شخصيات صنعت التاريخ

كول نار

G.M.K Team
رد: شخصيات صنعت التاريخ

جوزيف ستالين


clear.gif



جوزيف فيساريونوفيتش ستالين 21 ديسمبر1879 - 5 مارس1953. القائد الثاني للإتحاد السوفييتي. ففي فترة توليه السلطة، قام بقمع وتصفية خصومه السياسيين بل وشمل القمع والتصفية كل من كانت تحوم حوله الشكوك. قام بنقل الإتحاد السوفييتي من مجتمع فلاحي إلى مجتمع صناعي مما مكن الإتحاد السوفييتي من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية.






طفولته وبداية حياته


وُلد ستالين في مدينة "جوري" في جمهورية جورجيا لإسكافي يدعى "بيسو"، وأم فلاحة تدعى "إيكاترينا". وكان "بيسو" يعاقر الخمر ويضرب ستالين بقسوة في طفولته علماً أن الضرب القاسي في تلك الفترة للأولاد كان شائعاً "لتعليم الأولاد". ترك "بيسو" عائلته ورحل وأصبحت أم ستالين بلا معيل! وعندما بلغ ستالين 11 عاماً، أرسلته أمّة إلى المدرسة الروسية للمسيحية الأرثودوكسية ودرس فيها . عادت بداية مشاركة ستالين مع الحركة الإشتراكية إلى فترة المدرسة الأرثودوكسية والتي قامت بطردة من على مقاعد الدراسة في العام 1899 لعدم حضوره في الوقت المحدّد لتقديم الإختبارات. وبذلك خاب ظن امه به التي كانت تتمنى دائما أن يكون كاهنا حتى بعد أن أصبح رئيسا، وطوال فترة حكمه كانت علاقته بأمه شبه منقطعة حتى انه لم يحضر جنازتها وقيل انه كان ينعتها بالعجوز الرخيصة.بعد تركه للمدرسة الكاثوليكية إنتظم ستالين ولفترة 10 سنوات في العمل السياسي الخفي وتعرض للإعتقال،[HIDE] بل والإبعاد إلى مدينة "سيبيريا" بين الأعوام 1902 إلى 1917. إعتنق ستالين المذهب الفكري ل "فلاديمير لينين"، وتأهّل لشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب البلشفي في عام 1912. وفي عام 1913، تسمّى بالإسم "ستالين" وتعني "الرجل الفولاذي".


clear.gif

في عام 1894م



clear.gif

... في عام 1902م



clear.gif

... في عام 1912م



clear.gif



ستالين مع لينين في مارس 1919م





*صور ستالين في مراحل حياته المختلفة*




تقلّد ستالين منصب المفوّض السياسي للجيش الروسي في فترة الحرب الأهلية الروسية وفي فترة الحرب الروسية البولندية، وتقلّد أرفع المناصب في الحزب الشيوعي الحاكم والدوائر المتعددة التابعة للحزب. وفي العام 1922، تقلّد ستالين منصب الأمين العام للحزب الشيوعي وحرص ستالين ان يتمتع منصب الأمين العام بأوسع أشكال النفوذ والسيطرة. بدأ القلق يدبّ في لينين المحتضر من تنامي قوة ستالين، ويُذكر ان لينين طالب بإقصاء "الوقح" ستالين في أحد الوثائق الا ان الوثيقة تمّ إخفاؤها من قِبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي.
بعد ممات لينين في يناير 1924، تألّفت الحكومة من الثلاثي : ستالين، و كامينيف، و زينوفيف. وفي فترة الحكومة الثلاثية، نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالح الإشتراكية المحلية (1) مما ناقض بفعلته مباديء "تروتسكي" المنادية بالشيوعية العالمية. تغلب ستالين على الثنائي كامينيف و زينوفيف وأصبح القائد الأوحد بعدما كانت الحكومة ثلاثية الأقطاب، وتم ذلك في عام 1928. تزوج ستالين مرتين, الأولى ماتت بالسل عام 1907 اي قبل قيام الثورة بعشر سنوات ويقال انه لم يكن لديه المال الكافي لعلاجها بعد أن أنفق كل ما لديه على الحزب كان قد انجب منها ياكوف الأبن الاكبر الذي حاول الانتحار مرة ونجا ثم التحق بالجيش وتم اسره على يد القوات الالمانيه اثناء الحرب العالمية الثانيه ورفض ستالين أن يميزه في تبادل الاسرى وقتل اثناء محاولته للهرب. زوجته الثانية (ناديا) تزوجها وهي ابنة السابعة عشر عام1917 هي شيوعية متحمسة ابنة أحد أصدقائه المقربين.. كانت تدرس الهندسة، انجبت له طفلين وكانت لقسوة ستالين وتسببه في المجاعات التي ضربت روسيا ومعاناة الشعب سببا في انتحارها بعد مشاجرة في أحدى الحفلات ..كان ستالين معروفاً بنهمه وتعدد نزواته عدة مرات ولعل أبرزها كانت " روزا مويسيفينا" التي عرفت بحبها للأدب والموسيقى.


أثر ستالين في تغيير الإتحاد السوفييتي


استبدل ستالين الانتماء الديني للشعب الروسي بالانتماء الشيوعي ورغم كونه درس بمدرسة كاثوليكيه الا انه امر بحرق الايكونات المسيحية في البيوت وهدم الكنائس ودور العبادة.
clear.gif



الصناعة


بالرغم من المصاعب التي واجهها ستالين في تطبيق الخطة الخمسية للنهوض بالإتحاد السوفييتي، الا ان الإنجازات الصناعية أخذت بالنمو بالرغم من قلة البنية التحتية الصناعية و التجارة الخارجية. فقد تفوّق معدل النمو الصناعي الروسي على كل من ألمانيا في فترة النهضة الصناعية الألمانية في القرن التاسع عشر كما فاقت غريمتها اليابانية في أوائل القرن العشرين. تمكّن ستالين من توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريعه الطموحة عن طريق التضييق على المواطن السوفييتي في المواد.


التصفيات الجسدية


بوصول ستالين للسلطة المطلقة في 1930، عمل على إبادة أعضاء اللجنة المركزية البلشفية وأعقبها بإبادة كل من يعتنق فكر مغاير لفكر ستالين او من يشك ستالين بمعارضته. تفاوتت الأحكام الصادرة لمعارضي فكر ستالين فتارة ينفي معرضيه إلى معسكرات الأعمال الشاقة، وتارة يزجّ بمعارضيه بالسجون، وأخري يتم إعدامهم فيها بعد إجراء محاكمات هزلية، بل وحتى لجأ ستالين للإغتيالات السياسية. تم قتل الآلاف من المواطنين السوفييت وزج آلاف آخرين في السجون لمجرد الشك في معارضتهم لستالين ومبادئه الأيديولوجية!
رتّب ستالين لعقد المحاكمات الهزلية في العاصمة موسكو لتكون قدوة لباقي المحاكم السوفييتية. فكانت المحاكم الهزلية غطاءً سمجاً لتنفيذ أحكام الإبعاد أو الإعدام بحق خصوم ستالين تحت مظلّة القانون! ولم يسلم "تروتسكي"، رفيق درب ستالين من سلسلة الإغتيالات الستالينية إذ طالته اليد الستالينية في منفاه في المكسيك عام 1940 بعد أن عاش في المنفى منذ عام 1936 ولم يتبق من الحزب البلشفي غير ستالين ووزير خارجيته "مولوتوف" بعد أن أباد ستالين جميع أعضاء اللجنة الأصلية.


الترحيل القسري


بعد الحرب العالمية الثانية بقليل، قام ستالين بترحيل مليون ونصف المليون سوفييتي إلى "سيبيريا" وجمهوريات آسيا الوسطى. وكان السبب الرسمي هو إمّا تعاونهم مع القوات النازية الغازية او معاداتهم للمباديء السوفييتية! والمُعتقد ان سبب الترحيل الجماعي هو التّطهير العرقي لكي يتسنّى لستالين من إيجاد توازن إثني في الجمهوريات السوفييتية.


الوفيات


تم إعدام مليون نسمة بين الأعوام 1935 - 1938 والأعوام 1945 - 1950 وتم ترحيل الملايين ترحيلاً قسرياً! في 5 مارس 1940،قام ستالين بنفسه بالتوقيع على صكّ إعدام 25،700 من المثقفين البولنديين وتضمّن القتلى 14،700 من أسرى الحرب، وقضى على 30،000 - 40،000 من المساجين فيما يعرف "بمذبحة المساجين". ويتّفق المؤرّخون على أن ضحايا الإعدامات والإبعاد وكذلك المجاعات السوفييتية تقدّر ب 8 إلى 20 مليون قتيل! وأحد التقديرات تقول أن ضحايا ستالين قد يصلون إلى 50 مليون ضحيّة. يظلّ عدد الضحايا في الحقبة الستالينية ضرب من التقدير لعدم ورود أرقام رسمية سوفييتية أو روسية بعدد ضحايا تلك الحقبة..


الحرب العالمية الثانية


بعد توقيع إتفاقية عدم الإعتداء بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بعامين، قام هتلر بغزو الإتحاد السوفييتي ولم يكن ستالين متوقعاً للغزو الألماني. فكان ستالين توّاقاً لكسب الوقت ليتسنّى له بناء ترسانته العسكرية وتطويرها الا ان هتلر لم يترك الإتحاد السوفييتي يؤهّل نفسه عسكرياً. وتمكّن الألمان من جني الإنتصارات العسكرية في بداية غزوهم للإتحاد السوفييتي نتيجة ضعف خطوط الدفاع السوفييتية الناتجة عن إعدام ستالين لكثير من جنرالات الجيش الأحمر. وتكبّد الإتحاد السوفييتي خسائر بشرية فادحة في الحرب العالمية الثانية، إذ كان الألمان يحرقون القرى السوفييتية عن بكرة أبيها، وتقدّر خسائر الإتحاد السوفييتي البشرية في الحرب العالمية الثانية من 21 إلى 28 مليون نسمة!





clear.gif



*بيريا*




نهايته


في الأول من مارس 1953، وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي "بيريا" و"خوروشوف" وآخرون، تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام. تجدر الإشارة ان المذكرات السياسية ل "مولوتوف" والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن الوزير "بيريا" تفاخر ل "مولوتوف" بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله
 

كول نار

G.M.K Team
رد: شخصيات صنعت التاريخ

ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في ١٨ شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية . [HIDE]

كان جمال عبد الناصر الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام ١٨٨٨ في قرية بني مر في صعيد مصر في أسره من الفلاحين، ولكنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه يكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة .

جمال عبد الناصر فى المرحلة الابتدائية:
التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤ .

وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبه في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي – ١٩٢٦ – علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه – كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداى تايمز" – ثم أضاف: "لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن. وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين ".

وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف ١٩٢٨ عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية .

جمال عبد الناصر فى المرحلة الثانوية:



التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك .

وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام ١٩٣٠ استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣ فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.

ويحكى جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها: "كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.

ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان الإمدادات؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.

ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سبب المظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت للاحتجاج على سياسة الحكومة.

وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب". (حديث عبد الناصر مع "دافيد مورجان" مندوب "صحيفة الصنداى تايمز" ١٨/٦/١٩٦٢) .

ويعود جمال عبد الناصر إلى هذه الفترة من حياته في خطاب له بميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦/١٠/١٩٥٤ ليصف أحاسيسه في تلك المظاهرة وما تركته من آثار في نفسه: "حينما بدأت في الكلام اليوم في ميدان المنشية. سرح بي الخاطر إلى الماضي البعيد ... وتذكرت كفاح الإسكندرية وأنا شاب صغير وتذكرت في هذا الوقت وأنا اشترك مع أبناء الإسكندرية، وأنا أهتف لأول مرة في حياتي باسم الحرية وباسم الكرامة، وباسم مصر... أطلقت علينا طلقات الاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح، ولكن خرج من بين هؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية، وآلي على نفسه أن يجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلم معناها؛ لأنه كان يشعر بها في نفسه، وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بها في دمه". لقد كانت تلك الفترة بالإسكندرية مرحلة تحول في حياة الطالب جمال من متظاهر إلى ثائر تأثر بحالة الغليان التي كانت تعانى منها مصر بسبب تحكم الاستعمار وإلغاء الدستور. وقد ضاق المسئولون بالمدرسة بنشاطه ونبهوا والده فأرسله إلى القاهرة.

وقد التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، واستمر في نشاطه السياسي فأصبح رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية.

وفى تلك الفترة ظهر شغفه بالقراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجل الحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ "شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية). (الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).

كذلك اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجباً بأشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل، كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدث عن ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال في سبيل الحرية والبعث الوطني.



وفى ١٩٣٥ في حفل مدرسة النهضة الثانوية لعب الطالب جمال عبد الناصر دور "يوليوس قيصر" بطل تحرير الجماهير في مسرحية "شكسبير" في حضور وزير المعارف في ذلك الوقت.

وقد شهد عام ١٩٣٥ نشاطاً كبيراً للحركة الوطنية المصرية التي لعب فيها الطلبة الدور الأساسي مطالبين بعودة الدستور والاستقلال، ويكشف خطاب من جمال عبد الناصر إلى صديقه حسن النشار في ٤ سبتمبر ١٩٣٥ مكنون نفسه في هذه الفترة، فيقول: "لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائر الحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيد مصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم.

أين من يخلق خلفاً جديداً لكي يصبح المصري الخافت الصوت الضعيف الأمل الذي يطرق برأسه ساكناً صابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالي الصوت عظيم الرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية... قال مصطفى كامل ' لو نقل قلبي من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانه المكين أو تغير مجرى [النيل] فلن أتغير عن المبدأ ' ... كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عده في عمل يوقظ الأمة من غفوتها ويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن في الصدور. ولكن كل ذلك لم يدخل في حيز العمل إلى الآن".(خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ٤/٩/١٩٣٥).


ووبعد ذلك بشهرين وفور صدور تصريح "صمويل هور" – وزير الخارجية البريطانية – في ٩ نوفمبر١٩٣٥ معلناً رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر، اندلعت مظاهرات الطلبة والعمال في البلاد، وقاد جمال عبد الناصر في ١٣ نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية واجهتها قوة من البوليس الإنجليزي فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لم تنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى. (مجلة الجهاد ١٩٣٥).

وعن آثار أحداث تلك الفترة في نفسية جمال عبد الناصر قال في كلمة له في جامعة القاهرة في ١٥ نوفمبر ١٩٥٢: "وقد تركت إصابتي أثراً عزيزاً لا يزال يعلو وجهي فيذكرني كل يوم بالواجب الوطني الملقى على كاهلي كفرد من أبناء هذا الوطن العزيز. وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبد المجيد مرسى فأنساني ما أنا مصاب به، ورسخ في نفسي أن على واجباً أفنى في سبيله أو أكون أحد العاملين في تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحرير الوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب. وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى؛ فازداد إيماني بالعمل على تحقيق حرية مصر".

وتحت الضغط الشعبي وخاصة من جانب الطلبة والعمال صدر مرسوم ملكي في ١٢ ديسمبر ١٩٣٥ بعودة دستور ١٩٢٣.
وقد انضم جمال عبد الناصر في هذا الوقت إلى وفود الطلبة التي كانت تسعى إلى بيوت الزعماء تطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر، وقد تألفت الجبهة الوطنية سنة ١٩٣٦ بالفعل على أثر هذه الجهود.

وقد كتب جمال في فترة الفوران هذه خطاباً إلى حسن النشار في ٢ سبتمبر ١٩٣٥ قال فيه: "يقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فأين تلك القوة التي نستعد بها لهم؛ إن الموقف اليوم دقيق ومصر في موقف أدق...".

ووصف جمال عبد الناصر شعوره في كتاب "فلسفة الثورة" فقال: "وفى تلك الأيام قدت مظاهرة في مدرسة النهضة، وصرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام، وصرخ ورائي كثيرون، ولكن صراخنا ضاع هباء وبددته الرياح أصداء واهية لا تحرك الجبال ولا تحطم الصخور".

إلا أن اتحاد الزعماء السياسيين على كلمة واحدة كان فجيعة لإيمان جمال عبد الناصر، على حد تعبيره في كتاب "فلسفة الثورة"، فإن الكلمة الواحدة التي اجتمعوا عليها كانت معاهدة ١٩٣٦ التي قننت الاحتلال، فنصت على أن تبقى في مصر قواعد عسكرية لحماية وادي النيل وقناة السويس من أي اعتداء، وفى حال وقوع حرب تكون الأراضي المصرية بموانيها ومطاراتها وطرق مواصلاتها تحت تصرف بريطانيا، كما نصت المعاهدة على بقاء الحكم الثنائي في السودان.

وكان من نتيجة النشاط السياسي المكثف لجمال عبد الناصر في هذه الفترة الذي رصدته تقارير البوليس أن قررت مدرسة النهضة فصله بتهمة تحريضه الطلبة على الثورة، إلا أن زملائه ثاروا وأعلنوا الإضراب العام وهددوا بحرق المدرسة فتراجع ناظر المدرسة في قراره.

ومنذ المظاهرة الأولى التي اشترك فيها جمال عبد الناصر بالإسكندرية شغلت السياسة كل وقته، وتجول بين التيارات السياسية التي كانت موجودة في هذا الوقت فانضم إلى مصر الفتاة لمدى عامين، ثم انصرف عنها بعد أن اكتشف أنها لا تحقق شيئاً، كما كانت له اتصالات متعددة بالإخوان المسلمين إلا أنه قد عزف عن الانضمام لأي من الجماعات أو الأحزاب القائمة لأنه لم يقتنع بجدوى أياً منها ،"فلم يكن هناك حزب مثالي يضم جميع العناصر لتحقيق الأهداف الوطنية".

كذلك فإنه وهو طالب في المرحلة الثانوية بدأ الوعي العربي يتسلل إلى تفكيره، فكان يخرج مع زملائه كل عام في الثاني من شهر نوفمبر احتجاجاً على وعد "بلفور" الذي منحت به بريطانيا لليهود وطناً في فلسطين على حساب أصحابه الشرعيين.

جمال عبد الناصر ضابطاً:


[hide]
لما أتم جمال عبد الناصر دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا في القسم الأدبي قرر الالتحاق بالجيش، ولقد أيقن بعد التجربة التي مر بها في العمل السياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أن تحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكري بجيش وطني.

تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي ولكنه سقط في كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح من بني مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً، ولأنه اشترك في مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة.

ولما رفضت الكلية الحربية قبول جمال، تقدم في أكتوبر ١٩٣٦ إلى كلية الحقوق في جامعة القاهرة ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة ١٩٣٦ واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب بصرف النظر عن طبقتهم الاجتماعية أو ثروتهم، فقبلت الكلية الحربية دفعة في خريف ١٩٣٦ وأعلنت وزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية، فتقدم جمال مرة ثانية للكلية الحربية ولكنه توصل إلى مقابلة وكيل وزارة الحربية اللواء إبراهيم خيري الذي أعجب بصراحته ووطنيته وإصراره على أن يصبح ضابطاً فوافق على دخوله في الدورة التالية؛ أي في مارس ١٩٣٧.

لقد وضع جمال عبد الناصر أمامه هدفاً واضحاً في الكلية الحربية وهو "أن يصبح ضابطاً ذا كفاية وأن يكتسب المعرفة والصفات التي تسمح له بأن يصبح قائداً"، وفعلاً أصبح "رئيس فريق"، وأسندت إليه منذ أوائل ١٩٣٨ مهمة تأهيل الطلبة المستجدين الذين كان من بينهم عبد الحكيم عامر. وطوال فترة الكلية لم يوقع على جمال أي جزاء، كما رقى إلى رتبة أومباشى طالب
 

كول نار

G.M.K Team
رد: شخصيات صنعت التاريخ

تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور ١٧ شهراً، أي في يوليه ١٩٣٨، فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت لتوفير عدد كافي من الضباط المصريين لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس.

وقد كانت مكتبة الكلية الحربية غنية بالكتب القيمة، فمن لائحة الاستعارة تبين أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ مثل "بونابرت" و"الإسكندر" و"جاليباردى" و"بسمارك" و"مصطفى كمال أتاتورك" و"هندنبرج" و"تشرشل" و"فوش". كما قرأ الكتب التي تعالج شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلات الدول التي على البحر المتوسط والتاريخ العسكري. وكذلك قرأ عن الحرب العالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وعن تاريخ ثورة ١٩١٩.(الكتب التى كان يقرأها عبد الناصر فى الكلية الحربية).

التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد، وقد أتاحت له إقامته هناك أن ينظر بمنظار جديد إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم. وقد التقى في منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.

وفى عام ١٩٣٩ طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم وفى جبل الأولياء، وهناك قابل زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر. وفى مايو ١٩٤٠ رقى إلى رتبة الملازم أول.
لقد كان الجيش المصري حتى ذلك الوقت جيشاً غير مقاتل، وكان من مصلحة البريطانيين أن يبقوه على هذا الوضع، ولكن بدأت تدخل الجيش طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا ينظرون إلى مستقبلهم في الجيش كجزء من جهاد أكبر لتحرير شعبهم. وقد ذهب جمال إلى منقباد تملؤه المثل العليا، ولكنه ورفقائه أصيبوا بخيبة الأمل فقد كان معظم الضباط "عديمي الكفاءة وفاسدين"، ومن هنا اتجه تفكيره إلى إصلاح الجيش وتطهيره من الفساد. وقد كتب لصديقه حسن النشار في ١٩٤١ من جبل الأولياء بالسودان: "على العموم يا حسن أنا مش عارف ألاقيها منين واللا منين.. هنا في عملي كل عيبي إني دغرى لا أعرف الملق ولا الكلمات الحلوة ولا التمسح بالأذيال.

شخص هذه صفاته يحترم من الجميع ولكن.. الرؤساء. الرؤساء يا حسن يسوءهم ذلك الذي لا يسبح بحمدهم.. يسوءهم ذلك الذي لا يتملق إليهم.. فهذه كبرياء وهم شبوا على الذلة في كنف الاستعمار.. يقولون.. كما كنا يجب أن يكونوا. كما رأينا يجب أن يروا.. والويل كل الويل لذلك... الذي تأبى نفسه السير على منوالهم... ويحزنني يا حسن أن أقول إن هذا الجيل الجديد قد أفسده الجيل القديم متملقاً.. ويحزنني يا حسن أن أقول أننا نسير إلى الهاوية – الرياء – النفاق الملق - تفشى في الأصاغر نتيجة لمعاملة الكبار. أما أنا فقد صمدت ولازلت، ولذلك تجدني في عداء مستحكم مستمر مع هؤلاء الكبار...". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار..١٩٤١ ... ينشر لأول مرة)

وفى نهاية عام ١٩٤١ بينما كان "روميل" يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال عبد الناصر إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين.

ويذكر جمال عبد الناصر: "في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهني رسوخاً تاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذ لا أزال أتحسس طريقي إلى ذلك، وكان معظم جهدي في ذلك الوقت يتجه إلى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون في قراراتهم بصالح الوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضية المشتركة".

وأثناء وجوده في العلمين جرت أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢ حينما توجه السفير البريطاني – "السير مايلز لامسبون" – ليقابل الملك فاروق بسراي عابدين في القاهرة بعد أن حاصر القصر بالدبابات البريطانية، وسلم الملك إنذاراً يخيره فيه بين إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس مع إعطائه الحق في تشكيل مجلس وزراء متعاون مع بريطانيا وبين الخلع، وقد سلم الملك بلا قيد ولا شرط.

ويذكر جمال عبد الناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد شئ كما كان أبداً، فكتب إلى صديقه حسن النشار في ١٦ فبراير ١٩٤٢ يقول: "وصلني جوابك، والحقيقة أن ما به جعلني أغلى غلياناً مراً، وكنت على وشك الانفجار من الغيظ، ولكن ما العمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها مستسلمين خاضعين خائفين. والحقيقة أنى أعتقد أن الإنجليز كانوا يلعبون بورقة واحده في يدهم بغرض التهديد فقط، ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض المصريين ينوون التضحية بدمائهم ويقابلوا القوة بالقوة لانسحبوا كأي امرأة من العاهرات.

أما نحن. أما الجيش فقد كان لهذا الحادث تأثير جديد على الوضع والإحساس فيه، فبعد أن كنت ترى الضباط لا يتكلمون إلا عن النساء واللهو، أصبحوا يتكلمون عن التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة
وأصبحت تراهم وكلهم ندم لأنهم لم يتدخلوا – مع ضعفهم الظاهر – ويردوا للبلاد كرامتها ويغسلوها بالدماء.. ولكن إن غداً لقريب.. حاول البعض بعد الحادث أن يعملوا شئ بغرض الانتقام، لكن كان الوقت قد فات أما القلوب فكلها نار وأسى. عموماً فإن هذه الحركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعض الأجساد وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها، وكان هذا درساً ولكنه كان درساً قاسياً". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ١٦/٢/١٩٤٢).

ررقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليوزباشى (نقيب) في ٩ سبتمبر ١٩٤٢. وفى ٧ فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية. ومن قائمة مطالعاته في هذه الفترة يتضح أنه قرأ لكبار المؤلفين العسكريين من أمثال "ليدل هارت" و"كلاوزفيتز"، كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيين مثل "كرومويل" و"تشرشل". وفى هذه الفترة كان جمال عبد الناصر يعد العدة للالتحاق بمدرسة أركان حرب.

وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم. لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.

تنظيم الضباط الأحرار:
شهد عام ١٩٤٥ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة الضباط الأحرار، ويقول جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان": "وقد ركزت حتى ١٩٤٨ على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغ استيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام على التغيير اللازم. وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أن نخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة".

وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعاً واعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامة الإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة في فلسطين.

وفى اليوم التالي ذهب جمال عبد الناصر إلى مفتى فلسطين الذي كان لاجئاً يقيم في مصر الجديدة فعرض عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربين لفرقة المتطوعين وكمقاتلين معها.
وقد أجابه المفتى بأنه لا يستطيع أن يقبل العرض دون موافقة الحكومة المصرية. وبعد بضعة أيام رفض العرض فتقدم بطلب إجازة حتى يتمكن من الانضمام إلى المتطوعين، لكن قبل أن يبت في طلبه أمرت الحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك في الحرب. فسافر جمال إلى فلسطين في ١٦ مايو ١٩٤٨، بعد أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) في أوائل عام ١٩٤٨.

لقد كان لتجربة حرب فلسطين آثاراً بعيدة على جمال عبد الناصر فعلى حد قولة: "فلم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلى مستوى في حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا في كثير من الحالات أسلحة فاسدة، وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام في غزه للملك فاروق.

وقد بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعة ممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذا كانت تضعف مركزنا العام في القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركة أم لا.

وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربي المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين.

وجاءت القطرة الأخيرة التي طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلىّ بأن أقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التي كان الإسرائيليون يهاجمونها، وقبل أن أبدأ في التحرك نشرت تحركاتنا كاملة في صحف القاهرة. ثم كان حصار الفالوجا الذي عشت معاركه؛ حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغم أن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرب بالهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة " في ٢٤ فبراير ١٩٤٩.

وقد جرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى. ونظراً للدور المتميز الذي قام به خلال المعركة فإنه منح نيشان "النجمة العسكرية" في عام ١٩٤٩.

وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبد الناصر واثقاً أن المعركة الحقيقية هي في مصر، فبينما كان ورفاقه يحاربون في فلسطين كان السياسيون المصريون يكدسون الأموال من أرباح الأسلحة الفاسدة التي اشتروها رخيصة وباعوها للجيش.

وقد أصبح مقتنعاً أنه من الضروري تركيز الجهود لضرب أسرة محمد على؛ فكان الملك فاروق هو هدف تنظيم الضباط الأحرار منذ نهاية ١٩٤٨ وحتى ١٩٥٢.

ووقد كان في نية جمال عبد الناصر القيام بالثورة في ١٩٥٥، لكن الحوادث أملت عليه قرار القيام بالثورة قبل ذلك بكثير.

وبعد عودته من فلسطين عين جمال عبد الناصر مدرساً في كلية أركان حرب التي كان قد نجح في امتحانها بتفوق في ١٢ مايو ١٩٤٨. وبدأ من جديد نشاط الضباط الأحرار وتألفت لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبد الناصر، وتضم كمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر وحسين إبراهيم وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادي وخالد محيى الدين وأنور السادات وحسين الشافعي وزكريا محيى الدين وجمال سالم، وهى اللجنة التي أصبحت مجلس الثورة فيما بعد عام ١٩٥٠، ١٩٥١.

وفى ٨ مايو ١٩٥١ رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة البكباشى (مقدم) وفى نفس العام اشترك مع رفاقه من الضباط الأحرار سراً في حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية في منطقة القناة التي استمرت حتى بداية ١٩٥٢، وذلك بتدريب المتطوعين وتوريد السلاح الذي كان يتم في إطار الدعوى للكفاح المسلح من جانب الشباب من كافة الاتجاهات السياسية والذي كان يتم خارج الإطار الحكومي.

وإزاء تطورات الحوادث العنيفة المتوالية في بداية عام ١٩٥٢ اتجه تفكير الضباط الأحرار إلى الاغتيالات السياسية لأقطاب النظام القديم على أنه الحل الوحيد. وفعلاً بدئوا باللواء حسين سرى عامر - أحد قواد الجيش الذين تورطوا في خدمة مصالح القصر – إلا أنه نجا من الموت، وكانت محاولة الاغتيال تلك هي الأولى والأخيرة التي اشترك فيها جمال عبد الناصر، فقد وافقه الجميع على العدول عن هذا الاتجاه، وصرف الجهود إلى تغيير ثوري إيجابي.

ومع بداية مرحلة التعبئة الثورية، صدرت منشورات الضباط الأحرار التي كانت تطبع وتوزع سراً. والتي دعت إلى إعادة تنظيم الجيش وتسليحه وتدريبه بجدية بدلاً من اقتصاره على الحفلات والاستعراضات، كما دعت الحكام إلى الكف عن تبذير ثروات البلاد ورفع مستوى معيشة الطبقات الفقيرة، وانتقدت الاتجار في الرتب والنياشين. وفى تلك الفترة اتسعت فضيحة الأسلحة الفاسدة إلى جانب فضائح اقتصادية تورطت فيها حكومة الوفد.

ثم حدث حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢ بعد اندلاع المظاهرات في القاهرة احتجاجاً على مذبحة رجال البوليس بالإسماعيلية التي ارتكبتها القوات العسكرية البريطانية في اليوم السابق، والتي قتل فيها ٤٦ شرطياً وجرح ٧٢. لقد أشعلت الحرائق في القاهرة ولم تتخذ السلطات أي إجراء ولم تصدر الأوامر للجيش بالنزول إلى العاصمة إلا في العصر بعد أن دمرت النار أربعمائة مبنى، وتركت ١٢ ألف شخص بلا مأوى، وقد بلغت الخسائر ٢٢ مليون جنيهاً.

وفى ذلك الوقت كان يجرى صراعاً سافراً بين الضباط الأحرار وبين الملك فاروق فيما عرف بأزمة انتخابات نادي ضباط الجيش.
حيث رشح الملك اللواء حسين سرى عامر المكروه من ضباط الجيش ليرأس اللجنة التنفيذية للنادي، وقرر الضباط الأحرار أن يقدموا قائمة مرشحيهم وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب للرياسة، وقد تم انتخابه بأغلبية كبرى وبرغم إلغاء الانتخاب بتعليمات من الملك شخصياً، إلا أنه كان قد ثبت للضباط الأحرار أن الجيش معهم يؤيدهم ضد الملك، فقرر جمال عبد الناصر – رئيس الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار – تقديم موعد الثورة التي كان محدداً لها قبل ذلك عام ١٩٥٥، وتحرك الجيش ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وتم احتلال مبنى قيادة الجيش بكوبري القبة وإلقاء القبض على قادة الجيش الذين كانوا مجتمعين لبحث مواجهة حركة الضباط الأحرار بعد أن تسرب خبر عنها .

وبعد نجاح حركة الجيش قدم محمد نجيب على أنه قائد الثورة - وكان الضباط الأحرار قد فاتحوه قبلها بشهرين في احتمال انضمامه إليهم إذا ما نجحت المحاولة - إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه جمال عبد الناصر حتى ٢٥ أغسطس ١٩٥٢ عندما صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بضم محمد نجيب إلى عضوية المجلس وأسندت إليه رئاسته بعد أن تنازل له عنها جمال عبد الناصر.

بيان الثورة:
وفى صباح يوم ٢٣ يوليه وبعد احتلال دار الإذاعة تمت إذاعة بيان الثورة التالي:
"اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.

أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق".

وبعد نجاح الثورة بثلاثة أيام – أي في ٢٦ يوليه – أجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد. وفى اليوم التالي أعيد انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار.

وفى ١٨ يونيه ١٩٥٣ صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب إلى جانب رئاسته للوزارة التي شغلها منذ ٧ سبتمبر ١٩٥٢، أما جمال عبد الناصر فقد تولى أول منصباً عاماً كنائب رئيس الوزراء ووزير للداخلية في هذه الوزارة التي تشكلت بعد إعلان الجمهورية. وفى الشهر التالي ترك جمال عبد الناصر منصب وزير الداخلية – الذي تولاه زكريا محيى الدين – واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء.(قرار المجلس بإلغاء الملكية) .

تعيين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة:
وفى فبراير ١٩٥٤ استقال محمد نجيب بعد أن اتسعت الخلافات بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة، وعين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء. وفيما يلي البيان الذي أذاعه المجلس بأسباب ذلك الخلاف في ٢٥ فبراير ١٩٥٤:

"أيها المواطنون

"لم يكن هدف الثورة التي حمل لواءها الجيش يوم ٢٣ يوليه سنة ١٩٥٢ أن يصل فرد أو أفراد إلى حكم أو سلطان أو أن يحصل كائن من كان على مغنم أو جاه، بل يشهد الله أن هذه الثورة ما قامت إلا لتمكين المُثل العليا في البلاد بعد أن افتقدتها طويلاً نتيجة لعهود الفساد والانحلال.

لقد قامت في وجه الثورة منذ اللحظة الأولى عقبات قاسية عولجت بحزم دون نظر إلى مصلحة خاصة لفرد أو جماعة، وبهذا توطدت أركانها واطرد تقدمها في سبيل بلوغ غاياتها.

ولا شك أنكم تقدرون خطورة ما أقيم في وجه الثورة من صعاب، خاصة والبلاد ترزح تحت احتلال المستعمر الغاصب لجزء من أراضيها، وكانت مهمة مجلس قيادة الثورة في خلال هذه الفترة غاية في القسوة والخطورة، حمل أفراد المجلس تلك التبعة الملقاة على عاتقهم ورائدهم الوصول بأمتنا العزيزة إلى بر الأمان مهما كلفهم هذا من جهد وبذل.

ومما زاد منذ اللحظة الأولى في قسوة وخطورة هذه التبعة الملقاة على أعضاء مجلس قيادة الثورة أنهم كانوا قد قرروا وقت تدبيرهم وتحضيرهم للثورة في الخفاء قبل قيامهم أن يقدموا للشعب قائداً للثورة من غير أعضاء مجلس قيادتهم وكلهم من الشبان، واختاروا فعلاً فيما بينهم اللواء أركان حرب محمد نجيب ليقدم قائداً للثورة، وكان بعيداً عن صفوفهم، وهذا أمر طبيعي للتفاوت الكبير بين رتبته ورتبهم، وسنه وسنهم، وكان رائدهم في هذا الاختيار سمعته الحسنة الطيبة وعدم تلوثه بفساد قادة ذلك العهد.

وقد أخطر سيادته بأمر ذلك الاختيار قبل قيام الثورة بشهرين اثنين ووافق على ذلك.

وما أن علم سيادته بقيام الثورة عن طريق مكالمة تليفونية بين وزير الحربية فى ذلك الوقت السيد مرتضى المراغى وبينه وفى منزله حتى قام إلى مبنى قيادة الثورة واجتمع برجالها فور تسلمهم لزمام الأمور.

ومنذ تلك اللحظة أصبح الموقف دقيقاً؛ إذ أن أعمال ومناقشات مجلس قيادة الثورة استمرت أكثر من شهر بعيدة عن أن يشترك فيها اللواء محمد نجيب إذ أنه حتى ذلك الوقت وعلى وجه التحديد يوم ٢٥ أغسطس سنة ١٩٥٢ لم يكن سيادته قد ضم إلى أعضاء مجلس الثورة.

وقد صدر قرار المجلس فى ذلك اليوم بضمه لعضويته كما صدر قرار بأن تسند إليه رئاسة المجلس بعد أن تنازل له عنها البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر الذى جدد انتخابه بواسطة المجلس قبل قيام الثورة كرئيس للمجلس لمدة عام ينتهى فى أخر أكتوبر سنة ١٩٥٢.

نتيجة لذلك الموقف الشاذ ظل اللواء محمد نجيب يعانى أزمة نفسية عانينا منها الكثير رغم قيامنا جميعاً بإظهاره للعالم أجمع بمظهر الرئيس الفعلى والقائد الحقيقى للثورة ومجلسها مع المحافظة على كافة مظاهر تلك القيادة.

وبعد أقل من ستة شهور بدأ سيادته يطلب بين وقت وآخر من المجلس منحه سلطات تفوق سلطة العضو العادى بالمجلس، ولم يقبل المجلس مطلقاً أن يحيد عن لائحته التى وضعت قبل الثورة بسنين طويلة إذ تقضى بمساواة كافة الأعضاء بما فيهم الرئيس فى السلطة، فقط إذا تساوت الأصوات عند أخذها بين فريقين فى المجلس فترجح الكفة التى يقف الرئيس بجانبها.

ورغم تعيين سيادته رئيساً للجمهورية مع احتفاظه برئاسة مجلس الوزراء ورئاسته للمؤتمر المشترك إلا أنه لم ينفك يصر ويطلب بين وقت وأخر أن تكون له اختصاصات تفوق اختصاصات المجلس، وكان إصرارنا على الرفض الكلى لكى نكفل أقصى الضمانات لتوزيع سلطة السيادة فى الدولة على أعضاء المجلس مجتمعين.

وأخيراً تقدم سيادته بطلبات محددة وهى:

أن تكون له سلطة حق الاعتراض على أى قرار يجمع عليه أعضاء المجلس، علماً بأن لائحة المجلس توجب إصدار أى قرار يوافق عليه أغلبية الأعضاء.

كما طلب أن يباشر سلطة تعيين الوزراء وعزلهم وكذا سلطة الموافقة على ترقية وعزل الضباط وحتى تنقلاتهم؛ أى أنه طالب إجمالاً بسلطة فردية مطلقة.

ولقد حاولنا بكافة الطرق الممكنة طوال الشهور العشرة الماضية أن نقنعه بالرجوع عن طلباته هذه التى تعود بالبلاد إلى حكم الفرد المطلق، وهو ما لا يمكن نرضاه لثورتنا، ولكننا عجزنا عن إقناعه عجزاً تاماً وتوالت اعتكافاته بين وقت وأخر حتى يجبرنا على الموافقة على طلباته هذه، إلى أن وضعنا منذ أيام ثلاثة أمام أمر واقع مقدماً استقالته وهو يعلم أن أى شقاق يحدث فى المجلس فى مثل هذه الظروف لا تؤمن عواقبه.

أيها المواطنون

لقد احتمل أعضاء المجلس هذا الضغط المستمر فى وقت يجابهون فيه المشاكل القاسية التى تواجه البلاد والتى ورثتها عن العهود البائدة.

يحدث كل ذلك والبلاد تكافح كفاح المستميت ضد مغتصب فى مصر والسودان وضد عدو غادر يرابط على حدودها مع خوضها معركة اقتصادية مريرة وإصلاحاً لأداة الحكم وزيادة الإنتاج إلى أخر تلك المعارك التى خاضتها الثورة ووطدت أقدامها بقوة فى أكثر من ميدان من ميادينها.

واليوم قرر مجلس قيادة الثورة بالإجماع ما يلى:

أولاً: قبول الاستقالة المقدمة من اللواء أركان حرب محمد نجيب من جميع الوظائف التى يشغلها.

ثانياً: يستمر مجلس قيادة الثورة بقيادة البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر فى تولى كافة سلطاته الحالية إلى أن تحقق الثورة أهم أهدافها وهو إجلاء المستعمر عن أرض الوطن.

ثالثاً: تعيين البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس الوزراء.

ونعود فنكرر أن تلك الثورة ستستمر حريصة على مُثلها العليا مهما أحاطت بها من عقبات وصعاب، والله كفيل برعايتها إنه نعم المولى ونعم النصير، والله ولى التوفيق".

وسرعان ما تم تدارك مظاهر ذلك الخلاف فقبل مجلس قيادة الثورة عودة محمد نجيب إلى رئاسة الجمهورية في بيان صدر في ٢٧ فبراير ١٩٥٤.[/hide]

ثم بدأت بعد ذلك أحداث الشغب التي دبرتها جماعة الإخوان المسلمين التي أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً مسبقاً بحلها في ١٤ يناير ١٩٥٤، (قرار المجلس بحل جماعة الإخوان المسلمين) وقد تورط أيضاً بعض عناصر النظام القديم في هذه الأحداث.

ووقد تجلى الصراع داخل مجلس قيادة الثورة في هذه الفترة في القرارات التي صدرت عنه وفيها تراجعاً عن المضى في الثورة، فأولاً ألغيت الفترة الانتقالية التي حددت بثلاث سنوات، وتقرر في ٥ مارس ١٩٥٤ اتخاذ الإجراءات فوراً لعقد جمعية تأسيسية تنتخب بالاقتراع العام المباشر على أن تجتمع في يوليه ١٩٥٤ وتقوم بمناقشة مشروع الدستور الجديد وإقراره والقيام بمهمة البرلمان إلى الوقت الذي يتم فيه عقد البرلمان الجديد وفقاً لأحكام الدستور الذي ستقره الجمعية التأسيسية. وفى نفس الوقت تقرر إلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحافة والنشر.

وثانياً: قرر مجلس قيادة الثورة تعيين محمد نجيب رئيساً للمجلس ورئيساً لمجلس الوزراء بعد أن تنحى جمال عبد الناصر عن رئاسة الوزارة وعاد نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة.

وأخيراً قرر مجلس قيادة الثورة في ٢٥ مارس ١٩٥٤ السماح بقيام الأحزاب وحل مجلس قيادة الثورة يوم ٢٤ يوليه ١٩٥٤ أي في يوم انتخاب الجمعية التأسيسية. (قرار المجلس بالسماح بقيام أحزاب).

وبالرغم من إلغاء مجلس قيادة الثورة لتلك القرارات في ٢٩ مارس ١٩٥٤ (قرار المجلس بإرجاء تنفيذ قرارات ٢٥ مارس ١٩٥٤) إلا أن الأزمة التي حدثت في مجلس قيادة الثورة أحدثت انقساماً داخله بين محمد نجيب يؤيده خالد محيى الدين وبين جمال عبد الناصر وباقي الأعضاء.

وقد انعكس هذا الصراع على الجيش، كما حاول السياسيون استغلاله وخاصة الإخوان المسلمين وأنصار الأحزاب القديمة الذين كانوا فى صف نجيب وعلى اتصال به.

وفى ١٧ أبريل ١٩٥٤ تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء واقتصر محمد نجيب على رئاسة الجمهورية إلى أن جرت محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر على يد الإخوان المسلمين عندما أطلق عليه الرصاص أحد أعضاء الجماعة وهو يخطب في ميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤، وثبت من التحقيقات مع الإخوان المسلمين أن محمد نجيب كان على اتصال بهم وأنه كان معتزماً تأييدهم إذا ما نجحوا في قلب نظام الحكم. وهنا قرر مجلس قيادة الثورة في ١٤ نوفمبر ١٩٥٤ إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولى كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر.

وفى ٢٤ يونيه ١٩٥٦ انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦ ـ أول دستور للثورة.

وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى مؤامرة الانفصال التي قام بها أفراد من الجيش السوري في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١.

وظل جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في ٢٨ سبتمبر
 

كول نار

G.M.K Team
رد: شخصيات صنعت التاريخ

قصة الملكة كيلوبترا قصة واقعية

قصص | stories | قصة الملكة كيلوبترا...(قصة واقعية)

غالبا ما نتصور كليوبترا في ملامح حورية مصرية، و مخادعة فاجرة، انتحرت عن حب
من اجل القائد الروماني ماركوس انطونيوس. هناك من الصحة في هذه الأسطورة.

و مع إن كليوبترا كانت ملكة على مملكة مصر القديمة، فلم يكن يجري في عروقها أي
نقطة دم مصرية، كانت يونانية من مقدونيا. و كانت الإسكندرية، عاصمة مملكتها، مدينة
يونانية، و كانوا يتكلمون اليونانية في بلاطها. و قد أسس السلالة المالكة بطليموس،
احد القادة المقدونيين في جيش الأسكندر الكبير، الذي استولى على مصر و أعلن نفسه
ملكا عليها بعد وفاة ذي القرنين.

غير انه إذا كانت هذه الأسطورة سادت منذ ألفي سنة، فإنما ذلك لان الشعراء و الكتاب المسرحيين،
على ذكائها و شجاعتها. سوى إن أعمالها تدل على أنها كانت امرأة يضج رأسها بالحيل،
و قد قضت حياتها تكافح من اجل الحؤول دون ابتلاع الرومان بلادها.

ولدت كليوبترا في السنة 69 أو 68 ق.م. ، و ترعرعت في عالم من العنف، ووسط مؤامرات البلاط.
و لم يكن والدها بطليموس الثالث عشر يفكر سوى في العزف بالناي، و الشراب، والتعهر. وكانت
كليوبترا في الثامنة عشرة لما توفي، فأصبحت ملكة، فشاطرت أخاها بطليموس الرابع عشر،
و هو بعد في العاشرة من سنيه. و ما هما إلا سنتان حتى اجبر بطليموس الشاب، بتأثير من ثلاثة
من المتآمرين، على النفي إلى سوريا و بالطاقة التي ستميز حياتها بـأسرها، عبأت جيشا
من فورها.

هذه هي كليوبترا التي صادفها يوليوس قيصر خلال خريف السنة 48 ق.م. فلقد هبط مصر
مطاردا القائد الروماني بومبيوس، منافسه الذي كان يحاول العودة إلى السلطة.
و لم تكن تلك إلا حقبة الاضطرابات التي ستبقى روما تغلي خلال نحو قرن من الزمن.



جسديا، كيف كانت كليوبترا؟


إن الإشارات الوحيدة التي لدينا، هي بعض القطع النقدية التي عليها صورتها،
و تمثال نصفي اكتشف في الآثار الرومانية عقب وفاتها ب1800 سنة. و نرى لها أنفا اقني،
و فما مرسوما جيدا، و شفتين منحوتتين بدقة. و يذكر عدد قليل من مؤرخي العصور القديمة
" جمالها الباهر"، و لكن أحدا منهم لم يشاهدها لحما وعظما. و لعل الوصف الأكثر دقة و صحة
وكانت تتكلم ست لغات، و متضلعة في التاريخ، و الأدب، و الفلسفة الإغريقية.
و كانت دبلوماسية ماهرة، و خبيرة بالخطط الحربية من الطراز الأول، بصورة واضحة،
فضلا عن حس الإخراج. فعندما طلب إليها قيصر مغادرة جيشها و المثول أمامه في القصر الذي
استولى عليه في الإسكندرية، تسللت إلى المدينة، مع هبوط الليل و اختبأت في بالة من
الأغطية، و حملت هكذا، متخفية، إلى جناح قيصر على ظهر احد الخدم.

و سواء أكانت الغاية من حيلتها تجنب القتلة الذين يعملون لحساب أخيها،
أو التأثير في مخيلة قيصر، فقد نجحت في تسجيل أروع مشاهد الدخول في التاريخ.
و قد أسهمت شجاعتها و سحرها كذلك كثيرا في إقناع مضيفها بانتهاز الفرصة لإعادتها إلى العرش.
و قد وجدت نفسها حاملا بعد فترة قصيرة من لقائهما الأول.


و عقب ولادة وارثه بقليل، غادر قيصر الإسكندرية لشن حملات عسكرية في آسيا الصغرى،
وفى أفريقيا الشمالية، وسحق كلما ما يقاومه بعد. وكانت كليوباترا هناك مع ابنها، وقد
أنزلها سيدها وسلطانها في دارة فخمة.

و بدأت بصفتها السلطانة الحقيقية، محاطة بحاشيتها، تمارس نفوذها على الحياة الرومانية.
فاستدعت من الإسكندرية خبراء اختصاصيين في سكّ العملة لتحسين ضرب النقود الرومانية
و ماليين لتنظيم برنامج قيصر الضريبي. و وضع قيصر تمثال كليوبترا في معبد جديد، شيد
على شرف فينوس، وسك نقدا يظهر فينوس و ابنها ايروس على ملامح كليوبترا و قيصر الصغير.

هل حزنت كليوبترا حزنا عميقا عليه؟ لا احد يدري. كل ما هنالك أنها قفلت عائدة إلى مصر
بعد شهرا واحد. و في ما يتعلق بالسنوات الثلاثة التالية، يكتفي المؤرخون بالقول، انه في
المعركة من اجل السلطة التي أغرقت آنذاك روما في الحرب الأهلية، كان المتنافسون يسعون
إلى دعمها، و يبدو إن سياستها كانت تتلخص في الانتظار بحكمة لمعرفة من سيخلف قيصر.

و عندما بدا إن ماركوس انطونيوس يسيطر على الشرق، أمر كليوبترا باللحاق به في طرسوس.
فلم تلبّ من فورها، بل لبثت ردحا من الزمن في الإسكندرية قبل إن تذهب إلى هذا اللقاء،
ثم إنها أبحرت في أسطول رائع، حاملة الذهب، و العبيد و الجنود، و المجوهرات. و في طرسوس،
و بدلا من إن تنزل إلى اليابسة متوسلة، ألقت المرساة و انتظرت و ناورت بمهارة لاجتذاب انطونيوس
إلى متن سفينتها، فقدمت له مشهدا مذهلا: فالمجاديف في القادس- و قد صنعت أطرافها من الفضة-

عندما انتهت المأدبة، قدمت كليوبترا الآنية الذهبية، و الأقداح الجميلة المنحوتة،
و الأسرة الفخمة المستخدمة للراحة، و المطرزات التي استعملت في المأدبة.و في مساء
اليوم التالي، استقبلته مجددا مع ضباطه، و لدى الوداع أغدقت أيضا الهداية النفيسة
الرائعة على كل ضيوفها. و لم تكن غايتها الارتباط بأنطونيوس، و لكن إقناعه بفن
مصر غير المحدود، و بالتالي، قيمتها شخصيا كحليفة لروما.

بعد ثلاثة أشهر جاء انطونيوس إلى الإسكندرية، و أمضى فيها الشتاء.
و عاد في الربيع. و في نهاية ستة اشهر وضعت كليوبترا طفلين توأمين.
و خلال غياب عشيقها، عززّت تحصينات بلادها، و كبرت أسطولها البحري،
و كدست الذهب و المؤن. و بعد أربع سنوات، طلب إليها انطونيوس الذي كان يرغب
في مد سلطانه في الشرق، إن توافيه إلى سوريا. فذهبت، مقررة إن تطرح شروطها.
و حصلت منه على التعهد بان يسلّم إلى مصر المناطق الفسيحة الأرجاء التي كان يمتلكها
الفراعنة قبل14 قرنا من الزمن، و كانت أضحت ولايات رومانية. و وافق انطونيوس، كذلك،
على الاقتران بها شرعا. و للاحتفال بهذا الحدث، ضربت نقود عليها صورتهما المزدوجة.
و منذ ذلك اليوم، دشّنت كليوبترا عصرا جديدا في حكمها.

و عندما وصلت قوات اكتافيوس، وسقطت حصون الحدود في قبضته، بقيت كليوبترا
في الإسكندرية، متأهبة إما للمفاوضة مع اكتافيوس أو لمحاربة. و وقعت كليوبترا حية
بين يدي العدو، فأقيمت حراسة مشدد عليها و حذرت من إن أولادها سيقتلون فيما لو وضعت حد لحياتها.

و مع إن اكتافيوس وعد بان يكون متسامحا، فقد افترضت كليوبترا إن مصيرها سيكون مشابها
لمصير المئات من الأسر الملكيين الذين عرضوهم في شوارع روما مثقلين بالقيود الأغلال قبل
تنفيذ كم الموت فيهم. وظلت جريئة حتى النهاية فتظاهرت بأنها تخلت عن فكرة الانتحار كليا.
و استطاعت الحصول على إذن بزيارة ضريح انطونيوس، ولعلها إذ ذلك اتصلت ببعض الأنصار
الأوفياء بينما كانت محفتها تجتاز المدينة. فلما عادت إلى جناحها، استحمت، و تناولت طعام العشاء،
و ارتدت ملابس فينوس بمساعدة خدمها. ماذا حدث؟ كل ما نعرفه إن ضباطا رومان دخلوا عليها،
فألفوها ميتة. و بحسب الأسطورة، فضت الملكة بعضة صلّ ( أفعى صغيرة سامة )
حمل إليها خفية في سلة تين.

و عندما احتفل في روما باحتلال اكتافيوس مصر، جرّوا في الشوارع تمثالا لكليوبترا
مع حية تلتف حول ذراعها. أما أولادها الثلاثة الذين رزقتهم من انطونيوس_ كان قيصر الصغير
قد قتل من قبل_ فقد اجبروا على السير في موكب النصر المهين. و هكذا شرع الشعراء الرومان،
بهدف تمجيد المنتصر في نشر الخرافة حول ملكة مصرية منحرفة و فاجرة،
و هي خرافة لا تزال سائدة حتى يومنا هذا
 

كول نار

G.M.K Team
رد: شخصيات صنعت التاريخ

456.jpg





عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه (656 ه/1258م - 1326م)مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها وإليه تنسب. شهدت سنة مولده غزو المغول بقيادة هولاكو لبغداد وسقوط الخلافة العباسية

بطل مغوار، على راس مائة أسرة وأربعمائة فارس تركماني، أسس إمبراطورية حكمت نصف العالم لأكثر من ستة قرون، وأجبرت أمريكا على دفع الجزية!!!

[hide]لم يضع أسس بناء إمبراطورية حبا بالسلطة والجاه والجبروت وإنما حبا بالإسلام. لقد كان يؤمن إيمانا عميقا بأن مهمته الوحيدة في الحياة هي إعلاء كلمة الله. أوصى ابنه وهو على فراش الموت، يابني، إياك ان تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، ان نشر الإسلام وهدايةالناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.

اتصف بالشجاعة الفائقة والحكمة العميقة والإخلاص الشديد للإسلام والصبر على الشدائد والملمات والعدل في الحكم والوفاء والإيمان العميق الذي لا يتزحزح.

ذلكم هو المجاهد التركماني البطل الغازي عثمان بن أر طغرل بن سليمان شاه بن قيا ألب، مؤسس الإمبراطورية العثمانية.

فقبل ان نبحر مع هذا المجاهد لنرتوي من معين حكمته وإيمانه، ونرافقه لنسمع صهيل خيول فرسانه وجعجعة مواضيهم وهتاف حناجرهم التي تشق عنان سماء المعارك الجهادية، مزمجرين بصوت هادر (الله اكبر) ليحولوا سوح الوغى إلى أعراس للنصر، و ليدب الرعب في قلوب أعدائهم. فقبل ذلك أيضا لابد ان نتعرف على الدوحة التي ينحدر منه هذا العملاق الغازي الذي مازال نتائج ما أفرزتها إمبراطوريته لم تحسم لحد هذا اليوم!!

ينتسب العثمانيون إلى قبيلة ( قاتي) التركمانية والتي كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تعيش في سهول آسيا الغربية وتزاول حرفة الرعي. ونتيجة الغزو المغولي بقيادة جنكيزخان تحركت هذه القبيلة نحو الغرب قاصدة دولة خوارزم ، ثم توجهتبعد ذلك نحو العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى.

كان ( سليمان شاه بن قيا ألب ) جد عثمان رئيس وزعيم العشيرة، الذي قرر الهجرة في عام 617 للهجرة الموافق لعام 1220 للميلاد مع قبيلته وفيها ألف فارس من موطنه إلى بلاد الأناضول فاستقر في مدينة أخلاط التي تقع في شرق تركيا الحالية. ولما هدأت موجة المد المغولي رغب في الرجوع إلى موطنه الأول عبر ديار بكر نحو الرقة. حاول عبور نهر الفرات فهوى فيه وغرق عام 628 للهجرة الموافق لعام 1230 للميلاد، فدفن هناك قرب قلعة جعبر.

خلف سليمان شاه أربع أبناء، اختلفوا بعد وفاة أبيهم في الطريق التي يجب ان يسلكوها للعودة إلى موطنهم. الابن البكر ( سنكورتكن) الذي تولى زعامة القبيلة خلفا لأبيه، فقد حقق رغبة أبيه ورجع مع أخيه ( كون طغري) إلى موطنهم الأول. وأما الأخوان الآخران وهما ( أرطغرل) و( دندان) فقد عادا ادراجهما, وكان ( أرطغرل) الأوسط زعيم المجموعة المتبقية من القبيلة، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول، وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس.

سمع أرطغرل، خلال مسيره يوما، جلبة وضوضاء وشاهد جيشين مشتبكين فوقف على مرتفع من الأرض، يراقب هذا المنظر المألوف لدى القبائل التركمانية الرحل، المفطورون على أنغام السيف وحشرجة الرماح وصهيل الخيول. ولما أنس الضعف في احد الجيشين وتحقق انكساره وخذلانه، ان لم يهب لنجدته، وفي هذه الأثناء سمع صوتا جهوريا مدويا ينطلق من بين فرسان الجيش الآيل إلى الانكسار، زلزله زلزالا شديدا، سمع لفظة الجلالة ( الله أكبر) فارتعد أوصال أرطغرل ودب فيه النخوة الإيمانية ونزل مسرعا يتبعه فرسانه كالسيل العرم وهاجم الجيش الثاني بقوة وشجاعة عظيمتين حتى وقع الرعب في قلوب الذين كادوا يفوزون بالنصر لولا هذا المدد الفجائي. واعمل فيهم السيف والرمح ضربا ووخزا حتى هزمهم شر هزيمة وكان ذلك في أواخر القرن السابع للهجرة، وبعد تمام النصر علم أرطغرل بان الله قيضه لنجدة الأمير علاء الدين السلجوقي أمير قرمان (قونية). فكافأه السلطان علاء الدين على مساعدته ونجدته له بإقطاعه عدة أقاليم ومدن بجوار الثغور مع الروم، واتاح لهم بذلك فرصة توسيعها على حساب الروم. كانت مساحة هذه الأرض 2000 كيلو متر مربع استطاع أرطغرل توسعها إلى 4800 كيلو متر مربع خلال حياته.

وبعد وفاة أرطغرل عام 687 للهجرة، خلفه بطلنا المجاهد عثمان الذي سار على سياسة ابيه في قضم ارض الروم وإلحاقه بدولته الناشئة الفتية. وعلى يده تأسست الدولة العثمانية سنة 699 للهجرة الموافق لعام 1288 للميلاد.

يذكر بعض المؤرخين إلى ان عثمان هو أول من اسلم من قبيلة قاتي التركمانية، وهذا الزعم غير صحيح لآن القبيلة كانت بالأصل مسلمة قبل ان ترحل من موطنها الأصلي مع زعيمها. إذ المعروف ان قبيلة قاتي تركمانية، وكلمة تركمان تطلق على الترك الذين اعتنقوا الإسلام فسموا ( ترك إيمان) والدليل الآخر هو اسم زعيمها سليمان.

لقد كان لنجدة قبيلته لجيش الأمير علاءالدين السلجوقي المسلم وإحرازهم النصر على الروم الأثر الكبير في تكوين شخصية هذا المجاهد فأعتقد بان مهمة كبيرة قد القي على عاتقه وينبغي تحقيقه مهما غلا التضحيات.إلى الحد الذي أصبح الجهاد محور حياته وتفكيره. دأب على تنشئة أولاده وتدريب جيشه على الإيمان العميق للجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام.


أعماله


لقد بدا عثمان يوسع إمارته فاستطاع ان يضم إليه عام 688 قلعة قرة حصار وفي عام 699 أغارت المغول على إمارة علاء الدين السلجوقي ففر من وجههم والتجأ إلى إمبراطور بيزنطا وتوفي هناك في العام نفسه، وتولى الإمارة من بعده ابنه غياث الدين فقتله المغول.ففتحت الأبواب وأزيلت العقبات من أمام عثمان ليتوسع رويدا رويدا على حساب الروم، واتخذ مدينة يني شهر قاعدة له ولقب نفسه باديشاه آل عثمان واتخذ راية ودعا أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام، فان أبوا فعليهم دفع الجزية، فأن رفضوا فالحرب هي التي تحكم بينه وبينهم فخشوا على أملاكهم منه، فاستعان الروم بالمغول عليه، وطلبوا منهم ان ينجدوهم ضده، غير ان عثمان قد جهز جيشا بإمرة ابنه أورخان وسيره لقتال المغول فشتت شملهم. وكانت هذه المعركة مشابه لمعركة عين جالوت العظيمة.

ثم تواصلت انتصارات المجاهد عثمان بعد دحر المغول واعتناق قسم كبير منهم الإسلام. اتجه وجيشه نحو مدينة بورصة التي كانت تعد من الحصون المنيعة والمهمة في آسيا الصغرى، فاستطاع ان يدخلها عام 717 للهجرة،1317 للميلاد ،امن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له ثلاثين ألفا من عملتهم الذهبية، وأسلم حاكمها ( افرينوس)، فمنحه عثمان لقب( بيك ) وأصبح من قادة العثمانيين البارزين.

توفي الغازي عثمان عام 726 للهجرة الموافق لعام للميلاد1325، وقد عهد لابنه اورخان بالحكم بعده.


أهم الصفات القيادية في عثمان

الشجاعة :لشجاعته كان مضرب الأمثال. جمع له الروم عام 700 للهجرة 1300 للميلاد حلفا صليبيا من امراء النصارى في بورصة ومادانوس وادره نوس وكته وكستلة البيزنطية، لمحاربته والقضاء عليه. ولكن عثمان لم يمهلهم فخاض الحروب ضد هذا الحلف بنفسه متقدما فرسانه الميامين ليشتت شملهم .

الحكمة : لقد رأى من الحكمة أن يقف مع السلطان علاء الدين ضد النصارى ، وساعده في افتتاح جملة من مدن منيعة ، وعدة قلاع حصينة ، ولذلك نال رتبة الإمارة من السلطان السلجوقي علاء الدين. وسمح له سك العملة باسمه ، مع الدعاء له في خطبة الجمعة في المناطق التي تحته.

الاخلاص:. عندما لمست الإمارات الإسلامية المجاورة لأمارة بني عثمان، إخلاصه للدين الإسلامي الحنيف تحركوا لمساندته والوقوف معه لتوطيد دعائم دولة إسلامية ناشئة تقف سدا منيعا امام الدول المعادية للإسلام والمسلمين.

الصبر:لقد اتصف المجاهد الغازي بالصبر، وتجلت هذه الصفة فيه عندما شرع في فتح الحصون المنيعة والبلدان القوية، ففتح في سنة 707 للهجرة 1307 للميلاد حصن كته، وحصن لفكة وحصن آق حصار وحصن قوج حصار وفي سنة 712 للهجرة1312 للميلاد، فتح حصن كبوة وحصن يكيجة طرا قلوا وحصن تكرر بيكاري وغيرها وقد توج فتوحاته هذه بفتح مدينة بورسة في عام 717 للهجرة 1317 للميلاد، وذلك بعد حصار صعب شديد دام عدة سنوات، كان من أصعب ما واجهه عثمان في فتوحاته.

الجاذبية الايمانية:تأثر كثير من القادة البيزنطيين بشخصية عثمان، ذات الجاذبية الإيمانية، ومنهجه القويم الذي سار عليه، حتى دخل البيزنطيون في دين الله أفواجا حتى امتلأت صفوف العثمانيين بهم.

العدل:اشتهر المجاهد عثمان بالعدل، وقبل وفاة والده أرطغرل عهد إلى عثمان بولاية القضاء في مدينة (قره جه حصار) بعد فتحها عام 784 للهجرة 1382 للميلاد، وتروي المراجع العثمانية التاريخية، أن عثمان حكم لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي، فاستغرب البيزنطي وسأل عثمان: كيف تحكم لصالحي وأنا على غير دينك؟ فأجابه عثمان: بل كيف لا أحكم لصالحك والله الذي نعبده، يقول لنا:

(( أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل)) فاهتدى الرجل وقومه إلى الإسلام.

الوفاء:كان شديد الوفاء بالعهود فعندما اشترط أمير قلعة اولوباد البيزنطية حين استسلم للجيش العثماني، ان لا يمر من فوق الجسر أي عثماني مسلم إلى داخل القلعة، التزم بذلك وكذلك من جاء بعده.

التجرد:لم تكن أعماله وفتوحاته من اجل مصالح اقتصادية أو عسكرية أو غير ذلك، بل كان فرصة تبليغ الدعوة إلى الله ونشر دينه، وقد وصفه المؤرخ أحمد رفيق بأنه ( كان متدينا للغاية، وكان يعلم ان نشر الإسلام وتعميمه واجب مقدس وكان يتمتع بفكر سياسي واسع متين، ولم يؤسس عثمان دولته حبا في السلطة وإنما حبا بالإسلام) ويقول الكاتب مصر أغلوا: ( لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيمانا عميقا بان وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعا بكل حواسه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف السامي.

شخصية متزنه مؤثرة خلابة تأخذ بالباب مستمعيه،لم تطغي قوتها على عدالتها، ولم تفقدها القوة والسلطة توازنها.لم يتزحزح إيمانها قيد أنملة، ولم تتجاوز سلطانها على رأفتها ولاغناها على تواضعها. أكرم الله عثمانا بتأييده ونصره ومكنه الأخذ بالأسباب والغلبة فجعل له مكنة القدرة على التصرف والهيبة والوقار وطاعة الرعية وكان رعاية الله له عظيمة ولذلك فتح له باب النصر والتوفيق.

 

كول نار

G.M.K Team
رد: شخصيات صنعت التاريخ

الدستور الذي سار عليه العثمانيون


لقد كان حياة هذا المجاهد التركماني العظيم جهادا ودعوة في سبيل الله، وكان علماء الدين يحيطون به ويشرفون على التخطيط الإداري والتنفيذ الشرعي في الإمارة ولعل ابرز ما حفظه لنا التاريخ من إيمان هذا البطل المغوار المؤمن

والتزامه الشديد بالإسلام ونشره، وصيته إلى ابنه أورخان وهو على فراش الموت،الوصية التي أصبحت منهاج عمل ومنار لجميع سلاطين بني عثمان الذين تعاقبوا على السلطنة طيلة أكثر من ستة قرون.

يقول المجاهد عثمان في وصيته لابنه أورخان، كأنه وصية لقمان الحكيم لابنه:

( يابني : إياك ان تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، وإذا واجهتك في الحكم معضلة فاتخذ من مشورة علماء الدين موئلا..يابني: احط من اطاعك بالإعزاز، وانعم على الجند، ولايغرنك الشيطان بجندك وملكك وإياك ان تبتعد عن أهل الشريعة.. يابني: انك تعلم أن غايتنا هي إرضاء رب العالمين، وان بالجهاد يعم نور ديننا كل الآفاق، فتحدث مرضات الله جل جلاله.. يابني لسنا من هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة الحكم أو سيطرة أفراد، فنحن بالإسلام نحيا ونموت، وهذا يا ولدي ما أنت له أهل.. يابني: اعلم ان نشر الإسلام، وهداية الناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.. يابني: إنني انتقل إلى جوار ربي وأنا فخور بك، بأنك ستكون عادلا في الرعية، مجاهدا في سبيل الله لنشر دين الإسلام...يابني: أوصيك بعلماء الأمة، ادم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم وانزل على مشورتهم، فإنهم لا يأمرون إلا بالخير...يابني: إياك ان تفعل أمرا لا يرضي الله عز وجل وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة، فإنهم سيدلونك على الخير...وأعلم يابني ان طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله وان مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وإننا لسنا طلاب جاه ودنيا...يابني وصيتي لكم ولأبنائي وأصدقائي، أديموا علو الدين الإسلامي الجليل بإدامة الجهاد في سبيل الله، أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بأكمل جهاد. أخدموا الإسلام دائما، لان الله عز وجل قد وظف عبدا ضعيفا مثلي لفتح البلدان، اذهبوا بكلمة التوحيد الى أقصى البلدان بجهادكم في سبيل الله ومن انحرف من سلالتي عن الحق والعدل حرم من شفاعة الرسول الأعظم يوم المحشر...يابني: ليس في الدنيا أحد لا يخضع رقبته للموت، وقد اقترب اجلي بأمر الله جل جلاله، أسلمك هذه الدولة واستودعك المولى عز وجل، أعدل في جميع شؤونك))

لقد كانت هذه الوصية منهجا سار عليها السلاطين العثمانيبون، فاهتموا بالعلم وبالمؤسسات العلمية وبالجيش والمؤسسات العسكرية وبالعلماء واحترامهم لهم وبالجهاد وصل جيوش الفتح العثماني الإسلامي إلى أبواب فيينا ومن المغرب إلى باب المندب ومن البحرين إلى وادي الرافدين.

أسس الغازي عثمان ارطغرل امبراطوية على دعائم قوامها الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء. وتوقير كلام الله عز وجل ، إذا صدرت الأوامر السلطانية بتاريخ 25 تموز يوليو عام 1518، بأن تتم قراءة القرآن الكريم بصورة متواصلة من دون توقف من قبل أشخاص يمتلكون الصوتالجميل. ولم تتوقف القراءة لحظة واحدة حتى 3/3/1924( تاريخ خلع السلطان) اي ان القراءة استمرت 405 سنوات و7 اشهر و9ايام!! هذه القراءة المتواصلة للقرآن كانت تحدث في دائرة ( خرقة السعادة وهي احد أقسام قصر ( طوب قابو) مقر الحكم.

وأما كيف دفعت أمريكا الجزية لهذه الإمبراطورية العملاقة، وفيما يلي ملخص قصة معاهدة الصلح.

وقع جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي معاهدة صلح مع بكللر حسن والي أيالة الجزائر، التزمت بموجبها أمريكا ان تدفع إلى ايالة الجزائر العثمانية على الفور مبلغ 642 ألف دولار ذهبي، و1200 ليرة عثمانية، وذلك مقابل ان تطلق البحرية العثمانية سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، والا تتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.

ففي أواخر القرن الخامس عشر الميلادي استغاثت أهالي الجزائر بالدولة العثمانية الفتية لحمايتها من الغزو الذي يتعرض لها من قبل اسبانيا والبرتغال بعد سقوط دولة الإسلام في الأندلس. فاستجابت لندائهم وضمت الجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية وألفين من الجنود الانكشارية، وأذن السلطان سليم ياووز ( سليم الأول) لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلى أيالة الجزائر( ولاية الجزائر) والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة البطل خير الدين بارباروس الذي نجح في إنشاء هيكل دولة قوية بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية وأسس أسطولا بحريا قويا، أصبحت سيدة بحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وجعل المجاهد بربروس من أيالة الجزائر قاعدة بحرية عثمانية.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية، بعد ان انتزعت أمريكا استقلالها عن انجلترا سنة 1190 للهجرة الموافق لعام 1776 للميلاد، ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1197 للهجرة الموافق للعام 1783 للميلاد وتجوب البحار والمحيطات.
ففي إحدى الرحلات، تعرض البحارة العثمانيون في أيالة الجزائر لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش وذلك في رمضان عام 1199 للهجرة الموافق لشهر تموز، يوليو1785 للميلاد، ثم ما لبثوا ان استولوا على إحدى عشرة سفينة أمريكية أخرى وساقوها إلى السواحل الجزائرية.فشلت محاولات استردادها. لعجز البحرية الأمريكية من مواجهة الأسطول العثماني، بحيث اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الدولة العثمانية في أيالة الجزائر في ( 21 من صفر 1210 للهجرة الموافق 5 من أيلول سبتمبر 1795 للميلاد). تضمنت المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير إنكليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها. وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة سفنها وأسراها وضمنت عدم تعرض الأسطول العثماني لسفنها وعلى الرغم من ذلك فان السفن العثمانية التابعة لآيالة طرابلس (ليبيا) تعرضت للسفن الأمريكية التي كانت تدخل البحر المتوسط وترتب على ذلك ان أرسلت الولايات المتحدة أسطولا حربيا إلى ميناء طرابلس فيعام 1218 للهجرة الموافق لعام 1803 للميلاد، واخذ يتبادل نيران المدفعية مع السفن العثمانية. وأثناء القتال جنحت سفينة الحرب الأمريكية ( فلاديليفيا) إلى المياه الضحلة، لعدم دراية بحارتها بهذه المنطقة وضخامة حجمها حيث كانت تعد أكبر سفينة في ذلك التاريخ، ونجح البحارة العثمانيون المسلمون في اسر أفراد طاقمها المكون من 300 بحار.

طلب والي ليبيا قرة مانلي يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار ، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولايات المتحدة بعشرة آلاف دولار سنويا.
رضخت الولايات المتحدة الأمريكية لهذه المطالب وظلت تدفع هذه الجزية ( الضريبة) حماية لسفنها حتى سنة ( 1227 للهجرة الموافق لعام 1812 للميلاد)، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهباً وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها أمريكا الضريبة السنوية.
هذه هي الإمبراطورية التي أسسها الغازي المجاهد عثمان أرطغرل على أساس من التقوى والإيمان والأخذ بالأسباب. مسك بعدها بنوه بزمام النصر الذي وعد الله المؤمنين به.
فهل توضح الآن لماذا شوه المستشرقون والمستعربون تاريخ الإمبراطورية العثمانية الاسلامية؟!!!..وماذا يعني المعنيون بان المسلمون يريدون إنشاء إمبراطورية من اسبانيا إلى اندنوسيا؟**



[/hide]
المصادر/
1- الدولة العثمانية- علي الصلابي.
2- التاريخ الإسلامي- محمود شاكر
3- تاريخ الدولة العثمانية
4- عندما دفعت أمريكا الجزية- أحمد تمام
5- موقع التاريخ الالكتروني
6- موقع الفسطاط الالكتروني
7- موقع الإسلام الالكتروني
8- موقع إسلام اون لاين نت
9- مجلة العربي العدد 551 أكتوبر 2004 –دفاتر منسية لحكام الدولة العثمانية-ناصر عراق
 
أعلى