تحذيرٌ بلا وقْف من مغبَّةِ أمرٍ مَّا

أوسكار عامودا

أوسكار عامودا
[h=3][FONT=&quot]رسالة عشوائية [/FONT][FONT=&quot][/FONT][/h] [FONT=&quot]بَلَغني أنك تُسْتَنْطَق بالأهوال، وسعيك على قابٍ من الفِقْه يُوْري لك وتُوري له بقدَّاحين من رماد. فما تحصيلك للمنافِع إلاّ كتحصيلك للسَّقْط، وما إيواؤك للدنيا إلاّ كإِطلاقِكَ سراحَها متدفئةً بالتعب فيك. ألا استعجلتَ، والعجلةُ ضرورةُ البقاء في الأمثل من أحوال صلاحك. أَلاَ تماديتَ مُهْمِلاً يقظةً أنت فيها مُنتَدَبٌ على اللاتعيين. قُدَّامك ما فاتَكَ، ووراءك ما يأتيك. فانعمْ بفراغٍ هو حبرُك في التدوين. أما بعد: [/FONT][FONT=&quot][/FONT] [FONT=&quot]للشِّعر مجابهاتٌ في توليد خصائصه على إبرام المعنى ونَقْضه. ونحن، وإن لم نَصِفْه في تصوير اليقين النظري لمراتب القول، نميل إلى الوفاء لمذاهب تأكيد الماهيات بميزان السلب. فتعيين ما هو مُشْكل في اختزال خواصه إلى قاعدةٍ، أو كون (من الكيانية ـ الحضور في نشأةٍ)، يتوجب فيه التقريب بالنظر إلى ما ليس في خصائصة. فإن رُوْمَ تدبيرُ حَصْر للمُطْلَقِ، مثلاً، قيل هو ما لا يتحصَّل بهوية فيها سمةُ الظَّرفية. وإن أريدَ وصفُ القِدَم جوهراً قيلَ هو ما لا يتوجَّه إلى عَدَمٍ ولا إلى وجودٍ. فاعْلمْ أننا إذا أخذنا الشعر بآلة التحديد نَحَوْنَا إلى تأكيده صحَّة بعافية نقيضه، فقلنا: الشِّعر هوما ليس بنثر. أي: عولنا على السَّلب في الاجتهاد المحمود، بلا غلواء ـ على مذاهب اليقينيِّين في ترتيب المدارس وسَنَنِها ـ يُحَرِّف قصدَ السعي العقلي إلى كشوفٍ فيغلق الممكنات على حاصلٍ منها. فيما موجبُ العقل في تشريع القواعد أنه يسنُّها على حكم احتمالاتها، وسيروراتها، بلا إبرامٍ نهائيٍّ لا يترك لأيِّ عقلٍ "قادمٍ" نجابَة السلوك إلى عقدٍ جديد مع المعاني. [/FONT][FONT=&quot][/FONT] [FONT=&quot]للنثر خصائصه المبوَّبة على أغراضٍ ولغات. ونعني باللغات البيانَ المتَّصف بتمهيد المعاني لضرورات القول حذاقةً، وتدبير أحوال المطابقات اللازمة بين الفكرة ونسْجِها قولاً. فماذا يكون الشِّعر، إذاً، مادام النقيضُ معلومَ الصفة والحال، والقوام؟. إنه، قطعاً، ذلك القول الذي لا يُنْجِد العقلَ ـ المتَّصِفَ بترتيب المعقولات على نسق الشهادة اللسانية ـ كي يحظى بتبعية إضافية من مناسك البيان. وهو المجابهة بالحيلة لِمَا لا يقدر النثر على توليد قصدٍ له، مادام النثرُ هو مجابهةُ القصد للمعاني الموكلة بمنافع المخاطبة تدويناً ومشافهةً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT] [FONT=&quot]أأجملنا الأمرَ على تحديد مَّا؟. ذلك مالا مستطاع لقُوى النَّظر على إبرامه، لأن المسألة كلها خصيصةُ ذوقٍ إنشائيٍّ، كما في علم التسليم الموقوف على الإشارات المتعيِّنة عن علل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
...................................................................سليم بركات
 
أعلى