إنعقاد المؤتمر القومي االكوردي يداوي داء الكورد

G.M.K Team

G.M.K Team
gaf.jpg

بقلم: غفور مخموري
منذ مدة تواجه كوردستان تهديداً كبيراً للارهابيين، وهم في هجماتهم هذه يهدفون الى إحتلال ارضنا وهدم البنية التحية لكوردستان وقتل عام الشعب الكوردي ومكونات كوردستان الاخرى، وهذا يعني ان في نيتهم تنفيذ الإبادة الجماعية لكوردستان ارضاً وشعباً. حيث ان الارهابيين في هجومهم هذا يقصدون كوردستان ارضاً والكورد شعباً ولا يفكرون في تكوين الكورد من كم حزب او كم لون، كما ينظرون الى الكورد بعين واحدة ويحاولون ابادته الجماعية، لذا علينا نحن الكورد ان نقوم بمواجهتهم كالكورد، وهذا يعني ان ننأى عن الروح الحزبية وبالمقابل ان نتخندق بوجههم بروح كوردية.
وعلى الرغم من هجمات الارهابيين الجارية علينا، فان هناك محاولات من اطراف عدة لإضعاف الوحدة والاجماع الكوردي والقضاء عليهما، وللاسف ان بعض وسائل الاعلام الكوردستانية تلعب دوراً سلبياً من هذا الجانب، بحيث تحاول إبراز اصغر خلاف بين الاطراف وتكبيره اكثر من حجمه، في حين ان مهمة الاعلام والاعلاميين هي نقل الاحداث مثل ما هي وايصال معلومات صحيحة للمواطنين، غير انه وللاسف في الكثير من المرات ان الاعلام الكوردي ينسى مهمته الحقيقية ويقوم بفعل ما يخدم مصلحة الاعداء بشكل من الاشكال. ومن الاجدر ان تتعامل وسائل الاعلام بيقظة ولحذر مع الاحداث في ظل هذا الوضع الحساس لكوردستان، وتحافظ على الامن القومي وتراعي المصلحة العليا لشعبنا. كما انه من الضروري جداً في هذا الوقت، ان تكون اجهزة ووسائل الاعلام الكوردستانية وسيلة لوحدة واجماع الشعب الكوردستاني وتدافع عن ارض وشعب كوردستان. وعلى الاعلاميين ان يتعاملوا بروحية الپێشمەرگە مع الاحداث في هذا الوضع بحيث أية كلمة ينطقون بها تكون بمثابة رصاصة بوجه الاعداء ولا شك ان قنوات ووسائل الاعلام بامكانها ان تكون عاملاً قوياً لتحقيق الوحدة والاجماع ويجب عليهم القيام بهذا الدور ويكونوا خميرة لوحدة وإجماع شعب كوردستان.
وفي الوقت ذاته، على القيادة السياسية الكوردستانية القيام باصلاح الشقوق الواقعة في وحدة وإجماع الاطراف السياسية الكوردستانية في الوقت الحالي. ويمكن فعل هذا عبر تنظيم المركز السياسي لكوردستان وإجراء الاستشارة والحوار بين كافة الجهات السياسية وعدم تهميش أية جهة، حيث ان عدم رؤية بعضنا بعضاً وتهميش بعض الجهات وتقديم بعض اخر في هذه المرحلة يضر بوحدة الكورد وإجماعه كما يجب ان تؤخذ المصلحة العليا القومية بنظر الاعتبار في هذا الوضع الحساس ووضع الخلافات والصراعات الحزبية على جانب.
ونحن الكورد مهددون من كل الاطراف، وها هنا قد فتحت جبهة واسعة للارهابيين ضدنا في جنوب كوردستان وقاموا بالابادة الجماعية ضد سكان سنجار بابشع طريقة، كما ان في غربي كوردستان فان الارهابيين ماضون في شن الهجمات على المدن والقصبات والقرى في غرب البلاد، ونرى الان باعيننا كيف يهاجمون وباشع طرق على مقاطعة (كانتون) كوباني ويقتلون اهلها ويهجرونهم. وفي شمال كوردستان، فان عملية السلام وصلت الى طريق مسدود، وقد تستأنف الحرب كما ان في شرق كوردستان بات النشاط المسلح يبدأ من جديد،حيث يدل كل هذه الامور على ان القضية الكوردية قد دخلت مرحلة حساسة ومصيرية، وان هذه المرحلة الحساسة والمصيرية بحاجة الى وحدة وإجماع الكورد. ولكي تبنى هذه الوحدة والاجماع علينا ان نفكر في وسيلة ما لتكون مظلة قومية على مستوى كوردستان الكبرى ونجتمع تحتها.
ان عقد المؤتمر القومي الكوردستاني لكافة القوى والاطراف السياسية وعلى مستوى كوردستان الكبرى ضرورة موضوعية وتاريخية، وهو مهمة آنية لنضال شعب كوردستان في هذه المرحلة، حيث ان المؤتمر القومي في الوقت الحالي يصبح البيت الكبير للكورد كافة ومظلة مشتركة لجميع الجهات السياسية كما يكون عاملاً رئيساً وقوياً لوحدة واجماع الكورد. وان المؤتمر يكون في الوقت ذاته قوة تمنح العزم والإرادة لشعب كوردستان في حربه ضد داعش، وعلى المستوى الخارجي تتم قراءة اخرى للقضية الكوردية، حيث يصبح الكورد رقماً قوياً وسط المعادلات السياسية للمنطقة والعالم.
في الوضع الآني لكوردستان نحتاج الى تجميع القوى والقدرات، وليس تشتتها، ولاداء هذا علينا ان ننزع ملابس الغرور والتكبر، ونرتدي بالمقابل ملابس التواضع والپێشمەرگایەتى الحقيقية، ونفكر كورديا وكوردستانياً، ونرى جميع الناس والجهات بعيون مفتوحة وكوردستانية، حيث ان العمل بهذا الاتجاه يقربنا من الانتصار ويوصلنا الى الهدف، واذا لم نفعل هذا إذن نقوم بخطاَ استراتيجي فتاك.
وان عقد المؤتمر القومي يجمع قوانا وقدراتنا، وفي الوقت ذاته يصبح عاملاً للابتعاد عن تهميش احدنا للآخر، وبهذا فان المسؤولية التأريخية تقع على عاتق جميع الاطراف الكوردستانية. وان لم نفعل هذا في الماضي، علينا ان نقوم به الان، كوننا نواجه تهديداً وخطراً كبيرين، وبامكاننا القول اننافي مواجهة حرب البقاء من عدمه. واذا لم نقم بقبول الاخر والتوحد في هذا الوقت، إذن من الأفضل متى نقوم به؟!
نحن الكورد اصابنا مرض مزمن قاتل منذ زمن بعيد وهو مرض عدم تقبل الآخر، وان عدم معالجته يضعفنا اكثر ويجعلنا ان نكون بدون القدرة ولذلك علينا ان نقوم بمعالجة هذا المرض باسرع وقت، كما ان افضل علاج لهذا المرض هو وحدة الصف والاجماع الكوردي وتقبل الاخر. ولا شك ان هذا سيحقق عبر انعقاد المؤتمر القومي الكوردي والوقت الحالي وقت ملائم ليقوم جميع الجهات السياسية لكوردستان الكبرى بهذه المهمة القومية والوطنية من منظور قومي وبعيداً عن المصالح الحزبية والتي هي عقد المؤتمر القومي كي يلتئم ويداوي جروح وأدواء الكورد.
 
أعلى