"إذا امتحن الدنيا لبيب تكشَّفتْ
له عن عدوًّ في ثياب صديقِ
عليك بدارٍ لا يزول ظلالُها
ولا يتأذى أهلُها بمضيق
فما يبلغُ الراضي رضاهُ ببلغة ٍ
ولا ينقعُ الصادي صداه بريق"
ما كانت عيناك تشبعان من عينيّ
وهما تنطويان بأسى تحت أجفان ثقيلة
لأن حبنا يحتضر".
قالت
"مع أن حبنا يحتضر دعنا مرّة بعد
نقف سوية على الضفة الموحشة للبحيرة
في هذا الوقت الكئيب
حين ينام الوله, كطفل فقير منهك
وتبدو النجوم هائلة البعد, وقبلتنا الأولى
قصيّة, وآه, كم هرم قلبي
ومشيا فوق الأوراق الذابلة ساهمين
ثم أجابها بهدوء, ويده في يدها:
"طالما أنهك العشق قلبينا الهائمين".
كانت الأشجار تتخلى عن أوراقها الصفراء
من حولهما,
والأوراق تتساقط كالشهب في الحلكة, وإذا
بأرنب سمين أعرج يجتاز الطريق
يطارده الخريف: فوقفا مرّة بعد
على الضفة الموحشة للبحيرة
والتفت إليها فلاحظ
أنها شكلت صدرها وشعرها
بأوراق ذاوية, بليلة مثل عينيها
لعلها لملمتها بهدوء.
قال: "آه لا تكتئبي لأننا منهكان,
ثمة حب آخر وأكثر بانتظارنا
لا تتوقفي عن الحب, والكراهية حين تيأسين
أمامنا الأبد, وأرواحنا
حب وفراق, أبداً".
"كلّ الرايات المنفيّة قد عادت ,
يا وطني..
إلاّ رايتك المنفيّة من أفق
ترتحل إلى أفق ,
في سوق – لصوص الرايات - ,
تباع بلا ثمن ,
صاح – النخّاس – تقدّم , بالحنجرة الملعونة ,
والحشوّة بالخطب ,
خذها لا تخجل
خذ راية وطني ,
ما أرخصها بجناح من – ورق - ,
أو سيف من خشب ,
ضفّر منها إكليلا من ريش
لتزيّن رأس – الديك الهرم –
الصائح في كلّ الأسطح
والرّاقد في كلّ السرر
لكن من يتبع في وطني ؟
خطوات السيف الخشبي ؟
من يلقي
سنبلة واحدة في طاحون من ورق ؟
ألقوا بإكليل الرّيش ,
وألقوا بالسيف الخشبي ,
ما زال من الرّاية خيط ,
ينمو في ريحك .. يا وطني"
"تتمشّى في جمالٍ، مثـلَ لـيل
سَماواتٍ تتلألأ فيها النجوم ولا غيوم ،
وأحسنُ ما في الظّلام وما في الإشراق
يلتـقي كلّـُه في طلعـتها وفي عيـنيها؛
لذا أيْـنَعَ إلى ذلك الضِّياءِ الرقيق
الذي تَحرِمُ السّماءُ النهارَ المُبَهْرَجَ منه..
ظِلّ ٌ واحد أكثرُ، وشعاعٌ واحد أقلّ، ,
أضعفا التألّقَ غيرَ المسمّى
الذي يتموّج في كلّ خُصلةٍ غُرابيّةٍ سوداءَ
إلى نصـفه،
أو يتـألّـقُ برقَّـةٍ فـوقَ مُحَـيّـاها؛
حيث تُفصِحُ أفـكارٌ بعُـذوبةٍ رائقة
كمْ هو نقيّ، كمْ هو غالٍ موقعُها.
وعلى تلك الوجنةِ، وفوق ذاك الجَّبين،
ناعمةٌ جدّاً، هادئةٌ جدّا، بلْ وذكيّـةٌ،
البسَماتُ التي تنتصر، والتّظاليلُ التي تتوهَّجُ،
ولكنْ تُخبِـرُ عن أيام انقضتْ في هناء،
فِـكـرٌ هادئ مع كلِّ شيء دونَه،
قلبٌ حبّـُه بـرئ!"
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.