G.M.K Team
G.M.K Team
الدولة الأكادية
1-قامت هذه الدولة في جنوب بلاد مابين النهرين (الجزيرة)ويعتبر الملك (ساركون) مؤسسها وأول ملك لها والأكاديون ذو أصل سامي هاجروا الى جنوب بلاد مابين النهرين منذ 3000عام قبل الميلاد وايتقروا شمال سهل شنعار في بلاد بابل قرب بغداد وكان تسربهم الى المنطقة سليماً وعلى شكل قبائل رحل ثم تحولوا فيما بعد الى الزراعة والإستقرار وأصبحوا ملوكاً وكان ساركون هذا واحد من حكام مدينة كيش من قبل الملك (أور-زاماما)(1) ثم استولى فيما بعد على بلاد كيش وانتهز فرصة انقسام السومريين الى قسمين فشن هجوماً صاعقاً عليهم وتمكن من السيطرة على بلادهم وأصبح ملك العالم كما لقب نفسه ووصلت دولته الى البحر المتوسط وخاض ضد الكوتيين معارك دموية حامية.
ويقول الدكتور عزيز عثمان: استطاع سركون (2) الحاق الهزيمة بالعشائر الكوتية القاطنة سفوح جبال زاغروس والذين كانوا يهاجمون بلاد مابين النهرين باستمرار.كما اسر ملك أوروك السومري (لوكال زاجيزي) وبنى مدينة أكاد بالقرب من كيش ولانعرف حتى اليوم موقع تلك المدينة بالضبط وفي أواخر حكم هذا الملك بنى الآشوريون مدن آشور ونينوى (نينوفا) وبدأوا بالتحرك وانتفضوا وأثبتوا وجودهم كشعب وفي هذه الثناء توفي الملك (ساركون)مخلفة ابنه(ريموش) .
2- ريموش بن ساركون(9):
بعد وفاة سركون خلفه ابنه (ريموش)فانتفض العيلاميون والسومريون ضده ولكن تمكن ريموش من إعادتهم الى جادة الصواب واستولى على مغانم كثيرة منهم أهداها الى إلهه (أنليل) وتمكن من قتل ثمانية آلاف من الجنود السومريين في مدن (أور) و(نيبور) و(أوما) واسر (5500)آخرين وفي معارك أخرى قتل ملك أوما مع (9000) من حلفائه في ميدان المعركة كما أسرمنهم (3500) جندي.
3- مانيتشو بن ساركون (15):
تولى الحكم بعد وفاة أخيه وكما يبدو فإن الآشوريين والعيلاميين كانوا من رعاياه وتحت سيطرته وبنى معبداً في (نينوى)كما صنع له حاكم عيلام تمثالاً نصفياً ووضعه في عاصمته (سوزا) وتقبع في متحف اللوفر في فرنسا مسلة عليها كتابات تدل على أنها تعود الى عهد هذا الملك الذي كان يريد تقوية أمبراطوريته عن طريق ضم المزيد من الأراضي.
4- نارام سين بن مانيتشو (37):
في بداية حكمه شنت هجمات ضارية على مملكته من قبل أعدائه كما خاض هو معارك حامية مع الشعوب القاطنة في الشمال الشرقي والتي وصلت في زحفها حتى نهر ديالي واحتلت مناطق سوربارتو والمناطق الواقعة جنوبي نهر دجلة.تغلب هذا الملك على العيلاميين وفرض سيطرته على بلاد (إنشان). وأهدى لوحة عليها صورته الى إلهه وإله عيلام (عشتار) ويبدو فيها مزهواً بإنتصاره على أعدائه من (اللولويين) المقيمين في جبال زاغروس .كما يظهر في اللوحة نارام سين الملك المنتصر بلباس الحرب وعلى رأسه خوذة حديدية ويتدلى من راسه قرنين وفي يده بلطة ويتقلد القوس والنشاب كما يبدو جنوده وهم ينحدرون من الجبال وبعضهم يرفعون الرايات والأعلام العسكرية والعدو يفر من أمامهم وهم يطاردونه ويدوسونه بالأقداموتتدحرج أجسادهم الى الوديان والشعاب الجبلية والبعض يتوسلون إليه طالبين الصفح والأمان.
وفي أعلى المشهد تظهر نجمتان عاليتان.هذه اللوحة موجودة الآن في متحف اللوفر في فرنسا. هذا وقد ترك (نارام سين) في مدسنة آمد(دياربكر) كتابان ونقوش تخلد إنتصارته على أعدائه وتبين عظم وإتساع البلاد التي استولى عليها حيث كانت حدود مملكته تصل حتى أرمينيا شمالاً وقدخاض نارام سين أيضاً قتالاً ضارياً ضد بلاد سومرو(سومر) وشدد ضغطه على بلاد (أوان) و(فارس)اللتين حافظتا بالكاد على استقلالهما ثم عقدتا معاهدة مع نارام سين وبموجب هذه المعاهدة يقدم ملك أوان له الطاعة والولاء ويصبح تابعاً له وفي عهد هذا الملك دخلت العادات والتقاليد والصناعات والحياة اليومية للأكاديين الى بلاد عيلام. كما انتزع هذا الملك مدينة (نوزي) التي تقع قرب كركوك من الحوريين وضمها الى مملكته ولاتزال ىثار ومخلفات نارام سين تكتشف في هذه المدينة كما ظهرت الآثار التي تعود الى عصره في مصر وكبادوكيا وفي أواخر حكمه ـألف ضده حلف من فارس وعيلام وبلاد الأرز وبدأ الهجوم على مملكته ولكنه تمكن من تشتيت شمل الحلفاء وهزمهم شر هزيمة زأخيراً قامت في (أوروك) سلالة حكمت المدينة حيث دام حكم خمسة من ملوكها مدة ثلاثين عاماً وبهذا الشكل فإن بلاد أكاد قبل وفاة نارام سين قد هزتها العواصف وتحكمت بها المطامح والهواء وعاشت في جو من الفوضى والخوف والإضطراب .
5- إشاركاليشاري :
وهو ابن نارام سين أو حفيد حكم مدة خمس وعشرين عاماً وفي عهد حدثت الإضطرابات والفوضى في بلاد أكاد التي تعرضت لهجمات شعوب عديدة. السومريون من الجنوب والعموريون من الغرب والعيلاميون من الشرق ولكن كان الكوتيون ألد أعداء هذا الملك وبلاده وكان هؤلاء يستقرون في بلاد (كوتيوم) على سفوح جبال زاغروس ويتألفون من قبائل وعشائر تمتهن الحرب وسفك الدماء وتتصف بالبأس وشدة الميراس في البداية تغلب عليهم ملك أكاد وأسر ملكهم ولكنهم عادوا الى نشاطهم من جديد وأغاروا على بلاد أكاد وتمكنوا من إخضاعها والإستلاء عليها وبعد وفاة الملك الأكادي دخلت بلاده كلها تحت سيطرة الكةتيين (كوتو) وبذلك تكون دولة أكاد قد زالت من الوجود والى الأبد بعد أن حكمت مئتا عام بلاد سومر وأكاد.
ملوك أكاد :
1- سركون 2-ريموش 3- مانيتشو 4- نارام سين 5-شاركاليشاري.
وكما يبدو من عدد السنين التي استغرقها حكمهم فإن هؤلاء الملوك الخمسة يكونوا قد حكموا أكثر من مئة سنة بقليل وليس مايقارب المئتي عام هذا في حال كون عددهم صحيحاً.
الدولة البابلية
يقال بأن العشائر البابلية تنحدر في نسبها من العموريين وقد سيطرت هذه العشائر في البداية أي في بداية حروبها على مدينة (إيسن).
ويقول عزيز عثمان: إن العموريين هم عرب هاجروا منذ عام 2500ق.م من شبه الجزيرة العربية متوجهين نحو الشمال واستقروا شمال شرق سورية مشكلين عدة إمارات وكان السومريون يسمونهم مارتو والساميون أطلقوا عليهم اسم العموريين ومعناه الغربيون لأنهم انتشروا غربي الفرات. ويقول علماء التاريخ القدماء في معرض ذكرهم للبابليين والعموريين أن لملوكهم أسماء عربية.وفي البداية كان العموريون في سورية بدواً رحلاً ثم مالوا الى حياة الإستقرار وأنشأوا مدينة (ماري) قرب البوكمال وتقدموا نحو بلاد مابين النهرين واستولوا على مدينة إيسن وأعلنوا قيام الدولة البابلية فيما بعدوقد أنشد أحد شعرائهم ومغنيهم مقاطع بهذه المناسبة حيث قال :
السلاح لايفارق العموريين
لايرضخون لأحد
يأكلون اللحوم النيئة
لايدفنون موتاهم
والآن يسكن مارتو البيوت
هذا وتسمى دولتهم التي أقاموها بالبابلية لأنهم استقروا في مدينة بابل وجعلوها عاصمة لهم وبابل معناها (باب- إيلو)أي بوابة الإله ثم توسعت مدلولات هذه التسمية فإصبح يطلق على كل بلاد ميزبوتاميا بل وعلى كل منطقة الشرق الأوسط فيما بعد وفي عهد هذه العائلة أصبحت بابل مركزاً حضارياً متقدماً حيث انتشر فيها العلم والمدارس وارتفعت أعمدة البناء والقصور وامتدت الحضارة صوب الشرق والغرب وبذلك خطى هذا الشعب خطوات حثيثة نحو الرقي والتمدن ويقول المؤرخون بأن بداية إنشاء هذه الدولة كانت عام 2105ق.م ويرجح آخرون العام 1905 ق.م ويدعي البعض بأن العموريين أصبحوا ملوكاً وحكاماً وأصحاب دولة في عام 1893 ق.م.
هذا وقد حكم هذه الدولة أحدعشر ملكاً بين سنتي 1893- 1595ق.م .
1- سومو آبو:
أصبح هذا ملكاً على بلاد بابل عام 1893 ق.م وفي عهده هاجم ملك آشور (إيلوشوما) بلاد بابل وسيطر على الكثير من المدن السومرية ولكن تحصن الملك في مدينته ولم يستسلم لعدوه وتمكن سومر آبو فيما بعد من إخضاع مدينتي سيار وكيش وحكمهما أربع عشرة سنة .
2- سومولا إيلو :
بني في عهده برج المدينة ومعبد حدد.دام حكمه ست وثلاثون سنة.
3- سابوم:
ابن سومولا إيلو حكم أربع عشرة سنة.
4-إ بلسين :
في عهده وعهد من تقدموه ارتقت بابل كثيراً وخاصة من الناحية العمرانية وأصبحت بلاداً عامرة تنعم بالخير والرفاه.
5- سين موباليت :
اصبح ملكاً في عام 1810ق.م وامتد حكمه الى مدينة أور ودخل في صراع على مدينة إيسن مع ملك لارسا العيلامي ولكن الغلبة كانت لملك لارسا فوقعت المدينة في قبضته.
6- حمورابي :
ابن سين موباليت حكم اثنين وأربعين عاماً ويعتبر مؤسس الدولة البابلية وأقوى ملوكها وأعظمهم هؤلاء الملك الذين كانت تخضع لهم باستمرار بلاد سومر وأكاد. واستطاعوا توحيد شعوب المنطقة في دولة واحدة وتمكنوا من إخضاع مدن أوروك وإيسن لحكمهم.وتمكن هذا الملك أن يوسع حدود مملكته ويمد سلطانها الى بلاد أخرى وبعد فترة من حكمه شكل ملوك لارسا (ريم سين) وسوبارتو وكوتيوم حلفاً فيما بينهم وهاجموا معاً بلاد بابل ولكنتمكن حمورابي من الصمود أمام أعدائه وبعد ثلاثين سنة انتزع لارسا من العيلاميين وقد مدحه الشعراء والمغنون وأسهبوا في ذكر انتصاراته وانجازاته. واستطاع أن يضم مدينة ماري الى مملكته ويسيطر على معظم بلاد سومر ثم توجه نحو بلاد آشور وسوبارتو وكان الملك الآشوري (شمسي حدد) قد وسع حدود مملكته كثيراً وفي عهد ابنه (شمسي داغان) استولى حمورابي البابلي بالقوة على بلاد آشور وضم مدينتي (نينوى) و(آشور) الى مملكته واستسلم له السومريون دون حرب واصبحوا تابعين وحلفاء له وبهذا الشكل فقد أنشأ حمورابي دولة قوية وواسعة في بلاد مابين النهرين وذاع صيته في كل مكان ولقب نفسه بملك سومر وأكاد وملك الأطراف الأربعة وسيد العالم وكان يقال له (أبو العموريين) وقد بدأ بوضع قوانينه وشريعته المشهورة اعتماداً على ماجمع من القوانين والشرائع القديمة وخرج منها بقوانين ودساتير جديدة سميت بشريعة حمورابي وقد ترك هذا الملك العظيم وراءه الكثير من الأشياء القيمة والهامة لايزال يدوي صداها حتى اليوم وأوصل دولته الى مصاف الدول العظمى في ذلك الوقت وسار بها الى مرحلة متقدمة من الرقي والحضارة والمجد.
7- شمسوإيلونا بن حمورابي :
الذي حكم مدة سبعة وثلاثين عاماً وفي البداية سارت الأمور على مايرام ولكن فيما بعد انتفض ضده الكاشيون في الشرق والعيلاميون في الجنوب وهاجموا معاً مدينة لارسا وانتزعوا أيضاً مدن أور وأوروك وبعض المدن السومرية الأخرى. وتمكن السومريون أخيراً من إنشاء دولة القطر البحري وأصبحت هذه الدولة موطناً وملاذاً للسومريين والأكاديين الهاربين من ظلم البابليين واتفاد هؤلاء بالقوة الكثير من مدنهم. كما انتفض الآشوريون في وجه البابليين وناصبوهم العداء وفي تلك الأثناء هاجم الحوريون (الهفيركيون)من الشمال بلاد آشور وانتزعوها من البابليين واصبحت تحت سيطرتهم وفي خضم هذه الصراعات توفي الملك (شمسو إيلونا).
8- إيبي إيشو بن شمسو إيلونا:
وفي عهده وقعت حروب عديدة بينه وبين دولة القطر البحري دون أن يحرز أي منهما النصر على الآخر.
9- آموديتانا : استعاد البابليون في عهده مدن إيسن ونيبور.
10- أموصدوقا: في عهد هذا انتصر البابليون على العيلاميين.
11- شمسو ديتانا :
آخر ملوك بابل وفي عهده هاجم الحثيون بابل من الشمال الغربي وتمكنوا من الإستلاء عليها في عام 1595ق.م بقيادة ملكهم (مورسيل الأول) ولكن لم يدم وجوده في بابل طويلاً إذ قام بسلب المدينة ونهبها ثم رجع الى بلاده ولم يمض زمن طويل حتى تحطمت معنويات الجيش البابلي وخارت قواه وتمزقت الدولة البابلية الى أجزاء صغيرة فانتهز الكاشيون هذه الفرصة وداهموا بجيشهم بلاد بابل وسيطروا عليها بالقوة.وفي الحقيقة فإن تاريخ هذه افسرة وحكمها والدولة التي أسستها غير معروفة لدينا بشكل جيد وقد نشب خلاف بين العلماء حول ذلك ونحن بانتظار كتابات ومكتشفات أثرية قديمة تنير لنا الدرب للإطلاع على أسرار هذه الدولة العريقة التي حانت الآن نهايتها ونهاية العائلة التي حكمتها.
1-قامت هذه الدولة في جنوب بلاد مابين النهرين (الجزيرة)ويعتبر الملك (ساركون) مؤسسها وأول ملك لها والأكاديون ذو أصل سامي هاجروا الى جنوب بلاد مابين النهرين منذ 3000عام قبل الميلاد وايتقروا شمال سهل شنعار في بلاد بابل قرب بغداد وكان تسربهم الى المنطقة سليماً وعلى شكل قبائل رحل ثم تحولوا فيما بعد الى الزراعة والإستقرار وأصبحوا ملوكاً وكان ساركون هذا واحد من حكام مدينة كيش من قبل الملك (أور-زاماما)(1) ثم استولى فيما بعد على بلاد كيش وانتهز فرصة انقسام السومريين الى قسمين فشن هجوماً صاعقاً عليهم وتمكن من السيطرة على بلادهم وأصبح ملك العالم كما لقب نفسه ووصلت دولته الى البحر المتوسط وخاض ضد الكوتيين معارك دموية حامية.
ويقول الدكتور عزيز عثمان: استطاع سركون (2) الحاق الهزيمة بالعشائر الكوتية القاطنة سفوح جبال زاغروس والذين كانوا يهاجمون بلاد مابين النهرين باستمرار.كما اسر ملك أوروك السومري (لوكال زاجيزي) وبنى مدينة أكاد بالقرب من كيش ولانعرف حتى اليوم موقع تلك المدينة بالضبط وفي أواخر حكم هذا الملك بنى الآشوريون مدن آشور ونينوى (نينوفا) وبدأوا بالتحرك وانتفضوا وأثبتوا وجودهم كشعب وفي هذه الثناء توفي الملك (ساركون)مخلفة ابنه(ريموش) .
2- ريموش بن ساركون(9):
بعد وفاة سركون خلفه ابنه (ريموش)فانتفض العيلاميون والسومريون ضده ولكن تمكن ريموش من إعادتهم الى جادة الصواب واستولى على مغانم كثيرة منهم أهداها الى إلهه (أنليل) وتمكن من قتل ثمانية آلاف من الجنود السومريين في مدن (أور) و(نيبور) و(أوما) واسر (5500)آخرين وفي معارك أخرى قتل ملك أوما مع (9000) من حلفائه في ميدان المعركة كما أسرمنهم (3500) جندي.
3- مانيتشو بن ساركون (15):
تولى الحكم بعد وفاة أخيه وكما يبدو فإن الآشوريين والعيلاميين كانوا من رعاياه وتحت سيطرته وبنى معبداً في (نينوى)كما صنع له حاكم عيلام تمثالاً نصفياً ووضعه في عاصمته (سوزا) وتقبع في متحف اللوفر في فرنسا مسلة عليها كتابات تدل على أنها تعود الى عهد هذا الملك الذي كان يريد تقوية أمبراطوريته عن طريق ضم المزيد من الأراضي.
4- نارام سين بن مانيتشو (37):
في بداية حكمه شنت هجمات ضارية على مملكته من قبل أعدائه كما خاض هو معارك حامية مع الشعوب القاطنة في الشمال الشرقي والتي وصلت في زحفها حتى نهر ديالي واحتلت مناطق سوربارتو والمناطق الواقعة جنوبي نهر دجلة.تغلب هذا الملك على العيلاميين وفرض سيطرته على بلاد (إنشان). وأهدى لوحة عليها صورته الى إلهه وإله عيلام (عشتار) ويبدو فيها مزهواً بإنتصاره على أعدائه من (اللولويين) المقيمين في جبال زاغروس .كما يظهر في اللوحة نارام سين الملك المنتصر بلباس الحرب وعلى رأسه خوذة حديدية ويتدلى من راسه قرنين وفي يده بلطة ويتقلد القوس والنشاب كما يبدو جنوده وهم ينحدرون من الجبال وبعضهم يرفعون الرايات والأعلام العسكرية والعدو يفر من أمامهم وهم يطاردونه ويدوسونه بالأقداموتتدحرج أجسادهم الى الوديان والشعاب الجبلية والبعض يتوسلون إليه طالبين الصفح والأمان.
وفي أعلى المشهد تظهر نجمتان عاليتان.هذه اللوحة موجودة الآن في متحف اللوفر في فرنسا. هذا وقد ترك (نارام سين) في مدسنة آمد(دياربكر) كتابان ونقوش تخلد إنتصارته على أعدائه وتبين عظم وإتساع البلاد التي استولى عليها حيث كانت حدود مملكته تصل حتى أرمينيا شمالاً وقدخاض نارام سين أيضاً قتالاً ضارياً ضد بلاد سومرو(سومر) وشدد ضغطه على بلاد (أوان) و(فارس)اللتين حافظتا بالكاد على استقلالهما ثم عقدتا معاهدة مع نارام سين وبموجب هذه المعاهدة يقدم ملك أوان له الطاعة والولاء ويصبح تابعاً له وفي عهد هذا الملك دخلت العادات والتقاليد والصناعات والحياة اليومية للأكاديين الى بلاد عيلام. كما انتزع هذا الملك مدينة (نوزي) التي تقع قرب كركوك من الحوريين وضمها الى مملكته ولاتزال ىثار ومخلفات نارام سين تكتشف في هذه المدينة كما ظهرت الآثار التي تعود الى عصره في مصر وكبادوكيا وفي أواخر حكمه ـألف ضده حلف من فارس وعيلام وبلاد الأرز وبدأ الهجوم على مملكته ولكنه تمكن من تشتيت شمل الحلفاء وهزمهم شر هزيمة زأخيراً قامت في (أوروك) سلالة حكمت المدينة حيث دام حكم خمسة من ملوكها مدة ثلاثين عاماً وبهذا الشكل فإن بلاد أكاد قبل وفاة نارام سين قد هزتها العواصف وتحكمت بها المطامح والهواء وعاشت في جو من الفوضى والخوف والإضطراب .
5- إشاركاليشاري :
وهو ابن نارام سين أو حفيد حكم مدة خمس وعشرين عاماً وفي عهد حدثت الإضطرابات والفوضى في بلاد أكاد التي تعرضت لهجمات شعوب عديدة. السومريون من الجنوب والعموريون من الغرب والعيلاميون من الشرق ولكن كان الكوتيون ألد أعداء هذا الملك وبلاده وكان هؤلاء يستقرون في بلاد (كوتيوم) على سفوح جبال زاغروس ويتألفون من قبائل وعشائر تمتهن الحرب وسفك الدماء وتتصف بالبأس وشدة الميراس في البداية تغلب عليهم ملك أكاد وأسر ملكهم ولكنهم عادوا الى نشاطهم من جديد وأغاروا على بلاد أكاد وتمكنوا من إخضاعها والإستلاء عليها وبعد وفاة الملك الأكادي دخلت بلاده كلها تحت سيطرة الكةتيين (كوتو) وبذلك تكون دولة أكاد قد زالت من الوجود والى الأبد بعد أن حكمت مئتا عام بلاد سومر وأكاد.
ملوك أكاد :
1- سركون 2-ريموش 3- مانيتشو 4- نارام سين 5-شاركاليشاري.
وكما يبدو من عدد السنين التي استغرقها حكمهم فإن هؤلاء الملوك الخمسة يكونوا قد حكموا أكثر من مئة سنة بقليل وليس مايقارب المئتي عام هذا في حال كون عددهم صحيحاً.
الدولة البابلية
يقال بأن العشائر البابلية تنحدر في نسبها من العموريين وقد سيطرت هذه العشائر في البداية أي في بداية حروبها على مدينة (إيسن).
ويقول عزيز عثمان: إن العموريين هم عرب هاجروا منذ عام 2500ق.م من شبه الجزيرة العربية متوجهين نحو الشمال واستقروا شمال شرق سورية مشكلين عدة إمارات وكان السومريون يسمونهم مارتو والساميون أطلقوا عليهم اسم العموريين ومعناه الغربيون لأنهم انتشروا غربي الفرات. ويقول علماء التاريخ القدماء في معرض ذكرهم للبابليين والعموريين أن لملوكهم أسماء عربية.وفي البداية كان العموريون في سورية بدواً رحلاً ثم مالوا الى حياة الإستقرار وأنشأوا مدينة (ماري) قرب البوكمال وتقدموا نحو بلاد مابين النهرين واستولوا على مدينة إيسن وأعلنوا قيام الدولة البابلية فيما بعدوقد أنشد أحد شعرائهم ومغنيهم مقاطع بهذه المناسبة حيث قال :
السلاح لايفارق العموريين
لايرضخون لأحد
يأكلون اللحوم النيئة
لايدفنون موتاهم
والآن يسكن مارتو البيوت
هذا وتسمى دولتهم التي أقاموها بالبابلية لأنهم استقروا في مدينة بابل وجعلوها عاصمة لهم وبابل معناها (باب- إيلو)أي بوابة الإله ثم توسعت مدلولات هذه التسمية فإصبح يطلق على كل بلاد ميزبوتاميا بل وعلى كل منطقة الشرق الأوسط فيما بعد وفي عهد هذه العائلة أصبحت بابل مركزاً حضارياً متقدماً حيث انتشر فيها العلم والمدارس وارتفعت أعمدة البناء والقصور وامتدت الحضارة صوب الشرق والغرب وبذلك خطى هذا الشعب خطوات حثيثة نحو الرقي والتمدن ويقول المؤرخون بأن بداية إنشاء هذه الدولة كانت عام 2105ق.م ويرجح آخرون العام 1905 ق.م ويدعي البعض بأن العموريين أصبحوا ملوكاً وحكاماً وأصحاب دولة في عام 1893 ق.م.
هذا وقد حكم هذه الدولة أحدعشر ملكاً بين سنتي 1893- 1595ق.م .
1- سومو آبو:
أصبح هذا ملكاً على بلاد بابل عام 1893 ق.م وفي عهده هاجم ملك آشور (إيلوشوما) بلاد بابل وسيطر على الكثير من المدن السومرية ولكن تحصن الملك في مدينته ولم يستسلم لعدوه وتمكن سومر آبو فيما بعد من إخضاع مدينتي سيار وكيش وحكمهما أربع عشرة سنة .
2- سومولا إيلو :
بني في عهده برج المدينة ومعبد حدد.دام حكمه ست وثلاثون سنة.
3- سابوم:
ابن سومولا إيلو حكم أربع عشرة سنة.
4-إ بلسين :
في عهده وعهد من تقدموه ارتقت بابل كثيراً وخاصة من الناحية العمرانية وأصبحت بلاداً عامرة تنعم بالخير والرفاه.
5- سين موباليت :
اصبح ملكاً في عام 1810ق.م وامتد حكمه الى مدينة أور ودخل في صراع على مدينة إيسن مع ملك لارسا العيلامي ولكن الغلبة كانت لملك لارسا فوقعت المدينة في قبضته.
6- حمورابي :
ابن سين موباليت حكم اثنين وأربعين عاماً ويعتبر مؤسس الدولة البابلية وأقوى ملوكها وأعظمهم هؤلاء الملك الذين كانت تخضع لهم باستمرار بلاد سومر وأكاد. واستطاعوا توحيد شعوب المنطقة في دولة واحدة وتمكنوا من إخضاع مدن أوروك وإيسن لحكمهم.وتمكن هذا الملك أن يوسع حدود مملكته ويمد سلطانها الى بلاد أخرى وبعد فترة من حكمه شكل ملوك لارسا (ريم سين) وسوبارتو وكوتيوم حلفاً فيما بينهم وهاجموا معاً بلاد بابل ولكنتمكن حمورابي من الصمود أمام أعدائه وبعد ثلاثين سنة انتزع لارسا من العيلاميين وقد مدحه الشعراء والمغنون وأسهبوا في ذكر انتصاراته وانجازاته. واستطاع أن يضم مدينة ماري الى مملكته ويسيطر على معظم بلاد سومر ثم توجه نحو بلاد آشور وسوبارتو وكان الملك الآشوري (شمسي حدد) قد وسع حدود مملكته كثيراً وفي عهد ابنه (شمسي داغان) استولى حمورابي البابلي بالقوة على بلاد آشور وضم مدينتي (نينوى) و(آشور) الى مملكته واستسلم له السومريون دون حرب واصبحوا تابعين وحلفاء له وبهذا الشكل فقد أنشأ حمورابي دولة قوية وواسعة في بلاد مابين النهرين وذاع صيته في كل مكان ولقب نفسه بملك سومر وأكاد وملك الأطراف الأربعة وسيد العالم وكان يقال له (أبو العموريين) وقد بدأ بوضع قوانينه وشريعته المشهورة اعتماداً على ماجمع من القوانين والشرائع القديمة وخرج منها بقوانين ودساتير جديدة سميت بشريعة حمورابي وقد ترك هذا الملك العظيم وراءه الكثير من الأشياء القيمة والهامة لايزال يدوي صداها حتى اليوم وأوصل دولته الى مصاف الدول العظمى في ذلك الوقت وسار بها الى مرحلة متقدمة من الرقي والحضارة والمجد.
7- شمسوإيلونا بن حمورابي :
الذي حكم مدة سبعة وثلاثين عاماً وفي البداية سارت الأمور على مايرام ولكن فيما بعد انتفض ضده الكاشيون في الشرق والعيلاميون في الجنوب وهاجموا معاً مدينة لارسا وانتزعوا أيضاً مدن أور وأوروك وبعض المدن السومرية الأخرى. وتمكن السومريون أخيراً من إنشاء دولة القطر البحري وأصبحت هذه الدولة موطناً وملاذاً للسومريين والأكاديين الهاربين من ظلم البابليين واتفاد هؤلاء بالقوة الكثير من مدنهم. كما انتفض الآشوريون في وجه البابليين وناصبوهم العداء وفي تلك الأثناء هاجم الحوريون (الهفيركيون)من الشمال بلاد آشور وانتزعوها من البابليين واصبحت تحت سيطرتهم وفي خضم هذه الصراعات توفي الملك (شمسو إيلونا).
8- إيبي إيشو بن شمسو إيلونا:
وفي عهده وقعت حروب عديدة بينه وبين دولة القطر البحري دون أن يحرز أي منهما النصر على الآخر.
9- آموديتانا : استعاد البابليون في عهده مدن إيسن ونيبور.
10- أموصدوقا: في عهد هذا انتصر البابليون على العيلاميين.
11- شمسو ديتانا :
آخر ملوك بابل وفي عهده هاجم الحثيون بابل من الشمال الغربي وتمكنوا من الإستلاء عليها في عام 1595ق.م بقيادة ملكهم (مورسيل الأول) ولكن لم يدم وجوده في بابل طويلاً إذ قام بسلب المدينة ونهبها ثم رجع الى بلاده ولم يمض زمن طويل حتى تحطمت معنويات الجيش البابلي وخارت قواه وتمزقت الدولة البابلية الى أجزاء صغيرة فانتهز الكاشيون هذه الفرصة وداهموا بجيشهم بلاد بابل وسيطروا عليها بالقوة.وفي الحقيقة فإن تاريخ هذه افسرة وحكمها والدولة التي أسستها غير معروفة لدينا بشكل جيد وقد نشب خلاف بين العلماء حول ذلك ونحن بانتظار كتابات ومكتشفات أثرية قديمة تنير لنا الدرب للإطلاع على أسرار هذه الدولة العريقة التي حانت الآن نهايتها ونهاية العائلة التي حكمتها.