهيم

G.M.K Team

G.M.K Team
يقول ابن الرومي:
دعِ اللَّومَ إن
اللَّومَ عونُ النوائِبِ ولا تتجاوز فيه حدَّ المُعاتِبِ
طبعا ليست هناك
فائدة في القاء اللوم على الاخرين و وضع اصابع الاتهام على المذنبين لما حصل
لكردستان و الشعب الكردي لان الشعوب تتصرف دائما وفق مصالحها و هذا لا يغير شيء
اليوم. و لكن رغم ذلك يجب اولا على الاقل البحث في اسباب تمزيق كردستان لوحدها دون
غيرها داخل الشعب الكردي نفسه ولان المفروض على الانسان ان يلوم نفسه قبل غيره و
لان الانسان كما يقال يعتبر دائما مهندس مصيره بنفسه اذا تركنا على جانب مسألة الحظ
و غيرها من العومل كالتكوين العشائري و القبلي و الولاء الديني لان هذه العوامل
فعلت فعلتها ايضا في الشعوب الاخرى و لكن و كما يقول الالماني: الانسان دائما اذكى
عند النظر الى الوراء اي بعد الخبرة. لا اريد هنا القاء اللوم على الاخرين كما
يفعله البعض لان الظروف و العوامل التي ادت الى تمزيق كردستان كثيرة و معقدة في
حاجة الى دراسات كثيرة ليس هنا مجال للتعمق فيها و اني على علم بان هذه العوامل
ترجع معظمها الى العهود الماضية عندما بدأت سلطة الخلفاء المسلمين و سيطرة اللغة
العربية بالهبوط و بدأت سلطة الامارات ولغاتها المحلية بالصعود و ارتفع الوعي
القومي عند الشعوب الاخرى اي عندما وضعت الهوية القومية قبل الدينية.
لعبة
الثلاثة كانت و لا تزال بين العرب و الفرس و الترك. رجعت السيطرة الفارسية الى
الظهور بعد السيطرة العربية بعد ظهور الاسلام بداية بظهور الخلافة العباسية فمثلا
نجد انتعاش الفارسية (البهلوية) لغة الامبراطورية الساسانية وظهور الشاهنامة
للفردوسي في تمجيد بطولات ملوك الفرس واخيرا بدأت السيطرة التركية بالصعود بعد
التخلص من السيطرة الفارسية و بداية الامبراطورية العثمانية. النتجة هي اليوم دول
عربية كثيرة و دولة ايرانية قوية اضافة الى سيطرة اللغة الفارسية على كل من
افغاستان و تاجكستان و دولة تركية لا تعلم هل هي تعود الى الشرق ام الى الغرب اضافة
الى عدد كبير من دول الترك ضمن الاتحاد السوفيتي السابق.
اين الاكراد من كل
هذا؟ طبعا لعب الشعب الكردي دور كبير في التاريخ الاسلامي بمختلف الاشكال و الالوان
و لم تتحول الكردية لحد هذا اليوم بالمقارنة مع لغة عملاقة كالارامية الى لغة اقلية
مبعثرة و لم تتاثر بالعربية بالدرجة التي تاثرت الفارسية بها و لا يزال الاكراد طرف
في معركة ثلاثية العرب و الفرس و الترك. كما يقول المستشرق الالماني Gerhard Endreß
ماحصل للاكراد او مصير الشعب الكردي دليل على التمزق داخل الشعب الكردي نفسه اضافة
الى ضعفه في ممارسة اللعبة السياسية و الرقص على الحبال
 
أعلى