جميع قصائد نارين عمر

G.M.K Team

G.M.K Team
اليومُ الجديد

الأيّامُ كالبشر
يلفها جلبابُ الشّيخوخة
يلهبُها أتونُ النّدم
ينتابُها حسّ اليأسِ
وأنين الأفول يمضغها
يومٌ واحد...
تملصَ منُ خيوط الجلبابِ
المتشابكة
طافَ همسَ الشّوارع
والبيوتِ الواجفة منْ أزيزِ
سوطٍ عربيدٍ يشهدُ على
وجوم الجبروت
اخترقَ جدارَ بيتٍ عتيق
سكنَ قلباً يضخّ بنبضِ الرّبيع
أفاقَ سكانُ البلدةِ
على حلمٍ جديدٍ
بولادةِ يوم جديد
قطعُ الخشبِ أنجبتْ أَسِرّة
تهزّها الأمهاتُ حتى الأمومة
النّخوة المهاجرة...
عادتْ إلى دفءِ رجالها
تاجُ العشق
حط على عنفوانِ الشّبان والصّبايا
الألعابُ الهاربة...
عادتْ إليها النّشوة بين
أنامل الأطفالِ المفزوعين
الكلّ غزلَ منْ
دمعةٍ وقطرةِ دمٍ
أحرفاً راقصة
حلمٌ جديد... يومٌ جديد
وكاوا...


داستان

داستان.. نبعٌ ترعرعَ
في روض الأحلام
تدفقَ من مخاضِ السّنين
الحالمة
سربٌ منْ شرايين المآقي
ينثرُ الدّفءَ الذي
أفقدتهُ اللحظاتُ اليتيمة
والسّويعاتُ الثكلى منْ
مواويل حَمَل حزين
خلفَ رحيلِ قافلة
يمٌّ انبثقَ منُ بحرِ الأمومة
لحظة عانقَ الودّ
شرفاتِ العشق منْ صرخةٍ
اضطربَ في مداها الرّحمُ
نسمة نثرتْها يدُ الحنان
في شراع الصًدرِ المخمليّ
المتلاطم مع شرابٍ
عذبِ المذاق
داستان..
ملحمة نسجتْ خيوطها
من تجلياتِ أحمد خاني
فكانتِ البداية.. وكانَ الحبّ
الذي هضمَ كلّ لحظاتِ
العشق البتولي
صبّها في أبجديةِ العشق
لتعزفا معاً
سيمفونية الدّيمومة
 

G.M.K Team

G.M.K Team
سازين

سازين...
كانتْ نسمة عابرة
مرّتْ على روض قلبي
حصلتْ على الإقامة الدّائمة
ثمّ غدتْ
نغمة...
في مبسمِ الحياة


شيرين

لم يستطعِ الشّهدُ
أن يخفيَ لهيبَ غيرتِهِ
والرّحمُ يهبكِ
لمملكةِ فؤادي
وأنتِ...
تزغردين ترانيمَ شهدكِ


بسمة حُبلى

ببسمةٍ حبلى ووردة
بساعدٍ يتدفقُ ندى الصّباح
بشمس تتباهى
في قبساتِ قوس قزح
أتسللُ إلى عمق الألم
أعمّدهُ في شلال أملٍ متزن
أشيّدُ فوقَ الشّلال
منارة للحبّ.. لسمّو الأفق


فيضُ أمّي

أيّها القمر...
قد تغزلُ منْ خصلاتِ الليل
عشراتِ القصائدِ
قد تنظم ُمنْ همساتِ العشّاق
مئاتِ القصائدِ
ومن تأوّهات المتبتل
آلافَ الحكاياتِ والرّواياتِ
كمْ منَ السّدودِ تكفيكَ
لحجز فيضِ أمّي
مخافة الرّحيلِ الأبدي؟؟!!
 

G.M.K Team

G.M.K Team
ربّما

ربّما استطعتَ
أنْ تقطفَ وردة
محاطة بالأشواك
ربّما استطعتَ
أنْ تقتلعَ شجرة محميّة
بستارِ السّياج
وربّما نهبتَ خزينة السّلطان
لكنْ...هيهاتَ
أنْ تسحقَ وطناً
مكللاً بالجماجم


حبٌّ على اتساعِ المدى

حينَ يضيقُ بيَ المدى
وتلفظني أهدابُ الغرق
أتخبّأ في مهدِ عينيكَ
ألملمُ منْ زرقتِهِما
زورقاً...
أعبرُ به تعرّجاتِ الزّمن
التّائهة إلى مرفأ
أتخطى فيهِ
تجاوزاتِ التفسيرِ الهائمة
فوقَ صدرِ الأحلام المفزوعة
من حلمٍ زارها برهة
أجوبُ أعماقاً...
تتعالى فيها ثرثراتُ الشّعور
المغلولة بأنينِ أنفاس حالمة
أصرعُ غرورَ الضّبابِ
أتسكعُ بساطَ ريحٍ
يلتهمُ تشنجاتِ عرش
شارفَ على الإجهاض
إثْرَ زوال الطلق الأوّل
أخيراً...
أعرجُ على أفنان
كتمتِ الأنفاس
أفجّرُ فيها معزوفة البداية
نعومُ في فضاءِ العشق
نشردُ في أخيلتهم الممهورة
ببراءةِ أطفال عابثين
منْ ترصّداتٍ زائغة
وحين يتسعُ المدى
أعينكَ
لنضمّ كوناً...
تاهَ في فرقعاتِ الضّجيج


حكاية أنثى اسمها ليلى

في ليلةٍ...
ليستْ كالليالي
ليلةٍ لبستْ رونقَ النّهار
حامَ الكونُ حولَ رحم
ليسَ كجميعِ الأرحام
سيمفونية الحياةِ؟!
لبِستْ وتراً جديداً
الرّحمُ مزهوّ
يعلمُ ما تنبضُ به جوانُحُه
يليقُ بامرأةٍ
ليستْ ككلّ النّساء
امرأةٍ بها اعتلى سفينة
توأماً لسفينةِ نوح
بضحكةٍ مرتعشة
وهبها أنثى
ليستْ ككلّ الإناث
العينان...
تنبعان ودّاً
الشّفتان...
تهمسان ثقة
اليدان...
تنسجان شموخاً
الجبينُ...
يشعّ بحكايتها..يتنبّأ
بقصّتها مع الكون
كادَ السّجالُ يصيرُ عراكاً
في البحثِ عن اسم لها
الرّحمُ المزهوّ نادى:
ليلى...اسمها ليـــــــلى
 

G.M.K Team

G.M.K Team

قسم الشّعر الموزون/ الكلاسيكي/



هياجُ الشّوق

هاجنــي شوقٌ عنيـفٌ هائــــجٌ غاصَ في فكري بدون الطّلــبِ
ينشدُ الحسّ الرّهيفَ الشّغــــِفَ يضمرُ العـذرَ الضّليل السّبــبِ
حين نــــاغيتَ النّسيمَ وَجـْــدَكَ وتضرّعْتَ لشــــــدو الطّـــرَبِ
تطلــبُ الصـّفحَ وترجو ودّنــا ولقـــــــاءً في غــــــدٍ مرتقـِــبِ
تأمـلُ الغــفرانَ منــّا والصــــّفا لذنـــــــوبِ نـــادمٍ مغتـــــــربِ
لـمْ أجـدْ بـــــدّاً مـِنَ البــوح بـه وفـــــــؤادي مكتـــوٍ بالعــــَجَبِ
سؤلُكَ الحيـــرانُ قــــدْ أنعشني ألهـبَ الوجْــدَ بحَــــــرّ اللهـــبِ
أطــربَ النّفسَ وهــدّ سؤمهـــا طمــــأنَ البــالَ الــــذي ينتحبِ
أيقـــــظ الودّ الخمولَ التّــــائـهَ طالمـــا نـادى ولــمْ يستـــــجبِ
نبضُ روحي صارَ يهوى البَلهَ مســـتجيباً لنـــــداءِ الســـُّــحُبِ
باختــــــراقٍ لـهسيس خَجــــِل لجـــدارِ القــــــمَرِ المحتــــجِبِ
وحـــدهُ الوجـدانُ مَنِ اعترضَ بضمـــيرٍ يَقِــــــظٍ محتســــــِبِ
هائــجاً كالليثِ لحظ الفــــورةِ ينتقــي شتى صنــوفِ العتَـــبِ
ليتنـي ريحُ الفـــلا في ثورتي تكتــوي مِنْ جَمَراتِ الغَضـــَبِ
لــم تكنْ مسكونَ لبّي والجوى تشفـــعُ الإثـــمَ بـــودّ ســـــــَرِبِ
لنـــثرتُ النّجمَ ظهراً صـوبَكَ تصطلي الغــمّ بيــــمّ الشَّغــــبِ
إنّمـــا يردعني همسُ الــهوى وطقـــــوسُ الملتقــــــى والأدَبِ

1- السّؤلُ: الطلب
2- الجوى: الحرقة وشدّةُ الوجد
3- سَرِب: ظاهر
 

G.M.K Team

G.M.K Team
ديرك

آيــةٌ مــِنْ ائتلاقِ الألــــــــق درّةٌ تزهــو بربعِ الرّونـــــَقِ
سهلةٌ تأبــى أعاصيرَ المَـدَى صعبةٌ تخبو ارتـــدادَ السّفـَقِ
توأمُ الدّجلــهْ وفحوى يُمْنِهـا أخـــتُ جـــودٍ وعَطاءٍ غـَدِقِ
عينُ ديــوَرْ نسمةٌ مِنْ عشقِها جِسْرُها الجبّارُ رمزُ الشـَّرَقٍِ
أهلُهــا نبْلُ القــِرى والمعْشَرِ أنجــــمٌ منثـــــورةٌ في الأفُقِ
عَبَقُ الطّيـنِ يفــوحُ عندمــا يسْبــحُ التِّبـــْنُ بمـــاءٍ هَرِقِ
وصريرُ الـدّلْوِ يعلـــو عانقاً كفّ عمّـــــالٍ بضرْبٍ حَـذِقِ
وقدورُ السّلقِ تحيي مجْدَهـا بأنينِ المـــاءِِ جـــدّاً صَلِـــــقِ
لهفــةُ الأطفالِ يرقى وقْعُهــا وازديادُ الدّهْشــةِ في المُــؤَقَِ
ويدٌ تحضــنُ صحناً فارغــاً ويــدٌ تُلْهــــِبُ وَهْــجَ النــّزَقِ
وأخيـــراً تستــوي السّليقــةُ بأفولِ الشّمسِ نحــــوَ الغَسَقِ
رنّةُ المحــّارِ مـــا أعــْذبَهــا دحــْدَلٌ يلظــى كمثل البَــرَقِ
ما ألــذ الخبزَ فـــي تنّورنــا وانتعاشُ السّيركي في الطبَقِ
ورنينُ الرّاعـي يغـدو آلفـــاً وصياحُ الدّيكِ عنـــْدَ الشّفــقِ
سَهَراتُ الصّيفِ في مرْبعِكِ تنتشينا صحـــْوةً فــــي أرِقِ
بَلْدتـــي المُثلى مدينةُ الصِّبا مرفــأ الأمْنِ وزخْمُ الحــــَدَقِ
في حِماكِ الرّوحُ تَحْيا حـرّة والشّبابُ سائــــرٌ في البَسَقِ
 

G.M.K Team

G.M.K Team
1- السّفق:من أسفق(ردّ)
2- غدق: كثير
3- عين ديور: قرية سياحية تابعة لمنطقة ديرك
4- الجسر: إشارة إلى جسر الرّومان الموجود في عين ديور
5- هَرِق: مسيل
6- الصّلِق: الصّوت الشّديد
7- النّزق :الخفة والطيش
8- السّليقة: الحنطة المسلوقة
9- السّيركي :أكلة معروفة لدى سكان ديرك وهي عبارة
عن خليط من الجبن والثّوم
10-البَسَق: الطول


شقيقُ الرّوح

غيّبَ النّأيُ رؤاكمْ عنْ عيونــــي وقضـــى الدّهرُ علينــا بالبعـــادِ
إذْ شكا الغدْرُ طـــويلاً مِنْ هوانا وانطوى طــوعاً لأهوالِ الجهـادِ
فانْبرى الطّيـــرُ حزيناً يتمنّــــى يُنْشِدُ الألْفَ القديــمَ المتصـــادي
وزهـــــورٌ تتباكى في خشـــوعٍ تَرْسمُ العُجْـــبَ لأفعــالِ العبـــادِ
وغَدَتْ روحي تعاني منْ عـِراكٍ في خضمِّ البحثِ عنْ لبّ الحيـادِ
كنْتَ لــي خيـــرَ خليـــلٍ أتمنّـى ورسولَ الــودّ في عزّ النّــوادي
ورفيقـــاً كنتَ في لهـــو الحديثِ ومعينــاً خيّــراً لحــظَ التّنــــادي
كيفَ أصغى الدّهرُ للحسّادِ يوماً باغتيالِ السّعْدِ في وأدِ الــــــودادِ
غِبْتَ فينــا جسَداً لا روحَ فيــــه وتركتَ الــرّوحَ في راح الأيادي
تعتلـــي العرشَ برحبٍ وامتلاكٍ عرشَ نفســي بحيادٍ وانفــــــرادِ
أنتَ حلــمُ الأمسِ كنت يا مليكـي ورفيــقُ الغـــدِ يا سهــمَ الفــــؤادِ
فتعالَ اليــومَ نصغــــي لهوانـــا ونزيدُ الوهــجَ ومضـاً فــي اتّقــادِ
لا يضيـعُ الودُّ في عتمِ الضّبابِ إنْ تسامــــى لترانيــــمِ الرّشــــادِ
والمحــبُّ الصّبُّ لا ينسى هواهُ أَوَ ينسى طائـــرٌ نغمــاتِ شــادي
يا عزيزاً خِلْتُ أنــــّي قدْ أتوبُ فــي هــواه بالتّنــاسي وابتعـــــادِِ
بيــــدَ أنّ النّارَ تسمو في حشايــا وفلـــــولُ العشقِ تـبـدو في ازديادِ
يا شقيقَ الرّوحِ يا طيبَ الأقاحي يا بشيرَ السّعدِ فـي ليــلِ المــــرادِ
أبْعــَدَ النــّوى رؤياكمْ عن رؤايا لتنــالَ الخلـــدِ فـــي عينِ فــؤادي
 
أعلى