أحوال جبل الكُرد في العهد الفرنسي




د. محمد عبدو علي


هاجمت قوات الحلفاء ممتلكات الدولة العثمانية في شرقي المتوسط عام 1916. فتراجعت القوات العثمانية بقيادة مصطفى كمال نحو مدينة "أضنه" وأواسط الأناضول" "، فدخلت الفرقة الهندية من القوات الإنكليزية إلى مدينة كلس في شهر كانون الأول من عام 1918، ثم احتلت باقي ولاية حلب وتوغلت شمالاً حتى عنتاب ومراش.
بعد ذلك بعام واحد، أي في شهر تشرين الثاني عام 1919 تسلمت القوات الفرنسية ولاية حلب من الإنكليز، ودخلت منطقة جبل الأكراد وكلس من جهتين، الأولى: من جهة محطة "ميدان أكبز" حيث خط القطار، والثانية: من قرية الحمام إلى جنديرس وصولاً إلى محطة قطار قطمه، واتخذت من محطة "قطمه" مركزا رئيسيا لقواتها.
لاقت القوات الفرنسية التي احتلت سوريا أول مقاومة لها في منطقة عفرين، حيث أطلق المجاهد محو بن إيبو شاشو الرصاصة الأولى في مواجهتها في كافة أرجاء سوريا" ".
وأثناء الدعوة لتشكيل القوات الشعبية Qîwayî milî التي سميت بالـ "جه ته Çete" بقيادة مصطفى كمال، كان من بين الذين شاركوا في اجتماعها التأسيسي" " من منطقة عفرين الحالية، كلٌ من: عبدو خوجه، محو إيبو شاشو، حج حنان شيخ إسماعيل، سيدو ديكو، أحمد روتو، وآخرون، وكانت الأكثرية الساحقة من تلك القوات في مناطق شرقي الأناضول من الأكراد.
بدأت القوات الشعبية بقتال الفرنسيين، وقامت بالعديد من عمليات المقاومة في نواحي عنتاب وكلس وجبل الأكراد. وأقدم أحد زعمائها المدعو "سقيب" وفرقته على مهاجمة القوات الفرنسية في محطة قرط قلاق للقطار "شمالي مدينة عفرين"، ثم قتل في إحدى مواجهاته مع الفرنسيين قرب قرية "بيك أوباسي" Gundê Bêkê في ناحية بلبل. وبعد مقتل قائد الـ "جته" المدعو شاهين على طريق كلس- عنتاب" "، تم تعيين جنبلاط قائداً لتلك القوات، فجرت مصادمات عديدة مع القوات الفرنسية، كانت نتيجتها تغيير الحكومة الموالية للفرنسيين في كلس، وتعيين عبدالرحمن جان بولات رئيسا جديداً لها. وهو من الأشراف القدماء، وسليل الأسرة الجان بولاتية المندية الكردية، حكام كلس القدماء.
وفي تشرين الأول من سنة 1920 جرى اتفاق بين الحلفاء والحكومة العثمانية الجديدة في أنقرة حول خط الحدود في منطقة كلس، تم خلاله وضع الحدود الجديدة بين مناطق النفوذ الفرنسية والدولة التركية الحديثة، وذلك بموجب خط "اللنبي Elênb" الضابط الفرنسي.
وفي 7 كانون الأول عام 1920 دخلت القوات الشعبية "التركية" كلس، واستلمت الحكومة من الفرنسيين. وقامت لجنة فرنسية - تركية برسم الحدود في كافة نواحي قضاء كلس، تم بموجبه ضم ثلثي أراضيه إلى منطقة الاحتلال الفرنسية، وهي نواحي جوم Cûm وشيخ الحديدŞiyê وآمكا Amka وبلبل Oqce 'Ezdîn وشكاكŞikak وقره جه Qerece "يعتقد أنها ناحية عشيرة رشوان". [راجع الفصل الثاني من الكتاب حول التقسيمات الإدارية العثمانية].
استقبل تقسيم المنطقة وسكانها من قبل أبناء ج. الكرد بالاستنكار، واعتبروا الاحتلال الفرنسي سبباً مباشراً لتمزيق وحدتهم الاجتماعية، وأراضيهم وعائلاتهم. ولنفس السبب قاومه أبناء الجبل، وحاربوا القوات الفرنسية لأكثر من ثلاثة أعوام، وقعت خلالها مواجهات عديدة بين السكان والقوات الفرنسية، وتكبد الطرفان خسائر كبيرة، وكان من بين الشهداء بعض زعماء المقاومة الكردية من أمثال محو إيبو شاشو "من قرية Baska في سفوح جبال الامانوس وTekbîqli Ĥecî "ذو فردة الشارب الواحدة" " "، ومصطفى جولاق ورشيد حج رسول وآخرون.
ونذكر هنا بعض أبرز تلك المواجهات والمعارك التي شهدتها منطقة ج.الكرد.
في بداية دخول الفرنسيين، حدثت مواجهات عديدة بين محو إيبو شاشو ورفاقه وبين الجنود الفرنسيين، كانت أعنفها تلك التي وقعت قرب بلدة "قرق خان" في لواء اسكندرون. كما هاجم "محو" برفقة "أحمد حاجي ته ك بيقلي" Tek bîqli Ĥecî وبكر آغا من قرية سنارة وآخرين الحامية الفرنسية في قرية الحمام، التابعة حاليا لناحية جنديرس، فأوقعوا فيها خسائر كبيرة. كما شارك كل من "محو وحاجي" وآخرون من القوات الشعبية في إخراج الفرنسيين من مناطق كلس وعنتاب، حيث استشهد حاجي في إحدى المعارك. أما بكر آغا ابن حج مصطفى" " فقد اعتقلته القوات الفرنسية وتوفي في سجن خان استانبول في حلب عام 1922.
وفي عام 1919 كان الزعيم السوري الكردي الأصل إبراهيم هنانو، "من قبيلة رشوان الكردية"، قد أعلن عن تشكيل حكومة وطنية وجيش في شمالي سوريا، واختار بلدة "ريحانية" مركزاً لها. وخاض مع رجاله أكثر من 27 معركة في مناطق انطاكية، وجبل الزاوية. إلا أن قواته حُلَت بناء على أوامر من الملك فيصل، فسلم حارم إلى الفرنسيين وغادر إلى فلسطين، فأعتقله الإنكليز وسلموه إلى القوات الفرنسية.
و في تلك الفترة أيضا، اجتمع زعماء مناطق "بيان، وشيخان، وآمكا"،من السادة: سيدو آغا ديكو، وحج حنان شيخ إسماعيل، وأحمد روتو Eĥmedê Rûtê وأصلان آغا، وشكلوا قوة كبيرة بلغت مئات المقاتلين، خاضوا بها معارك عديدة ضد القوات الفرنسية. من أهمها، تلك التي وقعت في Gelî Tîra "وادي النشاب"، حيث قطع المقاومون خط الحديد المار فيه، فأدى ذلك إلى تدهور القطار وسقوطه في الوادي، مما أدى إلى مقتل العديد من الجنود والضباط، وأسر آخرين. وفي موقعة "حَسَاري" Ĥesarê كَمَنَ المقاومون للقوة الفرنسية المتوجهة إلى قرية Bêkê ، معقل أحد زعماء المقاومة "حج حنان"، فأسروا قائدها، واستولوا على عتادها، وقتل الكثير من أفرادها.
وحينما أيقنت الإدارة الفرنسية في ج.الكرد صعوبة إخضاع سكان الجبل بالقوة العسكرية، لجأوا إلى بناء علاقات خاصة مع بعض أقرباء زعماء المقاومة، وكان من أبرزهم "حج رشيد شيخ إسماعيل " الملقب Kor Reşît ، واستطاع المذكور، إقناع شقيقه الأصغر حج حنان وقريبه سيدو آغا ديكو، بالتوقف عن أعمال المقاومة مقابل العفو عنهم. أما رجال المقاومة الآخرين، ومن أبرزهم أحمد روتو، ورفيقه أصلان آغا، فقد رفضا إلقاء السلاح، فأعد الفرنسيون في أواخر عام 1923 قوات كبيرة للقضاء عليهما، وتمكنت من بلوغ هدفها، بعد أن قصفت قرية أحمد روتو بالمدفعية من محطة قرط قلاق للقطار، فدمرت داره وأحرقت بعض ممتلكاته، وأخيرا تمكنت من إلقاء القبض عليه، وأودعوه السجن في حلب. لكنه تمكن من الفرار ولجأ إلى تركيا، فقلدته السلطات التركية رتبة عسكرية. حينها، أرسل "نوتاري" ضابط الاستخبارات الفرنسي من يقنع أحمد روتو بالعودة إلى سوريا، والتعويض عليه عن الخسائر التي ألحقت به، إلا أنه رفض العرض، وبقي هناك حتى صدور عفو عام سنة 1926، فعاد إلى مسقط رأسه.
أما أصلان آغا فقد أصبح ملاحقا من قبل الفرنسيين، وبقي يقاتل إلى أواخر عام 1923، في معقله بجبل هاوار، إلى حين صدور العفو عن المجاهدين، فعاد إلى قريته. ولكنه استمر في مناهضة الاحتلال، حتى صدر عام 1939 الحكم بإعدامه، عليه، بسبب تعاونه مع حركة المريدين المناهضة للفرنسيين، مما اضطره الهرب إلى تركيا، وبقي فيها حتى عام 1941، ليعود بصدور عفو عام.
وبعد عامين ونصف من المقاومة المسلحة، تمكنت القوات الفرنسية" " من الدخول إلى الجبل بالاتفاق مع الوجهاء على الشروط التالية" ":
-
العفو العام عن جميع المجاهدين والمشتركين بالثورة ضد الفرنسيين.
-
إبقاء اللغة التركية لساناً رسمياً في دوائر الدولة، لعدم معرفة أهل المنطقة اللغة العربية ريثما يتعلمونها.
-
تشكيل قضاء باسم ج.الكرد، على أن يعين الموظفون من أهله" "، بناء على القرار رقم 33، تاريخ 4 أيلول 1922 القاضي بتشكيل دولة حلب" ".
في ظل الإدارة الفرنسية الجديدة، شكل كوررشيد آغا فرقة من المسلحين سموا المليشيا "مليس"، كانت مهمتها مساعدة القوات الفرنسية على حفظ الأمن في المنطقة، وكان هؤلاء يرتدون الزي الكردي التقليدي، وحملوا لفترة قصيرة راية صفراء اللون كتب عليها كلمة "ليخه Lêxe" أي أضرب بالكردية.
وبقيت مقاومة سلبية من الأهالي ومن بعض آغوات وزعماء المنطقة ضد الانتداب الفرنسي. إلا أن الأوضاع العسكرية ظلت هادئة في قضاء جبل الأكراد بصورة عامة لمدة تقارب خمسة عشر عاما، إلى حين ظهور الحركة المسلحة لجماعة المريدين بقيادة الشيخ "إبراهيم خليل سووق أوغلو" ضد الفرنسيين والموالين لهم.
بدأت هذه الحركة المسلحة بمواجهات دامية مع عائلة آل شيخ إسماعيل وعائلات أخرى ذات صلة قرابة معهم مثل آل ديكو. فتحولت تلك الاشتباكات إلى مواجهات مباشرة مع القوات الفرنسية.
استمرت الأعمال المسلحة للمريدين إلى 1939، وشملت معظم المناطق الجبلية في قضاء ج.الكرد. الأمر الذي جعل الفرنسيين يرسلون قوات كبيرة مدعومة بالطيران إلى الجبل، فتشتت قوات المريدين، وانسحبوا مع عائلاتهم إلى داخل تركيا، وانتهت تلك المقاومة المسلحة.
ثم صدر عفو عام عن المقاومين، فعاد أكثرهم إلى قراهم وأهاليهم، كما عاد آخرون بعد رحيل القوات الفرنسية وحصول سوريا على استقلالها. ومنذ ذلك التاريخ ارتبط مصير أكراد قضاء ج.الكرد، بمصير الدولة السورية الوليدة التي سميت بالجمهورية السورية، ثم فيما بعد بالجمهورية العربية السورية.
ومن الجدير ذكره، أنه في عام 1936 قسم الفرنسيون سوريا مجددا إلى عدة دويلات.
ودعا الفرنسيون إلى اجتماع لآغوات وزعماء ج.الكرد في قرية ميدانكي، فعرض المندوب الفرنسي عليهم نوعا من الإدارة الذاتية تشبه ما كان قائما في لواء الاسكندرون، أي سنجق ج.الكرد، ثم رفض بعض المجتمعين الأمر على خلفية المنافسة على رئاسة السنجق، وخشية كون الأمر من ألاعيب الفرنسيين، وفشل الاجتماع. فعين الفرنسيون شخصا تركي الأصل "نامق بك كمال" قائمقاما للجبل.
وفي ثلاثينات القرن العشرين، رغب الأتراك في ضم جبل الأكراد إلى إدارة لواء الاسكندرونة قبل ضمه إلى تركيا لاحقا. وبتشجيع من طيفور مرسل أوغلو "سوكمن" الرئيس التركي لإقليم اسكندرونة "هتاي"، أرسل قائد منطقة "عنتاب" العسكرية التركية "حيدر بك"، كمية تقدر بـ 20 ألفا قبعة من التي كان يرتديها الأتراك الكماليون، إلى قرية ديرسوان، ثم إلى ناحية بلبل مركز آل شيخ إسماعيل" "، وإلى قرية "قاسم" مركز آل ديكو، لارتدائها كرمز الولاء للدولة التركية، إلا أن فتوى دينية سرت في المنطقة حرمت ارتداء تلك القبعات، واعتبر كل من يرتديها كافرا، فصودرت تلك القبعات وأحرقت من قبل السلطات الفرنسية وزعماء العائلتين المذكورتين.



هوامش


-
انسحبت تلك القوات سيراً على الأقدام مع خط قطار الشرق. وعسكرت أول الأمر في محطة قطمة، وطلب مصطفى كمال من مختار قرية قطمة المدعو "علو حمادة" إرسال شخص لاستطلاع الأوضاع في حلب، فيما إذا كانت القوات الإنكليزية موجودة فيها أم لا، وعندما عاد ذلك الشخص، أخبر المختار بأنه لم ير إلا عدداً قليلا من الجنود في حلب، ولكن المختار طلب منه قلب الحقيقة، وإخبار القائد العثماني بأن حلب مليئة بالإنكليز لكي يسرع العثمانيون في الرحيل. ثم مر مصطفى كمال ونحو 40 من قادة جيشه في سهل ميدانيات Meydana ، ولا يزال السكان هناك يذكرون بعض أقواله وتصرفاته.

-
تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، أدهم آل جندي ، ص12.
-
مصدر هذه المعلومة هو شيخ المريدين إبراهيم خليل نفسه، ولاشك أنه حضر ذلك الاجتماع رجال آخرون من جبل الأكراد.
-
أقيم لشاهين نصب تذكاري وتمثال ضخم في موقع مقتله، بجانب الطريق العام كلس- عنتاب.
-
يقال إن حاجي هذا كان ذا نظرة حادة ترهب من يتعرض لها، وقد اشترط بعضهم على إخافة شخص معين مقابل قص فردة من شاربه إن أخفق في ذلك، وشاءت الصدفة أن يخسر الرهان، فيقال أنه أقدم على قص فردة شاربه وسمي على أثرها بذلك الاسم "ذو الشارب الواحد". وهو من عشائر الكوچر الكردية Delikî التي تقطن جبال الآمانوس.
-
كان حج مصطفى آغا حائزا على شهادة في الجغرافيا، وفي آخر العهد العثماني عمل مديرا لشركة عثمانية لقطع الأخشاب من جبال الأمانوس Gewir. ثم استقر في قريته سناره …/… ==وقام بإنشاء مدرسة بأمواله الخاصة، ربما كانت أول مدرسة تفتتح في المنطقة؛ وعين وكيل أعماله المدعو "خوجه بلكو" مدرسا لها. فقد كان مصطفى آغا محبا للعلم ويشجع الناس على تحصيله في ذلك الزمن.

-
يقول جميل كنه: إنه بعد دخول الجنرال الفرنسي "غورو" إلى دمشق، بقي جبل الدروز "العرب" والجبال المحيطة بحلب شمالاً وغرباً، تقاتل فرنسا سنتين ونصف، وتكبدها آلاف القتلى من الفرق السنغالية والفيتنامية. ص 4.
-
جميل كنة البحري، الجزء الأول، ص5.
-
أول قائد للدرك في قضاء ج.الكرد، كان ضابط الصف "أمين جاويش" من قرية معراته، بعد تأسيس إدارة للقضاء في بلدة عفرين، وكان قبلها يخدم مديرأً لبعض نواحي عفرين. ثم عُوقِب أمين جاويش من قبل المستشار الفرنسي بتنزيل رتبته، ونقله إلى "أريحا" لمواقفه الوطنية.
-
عند دخول الفرنسيين إلى بلاد الشام، قسموا منطقة انتدابهم إلى عدة دول صغيرة، هي: حلب، العلويين، الدروز، دمشق، دولة لبنان الكبير. وأعطوا لسنجق اسكندرون وضعا خاصا ضمن دولة حلب، اعتبرت فيه اللغة التركية لغة رسمية. وفي عام 1925 جرى توحيد حلب ودمشق في دولة واحدة، سميت دولة سوريا، وبقيت دولتا العلويين والدروز مستقلتين. ثم ضمت هاتان الدولتان والجزيرة إلى كيان الدولة السورية بوصفها محافظات ذات حكم ذاتي. وفي سنة 1939 تم تسليم لواء الاسكندرونة نهائياً إلى تركيا، وتم فصل جبال العلويين وجبل الدروز مرة أخرى عن سوريا وتسميتهم دولا مستقلة.


-
كان صلة الوصل مع الأتراك رجل من قرية مشعلة يدعى "مراد حمزو" ، وهو ابن عم المدعو " حنوشكا" ضابط صف الاستخبارات الفرنسية في المنطقة، ولا يستبعد أن حنوشكا هذا كان على صلة مع ابن عمه المذكور، وأعلم السلطات الفرنسية بأمر القبعات التركية تلك، فتدخلوا بسرعة، مهددين كل من له علاقة بالأمر.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:eek:ffice:eek:ffice" /><o:p></o:p>
<o:p> </o:p>​
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى