طفلك عنيف؟ اتبعي هذه الخطوات للتعامل معه

كلبهار

مراقبة عامة
إدخال روتين معين في حياة طفلك لفكرة حسنة ستقلل من المواقف التي يحدث فيها الصدام بينكما وسيساعده ذلك على معرفة ما هو متوقع منه
أول قاعدة من قواعد التربية هى الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل. هذا يعني أن تتفقي أنت وزوجك مسبقاً على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به
كثيرا ما نمر بمواقف يحدث فيها صراع بين رغباتنا ورغبات اطفالنا، كأن تكوني في زيارة عنذ احدى صديقاتها لاحتساء فنجان من القهوة يصحبك فيها ولدك. يكون هادئا في لعبه وتصرفاتها الا ان ذلك الهدوء والطمأنينة تتحول الى عاصفة مدمرة بمجرد اعلانك ساعة الرحيل الى البيت. فيرفض الرحيل بشدة وينفجر فى نوبة من الغضب والبكاء. إلا أننا لا نتمتع جميعاً بمهارة التغلب على مثل تلك المواقف.
1699.jpg

صورة توضيحية
نحن جميعاً نتمنى أن يتمتع أطفالنا بالأخلاق طيبة وأن يتعلموا الفرق بين الصواب والخطأ، ولكن ليس ذلك دائماً بالامر سهل، خاصةً إذا كان الطفل عنيداً ويقابل كل ما تقولينه بكلمة "لا". وما من شك أن التعامل مع الطفل العنيد شئ صعب وأحياناً ينفذ صبرك قبل أن ينفذ صبره هو, ثمة هناك طرق فعالة للتعامل مع العنيد حتى يكون بيتك مكاناً هادئاً بدلاً من أن يصبح ميداناً للمعارك والحروب.

الطفل العنيد
إن العناد صفة طبيعية جداً فى الأطفال. فقد اشار اختصاصيو التربية وعلم النفس بان كل طفل عنيد إلى حد معين، لأن من طبيعة الطفل أن يختبر البيئة المحيطة به لكى يعرف مداه. لكن الأطفال لا يعرفون حدودهم ومن مهمة الأبوين أن يضعا لهم هذه الحدود. كما وأن الطفل منذ صغر سنه يكتشف أنه شخصية مستقلة وله القدرة الذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه، وكذلك القدرة على الاعتراض على أى شئ لا يعجبه. ويبدأ ذلك عندما يبدأ الطفل فى اكتشاف العالم من حوله ويقابل كثيراً بعبارات مثل، "لا، لا تفعل ذلك" أو "لا تلمس هذا"". عندئذ يبدأ الطفل فى الاعتراض ويحاول أن يفعل ما يريده بغض النظر عما يقوله أبويه. هنا يبدأ دور الأبوين فى تهذيب طفلهما، فكلما كانت النتيجة مرضية اكثر. ويتفق الخبراء بان التربية الفعالة هى أفضل طريقة للتعامل مع العناد ومنعه والتي تتلخص قواعدها بما يلي:
الثبات على المبدأ:
أن أول قاعدة من قواعد التربية هى الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل. هذا يعني أن تتفقى أنت وزوجك مسبقاً على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به لطفلكما وماذا تفعلان إذا تعدى طفلكما الحدود الموضوعة له، فلا تقبلي شئ يرفضه زوجك والعكس صحيح. أيضاً لا تتغاضي عن شئ فعله طفلك اليوم ثم تعاقبينه على الفعل نفسه فى اليوم التالي.
الجمع بين الهدوء والحسم:
هي أن تكوني هادئة ولكن حاسمة في نفس الوقت عندما يعند طفلك. إذا طبقت هذه القواعد فسيفهم طفلك حدوده جيداً.
الروتين:
إن إدخال روتين معين في حياة طفلك لفكرة حسنة ستقلل من المواقف التي يحدث فيها الصدام بينكما وسيساعده ذلك على معرفة ما هو متوقع منه. فمثلا يستحسن أن تحددي مواعيد للطعام، الاستحمام، النوم، والأشياء الأخرى التى تعتبرينها هامة.
مساحة من الحرية:
يجب أن تضعي في اعتبارك أنه تماماً مثلما تتوقعين من طفلك اتباع النظام دون مساءلة يجب أيضاً أن تسمحي له بمساحة من الحرية لاتخاذ القرارات الخاصة به. الامر الذي سيعلم الطفل أنه يستطيع تكوين رأي يختص به وأنه قادر على اتخاذ قرارات خاصة به وذلك يمثل جانباً هاماً فى نمو شخصيته. فعلى الأبوان تحديد الأمور القابلة للنقاش والأمور الغير قابلة للنقاش. على سبيل المثال، لن يضر السماح لطفلكما باختيار فيلم الكرتون الذي يريد مشاهدته أو اختيار ال"تي شيرت" الذى يريد ، فهذا سيعطيه شعوراً بإشباع رغبته فى الاختيار. لكن إذا صمم طفلك على فعل شيء خطر مثل اللعب بسكين، أو إذا أراد أن يفعل شيئاً لا يناسبك وأصر عليه مثل زيارته لجدته في وقت يكون لديك فيه الكثير من المشاغل في البيت، فى هذه الحالة يكون القرار النهائي لك.
إلى أي مدى يكون الحزم اذن؟
لا يجب أن يكون الأبوان متراخيين أكثر من اللازم أو حادين أكثر من اللازم، فالمبالغة فى كلتا الحالتين ستؤدي إلى نتائج غير حميدة. فإذا قوبل كل ما يريده الطفل بالرفض دائماً دون إعطائه فرصة اتخاذ اي قرار، سيؤدي إلى عدم قدرته على اتخاذ أي قرار أو تكوين أي رأي، فتحكم الأبوين الدائم فى الطفل، يحجم شخصيته. على الجانب الآخر، إذا لم وجه الأبوان طفلهما وتركاه يفعل ما يريد بصفة دائماً؛ أياً كان ما يريده، فستكون النتيجة طفل منفلت ليس لكلام أبويه أي تأثير عليه.

أن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الذي يصر على فعل شئ ترين أنه غير لائق تتضمن ثلاث خطوات:
1. أول خطوة هى أن تقولي لطفلك بهدوء وحسم أنه يجب أن يتوقف عن ذلك السلوك وأنك لا تريدينه أن يكرر هذا السلوك حيث أنك لا تقبلينه.
2. ثانياً، إذا لم يتوقف الطفل عن سلوكه، ذكريه أنك قد طلبت منه من قبل التوقف عما يفعله وقولي له أنه إن لم يتوقف فى الحال فسوف يعاقب.
3. وأخيراً، إذا استمر الطفل فيما يفعل بغض النظر عما قلتيه له، فيجب أن تقومي بمعاقبته حتى لو أغضبه ذلك.
فيجب أن يعرف الطفل أنك تعنين ما تقولين، وأنه لن يستطيع تحت أي ظرف من الظروف الاستمرار فى اتباع السلوك السئ." العقاب المناسب هو حرمان الطفل من شئ يحبه، مثل مشاهدة التليفزيون، أو الذهاب إلى النادي، لكن ليس من المناسب أبداً ضرب الطفل أو سبه بألفاظ جارحة.
من الطبيعي أن يحدث بينك وبين طفلك أحياناً تضارب فى الرأى. الا أن السر فى التعامل مع عناد الطفل هو أن يتسم سلوكك معه بالهدوء ولكن بالحسم والثبات فى نفس الوقت.
 
أعلى