رسالة إلى صديق افتراضي
كان بودي أن أخبرك عن أمسية موسيقية
عن فتى يعزف موسيقى بـاخ, في ليـل عربي،
في عاصمة عربية ،أو عن شاعر ممسوس بالوجد،
كلما سما تتضح الغامضة في الكون. عن أبي، يجرُ حطباً
لشتاءٍ آخر.
كان بودي أن أخبرك ، عن كيميائي في بلادي ،فك نواة
الذرة ليضيء الليل ، وعن ابن عمي يبذر القمح لصيف آخر
كان بودي ، أن ابعث لك صورة عبر ( الانترنت) لشلة فتية تعزف
(الجاز) على قارعة الطريق ،
وأُخرى تقرع أجراس الكنيسة القديمة في المدينة، ليلة هبَ
( الشمال ) بالثلج، عندما
كانوا عائدين من الغربة . كانوا زائرين شتويين لأهلي ، انتشوا
من الأمان ومن شهوة الدنيا , وباتوا ليلهم في دارنا ..
كان بودي أن ابعث لك أغنية أو قصيدة لمحمود ، عن كمنجات الأندلس
لكنني ضيَعت قوس قزح في قريتي، يوم عَبَر التتار
كان بودي، أن ازرع حديقة البيت بالورد، لكنهم جهزوا جسداً فتياً ليدوي
على شاشة التلفاز، فذبل الوردُ
كان بودي، أن اكتب لك رسالة كما الرسائل التي كنا نتبادلها في زمن ساعي البريد. هل تذكر ذلك الفلم الذي مات فيه ساعي البريد ؟ كنا نضع
في الرسائل أوراق الورد ألجوري للفتيات, وتحمر خدودهن أكثر من الورد
حيث يلفحهن خجلٌ بلديٌ, وتلسعهن نسائم الهوى ؟
كان بودي, أن أٌخبرك عن حالي, كما كلُ الأصدقاء حينما يتبادلون الرسائل
لكنني ضيعت الكثير من مالي, وأنا ابحث عن الطرقات عن عمرٍ ضاع سدى, عن صورة تذكارية التقطها لي مصور جوال في حديقة عامة أصبحت, ( مقبرة الغرباء ), لا شاهد فيها يحمل اسماً أو تاريخ مولد
كان بودي أن اشرح لك في هذه الرسالة سبب إحساسي بالرعب, أو سبب إحساسي بالجنون أحياناً, وأحياناً بالنسيان, وغالباً بالغربة. نعم, صرت
صرت غريباً أكثر من غربتك, وأنت في الطرف الآخر, لا اعلم إن كنت
على استعداد لقراءة الرسائل التي لا يزال يحملها ساعي البريد أظنه أكثر
حُزناً لأن في جعبته رسائل أقل والكثير منها مرتجع
كان بودي أن أخبرك عن احد ممثلي الدراما, وهو يلعب هاملت على قارعة الطريق . صرخ الناس بابتهاج اِنه مجنون .. وصفقوا لجنونه, لذلك ليس في
إمكاني أن أخبرك المزيد عنه, والمزيد الآخر عني.
لكني, ضيعت قوس الكمان وهو يحرُ على عمري....
ارجو ان هذا النص ينال اعجابكم
كان بودي أن أخبرك عن أمسية موسيقية
عن فتى يعزف موسيقى بـاخ, في ليـل عربي،
في عاصمة عربية ،أو عن شاعر ممسوس بالوجد،
كلما سما تتضح الغامضة في الكون. عن أبي، يجرُ حطباً
لشتاءٍ آخر.
كان بودي أن أخبرك ، عن كيميائي في بلادي ،فك نواة
الذرة ليضيء الليل ، وعن ابن عمي يبذر القمح لصيف آخر
كان بودي ، أن ابعث لك صورة عبر ( الانترنت) لشلة فتية تعزف
(الجاز) على قارعة الطريق ،
وأُخرى تقرع أجراس الكنيسة القديمة في المدينة، ليلة هبَ
( الشمال ) بالثلج، عندما
كانوا عائدين من الغربة . كانوا زائرين شتويين لأهلي ، انتشوا
من الأمان ومن شهوة الدنيا , وباتوا ليلهم في دارنا ..
كان بودي أن ابعث لك أغنية أو قصيدة لمحمود ، عن كمنجات الأندلس
لكنني ضيَعت قوس قزح في قريتي، يوم عَبَر التتار
كان بودي، أن ازرع حديقة البيت بالورد، لكنهم جهزوا جسداً فتياً ليدوي
على شاشة التلفاز، فذبل الوردُ
كان بودي، أن اكتب لك رسالة كما الرسائل التي كنا نتبادلها في زمن ساعي البريد. هل تذكر ذلك الفلم الذي مات فيه ساعي البريد ؟ كنا نضع
في الرسائل أوراق الورد ألجوري للفتيات, وتحمر خدودهن أكثر من الورد
حيث يلفحهن خجلٌ بلديٌ, وتلسعهن نسائم الهوى ؟
كان بودي, أن أٌخبرك عن حالي, كما كلُ الأصدقاء حينما يتبادلون الرسائل
لكنني ضيعت الكثير من مالي, وأنا ابحث عن الطرقات عن عمرٍ ضاع سدى, عن صورة تذكارية التقطها لي مصور جوال في حديقة عامة أصبحت, ( مقبرة الغرباء ), لا شاهد فيها يحمل اسماً أو تاريخ مولد
كان بودي أن اشرح لك في هذه الرسالة سبب إحساسي بالرعب, أو سبب إحساسي بالجنون أحياناً, وأحياناً بالنسيان, وغالباً بالغربة. نعم, صرت
صرت غريباً أكثر من غربتك, وأنت في الطرف الآخر, لا اعلم إن كنت
على استعداد لقراءة الرسائل التي لا يزال يحملها ساعي البريد أظنه أكثر
حُزناً لأن في جعبته رسائل أقل والكثير منها مرتجع
كان بودي أن أخبرك عن احد ممثلي الدراما, وهو يلعب هاملت على قارعة الطريق . صرخ الناس بابتهاج اِنه مجنون .. وصفقوا لجنونه, لذلك ليس في
إمكاني أن أخبرك المزيد عنه, والمزيد الآخر عني.
لكني, ضيعت قوس الكمان وهو يحرُ على عمري....
ارجو ان هذا النص ينال اعجابكم
بقلم
احمد العراقي