"ديار بكر"..حلبة صراع بين "المجتمع الديمقراطي " و"العدالة والتنمية " في الإنتخابات المقبلة
أنقرة – وكالات – الكردية نيوز
يتوقع خبراء ان يشتد التوتر في مدينة ديار بكر الكردية بين حزب المجتمع الديمقراطي الكوردي وحزب العدالة والتنمية "في الإنتخابات المقبلة على مدينة ديار بكر حيث ان المدينة مهمة للطرفين في تحديد مصير القضية الكوردية ومشروع اردغان في حسم تلك القضية .
وديار بكر هي اكبر مدينة في جنوب شرق تركيا الفقير وهي ساحة معركة في الانتخابات المحلية التي ينظر اليها على أنها استفتاء على حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
تجارب سابقة
ويسعى حزب العدالة والتنمية الى كسب شرعية جديدة بعد أن أفلت بالكاد عام 2008 من محاولة قانونية من قبل خصومه العلمانيين لحظره لممارسته أنشطة اسلامية.
ومن شأن تحقيق فوز حاسم في الانتخابات المحلية أن يقوي قبضة الحزب على السلطة ويعطيه دفعة لمواصلة سياساته بما في ذلك التعهد باصلاح الدستور المستلهم من الجيش وهي مسألة أساسية لمسعى أنقرة للانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي.
لكن مخاوف من أن البلاد تنزلق الى الكساد نتيجة للازمة الاقتصادية العالمية والبطالة المتزايدة ومزاعم بالفساد كلها تمثل تحديات جديدة لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية.
أرض المعركة
في ديار بكر يخوض حزب العدالة والتنمية صراعا على الاصوات ضد حزب المجتمع الديمقراطي الموالي للاكراد. وسيقوم اردوغان الذي يعتزم القيام بدعاية انتخابية في 60 مدينة بزيارة لديار بكر قريبا. وقال مستشار لاردوغان "يجب أن نفوز بديار بكر حيث ان حل المسألة الكردية أساسي لاستقرار تركيا."
وحصل حزب العدالة والتنمية - الذي كان ينظر اليه ذات يوم على أنه دخيل على السياسة الكردية التي تدار بأسلوب الضيعة الشخصية - على اكبر عدد من الاصوات في الاقاليم الكردية في انتخابات عام 2007 اعتمادا على وعود بتوسيع نطاق الحقوق للاقلية الكردية وتحقيق الرخاء الاقتصادي.
لكن حزب العدالة والتنمية يعتقد أنه اذا أزاح حزب المجتمع الديمقراطي من معقله ديار بكر سيعطي هذا الحكومة اليد العليا في حل الصراع الكردي المستمر منذ عقود من الزمن.
ماذا يعني الفوز بديار بكر ؟
وقال دوجو ارجيل خبير الشؤون الكردية "بالنسبة لحزب العدالة والتنمية يعني الفوز بديار بكر نهاية النضال المسلح الكردي. ويعتقد حزب العدالة والتنمية أن السبيل لتطبيع الجنوب الشرقي سيكون من خلال الاستثمار وتحسين مستويات المعيشة."
ودعمت الحكومة الانفاق الاجتماعي والمساعدات للفقراء ويقول منتقدون ان هذا يفسر تباطؤ انقرة بشأن اتفاق للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي والذي يأتي بطبيعة الحال مع وضع حدود للانفاق.
في ديار بكر قامت الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية على الحاجة الى بناء البنية التحتية ومكافحة نسبة البطالة المرتفعة التي غذت صفوف حزب العمال الكردستاني لعقود من الزمن.
ويقول حزب المجتمع الديمقراطي الذي يواجه احتمال صدور حكم محكمة بحظر نشاطه بسبب صلاته المزعومة بحزب العمال الكردستاني ان حزب العدالة والتنمية يلعب لعبة سياسية ولا يريد حل المسألة الكردية.
الحلول المنتظرة
وأشار صلاح الدين ديميرتاس نائب رئيس كتلة حزب المجتمع الديمقراطي بالبرلمان "حزب العدالة والتنمية لا يقدم حلولا لمشاكل الشعب الكردي" مضيفا أن جذور العنف تكمن في نقص الحقوق الاجتماعية والثقافية والحقوق السياسية للاكراد.
وقال ديميرتاس "اتبع سياسة حرب عبر شن عمليات عسكرية داخل وخارج الحدود" مشيرا الى حملة عسكرية من الغارات الجوية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في تركيا وشمال العراق المجاور.
وحتى قائد الجيش التركي الجنرال ايلكر باسبوغ يعترف بأن الجيش وحده ربما لن يستطيع اصلاح المشكلة الكردية.
وأنكرت تركيا لعقود من الزمن وجود الاكراد كجماعة عرقية وتم حظر اللغة الكردية. لكن نتيجة للضغوط التي مارسها الاتحاد الاوروبي تم تخفيف القيود على استخدام اللغة الكردية.
كسر المحرمات وخطوات على الأرض
وفي 2005 كسر اردوغان المحرمات حين اعترف بأن تركيا لديها "مشكلة كردية." وساعد اطلاق قناة باللغة الكردية على التلفزيون الحكومي الشهر الماضي قال فيها اردوغان جملة "حظا سعيدا" بالكردية في احراز رئيس الوزراء نقاطا بين ملايين الاكراد.
لكن منتقدين قالوا ان اردوغان قام بتغريب الناخبين الاكراد في الاونة الاخيرة عبر استخدام نبرة قومية وتبني موقف اكثر ميلا الى أسلوب الصقور تجاه حزب العمال الكردستاني والمسألة الكردية بوجه عام.
وتشير استطلاعات الرأي الى أن احتمالات فوز حزب العدالة والتنمية وحزب المجتمع الديمقراطي متساوية في ديار بكر ومدن أخرى في الجنوب الشرقي.
التوتر القائم
ومع اقتراب الانتخابات ازداد التوتر في ديار بكر. واشتبك الاف المحتجين الاكراد مع الشرطة مطلع الاسبوع الماضي حيث كانوا يحيون الذكرى السنوية العاشرة لالقاء القبض على الزعيم الانفصالي عبد الله اوجلانورشق كثيرون من المحتجين مقر حزب العدالة والتنمية في ديار بكر بالحجارة.
وأسهمت السياسة الداخلية التركية في شعور متزايد بأن الحكومة باتت اكثر اضطرابا في التعامل مع اقتصاد ضعيف ويأمل مستثمرون في أن يضطلع اردوغان بالامور الملحة مثل الاصلاحات اللازمة للانضمام للاتحاد الاوروبي متى تنتهي الانتخابات.
وكتب فولفجانج بيكولي المحلل بمؤسسة يوراسيا في ملحوظة الاسبوع الماضي "بعد الانتخابات المحلية لن يكون لدى حزب العدالة والتنمية مزيد من الاعذار لتأجيل نتيجة الترتيبات الخاصة بقرض جديد من صندوق النقد الدولي واستئناف عملية الاصلاح
أنقرة – وكالات – الكردية نيوز
يتوقع خبراء ان يشتد التوتر في مدينة ديار بكر الكردية بين حزب المجتمع الديمقراطي الكوردي وحزب العدالة والتنمية "في الإنتخابات المقبلة على مدينة ديار بكر حيث ان المدينة مهمة للطرفين في تحديد مصير القضية الكوردية ومشروع اردغان في حسم تلك القضية .
وديار بكر هي اكبر مدينة في جنوب شرق تركيا الفقير وهي ساحة معركة في الانتخابات المحلية التي ينظر اليها على أنها استفتاء على حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
تجارب سابقة
ويسعى حزب العدالة والتنمية الى كسب شرعية جديدة بعد أن أفلت بالكاد عام 2008 من محاولة قانونية من قبل خصومه العلمانيين لحظره لممارسته أنشطة اسلامية.
ومن شأن تحقيق فوز حاسم في الانتخابات المحلية أن يقوي قبضة الحزب على السلطة ويعطيه دفعة لمواصلة سياساته بما في ذلك التعهد باصلاح الدستور المستلهم من الجيش وهي مسألة أساسية لمسعى أنقرة للانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي.
لكن مخاوف من أن البلاد تنزلق الى الكساد نتيجة للازمة الاقتصادية العالمية والبطالة المتزايدة ومزاعم بالفساد كلها تمثل تحديات جديدة لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية.
أرض المعركة
في ديار بكر يخوض حزب العدالة والتنمية صراعا على الاصوات ضد حزب المجتمع الديمقراطي الموالي للاكراد. وسيقوم اردوغان الذي يعتزم القيام بدعاية انتخابية في 60 مدينة بزيارة لديار بكر قريبا. وقال مستشار لاردوغان "يجب أن نفوز بديار بكر حيث ان حل المسألة الكردية أساسي لاستقرار تركيا."
وحصل حزب العدالة والتنمية - الذي كان ينظر اليه ذات يوم على أنه دخيل على السياسة الكردية التي تدار بأسلوب الضيعة الشخصية - على اكبر عدد من الاصوات في الاقاليم الكردية في انتخابات عام 2007 اعتمادا على وعود بتوسيع نطاق الحقوق للاقلية الكردية وتحقيق الرخاء الاقتصادي.
لكن حزب العدالة والتنمية يعتقد أنه اذا أزاح حزب المجتمع الديمقراطي من معقله ديار بكر سيعطي هذا الحكومة اليد العليا في حل الصراع الكردي المستمر منذ عقود من الزمن.
ماذا يعني الفوز بديار بكر ؟
وقال دوجو ارجيل خبير الشؤون الكردية "بالنسبة لحزب العدالة والتنمية يعني الفوز بديار بكر نهاية النضال المسلح الكردي. ويعتقد حزب العدالة والتنمية أن السبيل لتطبيع الجنوب الشرقي سيكون من خلال الاستثمار وتحسين مستويات المعيشة."
ودعمت الحكومة الانفاق الاجتماعي والمساعدات للفقراء ويقول منتقدون ان هذا يفسر تباطؤ انقرة بشأن اتفاق للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي والذي يأتي بطبيعة الحال مع وضع حدود للانفاق.
في ديار بكر قامت الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية على الحاجة الى بناء البنية التحتية ومكافحة نسبة البطالة المرتفعة التي غذت صفوف حزب العمال الكردستاني لعقود من الزمن.
ويقول حزب المجتمع الديمقراطي الذي يواجه احتمال صدور حكم محكمة بحظر نشاطه بسبب صلاته المزعومة بحزب العمال الكردستاني ان حزب العدالة والتنمية يلعب لعبة سياسية ولا يريد حل المسألة الكردية.
الحلول المنتظرة
وأشار صلاح الدين ديميرتاس نائب رئيس كتلة حزب المجتمع الديمقراطي بالبرلمان "حزب العدالة والتنمية لا يقدم حلولا لمشاكل الشعب الكردي" مضيفا أن جذور العنف تكمن في نقص الحقوق الاجتماعية والثقافية والحقوق السياسية للاكراد.
وقال ديميرتاس "اتبع سياسة حرب عبر شن عمليات عسكرية داخل وخارج الحدود" مشيرا الى حملة عسكرية من الغارات الجوية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في تركيا وشمال العراق المجاور.
وحتى قائد الجيش التركي الجنرال ايلكر باسبوغ يعترف بأن الجيش وحده ربما لن يستطيع اصلاح المشكلة الكردية.
وأنكرت تركيا لعقود من الزمن وجود الاكراد كجماعة عرقية وتم حظر اللغة الكردية. لكن نتيجة للضغوط التي مارسها الاتحاد الاوروبي تم تخفيف القيود على استخدام اللغة الكردية.
كسر المحرمات وخطوات على الأرض
وفي 2005 كسر اردوغان المحرمات حين اعترف بأن تركيا لديها "مشكلة كردية." وساعد اطلاق قناة باللغة الكردية على التلفزيون الحكومي الشهر الماضي قال فيها اردوغان جملة "حظا سعيدا" بالكردية في احراز رئيس الوزراء نقاطا بين ملايين الاكراد.
لكن منتقدين قالوا ان اردوغان قام بتغريب الناخبين الاكراد في الاونة الاخيرة عبر استخدام نبرة قومية وتبني موقف اكثر ميلا الى أسلوب الصقور تجاه حزب العمال الكردستاني والمسألة الكردية بوجه عام.
وتشير استطلاعات الرأي الى أن احتمالات فوز حزب العدالة والتنمية وحزب المجتمع الديمقراطي متساوية في ديار بكر ومدن أخرى في الجنوب الشرقي.
التوتر القائم
ومع اقتراب الانتخابات ازداد التوتر في ديار بكر. واشتبك الاف المحتجين الاكراد مع الشرطة مطلع الاسبوع الماضي حيث كانوا يحيون الذكرى السنوية العاشرة لالقاء القبض على الزعيم الانفصالي عبد الله اوجلانورشق كثيرون من المحتجين مقر حزب العدالة والتنمية في ديار بكر بالحجارة.
وأسهمت السياسة الداخلية التركية في شعور متزايد بأن الحكومة باتت اكثر اضطرابا في التعامل مع اقتصاد ضعيف ويأمل مستثمرون في أن يضطلع اردوغان بالامور الملحة مثل الاصلاحات اللازمة للانضمام للاتحاد الاوروبي متى تنتهي الانتخابات.
وكتب فولفجانج بيكولي المحلل بمؤسسة يوراسيا في ملحوظة الاسبوع الماضي "بعد الانتخابات المحلية لن يكون لدى حزب العدالة والتنمية مزيد من الاعذار لتأجيل نتيجة الترتيبات الخاصة بقرض جديد من صندوق النقد الدولي واستئناف عملية الاصلاح
