أوسكار عامودا
أوسكار عامودا
... إني مثقف بقلبي ...مُفكر عظيم بأحاسيسي .. وليس على الأوراق .... حينما نعجز على إستيلاد جُمَل وتعابير للنطق بها ..... هكذا ما يخطر على بالنا ......
والإجابة أو الحديث وإبذال جُهدْ لإظهار جُزء قليل من خيال الإبداع .. هي عبارة عن تداعي لأفكار هشّة ومهترئة بعض الشيء وليس عرض منظم لموضوع ما ... فالحديث تراهُ أحياناً يحشوه بِما يُلائم .. وبِما لا يُلائم .. هو تكرار كلمات ومعلومات تكون أقرب إلى تكديسها .. أكثر من تنسيقها وترتيبها ...
نكتفي بالمعرفة الحدسية لإننا نعجز عن الغوص في تحليل التفاصيل والمقارنة فيما بينها ........ وهذه غلطة في الإكتفاء بالقشور الخارجية التي تُشكل عادة قناعاً يُخفي الحقيقة بقدر مايُعبر عنها .... وكُل حقيقة تُخفي وراءها حقيقة أُخرى أكثر محورية منها .... وبهذا المعنى كل حقيقة قناع ... لابُدَّ من تجاوزها عمقاً وإتساعاً إذا أردنا الإرتقاء بالمعرفة الإنسانية للوجود ...
أما العجز عن استيعاب ماهو جديد ... والخوف الذي زُرع فينا منذ الطفولة ... والخوف من شرور الآخرين ومن ظروف الحياة ... مُجمِل هذه العوامل تُثير في أنفسنا القلق وإحساس بإنعدام الأمان لذلك نخشى التغيير والتجريب ونتشبث بالقديم والمألوف ... ونتمسك بِشدة بالمظاهر التي تُشكل سِتراً واقياً لبؤسنا الداخلي .... فالتغيير والمستقبل تصبح أزمة وجودية لدينا ... فنتعمد الهروب إلى الماضي الخُرافي أو الواقعي الذي قد نجد فيه بعض العزاء .... ونتمسك بأوهام الخلاص السحري من خلال معجزة ما ....
نُعاني من سوء التنظيم الذهني في التصدي للواقع ... ونتعامل معه بدون خطة مسبقة ... فالعشوائية والتخبط أصبحت ميزة عمياء لدينا ... فبدلاً من تنظيم واقعنا الفكري والسيطرة عليه ...نُزيد من حدة مايبدو عليه من فوضى وإنعدام في التماسك ... فنقع في الغموض والحيرة .. مما يجعلنا نلجأ إلى التمنيات بخروج سحري من المآزق ...
رُبما ورُبما ورُبما ... نحنُ جميعاً أُسراء الظروف اليومية ... فنفرط في فرحنا .. ونُفْرَض في تشاؤمنا غصباً .........
